مستجدات الأحداث

No More Articles

العرب.. سیوفهم من خشب الّا على أنفسهم ! بقلم : مروة محمد

المرصاد نت

لمن لم يحفظ ولمن لم يقرأ ومن لم يسمع!.. العنوان مأخوذ من رائعة الشاعر الكبير الراحل نزار قباني


"السمفونية الجنوبية الخامسة" والتي كتبها بحق المقاومة الاسلامية في لبنان (حزب الله) في سنة 1992 اي قبل التحرير (25 أيار 2000) بثمانية سنين.Alsaoud2016.4.18
يقول نزار في مطلعها:
"سميتكَ الجنوب
يا لابساً عباءةَ الحسين
وشمسَ كربلاء
يا شجرَ الوردِ الذي يحترفُ الفداء
يا ثورةَ الأرضِ التقت بثورةِ السماء
يا جسداً يطلعُ من ترابهِ
قمحٌ وأنبياء".
لا أدري ماذا كان سيقول واي شئ سيكتب نزار لو أنه شهد 25 أيار 2000 وهو يرى جنود العدو يفرّون من أرض الجنوب ويتركون مرتزقتهم من جيش لحد ليلاقوا مصيرهم مع المقاومة.. وكيف ان نساء البلدات المحررة وفتياتها ينثرن الورود والارز على رؤوس مواكب المحررين من ابطال المقاومة... الوطن عزيز والمحتل والخائن هارب وذليل.
وعن اي شئ كان سيتحدث وهو يرى الصمود الاسطوري في حرب تموز 2006 (الوعد الصادق) وهو يرى في الوقت ذاته غدر الاعراب بالمقاومين، ثم معارك المقاومة الفلسطينية في غزة مع الاحتلال الصيوني 2008 ـ 2014 وكيف ان من وقف بجانبها واسعفها هم اهل السمفونية الجنوبية فقط..
وكيف كان سيعلق نزار على الهجوم الاعرابي البدوي التكفيري على حواضر العرب ورمز شموخهم في العراق وسوريا وعلى ضفاف دجلة والفرات وبردى.. خاصة دمشق التي تعبق كـ" ليلكاتها" في ذاكرة كل الشعراء والاحرار العرب وكل الفارين من انظمتهم الرجعية ومدن الملح وممالك الرمل...
رغم انه وقبل رحيله في 30 نيسان/ ابريل 1998، كتب قصيدة كانت آخر مشواره في كتابة الشعر وانتقاء الكلمات التي أجادها وتقدم بها على الكثير من اقرانه.. قصيدة سماها "متى يدفنون العرب!"، يقول فيها:
"أنا من خمسين عاماً
أراقبُ حالَ العرب
وهم يرعدون، ولا يمطرون...
وهم يدخلون الحروب، ولا يخرجون...
وهم يعلكون جلود البلاغة علكاً، ولا يهضمون...".
لينتهي الى هذا البيت:
"رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزاد الاثاث القديم.. ولكنني
ما رأيت العرب!"
أجل، فالذين يتصدرون المشهد اليوم هم الاعراب الذين سماهم نزار تسامحا "عرباً" والذين وصفهم في قصيدته الشهيرة "بلقيس":
"قبائل قتلت قبائل.. وعناكب سحقت عناكب"
هؤلاء القادمون من مملكة الرمال وضواحيها، متصحرون في العرض والجوهر، في الشكل والمحتوى، في الاطار والمضمون، قلوبهم سوداء تكشف عنها افعالهم مهما تخفوّا خلف "دشاديش" بيضاء مصنوعة من الحرير ومدفوعة ببلاين النفط المنهوب...
لو كانت مشكلة العرب قبل نصف قرن هي الاستبداد والتخلف والهزيمة او عدم تسجيل انتصار امام العدو (الصهيوني) فأن المشكلة العربية اليوم أصبحت أكثر تعقيداً.. أصبح أسوء انواع المستبدين وأكثرهم رجعية وتخلفاً يصدر الديمقراطية الى البلدان الاخرى دون خجل!
اصبح ولياً للأمر يتبعه جيش من الوعاظ والكهنة يطبلون له بفتاوى اجتناب البدع والتكفير لكل من يعارض مذهبهم المتخلف الذي يعتبر من خرجوا من بطنها ونشأوا في رحمها مجرد وعاء وضلع مكسور وسفيه لابد له من قيمّ!
وجيش آخر من الطبالين "الليبراليين" وأشباه المثقفين من المرتزقة، يمجدون مشايخ النفط ويحثون على عبودية ملوك وامراء ومشايخ "الاستخراء" الذين ينثرون فوق رؤوسهم دراهم وريالات النفط المنهوب من جيوب الفقراء العرب.
المشكلة اليوم هي ان هذه الانظمة الاعرابية وجهت قطعانها المتوحشة والتي استقدمتها من مجاهيل الارض وجمعتها من شذاذ الأفاق نحو حواضر العرب وشموخ تاريخهم، بعد ان ارضعتها الحقد واللؤم والكراهية من الثدي الوهابي وبطريقة رضاع الكبير!
المشكلة ليست في الهزيمة أمام العدو الغاصب لفلسطين، بل في تحول هذا العدو الغاصب الى حليف وصديق للمنهزمين والمنبطحين، ضد الابطال المقاومين وعلى حساب ارض العرب وكرامة العرب ودين العرب وعرض فتيات العرب!
