المرصاد نت
تعلن الأمم المتحدة عن أكبر كارثة إنسانية في العالم بينما يتعامل العالم مع اليمن وكأنه يعيش حرباً عابرة يمكن معالجة تداعياتها بتصريحات وتحركات محدودة يسمح بها الجلاد من باب ذر الرماد على العيون لا أكثر.
مرض الملاريا يزحف ويهدد حياة الآلاف من اليمنيين، ومن قبله " الكوليرا" و " الدفتيريا" بينما اليمنيون وحدهم من يواجه هذه الكارثة التي غدت أشبه بحالة عقاب جماعي غير مسبوقة.. ومن لم يقتل بالقصف والغارات يموت جوعاً ومرضاً وحسرة!
هذا الاستخفاف العالمي باليمن ومأساته يضعنا أمام سؤال عريض يتعلق بـ " الأنسنة " التي يفترض أن العالم المتحضر قد وصل إليها وجعل منها مقياساً لتقدم هذه الأمة أو تلك .
فحين يفرض حصار شامل على نحو ثلاثين مليون نسمة ثم لا يتحرك " الضمير الإنساني" على نحو جاد للحد من هذا الظلم والعدوان والجريمة المكتملة الأركان، فهذا يعني أننا نعيش تحت قانون الغاب حيث البقاء للأقوى وهذا يعني أن لا مناص أمام اليمنيين سوى المزيد من الصمود والتوحد والتصعيد في مختلف الجبهات بما في ذلك جبهة باب المندب، حيث بالإمكان تهديد مصالح دول العدوان وإجبارهم على وقف الحرب ورفع الحصار أما إن تمادوا في تصعيدهم وعدوانهم فالنتيجة واحدة وما عساهم أن يفعلوا بشعبنا أكثر مما فعلوا!
لقد وضع الرئيس الصماد النقاط على الحروف في حديثه المتلفز مع نائب المبعوث الأممي إلى اليمن بيد أن دول العدوان وقوى الاستكبار العالمي لم تفقه بعد مغزى الرسالة اليمنية، ولعلهم ينتظرون انهياراً شاملاً لشعب يقاوم العدوان منذ ثلاث سنوات وسط اختلال الموازين وتفاقم الصعاب والتحديات .
لن يدفع اليمنيون وحدهم ثمن هذه الكارثة الإنسانية ولا يزال في جعبة الجيش واللجان الشعبية مفاجآت قد تخلط الأوراق مجدداً، وتجعل العالم يهرع إلى الحل السياسي والإنساني.
بل إن المؤشرات والمستجدات تؤكد أن العدوان على اليمن لن يقتصر خطره على اليمن أرضاً وإنساناً فرقعة النار تتمدد في منطقة الخليج العربي والأزمة الخليجية مع قطر قد تخرج عن السيطرة خاصة أن العقلية السعو إمارتية تتصرف بطريقة استعلائية مع دول الجوار وآخرها سلطنة عمان التي يراد لها أن تدفع ثمن حيادها الإيجابي تجاه حروب المنطقة..
حتى الورقة الاقتصادية التي راهن عليها العدوان فإنها قد ارتدت عليه وعلى مرتزقته ما جعل السعودية مضطرة للإعلان عن وديعة لدعم الاقتصاد اليمني في مفارقة لا تحدث إلا مع العدوان الهمجي الذي يقتل اليمنيين ثم يعلن عن حملة مساعدات لإنقاذهم.. يدمر الاقتصاد ثم يتدخل للحفاظ على قيمة العملة المحلية !!
هذا التخبط يؤكد مجدداً ان الحرب على اليمن ترتد بالسلب على تحالف العدوان الذي إن لم يستفد من الدعوات الإنسانية لوقف هذه الحرب العبثية فإنه لن يحتمل خطوات استراتيجية للجيش واللجان والشعبية .. إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، فاتقوا شر اليمن إذا غضب!
كتب : عبدالله علي صبري
المزيد في هذا القسم:
- حروب العملة ... ( الأولى ) كتب: عبدالجبار الحاج في سلوك يمثل تماما في مضمونه ونتائجه نهج ادارة التوحش الذي قراناه عن الوهابية منذ الدرعية وحتى اليوم .. مثلها في السلب تلك ا...
- الممكن والمستحيل على طريق السلام المستدام في اليمن رسالة مسجلة للدكتور مطهر السعيدي موجهة الى كل الجهات المعنية وكافة افراد الشعب اليمني حو...
- مبادرة للحل السلمي '3-1' ! بقلم : توفيق عيضه المرصاد نت قد يستغرب البعض من العنوان وقد يذهب تفكير البعض الآخر إلي أن المبادرة تخص إيقاف الحرب الدائرة بين اليمن والسعودية، فأن لم تكن كذالك سيطرح سؤال طيب ...
- اليمن السعيد .. بين عيال زائد وعيال يزيد ! بقلم : د.عبد الرحمن الجنيد المرصاد نت للاسف والاسف الشديد ان نرى أرض السعيدة واليمن السعيد اليوم بهذا الوضع الذليل المهين ان نرى ارض الحضارة والثقافة والتاريخ ان نري مهد الانسا...
- أمركة السلطة والمعارضة ! بقلم : علي قازان * المرصاد نت المتتبع للنشاط الأمريكي لدى دول منطقة الشرق اوسطية سيجد في العشر السنوات الأخيرة أن البلدان التي كانت فيها أنظمة يسارية إستطاع الناتو تدميرها عبر ال...
- إطلاق رصاصة الرحمة على السعودية (٣) المرصاد نت كتب: عبدالباسط الحبيشيسجلت أسعار النفط خلال الشهر الماضي بمعّدل 20$ وشعره زيادة للبرميل الواحد. العراق وعُمان والجزائر ونيجيريا والإكوادور وأنجولا ...
- رئيس جبهة انقاد الثورة رئيسا لمكافحة الفساد لاخلاف بشأن نجاح الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في أداء مهامها في عهد علي عبدالله صالح، فقد كان الهدف من إنشائها هو الحصول على مساعدات وقروض كما أوض...
- الاستبداد .. المثقفون العرب أمام امتحان السياسة! المرصاد نت كارثة أن تفكر الأمة من قفاها تاركة دماغها منتجعاً لأبخرة متصاعدة من معدة مليئة بالهامبرغر والدجاج المقلي على الطريقة الأميركية. التحالف القومي الدي...
- مرتزقة قرن الشيطان وموائد الذل و العار ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت عندما ينظر الانسان الى هذه المائدة الدسمة الذي تسمى الكبسة السعودية والتي يكثر فيها اللحم المخلوط بالرز وماالى ذلك اولا يحمد الله على هذه النعم الت...
- العمل الدبلوماسي من يخدم ؟ بقلم : علي حسين علي حميدالدين . المرصاد نت مفاهيم اخرى : الدبلوماسية : هي التوازنات لحفظ البلدان أي الدول من ان تنهار علاقاتها ببعضها فمفهومها هو المرونة والتقارب في وجهات النظر وتبنى ...