المرصاد نت - لقمان عبدالله
كثرت التساؤلات في الآونة الأخيرة حول شكل الحكم المقبل في اليمن والأخطار التي تتهدّد وحدة الأراضي اليمنية في ظلّ العجز عن الحسم العسكري والتباعد الكبير بين أطراف النزاع وإصرار كل منهم على التمسّك برهاناته وكذلك خضوع بعضهم للأجندة الخارجية كـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي يتباهى بـ«التزامه بالأمن الخليجي» ويرفع شعارات من قبيل «أمن عدن من أمن الرياض وأبو ظبي» على رغم أن عواصم الخليج تنعم بالرخاء والأمن فيما تحوّلت عدن إلى ساحة صراع تغرق بالدماء والفوضى.
يُعدّ بعض الطروحات الدائر الحديث حولها حالياً قديماً، من مِثل الأقاليم الستة أو الإقليمين. أما الطروحات الجديدة فهي تقسّم اليمن على أساس الخريطة العسكرية الراهنة. وهو ما ظهر في حديث وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أواخر الشهر الماضي عن إمكانية حصول من سمّاهم «الحوثيين» على منطقة حكم ذاتي ما يعني أن بقية الأطراف المحلية ستحتفظ بمناطق نفوذها. ويتخذ النقاش حول هذا الطرح جدية في المحادثات السياسية الجارية في الكواليس بين العديد من الدول المؤثرة في الشأن اليمني.
إزاء ذلك لا يمكن إغفال الحضور القوي للولايات المتحدة في رسم خريطة اليمن الجديد خصوصاً أنها استبقت المفاوضات السياسية بمحاولة تأمين حصتها من الكعكة عبر عقد اتفاقات مباشرة مع حكومة هادي للتموضع في المناطق والجزر والقواعد الحيوية والاستراتيجية إضافة إلى حضورها غير المباشر عبر حليفَيها (الرياض وأبو ظبي) في مناطق سيطرتهما. أما السعودية والإمارات فهما أنجزتا أو تحاولان إنجاز ما يلي:
- احتلال جزيرة سقطرى ذات الموقع الاستراتيجي، وتحويل الخدمات التابعة للدولة اليمنية فيها إلى الإدارة الإماراتية.
- مدّ خط أنابيب نفطي سعودي عبر محافظة المهرة باتجاه بحر العرب وهو ما تواصل السعودية العمل عليه على رغم رفض أبناء المحافظة والذين تساعد القوى الشرطية التي تخضع لسلطة عبد ربه منصور هادي في قمعهم.
- السيطرة على جزيرة ميون الاستراتيجية في باب المندب، وإجبار سكّانها على مغادرتها.
- السيطرة على منابع النفط والغاز في محافظتي شبوة وحضرموت.
- احتلال المنافذ البحرية والبرية والجوية في جنوب اليمن.
في ما يتصل بتوزّع مناطق النفوذ يتقاسم النفوذ في المحافظات الجنوبية كل من «المجلس الانتقالي» و«حكومة هادي». وفيما ينادي فريق من الجنوبيين بالانفصال وتشكيل دولة مستقلة عاصمتها عدن معتبراً أن الفرصة الآن متاحة لانشغال قوى الشمال بالحرب مع «التحالف» يعتقد فريق آخر أن ثمة قابلية للانشطار والتجزئة في الجنوب والعودة إلى تقسيمات الاحتلال البريطاني والتي تدور معلومات عن تأييد إماراتي لإعادة إحيائها بهدف تسهيل السيطرة على الجنوب في المستقبل. وفي مأرب يشكّل «التجمع اليمني للإصلاح» (إخوان) ما يشبه حكماً ذاتياً في حين يتنازع النفوذ في تعز كل من «الإصلاح» والسلفيين بقيادة «كتائب أبو العباس» المدعومة من الإمارات. أما المحافظات الأكبر من حيث عدد السكان فهي تحت سيطرة حكومة صنعاء».
حرصت السعودية في العقود الماضية على إبقاء اليمن موحّداً مع سلطة مركزية تدين لها بالولاء الكامل. ولكن، وأياً كانت درجة الولاء تلك، فإن السعودية لا تتخلّى عن اشتغالها المستمر على جعل اليمن ضعيفاً، وبعيداً من كل مصادر القوة أو ما يؤهّله لانتهاج سياسة مستقلة. طوال فترة الحرب لم يصدر عن الجانب السعودي الرسمي أي تلميح إلى نيته القبول بتقسيم اليمن وكان يحاول مداراة الحلفاء في الجنوب عبر التظاهر ضمناً بإمكانية الموافقة على الانفصال. يتصل ذلك بأن السعودية حدّدت لحربها هدفاً هو إعادة اليمن إلى وصايتها الكاملة مهما كانت التكلفة وما استمرارها في الحرب على رغم العجز إلا مكابرة وعناد بعيداً من الحسابات المنطقية بل كلّما مضى الوقت كلّما غرقت الرياض أكثر في المستنقع اليمني وهذه حقيقة معروفة وسمعها المسؤولون السعوديون من معظم حلفائهم في السنة الأولى للحرب.