المشكلة عندما لخص الاعراب لنا "العروبة" بالعقال والكوفية وشاعر المليون والطرب.. متناسين ان العربي كان يلبس العمامة وقادة العرب في العصر الحديث كانوا غريبين عنها فلا عمر المختار ولا سعد زغلول ولا سلطان باشا الاطرش ولا الحاج امين الحسيني وقبله عزالدين القسام ولا جمال عبد الناصر ولا بن بلة و... كانوا عرب الكوفية والعقال.. بل كانوا عرب القيم والمبادئ التحررية!
المشكلة ان سمر الهند التي تغنى بها وقبلها عنترة وغيره من فرسان العرب والتي كانت تُشرع في مواجهة الاعداء، تحولت اليوم الى سكاكين وخناجر يطعن العرب بعضهم بها.. والى اسلحة اميركية الصنع بيد الكولومبيين ليحصدوا بها ارواح أصل العرب من قبائل اليمن التي يعود تاريخ بعضها الى عهد مملكة سبأ.
تصوروا كولومبياً أسمه خوسييه أو فرنناندز أو أميركياً أسمه ستيفن او دونالد او شيشانيا اسمه رمزانوويج او شعبانويوف أوأفريقيا يصعب علي تلفظ اسمه! يذبح أبناء حميَر ومذحج وكندة وهَمدان بأسم العروبة!
تصوروا تقتل نساء حاشد وبنات بكيل بدعوى مواجهة التمدد "الفارسي" فيما التمدد الفارسي عاش في اليمن 600 سنة قبل الاسلام وكانت قريش تزوره في رحلة شتائها كل عام!
مشكلة العرب، ان كثيراً من مفكريهم لا يفكرون وان كثيراً من حكامهم لا يحكمون (ينفذون اوامر اسيادهم في واشنطن) وان كثيراً من فقهائهم لا يفقهون...
مشكلة العرب، انهم ومنذ ان ملأت بطونهم أموال السحت النفطي.. أضحت سيوفهم من خشب وفي الحال لا يكفون عن الرَجَز.. لا يقاتلون فقط يقتتلون وان قاتلوا كانت الهزيمة أفضل ما يحصدون!
تركوا سيوفهم وتمنطقوا بالخناجر ليذبحوا بها بعضهم، مع شيوع سنة السلف الصالح في الذبح كما جاء على لسان شيخ الاسلام وابن عبد الوهاب والمشايخ الدعاة من اتباعهما.. فأضحت حروبهم على العمالة واثبات الجدارة في استخراء وقمع العباد!
هل رأيتم عربياً يقرأ في حافلة او طائرة او قطار، قارنوهم بمن في البارات والملاهي ونوادي القمار ومن يلعبون الورق والدومينو و... او مع المتسمرين امام برامج الطرب والتسلية!.. كم صفحة في السنة يقرأ العربي، بعض الاحصائيات تقول نصف صفحة!!
هل سمعتم بعالم ذرة او طب او تشريح او صيدلة او مخترع سعودي او كويتي او اماراتي او قطري... الخ، دلوني عليه بالله عليكم؟! لكنهم جميعا متبحرين في الشعر النبطي وحفط اغاني محمد عبده وعبدالله الرويشد ونبيل شعيل وحسين الجسمي... وصيد الضباب وسباقات ام رقبة وفي التهام الحلويات حيث تعتبر هذه البلدان الاكثر سمنة واصابة بالسكري بين الدول العربية!
العرب اليوم مجرد مستهلكين، يستخرج خاماتهم في أحسن الاحوال ويستوردون كل شئ، من الابرة الصينية حتى طائرة البوينغ الأميركية.. حتى الأم في بعض بلدانهم أصبحت فلبينية أو تايلاندية، والحارس ورجل الأمن أضحى سريلانكياً او بنغلادشياً او كولومبياً!
هل رأيتم سيارة عربية او دراجة او مكيفاً او براداً او مصباحاً صنع بايد سعودية او اماراتية او قطرية، واذا كان هناك شئ ففي حواضر العرب التي يقوم الاعراب بتدميرها اليوم.. نعم اذا كان هناك شئ ففي مصر والعراق وسوريا والجزائر، هذه التي يستهدفها الاعراب ومن معهم اليوم ليمرروا براحة البال بضائع اعمامهم المحتلين لفلسطين ويسربونها عبر الاردن الى الاسواق العربية، لان الخلاف على الأرث لا يفسد في الودّ قضية، كما يقول حمار الامارات في نهيقه عبر تويتر...
وكما بدأت بنزار سأختم به:
" لم أر الاّ قصائد تلحس رجل الخليفة، من أجل جفنة رز.. وخمسين درهم
فيا للعجب!
ولم أر الاّ قبائل ليست تفرق بين لحم النساء.. وبين الرطب
فيا للعجب!
ولم أر الاّ جرائد تخلع أثوابها الداخلية، لأي رئيس من الغيب يأتي..
وأي عقيد على جثة الشعب يمشي!"
بقلم: مروة أبومحمد

المزيد في هذا القسم:

  • كفايه جرع ,, أعتقد أن شعبنا تجرع من الويلات في تاريخه البعيد والقريب ما يكفي، وأن الجرع المختلفة سياسياً واقتصادياً التي تلقاها كانت كافية لتحمله إلى القبر، لكن صبره وصلابته... كتبــوا
  • الفصل السابع ضد اليمن لا شك ان قرار مجلس الامن الدولي رقم 2140 بشأن اليمن تحت الفصل السابع اثار جدلا واسعا في الاوساط السياسية اليمنية، وفي اوساط المثقفين والاعلاميين والاكاديميين ... كتبــوا
  • سلطة بلا شرعية وبلا مسؤولية!   لا أسال عن الكهرباء عندما لا أشاهد قناة جغرافيا شنال وبقية البرامج العلمية والوثائقية. كما لا أسال عن “النت” عندما يكون الـ”يو إس بي” شغال، ويكفيني تقط... كتبــوا
  • اليمن الصومالي الجديد ! المرصاد نت تتطور الأحداث بسرعه جنونيه في مختلف المناطق اليمنيه ومابين منتشي بفوز ونصر وآخر متأهب للانقضاض وتهديدات من هنا وهناك بالحسم ومن يعمل على إحياء النع... كتبــوا
No More Articles