المرصاد نت - متابعات
أعلنت صنعاء مساء أمس وقف إطلاق الصواريخ وغارات الطائرات المسيّرة على السعودية والإمارات وحلفائهما في اليمن. الإعلان الذي جاء ـــ وفقاً لمصادر سياسية ـــ بناءً على تفاهمات مع المبعوث الأممي يعزّز الانطباع بأن ثمة حراكاً جدياً لإنهاء الحرب وإطلاق التسوية السياسية. حراك يُفترض أن تتضح مآلاته مع الزيارة المرتقبة لمارتن غريفيث الأسبوع الجاري لصنعاء والتي يُنتظر أن يقدم خلالها تصوّراً للبدء في تنفيذ إجراءات «بناء الثقة» وفق ما أنبأت به جملة مؤشرات من بينها الإعلان عن مسودة اتفاق بشأن الأسرى. وفي الانتظار يتكثّف الحراك البريطاني في مجلس الأمن وسط تفاؤل بأن يسفر عن قرار بوقف إطلاق النار.
للمرة الأولى منذ تصاعد الدعوات الدولية وخصوصاً الأميركية منها إلى وقف القتال في اليمن والعودة إلى طاولة المفاوضات أعلنت صنعاء مبادرة يمكن القول إنها ـــ إلى الآن ـــ المؤشر الأكثر جدية إلى أن الحرب الدائرة منذ ما يزيد على ثلاث سنوات ونصف سنة قد تكون في آخر أيامها.
إذ دعا رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي الجهات الرسمية إلى «التوجيه بإيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على دول العدوان الأميركي ــــ السعودي ــــ الإماراتي ــــ وحلفائها لإسقاط أي مبرر لاستمرارهم في العدوان أو الحصار» مؤكداً «استعدادنا لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في كل الجبهات وصولاً إلى سلام عادل ومشرّف إن كانوا فعلاً يريدون السلام للشعب اليمني».
اللافت أن الحوثي ربط الإعلان الذي صدر في وقت متأخر من مساء أمس بطلب من المبعوث الدولي مارتن غريفيث مدرجاً إياه في إطار «دعم جهود غريفيث وإثبات حسن النوايا وتعزيز التحركات والجهود الرامية إلى إحلال السلام». موقف يشي باستشعار صنعاء بأن تلك التحركات والتي انطلقت عملياً مع زيارة وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت لكل من الرياض وأبو ظبي، دخلت مرحلة جدية قد تسفر في وقت قريب عن وقف إطلاق النار وخصوصاً أن صنعاء أعلنت مراراً ــــ عقب دعوة وزيرَي دفاع الولايات المتحدة وخارجيتها جيمس ماتيس ومايك بومبيو إلى إنهاء العمليات وإعادة إطلاق المسار التفاوضي ــــ تشكّكها إزاء تلك المبادرات التي وضعها مسؤولوها في مربع «الخداع والمراوغة» المتواصلَين.
لكن أمس ومع البيان الصادر عن الحوثي تعزّز الانطباع بأن ثمة شيئاً مختلفاً هذه المرة يُنتظر أن تتواصل مؤشراته اليوم مع تقدّم بريطانيا بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي من شأنه إذا ما سلك طريقه إلى التصويت والإقرار أن يفتح باباً ذا صدقية على إمكانية إنهاء الحرب في هذا البلد والتوطئة لتسوية سياسية. وهو ما يُفترض أن يتضح أيضاً مع الزيارة المرتقبة الأسبوع الجاري للمبعوث الأممي لصنعاء والتي تمهّد لعقد جولة تفاوضية جديدة يُرتقب انطلاقها أواخر الشهر الجاري في السويد وسط أجواء إيجابية أوحى بها قول غريفيث «(إننا) قريبون من التغلّب على العقبات».
ويُتوقّع أن يلبّي مشروع القرار البريطاني الذي أعلنت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة كارين بيرس أن بلادها ستتقدّم به إلى المجلس اليوم الاثنين المطالب الخمسة التي طرحها وكيل الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، في الجلسة التي انعقدت مساء الجمعة الماضي. وتتضمّن تلك المطالب «تنفيذ وقف الأعمال العدائية»، و«حماية الإمدادات الغذائية» و«دعم الاقتصاد اليمني عن طريق ضخّ العملات الأجنبية ودفع الرواتب والمعاشات» و«زيادة تمويل المساعدات» وحثّ «الأطراف المتحاربة على العمل مع المبعوث الأممي». وهي إجراءات يُفترض في حال إقرارها والبدء بتنفيذها أن تعزّز عملية «بناء الثقة» التي أطلقها وزير الخارجية البريطاني نظرياً عقب زيارته السعودية والإمارات بإعلانه موافقة «التحالف» على السماح بإجلاء 50 جريحاً من الجيش واللجان الشعبية إلى سلطنة عمان من دون أن يبرز ــــ إلى الآن ــــ ما يشير الى دخول هذه العملية حيز التنفيذ.
لكن المبعوث الأممي بعث أول من أمس برسائل إيجابية بخصوص إجراءات «بناء الثقة»، عندما أكد أن تحالف العدوان وافق على «ترتيبات لوجستية» لإتمام الإجلاء الطبي مُعلِناً أن التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بات قريباً. وهو ما ذهبت إليه أيضاً حكومة هادي بحديثها على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة أحمد بن مبارك عن أنها شارفت على التوصل إلى اتفاق مع مكتب المبعوث الأممي حول «مسودة تبادل الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسّفياً والمختفين قسرياً والموضوعين تحت الإقامة الجبرية» قائلة إنها «قبلت بمقايضة أسير الحرب الحوثي بمعتقل أو مختطف أو محتجز تم اختطافه نتيجة مواقف لا علاقة لها بالحرب».
