واشنطن بوست: بن سلمان أعاد بلاده الى العصور الوسطى والمظلمة

المرصاد نت - متابعات

أكدت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعاد بلاده إلى العصور الوسطى والمظلمة من خلال ما تشهده البلاد من تسلّط وقمع ارتفع إلى Bensalman2018.7.21أعلى نسبة مع تسلمه ولاية العهد.

وأكدت الصحيفة الأمريكية إنه في الوقت الذي قدم فيه عدد من الملوك وأولياء العهد السابقين وعوداً أو حاولوا إرساء بعض الآليات الديمقراطية فإن ولي العهد الحالي الذي يتولى فعليا زمام القيادة يعيد المملكة إلى ما قبل شكلها الحديث.

وأشارت الصحيفة الى أن محمد بن سلمان يرسي ملكية مطلقة أكثر مما فعله أي من أسلافه مذكرا في مقابلة له مع مجلة “ذا أتلانتيك” في أبريل/نيسان الماضي وقوله إن الملكية المطلقة لا تمثل تهديدا لأي بلد آخر بما فيها الولايات المتحدة، واعتباره أن فرنسا عندما كانت خاضعة لنظام الملكية المطلقة ساعدت في تأسيس الولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن “ابن سلمان” فاته أن الملكيات المطلقة ثارت ضدها الشعوب وهو بهذا الموقف تحديدا تبنى نظاما ساد في فترات ما قبل المملكة الحديثة وتخلى عنه معظم أسلافه بمن فيهم جده الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة.

وفيما يتعلق بولي العهد الحالي محمد بن سلمان أكدت الصحيفة الامريكية أنه لم يقدم وعوداً عدا تشديد قبضته على السلطة وممارسة القمع الديني في حين أنه يعد في المقابل برخاء اقتصادي عبر مشروع “نيوم” المزعوم.

وأعتبرت الصحيفة في ختام مقالها أنه في الوقت الذي حازت فيه الإدارة السعودية الحالية على بعض الإشادة فيما يتعلق بخططها للرخاء فإن الواقع يشهد بأن السعودية تعود إلى الماضي وأنه بتخليه عن الوعد بالديمقراطية فإن ولي العهد الحالي ربما بصدد إعادة المملكة إلى العصور الوسطى.

وفي سياق متصل أكدت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية أمس الخميس أن الاقتصاد السعودي يمرّ بأكبر اضطراب في تاريخ المملكة الحديث بسبب سياسات ولي العهد الطائشة.

ولفتت الوكالة في تقرير موسع لها سلّط الضوء على الوضع الاقتصادي الراهن في السعودية أن ابن سلمان تفنن في تبديد ثروة السعوديين وفي تنفيذ مخططاته الخاصة ودعم تحالفاته وأشارت الوكالة إلى الوهن الذي أصاب كثيراً من المؤسسات بسبب التراجع الاقتصادي الكبير الطارئ على السعودية التي انخفضت فيها مستويات المداخيل بينما ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوياته في أكثر من 10 سنوات ليصل إلى 12.9% نهاية مايو الماضي.

وأكدت الوكالة أن الفشل الاقتصادي أصبح مشهداً مألوفاً أكثر فأكثر بالعاصمة السعودية حيث تمرّ المملكة التي مضى على تأسيسها 86 عاماً بأكبر اضطراب في تاريخها الحديث ضمن سعيها لبناء نموذج اقتصادي رأسمالي على النمط الغربي، فمع تقليص الحكومة الدعم وارتفاع التكاليف بات بقاء الشركات مرهوناً بيد قوى السوق المختلفة.

ويرصد التقرير واجهات المحلات الشاغرة على طول الطريق الرئيسي في الرياض بينما هناك حتماً مستفيدون مع بحث جيل الألفية عن طرق للاستفادة من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي هزّت المملكة خلال العامين الماضيين.

وتضيف الوكالة أن "شركة مطاعم ومتنزّهات الخليج" فصلت 500 موظف في السنوات القليلة الماضية ما أدّى إلى تقليص عدد العاملين لديها إلى 700 بحسب مدير العمليات ربيع غسطين كما أغلقت الشركة حوالي 5 مطاعم، الوكالة تنقل عن غسطين قوله: "لم نشعر بالأزمة حتى منتصف عام 2017 مضيفاً إن المبيعات انخفضت بين 20% و25% في بعض المطاعم ونحن بحاجة إلى وقف النزيف الأمر بهذه البساطة".

وأكدت الوكالة الأمريكية اتساع الفوارق بين الأغنياء والفقراء وكذلك بين المحافظين والنخبة مشيرةً إلى وجود تذمّر فعلي من موجة الغلاء فيما تصل نسبة البطالة بين السعوديين إلى أكثر من 13%.

الي ذلك نقل موقع "تاكتيكال ريبورت" الاستخباراتي عن مصادر بالقصر الملكي السعودي أن سلمان بن عبد العزيز خضع لفحوصات طبية مؤخراً وتلقى نصيحة بأخذ قسط من الراحة لمدة أسبوعين إثر وعكة صحية ألمّت به نهاية الأسبوع الماضي مشيراً إلى إجرائه فحصاً طبياً سريعاً في قصره بمدينة جدة غربي المملكة.

وحسب الموقع الاستخباراتي تشير المعلومات الأولية إلى أن نتيجة الفحص وجدت أن العاهل السعودي يعاني من "الإعياء وضيق في التنفس" ونصحه الأطباء  بأخذ قسط من الراحة لمدة أسبوعين على الأقل خاصة قبل الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج والاحتفال بعيد الأضحى هناك.

وأكد المصدر ذاته بأن الملك سلمان أخذ نصيحة أطبائه في الحسبان وألغى بالفعل هذا الأسبوع أكثر من اجتماع مع أفراد من عائلة بني سعود الحاكمة لكنه لم يأخذ فترة استجمام بالخارج.

في غضون ذلك قالت مصادر مقربة من القصر الملكي إن الملك "سلمان" أفصح خلال اجتماع خاص مؤخراً بأنه لم يتخذ بعد قراره بشأن موعد تسليم السلطة لابنه ولي العهد الأمير محمد.

لكن على أي حال - حسب المصادر ذاتها - فإن الملك اتخذ بالفعل كل الترتيبات والإجراءات اللازمة لتأمين انتقال سلس للسلطة لابنه حال حصول مكروه له أو تدهور حالته كما أن جميع المؤسسات والأطراف المعنية بعملية نقل السلطة باتت موالية بشكل كامل لولي العهد.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أطاح بابن عمه ولي العهد السابق محمد بن نايف وقام بتصفية لما تبقى من تركته في وزارة الداخلية والدوائر الأمنية كما شنّ حملة اعتقالات كبيرة طالت عدداً من الأمراء والوزراء ولم يتم الإفراج عنهم قبل ابتزازهم مالياً والتنازل عن قسم من أموالهم وأملاكهم لمحمد بن سلمان.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية