مستجدات الأحداث

No More Articles

العربية والجزيرة ركزتا على "ميسي" وتجاهلتا أسماء الأسر الحاكمة .. الإعلام الخليجي وفضيحة "وثائق بنما !

متابعات :
استيقظ العالم صباح الاثنين على خبر تسريب 12 مليون وثيقة عن إنشاء شركات بأموال شخصيات متهربة من الضرائب في بلدانها.
رؤساء دول وحكومات ووزراء وملوك وأمراء وأفراد من أسر حاكمة إضافة لمقربين منهم استغلوا صلاتهم بهم.Banama2016.4.6
 
خمس شخصيات خليجية كشفت عنها هذه الوثائق: حاكم السعودية وولي عهده حاكم قطر السابق ورئيس وزرائه السابق أيضا ورئيس الإمارات. وهو أمر تجاهلته معظم وسائل الإعلام الخليجية.
 
حوالى اثنتي عشر مليون وثيقة تحتوي على عقود إنشاء ما يفوق المئتي ألف شركة في جزر العذراء البريطانية. أسماء وهويات مجهولة سطرت في هذه العقود لإخفاء هويات اللاعبين والمستفيدين الأصليين، وأسماء وهويات حقيقية أخرى أدهش العالم وجودها في هذه الوثائق المسماة "بوثائق بنما" نسبة لمكتب المحاماة البنمي "مؤسسة موساك فونسيكا القانونية" المتخصصة في إنشاء حسابات خارجية. هذه الوثائق التي كشفها "الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين" بالتعاون مع 108 صحيفة ووسيلة إعلام دولية.
 
الحاكم السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف بني سعود حمد بن خليفة آل ثاني حاكم قطر السابق و حمد بن جاسم رئيس وزرائه السابق وخليفة بن زايد آل نهيان، أسماء كبيرة تتصدر أسرا حاكمة في الخليج العربي كشف عنها وعن شركاتها وعلاقاتها المالية السرية في "وثائق بنما"، وكذلك عدد من الشخصيات العربية الأخرى.
 
العالم بأجمعه تلقف هذه الأخبار بلهف شديد لأنها تكشف عن حجم الفساد الهائل في أكثر من مئتي دولة. غير أن الصحافة الخليجية اختارت أسلوب النعامة في إخفاء رأسها بالرمال، وكأن شيئا لا يدور حولها، ولا الخطر يقترب من أبوابها. ومن شعر منها بأن التجاهل ليس حلا على وسيلة إعلامية وكبيرة آثر السلامة وركز على شخصيات أخرى في عالم الرياضة، مثل ميسي وبلاتيني.
 
معظم الصحف السعودية والقطرية والإماراتية التي أوردت أخبارا عن هذه الوثائق، أرادت على ما يبدو تصفية حسابات سياسية مع خصوم دولها كروسيا ورئيسها بوتين، وسوريا ونظامها.
الشرق الأوسط السعودية نشرت عددا من المقالات العامة لم تتطرق فيها ولو بكلمة واحدة للشخصيات الخليجية المذكورة آنفا، وركزت على أسرة الرئيس الصيني شين جين بينغ وغيره من القادة الصينيين، وبوتين وحاشيته والدول الأوروبية. وهكذا كان الحال مع جرائد سعودية على غرار "الحياة" و"الوطن"، أما تلفزيون العربية الفضائي السعودي فتجاهل أيضا ذكر أفراد الأسر الحاكمة وركز على البنوك الأوروبية وانشغلت بمقاضاة لاعب برشلونة ميسي لوسائل الإعلام الإسبانية لذكرها اسمه في الوثائق.
 
أما ممثلة وسائل الإعلام القطرية في العالم العربي، قناة "الجزيرة"، فقد ركزت أيضا على "ميسي وبلاتيني أبرز الرياضيين في وثائق بنما" وردود فعل الصحافة الأمريكية على الفضيحة أو على خبر تسريب الوثائق فقط.
 
كل ما ذكرناه لم يكن إلا القليل من الأمثلة على ما يطغى على المشهد الإعلامي الخليجي. وهو أمر مستغرب في عالم تسوده العولمة وتكنولوجيا الاتصالات التي أذابت الحدود بين الدول والأمم، وكأن التجاهل سيمنع مواطني هذه الدول، والتي تمتلك شبكة إنترنت قوية، من تصفح المواقع الأخرى التي تتبعت وتتبع بعمق هذه الفضيحة التي تتكشف أسرارها يوما وراء آخر.
 
حسين عمارة / فرانس 24

المزيد في هذا القسم:

No More Articles