لا يُرجّح أن تتمكّن أطراف الأزمة في المفاوضات المزمع عقدها في السويد في الأسابيع المقبلة إحداث خرق في الجدار السميك للأزمة على مستوى القضايا الجوهرية. وستستعيض الأمم المتحدة عن ذلك بالبحث في ما يشكّل حاجة ملحّة للجميع من قبيل تحسين الوضع الاقتصادي والعملة الوطنية وتبادل الأسرى وتسهيل العمل الإنساني وغيرها. وفي حال لم تستطع المفاوضات المقبلة تحقيق الأهداف السعودية فإن الخطة السعودية التالية هي تفتيت اليمن وإبقاؤه مشظّى مع إدامة بذور الفرقة والانقسام والاختلاف لتأجيج الصراعات بين مناطقه وقبائله وفئاته.
المزيد في هذا القسم:
- تصعيد في جبهات الحدود .. ضغطٌ سعوديٌ لإنشاء منطقة عازلة! المرصاد نت - رشيد الحداد بالسلم أو بالحرب، تجتهد السعودية في تحقيق حلم المنطقة العازلة على حدّها الجنوبي. فبعد أيام من رفض وفد صنعاء التفاوضي في مسقط أيّ نقاش ...
- قتلى وجرحى في مواجهات مسلحة بين الجيش وحلف قبائل حضرموت بالقرب من منشأت نفطية .. ذكر مصدر محلي بمحافظة حضرموت للمرصاد أن إشتباكات عنيفة بين جنود الجيش اليمني وحلف القبائل اندلعت ظهر اليوم الجمعة في منطقة رأس عبول في محافظة حضرموت. وأفاد ا...
- الحقيقة الغائبة في الاعلام الوطني !! المرصاد نت - متابعات اعلام العدوان شغال بالكذب منذ أيام بالحديث عن صراعات بين الصماد وأبو أحمد وأبو علي الحاكم . بينما نجد واقعهم كله ملئ بالصراعات والحروب...
- نشر القوات الأمريكية في اليمن لا علاقة له بالقاعدة بل لتحقيق الأهداف الجيوسياسية في المن... المرصاد نت - متابعات مزيد من الغرق في وحل الفوضى الأمنية وذهاب عدد من المحافظات الجنوبية الى صراع أكبر بين أجندات العدوان وخليط من الجماعات المسلحة. المحتل...
- ارتفاع عدد الشهداء والجرحى مصدر طبي: ارتفاع عدد شهداء الانفجارين اللذين استهدفاء مسجد الحشحوش ومسجد بدر بالعاصمة صنعاء إلى أكثر من 77 شهيد وأكثر من 120 جريح 30 منهم في حالة حرجة حسب الاحص...
- أزمة الغاز.. بين مؤشرات الانفراج وأستمرار أسباب حدوثها المرصاد نت - نوح جلاس تستمرُّ معاناةُ المواطنين في رحلة الحصول على الغاز المنزلي والوقوف في طوابير لعدة ساعات أَوْ لعدة أيام وعلى الرغم من تأكيد مصدر حكومي بأن...
- البيان التاسع لمجلس الإنقاذ اليمني أيها الشعب اليمني الباسل أيها الشعب اليمني الُحر المقاومأيها الشعب اليمني البطل العنيد أيه...
- قريباً ... مقال للأستاذ عبد الباسط الحبيشي يتضمن ملابسات الأوضاع في اليمن! المرصاد نت - خاص يعلن موقع المرصاد عن نشر مقالاً هاماً خلال الايام القليلة القادمة للمنسق العام لحركة خلاص الأستاذ عبد الباسط الحبيشي لأول مرة منذ أن غاب عن ا...
- رئيس المجلس السياسي لأنصار الله يلتقي وفد القوى السياسية الذي زار عددا من البلدان المرصاد نت - متابعات التقى رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد اليوم بصنعاء الوفد السياسي الذي زار مؤخرا عدد من الدول العربية والإسلامية . واستعرض...
- كيري من مسقط : اتفاق على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة المرصاد نت - متابعات أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري 15 نوفمبر/ تشرين الثاني إن السعوديين وأنصار الله اتفقوا مبدئياً على وقف إطلاق النار في اليمن بدءا من...