وينبئ هذا الإعلان بأن تحركات غريفيث الأخيرة المشفوعة بدعوات دولية متزايدة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات ربما بدأت تؤتي ثمارها لكن ذلك يُنتظر أن تَثبت صحّته وجدّيته مع زيارة المبعوث الأممي لصنعاء والتي مهّدت لها مديرة مكتب غريفيث في اليمن نيكولا ديفيز بمباحثات جمعتها أمس بوزير خارجية حكومة الإنقاذ هشام شرف. وأكدت ديفيز خلال المباحثات التي انعقدت في العاصمة أن مندوب المنظمة الدولية «مستمر في مساعيه الحميدة لكسر الجليد وبدء عملية المشاورات السياسية في أقرب وقت ممكن بما يساهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن» وفقاً لما نقلته عنها وكالة «سبأ» الرسمية.
وأعلنت صنعاء من جهتها ترحيبها بجهود غريفيث مؤكدة أنها على «أتمّ الاستعداد للحوار في أي لحظة» وفق ما قال لوكالة «فرانس برس» عضو وفد صنعاء التفاوضي حميد عاصم لكن عاصم جزم في الوقت نفسه «(أننا) مستعدون للقتال حتى آخر رمق من أبناء الشعب اليمني العظيم». وجاءت هذه التصريحات في وقت لا تزال فيه الهدنة سارية على جبهات الحديدة كافة بحسب ما أفادت به مصادر ميدانية لافتة إلى عدم وجود خروقات باستثناء اشتباكات متقطّعة في مديريتَي التحيتا وحيس جنوب المحافظة. وأشارت المصادر نفسها إلى أن غارات تحالف العدوان تراجعت «بنسبة كبيرة» في محيط المدينة ولم يُسجّل منها أمس سوى واحدة في منطقة شارع التسعين إضافة إلى سلسلة غارات استهدفت التحيتا وخصوصاً منطقة الجبلية.
المزيد في هذا القسم:
- تعز : إنفلات أمني وصراع وقتلي بين الفصائل المسلحة المرصاد نت - متابعات قتل 10 مسلحين من عناصر جماعة “ابوالعباس” السلفية الموالية للإمارات في مدينة تعز ضمن الصراع القائم بين مكونات الفصائل الموالية...
- محامي "صالح" يتهم الرئيس هادي بالتورط في تفجير جامع النهدين اتهم المحامي محمد المسوري التابع للرئيس السابق علي صالح إتهم الرئيس عبدربه منصور هادي بالتورط في حادثة تفجير مسجد دار الرئاسة الذي وقع في يونيو 2011 و...
- الرئيس علي ناصر: الأزمة بلغت ذروتها ولم يعد هناك متسعاً لممارسة اللهو والعبث السياسي أكد الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد الذي يعيش في المنفى منذ تسعينات القرن الماضي ان ” الأزمة المركبة في اليمن وبكل ابعادها السياسية والاقتصادية والوطنية وال...
- متى سيعيد الأشقاء السودانيون أبناءهم أحياء من اليمن الحر؟ المرصاد نت - متابعات نستطيع القول وبثقة نسبية عالية إن الشعب السوداني الشقيق قد تخطى العتبة الأولى في نضاله الشاق و(ثورته) السلمية المباركة التي انطلقت في شوا...
- الوجود العسكري الامريكي في اليمن ضاعف من تعقيدات مشاورات السلام في الكويت المرصاد نت - روسيا اليوم منذ بداية العمليات العسكرية للعدوان الذي تقوده السعودية في اليمن قدمت الولايات المتحدة دعما لهذا العدوان الذي كان هدفه إعادة الفار...
- تعز ونهم معارك دموّيه وتكتيكات قاتله ..أنها الحرب العادله تطبق قوانينها على الارض بلاسقف المرصاد نت - متابعات بــ تعز و نهم معارك دموّيه وتكتيكات قاتله .... ابطالها ملوك الحرب يصطادون مرتزقة الغزاه بدهاء وينقضُّون عليهم بوحشيه.... أنها الحرب العاد...
- الجيش يؤمّن مواقع محورية والطائرات السعودية تقتل مرتزقتها بغارة جوية في نهم المرصاد نت - متابعات أمّنت وحدات الجيش اليمني واللجان 4 مواقع محورية في إحدى مناطق مديرية نهم بالتزامن مع معارك عنيفة وغارات للطيران المعادي. ونقلاً ...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد اليمني! المرصاد نت - متابعات كثفت قوى العدوان خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة واستهداف محافظة صعدة ما أدى إلى استشهاد وإصابة ستة مواطنين بينهم طفلان و...
- «نيويورك تايمز»: انسحاب أبوظبي يغضب الرياض ! المرصاد نت - متابعات تلقّت السعودية نبأ الانسحاب التدريجي لحليفتها الإمارات من الحرب في اليمن بـ«خيبة أملٍ كبيرة» وحاولت عبر ديوانها الملكي، ثنيها عن هذه الخط...
- بين شاطئ غزّة 2014 وحافلة صعدة 2018.. المشهد يتكرّر المرصاد نت - متابعات 5أطفال يقتلون يومياً في العالم العربي إحصائية كشفت عنها اليونيسف تبرز مدى الإجرام الذي يتعرّض له أطفالنا في المنطقة فالطفل العربي يعيش في...