مستجدات الأحداث

No More Articles

تقرير أمريكي : النظام السعودي يهدد الملاحة الدولية بباب المندب وليس اليمنيين

المرصاد نت - متابعات

رفضت الأمم المتحدة الطلب الذي تقدم به تحالف العدوان السعودي الذي يدعوها للإشراف على ميناء الحديدة غرب اليمن.babalmandab2017.3.21


ونقلت مصادر إعلامية عن نائب المتحدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة “فرحان حق” أن على الأطراف حماية المدنيين والمنشآت الحيوية وأضاف أن المجتمع الدولي يرسل المساعدات لاعتبارات انسانية لا علاقة لها بالسياسة وكان الناطق باسم تحالف العدوان السعودي طالب أمس الاثنين من الامم المتحدة بالاشراف على ميناء الحديدة الذي تعرض للتدمير من قبل طيران العدوان بحسب تقارير الأمم المتحدة ذاتها.

وقال حق إنه مع اعتماد اليمن بشكل شبه كامل على استيراد الغذاء وغيره من السلع فمن “الضروري أن تسهل كل الأطراف وصول الشحنات الإنسانية والتجارية دون معوقات إلى الموانئ اليمنية بما فيها الحديدة الذي يخدم 70 في المئة من سكان اليمن المتضررين.

ويسعى النظام السعودي والاماراتي بمعية امريكا الى السيطرة على مضيق باب المندب على البحر الأحمر.

الي ذلك نشر موقع مجلة “نيوز ويك” الأمريكية تقريراً مطولاً تضمن عدة جوانب خطيرة في تناوله لأسباب التسلح السعودي وصفقات الأسلحة التي تبرمها السعودية مع الولايات المتحدة وعلاقة ذلك بطموحات وأطماع السعودية للسيطرة على ثورات الدول المجاورة لها وحقيقة التهديدات المحتملة للملاحة البحرية في باب المندب.
وتضمن التقرير عدة احتمالات لما تفكر به السعودية لتفادي الانهيار الاقتصادي جراء انهيار أسعار النفط ومنها غزو المناطق الحدودية العراقية مستفيدة من النفوذ الذي نجحت في تحقيقه في إطار القبائل العراقية في المناطق الحدودية، واحتمال غزو قطر.
ويقول تقرير المجلة الذي ترجمه موقع “ساسة بوست أن غزو اليمن في غالب الأمر لن يقدم للسعودية دفعة اقتصادية ملموسة ما لم تعطل السعودية الملاحة في مضيق باب المندب والذي تعتبره إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أحد المضايق السبع الرئيسة للطاقة في العالم إذ تمر منه 3.8 مليون برميل نفط إلى الغرب يوميًا بالإضافة إلى ما يعادل من نصف مليون إلى مليون برميل من الغاز الطبيعي.
ويضيف التقرير أنه وعلى فرض أن السعودية نجحت في خلق حالة من الفوضى والارتباك في مضيق باب المندب من خلال الهجمات الصاروخية أو من خلال تنامي قدراتها البحرية بشكل كبير أو حتى من خلال استفزاز الحوثيين لمهاجمة السفن في المضيق سوف تكون أوروبا أكبر الخاسرين إذ ستُحرم ما قيمته 150 مليار دولار من النفط والغاز الطبيعي الضروري سنويًا ما سيجعل الأوروبيين أكثر اعتمادًا على روسيا والنرويج والولايات المتحدة والسعودية في سد حاجاتها من الطاقة.
وتابع التقرير أنه إذا عُطلت الملاحة في المضيق سوف ترتفع أسعار النفط والغاز وسوف يحقق الاقتصاد السعودي أرباحًا مهولة خاصةً بعد أن بدأ السعوديون في التوسع رويدًا رويدًا في خط الأنابيب الواصل بين الشرق والغرب. وبالتالي إذا ما أُغلق المضيق سوف تكون الطريقة الوحيدة العملية المتاحة لجميع دول الخليج العربي تقريبًا لتصدير الطاقة إلى الغرب عبر السعودية من خلال خط أنابيبها الواصل من الشرق إلى الغرب المُوسع حديثًا.
ويلفت التقرير إلى أنه غالبًا ما تدعي السعودية أن الحوثيين هم من يهدد مضيق باب المندب إلا أن الحقائق تشير إلى العكس تمامًا. فقد احتل الحوثيين عدة مواقع مطلة على المضيق على مدار العامين الماضيين والتي كان من شأنها إتاحة الفرصة لهم بتعطيل سير الملاحة بشكل كبير ولكن استمر المضيق مفتوحًا للملاحة بشكل دائم .
وأضاف تقرير النيوز ويك الأمريكية أنه ومن خلال مقارنة بسيطة تعرضت السفن الإيرانية والباكستانية للهجوم من المملكة السعودية أو من حلفائها في اليمن مرتين على الأقل بينما تكاد تنعدم الأدلة على أن غالبية الهجمات على سفن التحالف غير السعودية - خلال العامين الماضيين - نفذها الحوثيون.
وبعيدًا عن اليمن بحسب التقرير قد تستهدف السعودية المناطق الجنوبية والشرقية من العراق- أجزاء من الأنبار والمثنى والتي تمكنت بالفعل من تحقيق نفوذ قبلي بشكل ملحوظ قبل نقل الحكومة العراقية السلطة إلى الشيعة.
فيما يتعلق ببعض المناطق المحددة في العراق، من المستبعد أن تغزو المملكة السعودية العراق وصولًا للمناطق الملاصقة للحدود الإيرانية العراقية. فمن شان ذلك أن يستدعي حربًا مباشرة مع إيران ويؤدي إلى تدفق أعداد هائلة من الشيعة إلى  السعودية وهو ما لا يريده السعوديون.
بدلًا من ذلك وأخذًا للتكاليف والفوائد في الحسبان قد تلجأ المملكة السعودية إلى محاولة تدمير خط الأنابيب الاستراتيجي للعراق من خلال بعض القنابل الموجهة جيدًا أو عن طريق عمليات إرهابية من شأنها أن ترفع قيمة النفط السعودي مقابل تكلفة منخفضة نسبيًا بالنسبة للسعوديين.
قد يبدو وجود منظمة مسلحة تفجر محطات ضخ النفط في المثنى أو في الانبار بعيد المنال لكنها لن تكون المرة الأولى التي تُجرى فيها مثل هذه العمليات في العراق بنجاح. إذ فُجِر خط أنابيب الموصل حيفا علي يد كل من العصابات العربية، وعصابات الإرجون اليهودية عدة مرات خلال ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي.
علاوة على ذلك خلال الخمس سنوات الماضية أنفق المتشددون في السعودية على تمويل منظمة جبهة النصرة المسلحة والتي بالرغم من إدعائها رغبتها في الإطاحة بالنظام السوري أمضت وقتًا أكثر في السيطرة على أجزاء من الأنبار في العراق مما أمضت في محاولات قتال الأسد. وفي الوقت ذاته تسببت الأسلحة المسربة إلى تنظيم الدولة من المملكة السعودية في انقطاع إمدادات النفط بشكل كبير في شمال العراق ما صب في مصلحة المملكة السعودية بصورة ملحوظة وذلك وفقًا لمجلة فوربس.
على الرغم من ذلك، لو لم تجتاح المملكة السعودية العراق فإنها غالبًا ما ستفرض سيطرتها على مناطق من المثنى والأنبار ذواتا الغالبية غير الشيعية والكثافة السكانية القليلة والذي من شأنه أن يصب في صالح المملكة السعودية من خلال فائدتين رئيسيتن:
السيطرة على حقول النفط في أبو الخيمة، والسماوة، وسلمان، والديوان.
الاضطراب أو التحكم الدائم في خط الأنابيب الاستراتيجي للعراق.
إذا ما عطلت المملكة السعودية كل من خط الأنابيب الاستراتيجي للعراق ومضيق باب المندب سوف تحتكر السعودية تقريبًا نقل النفط والغاز العربي إلى أوروبا. وسوف يضطر معظم منتجي الطاقة العرب إلى التصدير إما عبر السعودية وإما عبر المسارات الإفريقية والإيرانية المحدودة والمكلفة إلى حد بعيد.
بغض النظر عن العراق واليمن إذا ما ساءت الأحوال الاقتصادية السعودية بما فيه الكفاية قد تهاجم حينها قطر إذ تمتلك قطر ثلاثة أضعاف مخزون السعودية من الغاز الطبيعي والأهم من ذلك يتزايد الطلب على الغاز الطبيعي بشكل متسارع في أوروبا - إذ يحترق أنظف من النفط، فقد ارتفعت واردات الغاز الطبيعي بنسبة 17% عام 2015.
بينما يُعتبر ذلك السيناريو هو الأقل احتمالًا بين السيناريوهات الثلاثة إلا أن الهجوم على قطر لايزال محتملًا. إذ يُعد تنامي الغاز الطبيعي لدى كل من قطر وإيران هو التهديد الأعظم لقوة السعودية الإقليمية حاليًا. ففي حالة تطور العلاقات الإيرانية مع الغرب واستمرار إحلال الغاز الطبيعي محل النفط واستمرار تراجع اقتصاد  السعودية قد تلجأ حينها السعودية إلى الهجوم على قطر كبديل أخير لوقف تقويض الغاز الطبيعي القطري للنفط السعودي.
منع السعودية على المدى القصير من استخدام مخزون أسلحتها ضد جيرانها، يعتمد بشكل كبير على الترويج لخطاب أن الغرب (أو حلف من الدول العربية) سوف يتحرك ضد المملكة السعودية إذا ما انخرطت في هجوم عسكري ولكن على المدى البعيد، قد يأتي أكبر رادع للسعودية من داخل المملكة نفسها.
إن بعض من في السلطة في السعودية مهتمين ولو قليلًا برفاهية منطقتهم كما أن هناك البعض الآخر الذين لا يريدون أن يوصم الشرق الأوسط بالحكم الثيوقراطي والحروب.
إذا كان ترامب وغيره من القادة جادين حقًا في مقاومة «الإسلام الراديكالي» وتعزيز الاستقرار في المنطقة فهم في حاجة إلى تشجيع الإصلاحيين الحقيقيين في المملكة بدلًا عن الاعتماد على شباب العائلة المالكة السعودية.

المزيد في هذا القسم:

No More Articles