سوريا : «مخطوفو السويداء» إلى الحرية ... وتصعيد في ريفها

المرصاد نت - متابعات

أغلق ملف مختطفي ريف السويداء الشرقي بشكل كامل ليتفرغ الجيش العربي السوري وحلفاؤه لإعادة الزخم العسكري على محاور البادية الشرقية فيما تعمل موسكو مع واشنطن وعمّان علىSyria Soudaa2018.11.9 «حل دائم» لمخيم الركبان ينتهي بإغلاقه..

وعلى رغم التوتر المسيطر على أجواء المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا نجحت الجهود الأميركية الديبلوماسية والميدانية في تقييد الاستهداف المتبادل عبر الشريط الحدودي خلال الأيام الماضية. ولكنّ خفوت صوت المدافع التركية لا يعني بالضرورة أن العملية العسكرية التي لوّحت أنقرة بشنّها قد انتفت بالمطلق بل يصبّ في سياق السجال الدائر مع الجانب الأميركي. ويُرجَّح أن تستمر هذه الحال إلى ما بعد اللقاء المرتقب بعد غد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب في العاصمة الفرنسية باريس حيث يفترض أن يُطرح ملف شرق الفرات على طاولة النقاش وبخاصة مسألة الدور الأميركي في دعم وحماية «وحدات حماية الشعب» الكردية على حد ما قال أردوغان قبل أيام.

وإلى حين بيان مآل هذا اللقاء ينتظر أن يلتزم الجيش التركي عدم التصعيد خصوصاً بوجود عناصر تتبع «التحالف الدولي» في القرى والبلدات الحدودية السورية. ودُعّمت هذه التهدئة المرحلية بإعلان أمس عن تسيير الدورية المشتركة الثانية بين القوات التركية و«التحالف الدولي» في محيط منبج.

وفي مقابل التركيز التركي على ملف التفاوض مع الولايات المتحدة في شأن شرق الفرات تكاد تغيب مستجدات منطقة إدلب ومحيطها ومسار تنفيذ «اتفاق سوتشي» وإنشاء «المنطقة منزوعة السلاح» بالكامل. وفيما عدا ما تناقلته أوساط معارضة عن افتتاح «معبر مورك» أمام حركة المدنيين بعد وقت قصير على استئناف الحركة التجارية عبره لم يبرز سوى ما نقل عن «مكافآت» سخية دفعتها «هيئة تحرير الشام» لعناصرها الذين شنوا هجوماً ضد مواقع الجيش العربي السوري على أحد محاور ريف إدلب الشرقي منذ أسبوع.

وتأتي هذه الخطوة في إطار مقاربة «تحرير الشام» للالتزام النسبي بمقررات «اتفاق سوتشي» مع الحفاظ على مبررات كسب الشخصيات والقوى (داخلها) الرافضة للاتفاق ومنع تسربها نحو فصائل «جهادية» أخرى تُجاهر بالرفض. وعلى رغم غياب أي تطورات لافتة تدل على التزام تركيا بجدول زمني واضح لتنفيذ مرحلة «سحب التنظيمات الإرهابية» من المنطقة «منزوعة السلاح»، رأت موسكو أمس على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زخاروفا أن «من المبكر الحديث عن انتهاء العمل الضروري» لإنشاء تلك المنطقة وذلك على رغم «النجاح الجزئي المحقق».

وفي موازاة الترحيب الروسي بجهود تركيا في إدلب تقود موسكو مبادرة لإيجاد حل دائم لمخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية. وبعدما كشفت مصادر رسمية روسية عن اجتماع مرتقب في الأردن بعد غد لنقاش مصير المخيم أعلنت عمّان أمس بدء محادثات أردنية ــــ أميركية ــــ روسية في هذا الشأن. وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن «روسيا عرضت خطة لحلّ المشكلة في تجمع الركبان عبر عودة قاطنيه إلى مناطقهم الأصلية بعد حوار مع الأردن الذي أكد أنه لن يقبل بتحمّل مسؤولية التجمع» مؤكدة دعم الجانب الأردني لهذه الخطة الروسية.

