المرصاد نت - متابعات
لم تكن معركة المفاوضات التي خاضها الوفد الوطني برئاسة محمد عبد السلام في السويد أقل شراسة من المعارك الميدانية التي يخوضها الجيش واللجان الشعبية على كامل جبهات الداخل والحدود وخاصة في معركة الساحل الغربي وبالتحديد في معركة الدفاع عن الحديدة، وحيث خرجت تلك المفاوضات باتفاق عملي، تمحورت أغلب بنوده حول الوضع في الحديدة فهل يمكن القول ان هذا الاتفاق، فيما لو تم إلتزام كافة الاطراف بكافة مندرجاته وبنوده سيكون نقطة مفصلية في انتهاء الحرب على اليمن؟
لم يبدأ تحالف العدوان معركة الساحل الغربي بشكل واسع، خاصة لناحية إصراره الشرس عدة مرات على محاولة إحتلال مدينة الحديدة ومينائها، قبل بداية صيف العام 2018 الحالي أي عمليا بعد مرور اكثر من ثلاث سنوات على بداية عدوانه على اليمن لذلك يمكن القول من هذه الناحية ان إتفاق الحديدة الاخير لم يضف اي تغيير جديد في الوضع العملاني للحرب وستستمر ـ مبدئياً ـ معارك الجبهات الاخرى في الداخل وعلى الحدود تماما كما كانت قبل معركة الساحل الغربي وبالاخص قبل معركة الحديدة.
في عودة لمسار المعارك على كافة الجبهات ولطريقة تطورها الميداني كنا نلاحظ أن اغلب تلك الجبهات كانت عبارة عن خطوط مدافعة متماسكة استطاعت وحدات الجيش واللجان الشعبية الصمود عليها بثبات بالرغم من الفارق الواضح في القدرات العسكرية مقارنة مع ما يملكه تحالف العدوان ومرتزقته، خاصة لناحية التفوق الجوي والدعم البحري وحيث كانت وحدات الجيش واللجان تعيد انتشارها في بعض تلك الجبهات، فكان ذلك يحدث من خلال مناورة مدروسة ينتج عنها استنزاف وحدات العدوان وتكبيده خسائر كبيرة.
من ناحية اخرى استطاعت دائرة التصنيع الحربي اليمني، من خلال تطوير او تحديث او تصنيع عدة نماذج من الصواريخ الباليستية او من خلال ما أدخلته في تقنيات سلاح الجو المسير، استطاعت اولا دعم جبهات الداخل بقدرات صاروخية وجوية فاعلة، وثانيا تحويل المعركة الى استراتيجية ـ دولية بعد ان نقلتها الى خارج الحدود اليمنية مستهدفة بصواريخها الباليستية وبصواريخ طيرانها المسير وبفعالية غير بسيطة أغلب عواصم ومطارات دول العدوان المحيطة باليمن.
هذا المسار من الصمود الدفاعي خلال اكثر من ثلاث سنوات والمضاف اليه النقلة الاستراتيجية التي خلقتها القوة الصاروخية والجوية اليمنية في الحرب، دفع بالعدوان الى البحث عن مخرج او مناورة اخرى ينقل فيها المعركة وزخمها الى مكان آخر اعتقد انه سينجح به خاصة اذا كان بعيدا عن جبهات الداخل حيث نقاط القوة للجيش واللجان الشعبية وفي نفس الوقت قريبا من خطوطه البحرية والجوية المفتوحة في البحر الاحمر او في قواعده الجوية في الجنوب اليمني فاختار الحديدة في وسط الساحل الغربي نقطة تحوّل لمعاركه ولحربه.
ايضاً على الساحل الغربي وفي الحديدة بالتحديد حافظت وحدات الجيش واللجان الشعبية اليمنية على ثباتها واستطاعت الصمود اكثر بالرغم من ضخامة القوى والعتاد والقدرات التي سخرها العدوان وجعلت من معركة الساحل الغربي فرصة استنزاف تاريخية، سقط للعدوان خلالها خسائر ضخمة في عديده وفي عتاده فكانت معركة الحديدة من جديد نقطة تحوّله الاخيرة مرغما نحو المفاوضات نتج عنها اتفاق الحديدة الاخير والذي جاءت بنوده باغلبها تعبيرا بشكل او بآخر عن مقترحات الجيش واللجان الشعبية وقيادة سلطة صنعاء.
بعد التوصل الى اعتماد المقترحات الاخيرة والتي تحولت الى بنود اساسية في اتفاق الحديدة، يمكن القول ان الاوضاع الميدانية والسياسية في اليمن ستكون على الشكل التالي:
ـ ستعود مدينة الحديدة ومينائها خارج دائرة المواجهة التي ارادها العدوان تماما كما كانت قبل ان يفتح هذا العدوان معركتها وسيكون للجيش واللجان الشعبية قدرة اوسع على تحرير نسبة كبيرة من الامكانيات والجهود التي اضطر لوضعها بتصرف جبهة المدافعة عن الحديدة، تُمَكِّنُه من اعادة دعم جبهاته الاخرى في الداخل وعلى الحدود.
ـ سيخسر العدوان نقاط الضغط التي هدف اليها من مناورته في الساحل الغربي وفي مدينة الحديدة خاصة لما للمدينة ولمينائها من اهمية وحساسية بالنسبة للجيش واللجان الشعبية وسيخسر بالتالي هذا العدوان النقاط الاستراتيجية التي اراد إمتلاكها فيما لو إستطاع احتلال المدينة ومينائها.
ـ الاهم في ذلك كله سيعود العدوان من جديد الى عجزه في الميدان، تماما مثل ما كان قبل الحديدة ومعها وبعدها وربما ستكون مناورته الفاشلة في الحديدة ميدانيا وتفاوضيا المفتاح او النقطة المفصلية التي ستدفعه للاقتناع بخسارته هذه الحرب، ويعود كما عاد في السويد الى بعض الواقعية حول الحديدة يعود الى كل الواقعية حول انسحابه من المستنقع الذي اوصل نفسه اليه بغروره وبحماقته وبحقده.
"اتفاق السلام" يترنح!
"اتفاق السلام" بشأن "الحديدة" يترنح على وقع الغارات الجوية المكثفة لمقاتلات تحالف العدوان السعودي خلال يومي الجمعة والسبت على مدينة الحديدة إضافة الى عشرات القذائف المدفعية على الأرض ما يجعل "اتفاق السويد" أمام اختبار صعب.
على الرغم من أن البند الأول من الاتفاق الموقع بين الفرقاء اليمنيين الخميس برعاية أممية ودولية نص على "الوقف الفوري الكامل لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى" إلا أن العمليات العسكرية المتواصلة على الأرض تقول بخلاف ذلك.
وأكد "مارك لوكوك" وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية "عدم وجود وقف حقيقي حتى اليوم للعمليات العسكرية في اليمن".
وقال "لوكوك" في إحاطته إلى مجلس الأمن أول أمس الجمعة :" ان ما حدث في السويد لا يجب أن يؤدي الى تراجع الاهتمام الدولي بالازمة الانسانية في اليمن بل يجب مضاعفة الاهتمام بالوضع الانساني".
وتعرضت أحياء داخل مدينة الحديدة لقصف مدفعي ليل الجمعه وصباح أمس السبت. حيث تعرضت منطقة 7 يوليو السكنية لقصف مدفعي مكثف استهدفت القذائف بشكل مباشر فندق "الاتحاد" ومنازل وبيوت ومحال تجارية في الاحياء المجاورة.
وفي محافظة "ريمة" المحاذية لمحافظة الحديدة شن طيران تحالف العدوان 3 غارات جوية على وادي "كلابة" بمديرية بلاد الطعام صباح امس السبت أودت بحياة امرأة وأحرقت عددا من إغنامها.
و بلغت الغارات الجوية طيلة ليلة الجمعة 17 غارة جوية تركزت بعضها على قرى في ريف مديرية "حيس" جنوب محافظة الحديدة وتوزعت بقية الغارات على مناطق أخرى وطرق رئيسية حيوية.
وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع قد أوضح أن طيران العدوان شن خلال الـ24 ساعة الأولى من اختتام مشاورات السويد 21 غارة جوية "بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف ومحاولات تسلل للمرتزقة خاصة في جبهات الساحل الغربي".
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيت شدد في احاطته إلى مجلس الأمن في جلسته المنعقدة الجمعة "الى الحاجة العاجلة لإنشاء نظام مراقبة رادع ومزود بالقدرات اللازمة في الحديدة لضمان تنفيذ الاطراف للاتفاق الموقع في العاصمة السويدية ستوكهولم". وأشار "جريفيت" الى "اهمية أن يحدث ذلك خلال أيام".
ويواجه "اتفاق السلام" الموقع الخميس في العاصمة السويدية "ستوكهولم" تحديا حقيقيا من أجل الصمود والبقاء رغم تعهدات طرفي الأزمة والتزامهما إيقاف كامل العمليات العسكرية وكل عوامل التصعيد.
وفي حال استمرت الخروقات في الحديدة التي تعتبر محور الصراع الحقيقي حالياً وأيضاً مفتاح محتمل لسلام شامل في اليمن فإن القتال قد يستأنف وبصورة أشد ضراوة وبالتالي يصعب التئام أي جولات حوار مقبلة.
ووفقاً لردود أفعال جماهير وأنصار طرفي الأزمة على اتفاق السويد فإن فصائل ومراكز نفوذ سياسية وعسكرية في تحالف الرياض عبرت عن خيبة أملها وأبدت حالة من السخط والاعتراض على الاتفاق الذي يفقد حكومة هادي واحدة من أهم وأخطر أوراقها وهي: "ورقة الشرعية الدولية". حيث فقدت هذه الذريعة وزنها بعد أن اصبح "طرف صنعاء" ذا صيغة شرعية دوليا هو أيضا.
وأفادت مصادر قريبة من وفد حكومة هادي في مشاورات "السويد" أن الشيخ محمد العامري وهو رئيس حزب الرشاد السلفي وأحد أبرز أعضاء الوفد المفاوض رفض حضور الجلسة الختامية للمشاورات مساء الخميس بحضور الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الدول الكبرى ما يؤكد عدم وجود رغبة حقيقية وكاملة للسلام حيث يعتبر العامري وآخرين مثله "الاتفاق" هزيمة لفريق هادي ونصراً للطرف الآخر: طرف صنعاء.
المزيد في هذا القسم:
- 26 شهيداً وجريحاً حصيلة اعتداءات تكفيريي القاعدة على عناصر الأمن والسلطات تعلن حالة استنفا... نجا رئيس جهاز الأمن القومي ووزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد ومسؤولين عسكريين وأمنيين كبار أمس من كمين مسلح نصبه مسلحي القاعدة بينما تضارب...
- حضرموت : الوهابية تطرق آخر معاقل “الصوفية”.. اجتثاث أم رسائل صراع! المرصاد نت - متابعات لساعات طويلة وقف الحبيب أبوبكر بن علي المشهور أمام الضباط السعوديين في عملية استجواب هي الأولى من نوعها. قدّم هذا الكهل في السبعين من عمر...
- مسيرة حاشدة بعمران تندد بالجريمة البشعة التي ارتكبت في مسجد ﺑﺪﺭ ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺤﺸﻮﺵ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ ﺍﺳﺘﻨﻜﺮ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﻗﻔﺔ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﻭﻣﺴﻴﺮﺍﺕ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺣﺎﺷﺪﺓ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﺪﺭ ﺑﺤﻲ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺤﺸﻮﺵ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻌﺎ...
- في موكب جنائزي تاريخي.. اليمن يودع الرئيس الشهيد صالح الصماد المرصاد نت - متابعات ودّع ملايين اليمنيين صباح اليوم السبت في موكب جنائزي تاريخي الرئيس الشهيد صالح الصمّاد الذي اغتالته غارات جوية لطيران العدوان الأمريكي ال...
- صراع عسكري وسياسي بين السعودية والامارات على جنوب اليمن المرصاد نت - متابعات تفتقد المحافظات اليمنية التي تحتلها دول العدوان الى الاسقرار فمنذ أن تمكنت هذه الدول من السيطرة عليها بقوة السلاح يشهد الجنوب انفلا...
- أنصار الله وأحزاب من المشترك يؤكدون تمسكهم بالشراكة والتوافق في إعادة تشكيل مؤسسات الدولة المرصاد نت - صنعاء عقد بالعاصمة صنعاء اللقاء التنسيقي الدوري ﻷنصار الله وأحزاب من اللقاء المشترك. وأكد اللقاء الذي عقد أمس الأربعاء على تمسك الجميع بالشراك...
- إحتدام الصراع بين مرتزقة الامارات والسعودية في عدن بعد قرارات هادي المرصاد نت - متابعات أصدر الفأر هادي عدد من القرارات تقضي بعزل اللواء عيدروس قاسم الزبيدي محافظ عدن وعزل هاني بن بريك قائد ما يسمى قوات الحزام اﻷمني وتعيين عب...
- العاصمة صنعاء تشهد حفل إيقاد شعلة العيد الـ 55 لثورة 26 سبتمبر المرصاد نت - متابعات شهد ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء مساء اليوم حفل إيقاد شعلة العيد الـ 54 لثورة 26 سبتمبر الخالدة. وفي الحفل الذي بدئ بالسلام الجمهوري و...
- الإمارات تدفع حكومة هادي لطرق بديلة لتصدير النفط! المرصاد نت - متابعات كشفت وزارة النفط والمعادن بحكومة هادي عن خطط ومشاريع بديلة سيتم تنفيذها بحلول عام 2020 لتصدير النفط الخام وذلك في ظل سيطرة الإمارات على مخ...
- «جلسة يمنية» لمجلس الأمن: المأساة الإنسانية متعمََّدة ووحشيّة المرصاد نت - متابعات شكلت جلسة مجلس الأمن الاستثنائية مساء أمس والخاصة بالوضع في اليمن فرصة لإعادة الحديث عن الحل السياسي وإنعاش مبادرة المبعوث الدولي بشأن مي...