إستعدادات عسكرية للعدوان وتلميح إمريكي بأستهداف ميناء الحديدة وتضيق الحصار

المرصاد نت - متابعات

كشفت مصادر سياسية مساء اليوم الخميس أن تحالف العدوان السعودي اتخذ قراراً بشن هجوم عسكرية واسع بهدف السيطرة على ميناء الحديدة غرب اليمن .alhodidah2017.3.30


وأضافت المصادر أن القرار السعودي جاء بعد رفض الأمم المتحدة إدارته وان انهت الاستعدادت العسكرية لاحتلال ميناء الحديدة خلال الأيام القليلة القادمة وتعمل حالياً على التنسيق لهذه العملية مع وزارة الدفاع الامريكية . ويفرض تحالف العدوان السعودي حصاراً على ميناء الحديدة تسبب باتساع رقعة الفقر بين المواطنين اليمنيين وارتفاع نسبة المجاعة في البلاد وفقاً لتقارير الهئيات الدولية التابعة للأمم المتحدة .

معركة احتلال ميناء الحديدة التي يسعى العدو السعودي لتحقيقه لاستكمال طوق الحصار على اليمن والتحكم بحياة الملايين من اليمنيين الذين يهددهم الجوع غير مضمونة النتائج ولا يمكن التنبؤ بنجاح وعواقب مثل هكذا عملية عسكرية .

القادة العسكريين في اليمن أعلنوا أكثر من مره أن محاولة السعودية احتلال ميناء الحديدة سيواجه برد عسكري يمني قوي لن يقتصر في الساحل الغربي لليمن بل سيتمتد الى جبهات الحدود السعودية . لا نستطيع معرفة ما يخفيه الجيش اليمني واللجان الشعبية بشأن أساليب الرد والمواجهة على هذه المغامره العسكرية  لكن من المؤكد أن أي عملية عسكرية تستهدف ميناء الحديدة لن يكون نزهه للسعودية وحلفاءها ، ولا يستطيع أحد التنبؤ بعواقبها .

مصدر عسكري في وزارة الدفاع اليمنية أكد لوكالة العهد اليمنية اليوم الخميس أن أي مغامرة سعودية لاحتلال ميناء الحديدة ، ستقابل برد مزلزل من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية . وأضاف المصدران القيادة العسكرية للجيش اليمني على معرفة كاملة بخطط السعودية لاحتلال ميناء الحديدة وأن الجيش اليمني واللجان الشعبية قادرون على هزيمة أي عدوان سعودي يستهدف الميناء مذكراً تحالف  العدوان السعودي بالمحارق التي تعرضت لها قواته ومرتزقته في جبهة المخاء جنوب الحديدة . وأشار المصدر أن الرد العسكري اليمني على أي مغامره سعودية على الحديدة لن يقتصر على الحديدة بل سيفاجئ العدو السعودي بعمل عسكري مزلزل غير متوقع في عمقه حسب المصدر .

المؤشرات العسكرية الميدانية في اليمن لا تبشر بالخير بالنسبة للعدو السعودي خصوصاً أن جيشه عاجز عن استعادت المواقع التي يسيطر عليها الجيش اليمني واللجان الشعبية في جبهات نجران وجيزان وعسير ، وعجزه على مواجهة الصواريخ اليمنية التي نرى انها لن تتوقف بل ستأخذ استراتيجية تصعيديه خلال العام الحالي وأي مغامره لاحتلال ميناء الحديدة سيزيد الطين بله والقيادة العسكرية اليمنية وحدها تعرف ماذا سيحدث حينها .. ولعل الأيام القادمة وحدها من ستكشف لنا ذلك .

وتزايدت تعقيدات الوضع في اليمن مع ارتفاع وتيرة الصراع في منطقة الساحل الغربي، هذه المنطقة التي أثار الصراع فيها مخاوف المجتمع الدولي، لأهميتها كطريق لمرور خط الملاحة الدولي، ناهيك عن تفاقم الوضع الإنساني الكارثي الذي سيسببه استمرار المعارك، خصوصاً إذا وصلت إلى مدينة الحديدة التي تضم أحد أكبر موانئ البلاد.

الدلالات السياسية تشير إلى أن الخيار العسكري هو الأقرب إلى الحل من أي خيار آخر لدى حكومة هادي، ومن خلفها قوات تحالف العدوان رغم التحذيرات الدولية التي تنطلق من حين إلى آخر بشأن الوضع الذي تشهده البلاد جراء موجة التصعيدات الجديدة والقلق الذي تثيره المخططات لاقتحام مدينة الحديدة التي تحوي ثاني أكبر موانئ البلاد وما ستنتجه المعارك في هذه المنطقة من نزوح جماعي للسكان المحليين بل وإلى القطع العملي لعاصمة البلاد صنعاء عن إمدادات توريد المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية ما سيسفر عن تداعيات كارثية حسب بيان خارجية روسيا، وهو ما يعكس التوسع في اللامبالاة بالوضع الإنساني من قبل مختلف الأطراف المحلية والإقليمية المنخرطة في الحرب اليمنية.

وكان قائد المنطقة المركزية الأمريكية في الشرق الاوسط جوزيف فوتيل قد صرح قبل يومين إن الادارة الامريكية تناقش المشاركة في عملية عسكرية للهجوم على ميناء الحديدة واخراج الحوثيين منه كما اكد فوتيل ان الحوثيين في اليمن لديهم القدرات العسكرية المتطورة التي تهدد حرية الملاحة في باب المندب  واوضح فوتيل امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الامريكي ان الحوثيين نشروا صواريخ ومنظومة رادارات والغام وقوارب متفجرة  واكد ان هذه الاسلحة تهدد المصالح التجارية والعمليات العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط .

على الرغم من أن الحديدة لا تشكل تجمعاً سكانياً استثنائياً من حيث الحجم فإنها تعد المنفذ الوحيد الذي يمد محتاجي اليمن بالمساعدات الانسانية والاغاثية، بعدما أغلقت كل المنافذ أمامهم وعزلوا عن العالم. لكن بنظر حكومة هادي، الحديدة مصدر إمداد مهم جداً لـ”اقتصاد الحرب” لذا تثير نيتها في استعادتها كل هذه المخاوف السياسية والتي تتخفى خلف التحذيرات الانسانية لروسيا والأمم المتحدة، بحسب المؤيدين لفريق الرئيس هادي، والذين يقولون إن الجهات الدولية لم تكلف نفسها عناء السؤال عن مصير المساعدات التي تصل إلى ميناء الحديدة ومن ثم تختفي، حد قولهم.

من خلال المعطيات التي تدور وبعد عامين من العدوان يبدو أن العودة إلى طاولة الحوار للحد من المأساة الانسانية ما زال صعباً فتداول الصراع بين الدول العظمى هو ما يجعل الأطراف السياسية تتهرب من إبداء الحلول على موائد التفاوض والدخول في رهان كسب الوقت لخلق مكاسب على الأرض وتوطيد النفوذ حسب ما يرى مراقبون الأمر الذي يفضي إلى بقاء الرهان على الحسم العسكري على الأرض رغم المخاوف الدولية من ذلك، ولهذا تأتي تحركات المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تلبية لرغبات تحالف العدوان التي يمثل العمل العسكري أحد خياراتها خصوصاً وأن تصورات الحل السياسي بنيت على أساس يفضي إلى إنهاء دور هادي.

و ما بين هذا وذاك تتفاقم الأوضاع الكارثية في البلاد، لاسيما في مدينة الحديدة على نحو مخيف، في حين أسفر النزاع في اليمن عن مقتل أكثر من 10آلاف شخص وإصابة أكثر من 36 ألفاً آخرين، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية آخره ما حدث من قصف جوي على مدينة الخوخة وأيضاً مقتل أكثر من 40 لاجئاً صومالياً الجمعة 17 مارس 2017، بينهم نساء وأطفال في قصف جوي على مركبهم الذي كان ينقل 150 لاجئاً قبالة ميناء الحديدة وقد وثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تفاصيل الهجوم على القارب إذ أشارت إلى أن صور القارب الملتقطة في اليوم التالي للهجوم تظهر عليه آثار دمار تتسق مع كونه أصيب بنيران في غارة جوية. كما أشارت إلى أنه على الرغم من إنكار جميع الأطراف المسؤولية عن الهجمة إلا أنه لا يملك من الأطراف مروحيات عسكرية سوى تحالف العدوان بقيادة السعودية  .. مع أن تحالف العدوان خرج ليطالب بوضع ميناء الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة وقد أكد في بيانه أنه “غير مسؤول عن الهجوم” والذي وصفه البعض بأنه محاولة للتخفيف من الضغوط التي تمارس عليه من قبل أطراف إقليمية ودولية ومنظمات مستغلين الوضع الإنساني الكارثي الذي تتعرض له اليمن حالياً.

ويتخوف كثيرون من انزلاق اليمن نحو أكبر مجاعة تاريخية نتيجة التصريحات حول احتمال اجتياح الحديدة عسكرياً. وقد حذرت وزيرة حقوق الانسان في حكومة الإنقاذ، علياء الشعبي من أن العدوان بأستهدافه الحديدة وإغلاق الميناء ستدخل البلاد بكارثة إنسانية “لن تستطع الجزيرة العربية تحمل تبعاتها”.

المزيد في هذا القسم: