المرصاد نت - متابعات
قال التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن إنه سيواصل فرض الحصار على طريق المساعدات الرئيسية – ميناء الحديدة – حتى يضمن أن الجيش واللجان الشعبية لا يستطيعون استخدامها لإدخال الأسلحة.
وكان التحالف قد أغلق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية إلى اليمن قبل أكثر من أسبوعين إثر اعتراض صاروخ أطلق إلى العاصمة الرياض قائلا إنه اضطر إلى وقف تدفق الأسلحة إلى اليمن. إن إبقاء ميناء الحديدة مغلقا حتى لفترة قصيرة يضمن أن العديد من اليمنيين الأبرياء سيموتون من الجوع والأمراض التي يمكن الوقاية منها.
ميناء الحديدة هو الميناء الرئيس للبلاد وشريان الحياة بالنسبة لمعظم السكان وبالتالي إبقاؤه مغلقا سيكون له عواقب وخيمة على الملايين من الناس ولا يحق للتحالف أن يملي شروطا لفتح الميناء وطالما أبقوا الميناء مغلقا فإنهم ينتهكون القانون الدولي ويزيد احتمال وقوع خسائر هائلة في الأرواح بسبب المجاعة.
إن تعزيز عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة سيعني أن العملية البطيئة جدا لإدخال الإمدادات الحيوية ستصبح أشد بطئاً مما كانت عليه. وهذا من شأنه أن يجعل الغذاء والدواء مكلفا للغاية بالنسبة لمعظم السكان. وقد قام التحالف بالفعل بمنع أو تأجيل أو تحويل شحنات المواد الغذائية والأدوية التي وافقت عليها آلية التحقق التابعة للأمم المتحدة.
ومن الواضح أن وقف شحنات الأسلحة هو مجرد ذريعة. لقد استخدموا الحصار لمحاولة إخضاع اليمنيين منذ بداية العدوان 26 مارس 2015م، وسوف يستمرون في ذلك حتى لو أعيد فتح الميناء. ومن أجل معالجة الأزمة الإنسانية في اليمن على نحو فعال، يجب رفع الحصار بشكل كامل، ويجب ألا يكون هناك مزيد من التدخل في إيصال المساعدات.
الكارثة الإنسانية في اليمن تزداد سوءا ولاحظت إيونا كريغ في تقريرها الذي نشرته في صحيفة “الغارديان” عن الظروف المروعة السائدة في جميع أنحاء اليمن أن التقدم المحرز في مكافحة وباء الكوليرا يتعرض للخطر بسبب تشديد الحصار وبدون المعالجة المجانية للكوليرا والمعونة الإنسانية الأساسية تحذر الوكالات الدولية من أن العديد من الأطفال اليمنيين سوف يعانون كثيرا.
وانتشر وباء الكوليرا في اليمن بشكل سريع مسجلا أكثر من 900،000 إصابة في أقل من سبعة أشهر، مما جعله أسرع انتشارا وأسوأ وباء من نوعه في التاريخ الحديث.
وقد تباطأ انتشار المرض في الأسابيع الأخيرة واعتقدت جماعات الإغاثة أنه في نهاية أوجه ولكن تشديد الحصار يعني أن إمدادات الأدوية اللازمة لعلاج المرض والوقاية منه قد توقفت. ومن شأن ذلك أن يزيد من صعوبة إبقاء وباء الكوليرا قيد الفحص، كما أنه يزيد من صعوبة مكافحة الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها.
ومع تفاقم أزمة الغذاء في البلاد فإن الناس الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية سيكونون أكثر عرضة للمرض ومن المرجح أن يموتوا بسبب المرض. إن التحالف الذي تقوده السعودية المدعوم من الولايات المتحدة ليس مسؤولا عن تفاقم هذه الأزمات فحسب بل مسؤولون إلى حد كبير عن المساعدة على خلقها.
وقد اجتمعت الأضرار التي لحقت بمحطات المعالجة والعديد من المستشفيات والعيادات والشبكة الكهربائية في البلاد من خلال حملة القصف العشوائي التي قام بها التحالف لخلق كابوس في مجال الصحة العامة في الوقت الذي كان الملايين على وشك المجاعة.
إن الآثار التراكمية لسنتين ونصف من الحرب الفاشلة تسببت معاناة عميقة لملايين من الأبرياء. ولم يفت الأوان بعد لوقف الحرب ورفع الحصار لمنع وقوع خسائر فادحة في الأرواح، ولكن القيام بذلك يتطلب تغييرات فورية وهامة في الاستجابة الدولية لأسوأ أزمة إنسانية في العالم. التجويع المتعمد ويقول سكوت بول إن آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش تقوم بتفتيش السفن الدولية الكبيرة لمنع شحنات الأسلحة من الدخول إلى موانئ البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم.
كما أن آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش قائمة بشكل صارم على المعلومات الاستخباراتية، وتستخدم أحيانا تكنولوجيا الأشعة السينية لمنع تهريب الأسلحة.
في الواقع، حتى السعودية لم تزعم أن أيا من هذه السفن، أو أي رحلات إنسانية، استخدمت لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين. ولكن بدلا من زيادة تركيزها على السفن الصغيرة التي يشتبه في أنها قد تحمل أسلحة، فقد اختارت المملكة العربية السعودية حظر السفن والطائرات التي لا تعرفها – وبتكلفة كبيرة للسكان المدنيين. لقد كان واضحا منذ وقت طويل أن الحصار الذي يفرضه التحالف يهدف إلى خلق ظروف أشد في اليمن وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية وقد أصبح منع شحنات الأسلحة أكثر من مجرد ذريعة وأظهر تشديد الحصار قبل أسبوعين مدى الذريعة الواهية.
وكشف صموئيل أوكفورد في صحيفة “ذي إنترسبت” أن لجنة تابعة للأمم المتحدة لم تجد دليلا يدعم ادعاءات التحالف بقيادة السعودية حول عمليات نقل الصواريخ إلى الجيش واللجان الشعبية وتساءل عن مبررات تشديد الحصار: “أكد تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة أن السعودية تعرقل بشكل متعمد دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن وبذرائع لا أساس لها من الصحة.
وفي التقرير السري الذي أرسل إلى الدبلوماسيين في مجلس الأمن يوم 10 فبراير قال أعضاء من مجلس الأمن المعينين في اللجنة إنهم لم يروا أي دليل يدعم مزاعم السعودية بأن الصواريخ الباليستية قد تم نقلها إلى الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح في انتهاك لقرارات مجلس الأمن 2216 وقال خبراء الأمم المتحدة “إن الفريق يرى أن فرض قيود على وصول المساعدات الإنسانية يعد محاولة أخرى من قبل التحالف بقيادة السعودية لاستخدام الفقرة 14 من القرار 2216 (2015) كمبرر لعرقلة تسليم السلع التي هي أساسا مدنية في طبيعتها”.
ولن يكون للتحالف الحق في فرض عقوبات جماعية على السكان المدنيين حتى لو كانت ادعاءاتهم بصاروخ أطلق على الرياض صحيحة إن تجويع السكان سيكون ردا إجراميا وغير متناسب على إطلاق الصواريخ في أي حال، ولكن الأمر أكثر فظاعة عندما تكون ذريعة القيام بذلك واهية جدا. ووفقا لهذه اللجنة، لا يوجد أي دليل يدعم مزاعم التحالف حول الصواريخ التي تطلق من اليمن.
وبما أن السعوديين وحلفائهم يبالغون في مدى تورط إيران في اليمن منذ البداية فإن الادعاء بأن الصاروخ من أصل إيراني كان دائما موضع شك كبير. إنه مقياس لمدى دعم الولايات المتحدة للتحالف الذي أيدته حكومتنا دون أي شك ونحن نعلم بالفعل أن التحالف يمنع أو يؤخر أو يحول السفن التي سبق أن وافقت عليها آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة حتى يمكننا أن نفهم أن الغرض الحقيقي من الحصار لا يعترض الأسلحة بل يحرم السكان المدنيين من الغذاء والدواء.
وبعد تشديد الحصار على مدى الأسبوعين الماضيين أصبح ذلك أمرا لا يمكن إنكاره أن تجويع شعب اليمن أمر وحشي لا يمكن التغاضي عنه وينبغي مساءلة جميع الحكومات التي ترتكب هذه الفظائع الجماعية وتتطلب الأزمة في اليمن استجابة دولية عاجلة ومنسقة لضغط شديد على التحالف ولكن ليس هناك ما يدل على وجود إرادة سياسية أو ضغط كاف لتحقيق ذلك في الوقت المناسب أن أكبر جريمة في القرن الحادي والعشرين ترتكب أمامنا ويحدث ذلك بموافقة واشنطن وعدم مبالاة معظم دول العالم.
وبعد حصار العدوان السعودي الغير قانوني على الشعب اليمني ورغم الدعوات الدولية لفك هذا الحصار وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اليمن بأنه أسوأ الأماكن على وجه الأرض بالنسبة للأطفال وحذّرت من كارثة وشيكة إذا لم تصل المساعدات لأكثر من 11 مليون طفل.
وصرّح في وقت متأخر يوم أمس الأحد "خيرت كابلياري" المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمان إن التقديرات تشير إلى أن طفلا واحدا يموت هناك كل عشر دقائق من أمراضٍ يمكن الوقاية منها.
وتابع المسؤول الأممي مؤكدا أنه قتل وأصيب إصابة خطرة نحو خمسة آلاف طفل خلال عامين ونصف فقط وبشأن الأزمة الإنسانية ذكر أن نحو مليوني طفل في اليمن اليوم يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأشار كابلياري الى أنه في غياب التسوية السياسية لن تدير اليونيسيف ظهرها للأطفال اليمنيين، ونحن نمتلك الجرأة الكافية لتقديم أي خدمات إنسانية للأطفال حتى أثناء المواجهة والقتال. وأضاف: نجحنا في إيصال زهاء المليوني جرعة من اللقاحات اللازمة إلى مطار صنعاء ضمن إرسالية أولى.
كما أوضح أنه طائرة تحمل 1.9 مليون جرعة لقاح وصلت إلى مطار صنعاء أول أمس السبت، لكن كابلياري عدها مجرد خطوة صغيرة في سياق التعامل مع الأزمة الإنسانية، وأوضح أن كثيرا من الإمدادات لم تصل بعد إلى الأطفال وأضافت اليونيسيف إنه يُتوقع أن تصل اللقاحات إلى نحو 600 ألف طفل لمكافحة أمراض مثل الخنّاق (الدفتريا) والسل والالتهاب السحائي.
من جهته كشف مصدر ملاحي الأحد إن سفينة مساعدات وصلت إلى ميناء الحديدة غربي اليمن وهي أول سفينة تجارية تدخل الميناء منذ إغلاقه في السادس من الشهر الجاري وأضاف المصدر أن السفينة تحمل أكثر من خمسة آلاف طن من الدقيق. كما وصلت باخرة أخرى تابعة لبرنامج الغذاء العالمي مساء أمس إلى ميناء الصليف شمال مدينة الحديدة.
وهذه أولى شحنات تصل إلى صنعاء والحديدة والصليف منذ أعلن تحالف العدوان السعودي يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إغلاق كافة منافذ اليمن البحرية والجوية والبرية.
المصدر: صحيفة “أميركان كونزيرفيتف”
المزيد في هذا القسم:
- صورة نادرة للحظة سقوط الغارات عليها : الطيران السعودي يقصف قلعة القاهرة التاريخية في تعز شن طيران العدوان السعودي الغاشم اليوم عدة غارات جوية على مدينة تعز. وقالت مصادر محلية أن طيران العدوان قصف قلعة القاهرة التاريخية بمدينة تعز بعدة صواريخ وكذا م...
- تطورات عسكرية وتقنية لافتة في المسرحين اليمني والسوري المرصاد نت - الميادين أفادت مصادر عسكرية مقربة من اليمن أن سلاح الجو وبطاريات الدفاع الجوي استطاعت إنتاج نظام صاروخي محلي التصنيع دخل الخدمة لحماية العاصمة صن...
- صالح ينقلب على اليمنيين ويتحالف مع العدوان المرصاد نت - متابعات أعلن رئيس المؤتمر علي صالح اليوم السبت انقلابه على اتفاق الشراكة الوطنية المتمثلة بالمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ بصنعاء كما دعا في كلمة م...
- مرضى اليمن تحت الحصار .. ينتظرون الموتَ الزاحفَ ببطء المرصاد نت - متابعات هناك جريمةٌ مركّبةٌ يحترفُها العدوانُ مع استمراره في تقويّض الخدمات التي يعتمدُ عليها اليمن هذه الجريمةُ تكادُ تكونُ مخفيةً ظاهرةً وَالعد...
- مقتل العشرات من المرتزقة في خرق جديد لليوم الـ33 على التوالي المرصاد نت - محافظات قتل العشرات من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي اليوم الجمعة في خرقهم لوقف إطلاق النار لليوم الـ 33 على التوالي .ففي محافظة تعز ...
- اليمن مقبرة الغزاة .. من يذهب إليها لا يعود ! المرصاد نت - متابعات لم تكد تنتهي مدة الثلاثين يومًا التي حددتها الولايات المتحدة لتحالف العدوان "السعودي - الإماراتي" لإنهاء حرب اليمن والتي تنتهي فعليًا في ...
- اليمن .. بين فشل الهدنة و ' شيطنة ' كيري المرصاد نت - بي بي سي نشر موقع قناة بي بي سي البريطانية تقريراً مطولاً تناول الأزمة القائمة في اليمن والتطورات التي اعقبت إعلان مسقط الذي تبنى وزير الخارجية ا...
- نجاة طائرة يمنية تقل 156 مسافراً! المرصاد - متابعات نجت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية الخاضعة لسيطرة التحالف، اليوم الاثنين، من كارثة جوية، بعد إقلاعها من مطار عدن الدولي. وأفادت مصاد...
- مرتزقة إسرائيليين وأمريكيين يتدربون بالإمارات لإغتيال شخصيات بارزه باليمن ! المرصاد نت - متابعات نشر موقع "بازفيد" الاخباري تقريراً اكد فيه ان الكيان الاسرائيلي المحتل يضع مخططات لإغتيال كبار الشخصيات الاسلامية والسياسية البارزه في ال...
- أبناء عدن ينتفضون بوجه الإحتلال ويدوسون العلم الإماراتي بالأقدام المرصاد نت - متابعات شهدت مدينة عدن والمحافظات الجنوبية تصاعدا للغضب الشعبي ضد الغزاة والمحتلين وعلى رأسهم التواجد الإماراتي في عدن. وأسقط المواطنون من أبناء ...