المرصاد نت - متابعات
لا تعد سلطنة عُمان بالنسبة لليمن الملتهب منذ نحو عامين طرفاً إقليمياً يُسابق لكسب الولاءات المحلية على الرغم من كونها تؤدي دوراً محورياً في الشق السياسي خلال الأزمة.
وأدت السلطنة منذ بدء عمليات تحالف العدوان السعودي قبل34 شهراً دور الوسيط الذي يحتضن لقاءات تفاوض بين الأطراف اليمنية والأطراف الدولية ذات العلاقة بعدما نأت بنفسها عن الدخول ضمن التحالف.
على الرغم من ذلك تعتبر محافظة المَهْرة بوابة اليمن الشرقية استثناءً في سياسة مسقط التي ترتبط بعلاقات مع الوجاهات والسلطات المحلية في المحافظة لكن النفوذ العُماني في المحافظة التي ترتبط مع السلطنة بشريط حدودي طويل يواجه منافساً خليجياً جديداً مع دخول الإمارات على خط النفوذ من جهة اليمن في ظل الدور المحوري الذي تؤديه أبوظبي ضمن قوات التحالف العسكري في المناطق الجنوبية والشرقية لليمن.
وقالت مصادر محلية أن السلطات العُمانية تشعر باستياء يعبر عنه موالون لها في المحافظة من تحركات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي نشطت في المهرة خلال العامين الأخيرين عبر توزيع آلاف من السلال الغذائية والمعدات الطبية في بعض مديريات المهرة البالغة تسع مديريات. كما تلفت المصادر إلى أن مسقط تعزز من علاقاتها الاجتماعية مع أعيان بارزين في المحافظة ومنحت البعض منهم بطاقات سماح بالتجول داخل أراضي السلطنة بما يحافظ على نفوذها في المحافظة.
وتبدي السلطات العُمانية اهتماماً ملحوظاً بمحافظة المهرة لا سيما عبر الدعم الإنساني والعلاقة مع الأطراف المحلية. وتشير وسائل إعلام عُمانية إلى أن مسقط تقدم معونات نفطية مجانية يومياً وذلك بواقع 180 ألف لتر من الديزل والبترول. ففي 19 مايو/أيار2015 أرسلت عُمان مساعدات لأبناء المهرة تمثلت في قواطر غذائية وثلاث شاحنات تحمل أجهزةً طبية وعقاقير. وتوالت مساعدات عُمان على هذه المحافظة خصوصاً عقب إعصار “تشابالا”، في ديسمبر/كانون الأول نفسه.
وفي السياق الإنساني نفسه تذكر المصادر الصحافية الإماراتية أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تنشط في محافظات جنوب وشرق اليمن من خلال تقديم المساعدات الغذائية والدوائية والمعدات الطبية للمستشفيات نشطت في محافظة المهرة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي دشنت هيئة الهلال الاحمر الإماراتي توزيع 10 لاف سلة غذائية في ثلاث مديريات هي قشن، وسيحوت، والمسيلة. كما شهد العامان الماضيان، حراكاً في توزيع المساعدات الإنسانية من الجهة نفسها في العديد من المديريات وبأوقات متفاوتة.
إلا أن الدعم الإماراتي يتخطى الجانب الإنساني إلى جوانب أمنية وعسكرية إذ كشف محافظ محافظة المهرة محمد بن كدة في تصريحات صحافية منتصف الشهر الماضي عن جهود تقوم بها دولة الإمارات لمساعدة السلطات المحلية بالمحافظة في إعادة بناء أجهزتها الأمنية.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن المحافظ بن كدة قوله إن التحالف ودولة الإمارات قدمت العديد من المساعدات لإعادة بناء جهاز الشرطة المحلية والأمن العام من خلال الإشراف على تدريب نحو 2500 من المجندين الجدد من أبناء المحافظة وأشار إلى أنه تم تخريج دفعتين بواقعة 500 مجند لكل دفعة فيما تستعد المحافظة لتخريج دفعة ثالثة على أن تستكمل خلال المرحلة القادمة تخريج دفعتين ليكتمل بها حجم القوة.
وتعد المهرة محافظة استثنائية بتصنيفها السياسي إذ إنها محافظة “جنوبية” بالتقسيم الشطري لليمن قبل الوحدة لكنها بعيدة إلى حد كبير عما تشهده محافظات الجنوب من حراك سياسي ودعوات انفصالية.
وتُصنف المهرة في التقسيم الفيدرالي لليمن إلى أقاليم عبر مخرجات الحوار الوطني ضمن ما يسمى “إقليم حضرموت” غير أن الوجهات المحلية وشخصيات المحافظة تعارض الانضمام لحضرموت. ومن تلك الشخصيات السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار (سليل السلطنة العفرارية التي كانت تحكم المهرة قبل استقلال الجنوب اليمني من الاحتلال البريطاني في 1967). كما يتولى آل عفرار رئاسة المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى. وقد عاد للنشاط في العامين الأخيرين بعد أن كان منفياً بين السعودية والإمارات ويتبنى منذ عودته إلى المهرة خطاباً يرفض جعل المحافظة تابعة لإقليم حضرموت الذي يفترض أن يضم حسب تقسيم الأقاليم كلا من شبوة وسقطرى إلى جانب حضرموت والمهرة.
يذكر أن الدور العُماني السياسي في اليمن يحظى بترحيب كبير من قبل القوي الوطنية اليمنية في حين تُبدي العديد من وسائل الإعلام الموالية لحكومة هادي شكوكاً تجاه هذا الدور خصوصاً في ظل العلاقات القوية التي تربط مسقط بطهران.
نُقل الصراع لمستوى القاع وتجاوز الانتماء الوطني والقيام بحملات تجنيس واسعة لأبناء المناطق الحدودية سلوك قديم بدأ في أواسط القرن الماضي في عدد من المناطق القبلية والحدودية مع المملكة وسلطنة عمان.
مؤخراً قامت دولة الإمارات بتجنيس عدد من أبناء سقطرى في ظل سعيها للتواجد في الجزيرة ردت سلطنة عمان بحملة تجنيس أخرى لأسرتي رئيس الوزراء السابق حيدر أبو بكر العطاس وسلطان المهرة الشيخ عيسى بن عفرار حيث بلغ عدد المستفيدين من هذا المرسوم السلطاني 69 شخصا من أبناء الأسرتين.
خطوة عمانية تبدو قلقة من التمدد والنفوذ الاماراتي بالقرب من حدودها مع اليمن وهو ما يعزز من مطالب سكان محافظتي سقطرى والمهرة بالحصول على إقليم مستقل ضمن الدولة الاتحادية في اليمن.
منذ اندلاع الأزمة اليمنية أبدت سلطنة عمان المزيد من الاهتمام بدعم السلطة المحلية في محافظة المهرة خاصة في الجوانب الإغاثية وتوفير المشتقات النفطية.
كما رفض محافظ المهرة محمد عبد الله كدَة الانضمام إلى المجلس الانتقالي الذي تدعمه حكومة أبو ظبي بايعاز عماني كما يبدو لما تشكله المهرة من عمق حيوي لسلطنة عمان، إذ تربطهما حدود برية طولها 288 كيلومترا.
التطور الجديد يتعلق بمنح الجنسية لأسرة العطاس الحضرمية وهو ما يعده مراقبون جزء من “الصراع” بين الإمارات وعمان في جنوب اليمن لا سيما بعد هيمنة الإمارات على الجنوب اليمني.
المخاوف العمانية من تحركات الامارات بالقرب من حدودها في الجاني اليمني سبق وان اشارت له صحيفة واشنطن بوست الامريكية الشهر الماضي حين قالت إن عُمان تعبر عن قلقها إزاء تطوير إماراتي محتمل لقاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية عند مدخل خليج عدن وان ذلك قد يهدد الاستثمارات تمولها الصين في مشروع الميناء العماني بالدقم أو بشكل عام لتطويق السلطنة بشكل استراتيجي.
يسعى الجميع للاستفادة من اليمن لتأمين مصالحة باستثناء اليمنيين الذين يتقاتلون فيما بينهم لتأمين مصالح غيرهم ولو كان ذلك على حساب تدمير بلادهم.
وتعد محافظة المهرة ثاني أكبر المحافظات اليمنية لجهة المساحة بإجمالي 82405 كيلومترات مربعة بعد محافظة حضرموت والأقل لجهة الكثافة السكانية إذ يبلغ عدد سكانها وفقاً لآخر الإحصاءات 122 ألف نسمة أي ما نسبته نصف في المائة من مجمل سكان البلاد.
المزيد في هذا القسم:
- البشير يستغل المأزق السعودي الإماراتي لرفع سعر جنوده "المرتزقة" المرصاد نت - متابعات من قتل من الجنود السودانيين في الأشهر الماضية قضى دون ان يتسلم راتبه لأشهر عدة ولم تحصل عائلته على تعويض او ترى جثته التي إما دفنت في الس...
- تظاهرة في عدن نددت بالتطبيع مع اسرائيل واعلنت تضامنهامع القضية الفلسطينية. المرصاد-متابعات شهدت مدينة عدن اليوم الخميس تظاهرة شارك فيها المئات من الاشخاص نددت بالتطبيع مع اسرائيل واعلنت تضامنها مع القضية الفلسطينية. وجاب متظاهرون ش...
- قصف هستيري على صنعاء ... وهادي تحت مقصلة التفجيرات المرصاد نت - الأخبار لم يكد يُنهي اليمنيون احتفالهم الحاشد في ساحة السبعين حتى باغت طيران العدوان صنعاء بسلسلة غارات استهدفت إحداها منصة الاحتفال فيما تواجه م...
- تفاصيل الجريمة كاملة .. عناصر تكفيرية تختطف مواطناً في طريق رداع وتقتله بعد تعذيبه ثم ترمي... عُثر مساء أمس السبت على جثة المواطن عايش صالح شريانمن أبناء محافظة البيضاء مديرية رداع بعد أن تم اختطافة قبل اسبوع على يد عناصر تكفيرية تنتمي لتنظيم ما يسمى بال...
- صنعاء : «بدر P-1» يفتتح مرحلة الصواريخ الذكية المرصاد نت - متابعات دشّنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية مرحلة جديدة من عملها الدفاعي أطلقت عليها تسمية «مرحلة الصواريخ الذكية». واختُبر الصار...
- 20 شهيداً وعشرات الجرحى بقنابل عنقودية سعودية على حجة وصعدة المرصاد نت - متابعات ارتفاع عدد ضحايا استهداف مقاتلات التحالف السعودي منزلين سكنيين في منطقة الغور في مديرية غَمر الحدودية بمحافظة صعدة شمال اليمن إلى 20 شهيد...
- نيوزويك: أمريكا والسعودية يقتلون أطفال اليمن ويثورون من أجل النفط! المرصاد نت - متابعات كتب المحرر انتوني هاروود مقالًا في صحيفة “نيوزويك” يبدو أن تبعات الهجوم الذي تعرضت له منشآتي نفط سعودية “ بقيق- والخريص” كنكته سيئة فما ا...
- الخارجية الأمريكية تصف حكومة هادي بـ”حكومة المنفى” والفاشله المرصاد نت - متابعات أدخلت الولايات المتحدة تعديلات على التحذير الذي وجهته في مايو الماضي والذي يدعو المواطنيين الأمريكيين لعدم السفر إلى اليمن ومغادرة المتوا...
- تعاظم التشكيك في الشارع الأمريكي ضد الحرب السعودية على اليمن المرصاد نت - متابعات أيدت مجموعة "فريدوم وركس" التي تتمتع بنفوذ سياسي مؤثر دعم الكونغرس لمحاولة مناقشة الدور العسكري الأمريكي في اليمن مما يعزز موقف معارضي ال...
- اغتيال عقيد في القوات الخاصة بعدن أكد مصدر خاص بمحافظة عدن للمرصاد مساء الأمس الأربعاء أن مسلحين مجهولين اغتالوا العقيد فادي الجبلي وهو قائد أحدى كتائب القوات الخاصة ويعمل كضابط أمن حماي...