وبقى عبد الهادي العزعزي .. لوحده يلملم اشلاء الجسد الميت لجثة متعفنة أسمها اللجنة التنظيمية..
أثبتت الايام ان العبرة ليست بمن يستطيع تحريك مسيرة وتوجيهها من شارع الى أخر بل هي بمن يؤمن بعدالة قضيته ويناضل من اجل تحقيقها والانتصار لها بصبر وبنفس طويل ..
لقد أصيبت شريحة واسعة من شباب الثورة بالخيبة لفترة طويلة بعد ان تلاشت مسيرات وصمتت أصوات مكبرات صوت اللجنة التنظيمية التي ظلت لفترة طويلة تنفخ في الهواء شعارات لا تلبي مطالب الناس وتطلعاتهم ولم تنتصر لقضاياهم الى ان غاب صوتها واختفت تصريحات أعضائها ومعها غابت أغلظ الايمان التي كانوا يحلفون بها بأنهم سيواصلون الثورة وسينتصرون لأهدافها وسيقتصون من قتلة ثوارها..
أطلقوا صيحات مدوية ليطمئنوا الشهداء في مراقدهم ..أقسموا بانين وأوجاع الجرحى..!!!!! لكن الغنيمة وموائد موفنبيك والمناصب الحكومية الرخيصة في هيئات ومؤسسات الدولة كانت أقوى من أغلظ الايمان التي صدحت بها أعواد منابرهم..
شاهدناهم يتسابقون على فتات السلطة وتواروا عن أعين الناس وغابوا وغاب معهم المشهد الثوري، واختفى باختفائهم بهرج كل تلك الحشود التي كانت تحركها اللجنة التنظيمية ، وهي اللجنة المسيرة أصلاً من قبل الاحزاب السياسية وظلت تتحرك حسب ما تقتضيه مصلحة الساسة وأهوائهم فصاروا من الذل ليس عليهم "هامة" ولا كرامة ، وهو ما تحاول اليوم اللجنة التنظيمية جاهدة وبإصرار عجيب!!!! لاستعادته..
لجنة يتصدرها الكثير من الضعفاء فلم يزيدوها قوة.. فصمتت دهراً وكتب لها الموت الابدي فتركت انقياء الثورة يتوجعون لوحدهم..
الثورة بالنسبة لهم هي غنيمة وصراع سياسي يليها فترة محاصصة وتقاسم بين المتصارعين.. كانت هذه هي رسالتهم التي قصدوا إيصالها للناس .. ارادوا ان يجعلوا من انقياء الثورة وقادتها الفعليون عبرة لمن يراوده مجرد تفكير بسيط في الخروج ضد فسادهم وأنانيتهم.. لكن ما حدث كان عكس ما ارادوه.. لقد ارتفع عالياً صوت النائب / حاشد ، ومعه تسعه من الجرحى.. ظلوا صامدون وهم يفترشون اوجاعهم وأنينهم امام بوابة الحكومة ففضحوا بصمودهم وعدالة قضيتهم اخلاق ثورة نكلت بإبطالها وتنكرت لتضحياتهم..
ان واقعة الاعتداء على الجرحى والتنكيل بهم جعلت من قضيتهم تلقى كل التعاطف والمؤازرة من كافة اطياف المجتمع اليمني وتصدرت مأساتهم كافة القضايا الحقوقية على مستوى الرأي العام ..
ضربة قاتلة في مقدمة الراس لم تثني النائب/ حاشد.. عن مواقفه وعن وقوفه الى جانب البسطاء او حرفه عن مساره و نهجه الثوري.. بل زادته اصراراً على تقديم الكثير من التضحيات ومواصلة تصحيح المسار الثوري وتعريه الفاسدين الذين يتغلفون بمسميات شتى من المصطلحات الثورية والسلطوية..
ضربة قاتلة في مقدمة الراس جعلت شريحة واسعة من شرفاء المجتمع اليمني تدرك نقاء انسان حالم بدولة مؤسسات ومواطنة متساوية وعيش كريم له ولبلده.. فأقبلت الناس لمؤزرته من كل مكان .. ارادوا تأديب الرجل وإثنائه عن مناصرة البسطاء والكف عن تعرية الفسادين.. نجحت خطتهم التي دبرت بليل وبمجرد ان تم الاعتداء على الجرحى وعلى النائب حاشد هلل الجناة منتشين بفعلهم وهم يشاهدون وطنً يغمى عليه لثلاثة ايام..!!!!!!
