مستجدات الأحداث

No More Articles

طهران تجدّد رفضها التفاوض.... وترامب لا يرى حاجة لإرسال قوات !

المرصاد نت - متابعات

بعد تواتر التسريبات في الساعات الأخيرة عبر وسائل الإعلام الأميركية في شأن انكباب البنتاغون على وضع خطة عاجلة لإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة في إطار التوتر مع إيران من بينها Bi52usa2019.5.24آلاف الجنود الإضافيين خرج القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان لينفي صحة تلك التقارير. وقال شاناهان أمس في معرض النفي بلغة ساخرة: «استيقظت هذا الصباح وقرأت أننا سنرسل 10 آلاف جندي إلى الشرق الأوسط ثم قرأت بعدها أن العدد 5 آلاف جندي» مؤكداً أنه «لا 10 آلاف ولا خمسة آلاف». إلا أنه عاد وأوضح أن البنتاغون يدرس سبل تعزيز حماية القوات الأميركية بما فيها إرسال جنود إضافيين وقال: «ما نبحثه هو: هل هناك ما يمكن أن نفعله لتعزيز حماية القوات في الشرق الأوسط؟»، مقرّاً بأن «الأمر قد يتضمن إرسال قوات إضافية».

وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن مسؤولَين أميركيَّين طلبا عدم نشر اسميهما أن البنتاغون يدرس طلباً من القيادة المركزية لإرسال نحو 5 آلاف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط فيما أوضح أحد المسؤولين أن «طبيعة القوات المطلوبة ستكون دفاعية». ذلك قبل أن يدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على خط التعليق على الأنباء حول إرسال التعزيزات إلى المنطقة بالقول إنه يعتقد أن «الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران» في إشارة إلى عدم اقتناعه بمطلب إرسال مزيد من القوات.

وفي وقت نقلت فيه وسائل إعلام أميركية أن شاناهان سيجتمع وقادة الأركان «خلال ساعات» مع ترامب في البيت الأبيض لبحث «المسارات المقبلة» مع إيران، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك، إن ترامب هو «الذي يتخذ قراراً عسكرياً» بشأن الملف. وكرّر هوك في مقابلة مع قناة «الحرّة» الأميركية الاتهامات لطهران معتبراً أن تهديداتها لا تزال قائمة، وقال إن «واشنطن لديها معلومات أكيدة تفيد بأن إيران كانت تخطط لشن هجمات على الولايات المتحدة أو حلفائها».

في الأثناء رفضت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مقترحاً تقدّم به الديموقراطيون لإلزام الإدارة بالحصول على موافقة من الكونغرس قبل اتخاذ أي عمل عسكري ضد إيران، عبر حظر استخدام أي موارد مالية لتنفيذ ضربة عسكرية من دون موافقة الكونغرس. ونقلت صحيفة «ذا هيل» الأميركية عن السيناتور الديموقراطي في اللجنة كريس مورفي أن 13 من أعضاء اللجنة رفضوا المقترح، فيما أيّده 9 آخرون.

إيرانياً وفي تطور جديد على صعيد العلاقة المتدهورة بشركاء الاتفاق النووي الأوروبيين، نقلت «رويترز» عن مصدر دبلوماسي ألماني أن المدير في وزارة الخارجية الألمانية، ينس بلوتنر، موجود في طهران بهدف «الاجتماع مع مسؤولين إيرانيين في محاولة للحفاظ على الاتفاق النووي... وتهدئة التوترات في المنطقة». وإن كان التحرك الدبلوماسي الألماني يشير إلى تطور في المفاوضات بين طهران والدول الأوروبية في شأن الحفاظ على الاتفاق النووي فإن من الصعب أن يُفهم منه احتمال نجاح وساطة جديدة للتفاوض مع واشنطن.

إذ إن المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي كشف أن مسؤولين من عدة دول زاروا إيران في الآونة الأخيرة «معظمهم يمثلون الولايات المتحدة»، وجميعهم «دون استثناء تلقوا رسالة عن صلابة الشعب الإيراني ومقاومته» مؤكداً أنه «لن تجرى أي مفاوضات بين إيران وأميركا».

من جهته كرّر الرئيس حسن روحاني المواقف الرافضة للضغوط الأميركية وشدّد على قرار «الصمود والمقاومة» وعدم الاستسلام بوجه العقوبات. وقال إن «على العدو أن يدرك أنه لا مكان لليأس في قلوبنا ولو قُصفنا... فإن هذا لن يدفعنا الى التخلي عن استقلالنا». وشدد على مواصلة الصمود «رغم العقوبات الأميركية الجائرة منذ أكثر من عام» معتبراً أنه «إن قاومنا وصمدنا، فإننا نستطيع أن نتغلب على الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والقيادات الرجعية في المنطقة».

رسائل «بحرية» جديدة من طهران:

في مؤشر جديد على نية واشنطن إبقاء التصعيد مع إيران عند مستويات مرتفعة، نقلت وسائل إعلام أميركية على نحو شبه متزامن معلومات عن نية البيت الأبيض دراسة خطة يعكف عليها البنتاغون لإرسال تعزيزات كبيرة إلى المنطقة. ونقلت شبكة «سي أن أن» الأميركية عن ثلاثة مسؤولين أن وزارة الدفاع بصدد «إعداد خطة عاجلة لإرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى منطقة الشرق الأوسط»، سيطلع عليها اليوم (الخميس) مسؤولون رفيعو المستوى في مجلس الأمن القومي، من دون تحديد هل سيحضر الرئيس دونالد ترامب الاجتماع. وقالت المصادر إن واشنطن قد ترسل عدداً من الجنود «كإجراء رادع (لإيران)، ثم تعزز وجودها العسكري في المنطقة بباقي القوات، في حال اقتراب الضربة العسكرية» مضيفة أن الخطة تشمل «إرسال صواريخ باليستية، ومنظومات دفاعية، وصواريخ توماهوك على غواصات وسفن، إضافة إلى القدرات العسكرية الأرضية من أجل ضرب أهداف بعيدة المدى ولم يتم تحديد هذه الأسلحة بعد». كذلك أعادت وكالة «رويترز» تأكيد هذه الأنباء ناقلة عن مسؤولين أميركيين أن العدد الذي يدرس البنتاغون إرساله هو خمسة آلاف جندي.

بموازاة ذلك، تتزايد الأصوات في الولايات المتحدة المحذرة من استغلال التوتر القائم مع إيران من جناح في الإدارة «يسعى إلى إشعال الحرب». وفي هذا الصدد، عقد العضوان في مجلس النواب الديمقراطية باربرا لي والجمهوري توماس ماسي مع أعضاء آخرين، مؤتمراً صحافياً داخل الكونغرس دعوا فيه إلى إلغاء قانون التفويض باستخدام القوة العسكرية المقر في 2001 عقب هجمات 11 أيلول الذي يستخدمه الرؤساء كمبرر للهجمات العسكرية منذ 18 عاماً. وعبّر المشرعون عن مخاوف لديهم من أن يصدر ترامب أمراً بمهاجمة طهران. يأتي ذلك بعد أن أقرت لجنة فرعية في مجلس النواب أول من أمس تعديلاً على مشروع قانون الإنفاق الدفاعي، ما من شأنه إلغاء قانون التفويض باستخدام القوة.

وفي وقت رُصدت فيه زيارة للقائم بأعمال السفير الأميركي لدى بغداد جوي هود، إلى مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض أمس عقب مبادرة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي للوساطة بين طهران وواشنطن أوضح مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن «وساطة عدد من الدول لا تعني التفاوض مع واشنطن».

في المقابل نقلت وسائل الإعلام الإيرانية أن «الجيش أرسل قطعاً من الأسطول البحري رقم 62، مكون من المدمرة بايندر والبارجة بوشهر والبارجة لاوان» على أن تقوم بعد انتشارها في المياه الدولية خلال الأيام المقبلة بـ«مهمات بحرية ودوريات تفقد أمنية والتصدي للقرصنة فضلاً عن المشاركة في تدريبات على الإغاثة مع البحرية العمانية». رغم ذلك يوحي هذا الإعلان برسائل جهوزية عالية تحسباً للتطورات فقد ترافق مع تصريحات لنائب قائد الحرس الثوري علي فدوي أكد فيها أن «كل شيء في شمال مضيق هرمز تحت سيطرتنا» لافتاً إلى أن تحركات «السفن الحربية الأميركية في المنطقة تحت السيطرة الكاملة للجيش الإيراني والحرس الثوري».

وفي السياق نفسه عقد المرشد الإيراني، علي خامنئي لقاء بطلاب جامعيين لمناقشة الأوضاع العامة في البلاد. خامنئي جدد انتقاده للاتفاق النووي قائلاً إنه «لم يكن مقتنعاً كثیراً بالصورة التي تم فیها تحقیق الاتفاق... قلت هذا الأمر لرئیس الجمهوریة ووزیر الخارجیة مراراً ونبهتهم إلى الكثیر من الحالات». وفي ما بدت رسالة رمزية في ظل التوتر القائم، ظهر أثناء اللقاء إهداء طالب صورة لنادر مهدوي رفعت إلى جانب خامنئي، ومهدوي هو أحد الذين قضوا في الثمانينيات أثناء مهاجمة بارجة أميركية في الخليج.

المزيد في هذا القسم:

No More Articles