مستجدات الأحداث

No More Articles

السلطات البحرينية تستخدم سلاح سلب الجنسية لتكميم الأفواه

المرصاد نت - متابعات

إتهمت منظمة “مراسلون بلا حدود” السلطات الخليفية في البحرين باستعمال “سلاح الجنسية” لتكميم الصحافة والعمل الإعلامي وقالت في تقرير الأربعاء ١٤ فبراير ٢٠١٨ بأن Bahrian manmh2018.2.15السلطات استعملت هذا السلاح “أكثر من أي وقت مضى” منذ العام ٢٠١١م مع انطلاق ثورة البحرين.


وذكرت المنظمة بأن سحب الجنسية طال ما لا يقل عن سبعة صحافيين وصحافيين مواطنين “عقابا لهم على عملهم الإعلامي”.

وأضافت “أصبح سحب الجنسية أداة قمعية في أيدي السلطات (الخليفية في البحرين) لإسكات وسائل الإعلام التي لا تنصاع للخط الرسمي” وذلك بعد “مرور سبع سنوات على بداية انتفاضة ١٤ فبراير ٢٠١١ في البلاد”، حيث تجريد الجنسية عن ما لا يقل عن سبعة وثلاثة منهم معتقلون في السجون الخليفية.

وأشار التقرير إلى المصور أحمد الموسوي المحكوم بالسجن ١٠ سنوات مع سلبه الجنسية وكذلك الصحافي محمود الجزيري المحكوم بالسجن ١٥ سنة والمدون علي معراج المحكوم بالسجن المؤبد واللذان سُحبت منهما الجنسية في ٣٠ أكتوبر من العام الماضي “في إطار محاكمة سياسية جماعية إلى جانب خمسة آخرين وذلك بتهمة الانتماء إلى خلية إرهابية” بحسب التقرير.

وفي هذا الصدد اعتبرت مراسلون بلا حدود أن “فرض عقوبة السجن أو سحب الجنسية من صحفيين يؤدون عملهم هو إجراء شاذ”.

كما تطرق التقرير إلى ٤ صحافيين بحرانيين موجودون في المنفى وتم تجريدهم من الجنسية أيضا وهم علي عبدالإمام مؤسس موقع “بحرين أون لاين” وعلي الديري (مؤسس جريدة مرآة البحرين) وعباس بوصفوان (المذيع في قناة نبأ) والمدون حسين يوسف. وأوضح التقرير بأن سحب جنسياتهم تم بقرار من وزارة الداخلية الخليفة في ٣١ يناير ٢٠١٥م.

وأشار التقرير إلى أن ما لا يقل عن ٥٧٩ مواطنا بحرانيا تم سلب جنسياتهم منذ العام ٢٠١٢م، في الوقت الذي لا زال ١٥ صحافيا وصحافيا مواطنا “يقبعون في سجون (البحرين) بتهم تتعلق بعملهم الإعلامي، بمن فيهم (الرمز الحقوقي) نبيل رجب الذي يواجه في ٢١ فبراير من هذا العام حكماً بالسجن لمدة إضافية قد تصل إلى خمسة عشر عاماً”.

وذكّرت المنظمة بأن البحرين تقبع في المرتبة ١٦٤ (من أصل ١٨٠ دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته المنظمة في العام ٢٠١٧م.

الي ذلك اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات البحرينية منذ يونيو/حزيران 2016 بقمع المعارضة عبر إستخدام مجموعة كبيرة من الأساليب القمعية بما في ذلك القبض والمضايقة والتهديد والمحاكمة والسجن من أجل إخراس المنتقدين السلميين، كما أن قوات الأمن في البحرين لجأت حتى إلى تعذيب بعض المدافعين عن حقوق الإنسان من الرجال والنساء أو إساءة معاملتهم وهو أسلوب لم يكن سائدًا في البحرين حسب التقرير الصادر عن المنظمة.

وتخلو البحرين في الوقت الراهن من الصحافة الحرة المستقلة بعد أن أغلقت السلطات في يونيو / حزيران 2017 صحيفة الوسط البحرينية المستقلة ورفضت تجديد رخص المراسلين الدوليين داخل البحرين ورفضت اعتماد مراسلين لوكالات عالمية كما أنها تتحكم بدقة في دخول الصحافيين الأجانب للبلاد.

وتعمد الصحافة الحكومية وتلك المحسوبة عليها والقريبة منها إلى تبني الخطاب الحكومي بالكامل بما فيه تخوين للمعارضة وعدم إفساح المجال للرأي الآخر واعتبار أي انتقاد للحكومة أو سجل حقوق الانسان في خانة الخيانة والإرهاب والمعاداة للبلاد حيث تستخدم السلطات بشكل متزايد مواد في قانون العقوبات البحريني تجرّم الحق في حرية التعبير، وتحاكم الأشخاص بتهمة “إهانة مؤسسات عامة علنا” و”إهانة الملك” و”بث أخبار وشائعات كاذبة” و”التحريض على كراهية النظام”، و”التحريض على قلب نظام الحكم”.

وهذا ما ركز عليه تقرير منظمة العفو الذي حمل اسم “لا أحد يستطيع حمايتكم” وهي جملة نقلتها المحامية ابتسام الصائغ وهي تروي لمنظمة العفو الدولية، في مايو/أيار 2017، عن معاملتها لدى جهاز الأمن الوطني خلال جلسة تحقيق، قبل أن يتم اعتقالها لاحقا وتوجيه تهم لها تحت مظلة قانون الإرهاب حيث قال التقرير إنه “خلال الفترة من يونيو/حزيران 2016 إلى يونيو/حزيران 2017، تواصلت منظمة العفو الدولية مع 169 من منتقدي السلطات وأقاربهم قد تعرضوا للقبض عليهم أو استدعائهم أو التحقيق معهم، أو للمحاكمة أو السجن أو المنع من السفر للخارج أو للتهديد”. وكان المدافعون عن حقوق الإنسان والمحامون والصحفيون والنشطاء والزعماء السياسيون ورجال الدين الشيعة والمتظاهرون السلميون من المتضررين على وجه الخصوص.

واتهمت المنظمة السلطات البحرينية بالتراجع عن الوعود التي قطعتها بالإصلاح في أعقاب ردها العنيف على الانتفاضة في عام 2011، بالرغم من إدعاءات السلطات المتكررة بعكس ذلك.

فقد شهدت الانتفاضة خروج متظاهرين سلميين، بينهم زعماء سياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان وأطباء ومعلمين ومحامين، إلى الشوارع مطالبين بالإصلاح، وقوبلوا بالقبض عليهم واحتجازهم بصورة تعسفية وتعذيبهم، بل وتعرّض بعضهم للقتل بشكل غير قانوني. وأثار هذا القمع الوحشي غضبًا عامًا، سواء داخل البحرين أو خارجها.

جاء تقرير منظمة العفو الدولية في ٤٨ صفحة والذي استند إلى النتائج التي توصلت إليها المنظمة من خلال الرصد المستمر للتطورات المتعلقة بحقوق الإنسان في البحرين والبحوث التي أجرتها بهذا الشأن، مع التركيز بصفة خاصة على الفترة من يونيو/حزيران 2016 إلى يونيو/حزيران 2017 حيث تقصى الباحثون 210 حالات وأجروا مقابلات مع 52 من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان والشهود على الأحداث الموثقة في التقرير، وكذلك مع 62 من أقارب الضحايا أو أصدقائهم المقربين ومن المحامين، وتحدث الباحثون مع 38 من الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين والمحامين، كما قامت بتحليل تصريحات عامة صادرة عن السلطات، ومراسلات مع منظمة العفو الدولية، وكذلك وثائق قضائية، ونصوص قانونية وغير ذلك من الأدلة الوثائقية، بما في ذلك لقطات بالفيديو في عدد من الحالات.

وقد راجعت منظمة العفو الدولية أيضًا عددًا من التقارير الإعلامية وتقارير منظمات أخرى معنية بحقوق الإنسان، فضلا عن بيانات صادرة عن حكومات بلدان أخرى. وقد تعين على المنظمة إجراء أغلب المقابلات عن بعد عن طريق الهاتف أو الإنترنت نظر ًا لعدم تيسر دخولها إلى البحرين. ولمداراة الأزمة الحقوقية، كانت البحرين قد أسندت مهمة حقوق الانسان لإحدى وزيراتها في العام ٢٠١١ إلى جانب حقيبة الشؤون الإجتماعية.

ومع تصاعد الانتقادات الدولية لوضع حقوق الانسان في البحرين تمّ تشكيل وزارة مستقلة لحقوق الإنسان ولكنها أيضا لم تدم ليعود ملف حقوق الإنسان ليكون تابعا لوزارة الخارجية. كما أنشأ ملك البلاد في العام ٢٠٠٩ المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بهدف تعزيز وتنمية وحماية حقوق الإنسان على أن تكون مؤسسة مستقلة تمارس عملها بحرية وحيادية، إلا أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع حيث دأبت المؤسسة على تبني الرأي الحكومي فيما يتعلق بالممارسات المناهضة لحقوق الإنسان بما فيها الإعدام كذلك لم يجد الضحايا الذين يلجأون للمؤسسة أي حلول أو تدخل من المؤسسة لوقف الإنتهاكات.

المزيد في هذا القسم:

No More Articles