كتب خالد الرويشان
في مثل هذه الساعة
قتلوه عشية ذهابه إلى عدن!
في مثل هذه اللحظة وقبل 45 عاماً
تم اغتيال إبراهيم الحمدي رئيس الجمهورية إثر دعوة غداءٍ غادرة ولم يكن قد تجاوز ال 35 من ربيع عمره الفَتِي
جلسوا ينتظرون الغداء بينما كان القتلة يُجْهِزون على إبراهيم وأخيه في الغرفة المجاورة
كانوا ينتظرون ولو أصاخوا السمع لسمعوا رصاصة الحقد ونافورة الدم إثر الطعنة الغادرة!
كان الضيوف ينتظرون على المائدة صاحب البيت المضيف ليبدأوا التهام طعامهم!
بينما كان المضيف مشغولاً بالتهام لحم رئيسه وصديقه وضيفه إبراهيم الحمدي في الغرفة المجاورة!
يارب السموات! هل هؤلاء بشر .. هل هؤلاء يمنيون!
ودخل المُضيف صاحب البيت على ضيوفه بعد أن أنجز مهمة ذبح الحمدي بمعاونة بضعة قتلة صار لهم شأنٌ كبيرٌ في إدارة البلاد فيما بعد!
دخل وجلس يأكل بين ضيوفه وكأن شيئا لم يكن!
ولك نفس! .. يالوضاعة الروح!
وأصبح القاتل الخائن رئيساً للبلاد بعد ساعات من وليمة الظهيرة الغادرة تلك!
لماذا نتذكر إبراهيم الحمدي؟
نتذكره لأن الذين قتلوه وتآمروا عليه مايزالون يحكمون البلاد حتى اليوم!
حكموا ويريدون أن يحكموا!
ماتزال ظهيرة الدم والغدر تلك تحكم البلاد حتى اليوم أسباباً وتداعياتٍ ونتائج .. قتَلةً ومُخططين ومُموّلين!
لحظتنا الكئيبة اليوم هي بنت تلك الظهيرة الدامية!
ومن خططوا ونفذوا وقتلوا إبراهيم هم سبب هذه اللحظة!
في تلك الظهيرة الغادرة لم يغتالوا إبراهيم الحمدي فحسب ، بل اغتالوا مستقبل البلاد معه! اغتالوا 50 سنةً قادمة!
اغتالوا مشروع الدولة اليمنية الحديثة!
نتذكر إبراهيم الحمدي لأننا لا نكاد نتذكر حاكماً آخر يستحق أن نتذكره منذ ألف سنة على الأقل!
نتذكره لأننا لانريد لأجيالنا أن تصاب بالقنوط! ففيهم وبينهم ألف إبراهيم!
وما تزال البلاد ولاّدةً للرجال والأبطال
الأسباب التي قتلوا إبراهيم لأجلها عشية ذهابه إلى عدن هي نفس الأسباب التي يقتلون الشعب اليمني اليوم من أجل وأدها:
الجمهورية والوحدة واليمن الكبير والتنمية والدولة المدنية الحديثة!
مايزال القتلة هم القتلة والمخططون هم المخططون وما تزال الأسباب هي نفس الأسباب!
والذين قتلوا إبراهيم الحمدي عشية ذهابه إلى عدن هم أنفسهم الذين فتحوا بعد ذلك أبواب صنعاء ومعسكراتها للإمامة العائدة!
استهلّوا حياتهم بقتل إبراهيم وختموها باغتيال الجمهورية!
وهم الذين لم يشعروا بعد كل خياناتهم بندم أو يتعلموا من درس!
ومايزال الذهاب إلى عدن واليمن الكبير هو مايؤرّق الذئاب والكلاب حتى اليوم!
يؤرّق ضَبَّ الصحراء الأسود الأخرق الأحمق!
ويؤرّق ضباع الحقد والحسد والأثرة التي تتكاثر مثل ديدان الأرض
وما يزال الخونة وأبناؤهم وأحفادهم جاهزين .. والمآدب أصبحت قصوراً وأحزمةً أمنيّةً وجيوشاً زائفةً ووعوداً ووعيداً وتنويماً لشعبٍ بكامله!
لكنّ اللعبةَ باتت مكشوفةً أكثر من أي وقت
وفي النهاية لابد أن ينتصر الشعب
وإنّ غداً لناظره قريب!
المزيد في هذا القسم:
- حملة الرئيس ترمب الإنتخابية الليلة..! المرصاد نت حملة الرئيس ترمب الإنتخابية الليلة..! كتب: أ .عبدالباسط الحبيشي سيدشن الرئيس ترمب حملته الإنتخابية هذه الليلة ليتولى الفترة الثانية ك...
- نهاية القبيلة وعساكرها أكاد أجزم بإن أنصار الله/الحوثيين أنفسهم لا يدركون حجم وضخامة وفخامة وعظمة الخدمة التي قدموها لليمن والشعب اليمني وأنها قد تجاوزت الدفاع عن النفس والدفاع عن م...
- مفاوضات الكويت حرص الوفد الوطني وعراقيل وفد الرياض !؟ بقلم : زيدالبعوه المرصاد نت (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) اليوم وصل العالم اجمع الى قناعه تامه ان الوفد الوطني المتمثل في وفد ا...
- المشككون والمخونون .. قضية إغاثة النازحين واجب إنساني ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت لاشك بأن قضية النازحين الذين انتقلوا من محافظة تعز الى بعض المحافظات الأخرى ومنها أمانة العاصمة التي أصبحت مفتوحة لهؤلاء ممن لاحول لهم ولاقوة هي قضي...
- النظام السعودي بين زمنين: من خلع سعود الى خلع بن نايف المرصاد نت الصراع الداخلي على الحكم الذي تشهده أسرة آل سعود والذي كان اخرها خلع محمد بن نايف يعيد للأذهان مشهد الصراع بين ابناء الملك عبدالعزيز في ستينات وسبع...
- صنعاء بعيدة عليكم ! بقلم : محمد عايش المرصاد نت تحملون كل هذه الضغينة ضد صنعاء وتريدون من صنعاء أن تفتح لكم أبوابها وتأخذكم بالأحضان؟!! تقصفونها 500 يوم متتالية، كما لم تُقصف منذ أن بني فيها أ...
- ظاهرة ترامب ! بقلم :ابراهيم محمد الهمداني المرصاد نت انشغل الرأي العام العالمي مؤخرا بمتابعة تفاصيل الانتخابات الامريكية لمنصب الرئيس ال 45 ، وشغل التنافس المحتدم بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي...
- تبا ً لعالم ٍ يُكرّم ملك الإرهاب ..بقلم : ميشيل كلاغاصي بعد مرور حوالي العام و ثمانون يوما ً لتوليه العرش تميز عهد الملك السعودي ” سلمان بالشؤم والظلامية وإستمرار سفك الدماء و الظلم والحقد والعدائية ..هي أيام ن...
- وعاد الربيع !! المرصاد نت لا أحد يكره الربيع إلا أعداء الحياة ودُعاة الموت والقتل وسفك الدماء من المجرمين والسفاحين وقطاع الطُرق وطواغيت الفناء.. لأن الربيع يُمثل رمزاً لإست...
- الجرعة القادمة - سعر النفط العالمي والمحلي - تنبيه ومعلومات يجب ان يعرفها الجميع بحسب الفاسدة حكومة النفاق ان الجرعة السعرية ورفع اسعار البترول ياتي لرفع الدعم عن هذه المادة اي تحريرها ليتماشى مع سعر السوق العالمية ما لايعلمه الكثيرين هو الا...