وكان لافتاً أن الأردن لا تريد التورط في أي دور مستقبلي مرتبط بهذا المخيم إذ اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية ماجد القطارنة أن «قضية تجمع الركبان هي قضية سورية أممية... والطريق إلى الركبان سالكة من الداخل السوري الآن وعليه لا بدّ أن ترسل مساعدات له من الداخل السوري». ولم يخرج أي موقف أميركي مباشر من هذه المحادثات الثلاثية المعلن عنها إلا أن «التحالف الدولي» أصرّ على تعظيم دور الفصائل المسلحة التي يدير عملها في محيط التنف في حماية قوافل المساعدات الأممية التي دخلت المخيم أخيراً.

ووسط الحديث عن تأمين المخيم ومنطقة التنف من قبل «التحالف» والمسلحين الموالين له برزت أسئلة جديدة أمس مع الإعلان عن تحرير المدنيين المختطفين على يد «داعش» من السويداء في ريف حمص الشرقي. إذ تمرّ طريق عبور عناصر «داعش» والمختطفين من ريف السويداء الشرقي نحو منطقة حميمة وشرق السخنة في محيط (أو عبر) المنطقة «الآمنة» التي يفرضها «التحالف» الدولي حول قاعدته في التنف؛ خصوصاً أن الأخير سبق واستهدف عدة قوافل ودوريات تتبع القوات الحليفة لدمشق في نقاط تجاور المنطقة الآمنة مؤكداً أنه يرصد جميع التحركات التي تجري هناك.

وكان الجيش العربي السوري قد أعلن تحرير المختطفين والمختطفات من ريف السويداء الشرقي في منطقة حميمة ليغلق هذا الملف في شكل كامل. وبالتوازي مع استعادة المختطفين كثف الجيش استهدافه لمواقع «داعش» في محيط تلول الصفا بعد وصول تعزيزات خلال الأيام الماضية تضم تشكيلات من وحدات الجيش والقوات الرديفة له. وينتظر أن تشهد الأيام المقبلة زخماً عسكرياً واسعاً على هذا المحور بعد خروج ورقة المختطفين من إطار المساومات.

وتمّ يوم أمس تحرير «مخطوفي السويداء» الذين خطفوا على أيدي عناصر من تنظيم «داعش» في تموز/ يوليو الماضي إثر هجوم شنّه التنظيم في محافظة السويداء جنوب سوريا. وتمكّن الجيش من استعادة المخطوفين لدى التنظيم عبر «عملية بطولية ودقيقة» بعدما «اشتبكت مجموعة من أبطال الجيش العربي السوري في منطقة حميمة شمال شرق تدمر مع مجموعة من تنظيم «داعش» الإرهابي (...) وبعد معركة طاحنة استطاع أبطالنا (الجيش السوري) تحرير المختطفين». كما أفادت البيانات الرسمية أنّه «تم قتل الخاطفين».

الرواية الرسمية السورية قابلتها رواية أخرى على لسان مدير «شبكة السويداء 24» نور رضوان الذي قال لوكالة «فرانس برس» إن تحرير باقي المخطوفين «جاء استكمالاً للاتفاق السابق مقابل الإفراج عن معتقلين من «داعش» في سجون الحكومة السورية». وكان التنظيم قد أفرج في 20 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي عن ستة من المخطوفين بموجب اتفاق بعدما كانت روسيا قد تولّت بالتنسيق مع الحكومة السورية التفاوض مع التنظيم.

وبث التلفزيون الرسمي صوراً للمحررين في منطقة صحراوية وحولهم وقف عناصر من الجيش العربي السوري كما أشار التلفزيون إلى أن «عددهم 19». وكان «داعش» قد شنّ في 25 تموز/ يوليو سلسلة هجمات متزامنة على مدينة السويداء وريفها الشرقي أسفرت عن مقتل أكثر من 260 شخصاً من أهالي المنطقة كما عمد عناصره الى خطف نحو 30 من النساء والأطفال.

ومنذ خطفه للرهائن أعدم التنظيم في 5 آب/ أغسطس شاباً جامعياً (19 عاماً) بقطع رأسه ثم أعلن بعد أيام عن وفاة سيدة مسنّة (65 عاماً) من بين الرهائن جراء مشاكل صحية. ثم أعلن في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر عن إعدام شابة في الخامسة والعشرين من العمر.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية