المرصاد نت - متابعات
قمة فشل عربي تضاف إلى 28 قمة عربية مشابهة. المستفيد الأوحد فيها هو السعودية التي تحاول تكريس «محوريتها» عربياً في غمرة العجز والتشرذم من حولها.
إيران أبرز الحضور على جدول أعمال القمة وفق ما قرر رباعي مقاطعة قطر نيابة عن بقية الدول الحاضرة/ الغائبة. وفي وقت يتواصل فيه غياب سوريا منذ تعليق عضويتها، وتحوم الضبابية حول مشاركة قطر تفرض الصواريخ اليمنية حضورها على مكان انعقاد القمة وبياناتها
يريدها المحور السعودي قمة ضد إيران وتركيا وقطر، وتتطلع بعض الدول غير المقررة إلى انتزاع موقف بشأن القدس لكن القمة العربية الـ29 التي ستعقد غداً في السعودية ستكون «قمة يمنية» بامتياز. واقعٌ فرضه اختيار الظهران، جنوبي مدينة الدمام الواقعة في المنطقة الشرقية للمملكة بدلاً من العاصمة الرياض أو مدينة جدة، كموقع نائٍ لا تطاله الصواريخ اليمنية المنهمرة بغزارة هذه الأيام وفق ما أشارت إليه وكالة «أسوشييتد برس» في موازاة تسريبات أخرى.
حركة «النزوح» العربية من الرياض إلى الظهران ومعها بيان وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الممهِّد للقمة إضافة إلى تفاقم الشقاق بين «الأشقاء العرب» عواملُ تجتمع لتحسم عدم الحاجة إلى انتظار البيان الختامي لمعرفة مصير قمة لن تغاير سابقاتها فشلاً وعجزاً. تستفيد الرياض من استضافة القمة لتكريس «محوريتها» عربياً وسط غياب دول كسوريا وقطر وضعف أخرى وانهماك بعضها في الحروب والصراعات وتهديد «أشقاء» بعضهم البعض بالعدوان والتآمر. وهو واقعٌ خَبِرته القمم العربية منذ العام 2013 على الأقل. وهذا ما حاولت الرياض وحلفها الرباعي تكريسه عشية القمة بجملة تصريحات صوّبت النار على سوريا وقطر، واستحضرت كلاً من إيران وتركيا إلى جدول الأعمال.
تصريحات لولاها ولولا حرص سعودي استثنائي على أعلى تمثيل للدول العربية لمرّ خبر القمة في ذيل الاهتمامات السياسية والإعلامية، في غمرة الأحداث الساخنة التي تعيشها المنطقة. يغيب أي جهد في الكواليس الدبلوماسية للإعداد لجدول الأعمال أو البيان الختامي أو على الأقل مناقشة مبادرات بشأن القضايا الساخنة في سوريا والأراضي المحتلة وليبيا واليمن، سوى للرباعي المقاطع للدوحة. يخلو المسرح للسعودي مرة أخرى كمؤدٍ وحيد في المنظّمة المحتضرة. ويخبو وهج قمة جامعة الدول العربية حتى مِن ما كان تبقى لها على صعيد الإثارة الإعلامية وصخب الكلمات والمشادات بين الزعماء العرب ربما لحساب القمم الثنائية في البيت الأبيض.
وبعد «التفاؤل» بظهور الأعلام القطرية شرقي السعودية إلى جانب أعلام الدول العربية الأخرى، في التحضيرات أفصح انخفاض التمثيل القطري في الاجتماعات التمهيدية عن غياب الفرص لاختراق ولو شكلي للأزمة الخليجية. إذ غاب وزير خارجية قطر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب. كذلك لم يحضر وزير المالية اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري علماً أن الوزيرَين يرافقان أمير البلاد، تميم بن حمد (في زيارته إلى الولايات المتحدة)، الذي بدوره لن يحضر القمة وفق المناخ الذي ساد في الساعات الأخيرة، وسط تكتّم كل من قطر والسعودية على طبيعة التمثيل القطري في القمة، ووجوده من عدمه.
بحسب وزير الخارجية السعودية عادل الجبير فإن ملف الأزمة الخليجية مكانه ليس في القمة إنما «داخل مجلس التعاون الخليجي». أما وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة فرفض أمس أي تمثيل قطري في. وفي تغريدة له عشية القمة هاجم آل خليفة الدوحة قائلاً: «الهجمة الإعلامية القطرية على قمة الظهران وإساءاتهم المتواصلة إلى اليوم لخادم الحرمين الشريفين تؤكد أن قطر لا مكان ولا دور لها في القمة»، عادّاً تمثيلها «بأي شكل» لا يخدم «الأمن القومي العربي». الموقف التصعيدي من الوزير البحريني سيتوقف عنده القطريون كرسالة من كل أطراف دول المقاطعة، خصوصاً أنه أتى عقب اجتماع مغلق لوزراء خارجية الأخيرة على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب، أكدوا فيه «تنسيق مواقفهم» كما أوردت وكالة الأنباء السعودية.
فلسطين وسوريا وتركيا
بدا بيان الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب هزيلاً ومكروراً وإن جاء في شقّه السوري أقرب إلى موقف كل من مصر والكويت منه إلى الموقف السعودي المستعد للانخراط في عمل عسكري تقوده واشنطن ضد دمشق. موقف عبّر عنه وزيرا خارجية البلدين، المصري سامح شكري والكويتي صباح خالد الحمد، في لقائهما الثنائي على هامش الاجتماع، والذي شدد على «الحل السلمي في سوريا»، في حين أضاف بيان وزراء الخارجية إدانة لـ«التصعيد العسكري في غوطة دمشق الشرقية».
وكرر الوزراء العرب اعتبار «القدس الشرقية» عاصمة لدولة فلسطين داعين إلى دعم الفلسطينيين عبر إرسال 100 مليون دولار شهرياً إلى السلطة الفلسطينية، مكتفين بالإعراب عن رفضهم لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده إلى القدس. وكان لافتاً في مشاريع القرارت التي أعدها وزراء الخارجية للقمة، رفض العملية العسكرية التركية في عفرين السورية باعتبارها «تقوض المساعي الجارية للتوصل لحلول سياسية للأزمة السورية»
وفي حين حضر ملف قطر بقوة في كواليس التحضيرات تصدّر الهجوم على إيران الاهتمام والمساحة الأوسع في مواقف السعودية وحلفائها والتي جاء أبرزها في كلمة الجبير وموقف أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
ورأى الوزير السعودي أن «لا سلام ولا استقرار ما دامت إيران تتدخل في الدول العربية»، معتبراً أن «طهران والإرهاب حليفان بدعمها لميليشيات الحوثي بالصواريخ البالسيتية». وبرز التركيز على تحشيد القمة ضد طهران في اجتماع الرباعي العربي الذي انضم إليه أبو الغيط. وقرر المجتمعون طرح مشروع قرار في القمة ضد إيران «يناقش أبعاد التدخل الإيراني وتداعياته».
المزيد في هذا القسم:
- أوكرانيا تعتبر أن حلف الناتو "لا يثق بقوته" المرصاد-متابعات قال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا إن "الطيران الروسي يهيمن الآن على المجال الجوي لأوكرانيا"، واعتبر رفض حلف "الناتو" فرض منطقة حظر طيرا...
- بعد وفاة الرئيس التونسي: صراعات حادّة تنتظر الساحة السياسية ! المرصاد نت - متابعات توفي أمس رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي عن عمر يناهز 93 عاماً بعد مسيرة سياسية امتدت لمدة تقارب نصف قرن. رحل الرجل بعد سلسلة ...
- شروط «اشتراكية» لتشكيل حكومة جديدة مع ميركل المرصاد نت - متابعات وضع وزير الخارجية الألماني والرئيس السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابرييل شرطين لتشكيل ائتلاف حاكم جديد مع حزب «الاتحاد ا...
- «العسكري» رسمياً في صراع المحاور: «حميدتي» عرّاب الوصاية السعودية المرصاد نت - متابعات تتضح يوماً بعد يوم محاولة محور السعودية والإمارات ومصر فرض الوصاية على المرحلة الانتقالية في السودان في ظلّ مواقف خارجية تجعل «بوابة أفريق...
- مناورات «زاباد 2017» الروسية تقلق الغرب المرصاد نت - متابعات بدأت روسيا أمس تدريبات عسكرية دورية بمشاركة بيلاروسيا ينظر إليها «حلف شمالي الأطلسي» على أنها تحتوي على تهديد «عدواني&r...
- الأسباب الكامنة وراء تدخلات السعودية في اليمن والشرق الأوسط المرصاد نت - متابعات لم يكن لموجة الانتفاضات العارمة التي جابت المنطقة العربية في العام 2011 والتي عُرفت آنذاك بمايسمي بالربيع العربي أي تأثير ملموس على مدى ا...
- قائد الثورة داعِماً حكومة روحاني: ستُفشل المؤامرات الأميركية المرصاد نت - متابعات في سياق مساعي طهران لتفعيل سياسة المواجهة المضادة للهجمة الأميركية المتجددة على الجمهورية الإسلامية دبلوماسياً واقتصادياً برز أمس خبر زيا...
- إيلون ماسك: الملياردير ينفي وجود خطة لفصل العاملين في تويتر لـ"تجنب دفع تعويضات لهم" المرصاد-متابعات نفى إيلون ماسك تقريرا لصحيفة نيويورك تايمز يفيد بأنه يخطط لتسريح العاملين في شركة تويتر قبل بداية الشهر المقبل لتجنب الاضطرار لدفع تعويضات لهم....
- ترامب يتهرّب من «قمة كيم»... ابتزازاً وارتباكاً المرصاد نت - متابعات بين الابتزاز الأميركي الذي تتقنه هذه الإدارة بصورة فوضوية و«الارتباك» في صلبها حول المآلات التي يجب أن تخرج بها القمة التي كا...
- اللاجئون الفلسطينون في لبنان... عندما يكون الألم مُشترَكاً! المرصاد نت - متابعات (فلسطين ولبنان) جِراح طويلة بل عميقة فهما في الهمّ سواء.. جاءت النسخة الحديثة مع أحداث السادس من حزيران/ يونيو الماضي عندما أطلقت وزارة ا...