لم يكن الجناة ومن دبروا ذلك الاعتداء يدركون انهم بذلك الفعل قد نقشوا بهراواتهم وسام الكرامة والتضحية على راس الرجل!!!!! فتوالت بعدها الاوسمة وتوالى التفاف الناس حوله..
و ما ان أعلنت جبهة انقاذ الثورة التي يرأسها النائب/ حاشد ، وأعلنت معه الكثير من القوى المدنية وشرائح المجتمع من الحالمين بدولة مدنية عن مواصلة النهج الذي ضحى من اجله الشهداء والجرحى وتحديدهم ليوم ذكرى انطلاق الثورة السلمية في 11فبراير موعداً لاستعادة الثورة وإسقاط الفاسدين إلا وانتفض المتسلقون على اوجاع الناس ومن تاجروا بأشلاء الضحايا .. فقاموا من سباتهم الثوري ليوصفوا النائب حاشد ومن معه من القوى المدنية بالعمالة والحوثية وحشدوا المسيرات المناوئة ووووو، ورغم ذلك كله فهم غير ملومين ربما انهم لم يقرئوا جيداً تلك المقولة التي أطلقها ذات يوم (إريك هوفر).. عندما قال:(( كنا نعتقد أن الثورات هي سبب التغيير، ولكن بالعكس: التغيير هو ما يمهد للثورة على أرض الواقع))..
و نحن هنا نقول لهم ان العبرة ليس من سيضحك كثيراً وإنما بمن سيضحك أخيراً.. او كما قال ذلك الروائي الإنجليزي الشهير (جورج أورول ).. ((السلطة ليست وسيلة وإنما هي غاية، لا يوجد من يؤسس دكتاتورية لحماية الثورة..))..
موعدنا 11فبراير فاحتفلوا بالسراب كما يحلوا لكم..!!
المزيد في هذا القسم:
- ارتدادات ثقافة الكراهية بسم الله الرحمن الرحيم ربما اكون مخطئا ، مع ذلك مواقف اصلاحيي البيضاء و الرأس مال الطفيلي بتعز ضد ( أنصار الله ) بأنهم محتلين مؤشر على تصاعد ثقافة الكراهية ، ا...
- مظاهر العيد في اليمن -! بقلم :علي حسين علي حميدالدين . المرصاد نت يظل العيد بهجة الأطفال في اليمن فهم من يتجه الرجال والنساء لاسعادهم بشراء ثياب العيد لهم ومستلزمات الزيارات الاسرية التي يتم إصطحابهم فيها . النسا...
- الخاسر في صنعاء لا تعوضه الرياض . المرصاد نت من يهاجر الى الرياض طلبا لتعويض ما خسره في صنعاء لأ يستعيد في الرياض شيئاً مما خرج لطلبه بل يخسر ما تبقي له من كيان وقرار وفعالية وتاثير .ما خسره ه...
- الحوثيون يبتلعون صنعاء بعد ديباجة طويلة من قصص الخيال والإعلام المحترف والدعايات المشوقة حول ما يرتكبه الحوثيون من جرائم ضد المجتمع اليمني، وبسبب مصاحبتها لأنا...
- المقال الرخو والدولة (المشحوطة) !! .. لا أميل إلى قراءة أي كتابات لمن عملوا في نظام صالح وتشكّلوا كجزء من نظامه وحكوماته المتعاقبة خاصة بدرج ة وزير فما فوق وبدرجة أخص ممن لم يسجلوا مواقف حقيقية إ...
- الفقر والبطالة جزﺀ من اسلحة تحالف العدوان اليوم وصلني خبر مقتل عبدالكريم وهو احد جيراني الاصلاحيين وقد قتل في مارب فلماذا قتل جاري عبدالكريم ذلك الشاب الثلاثيني الذي يعيل اسرة كبيرة وله اطفال صغار يحبهم...
- كربلاء صنعاء .... ستنتصر ! بقلم : امة الملك الخاشب المرصاد نت في يوم يمني كربلائي حزين حيث وقد أمست صنعاء منذ فاجعة الأمس وهي حزينة تملأها الكآبة ويخيم الحزن على ملامحها تبكي بغير دموع وتجتاحها العبرات ال...
- أطفال اليمن ! بقلم : د . عبدالعزيز صالح بن حبتور* المرصاد نت أرواح أطفال اليمن تطارد المشمولين في قائمة العار. صدر قرار الأمين العام للأمم المتحدة بإدراج التحالف العسكري بقيادة المملكة السعودية المعتدي على...
- بن سلمان في واشنطن ! بقلم : عبدالعزيز القطان المرصاد نت الغرب ماكر وخبيث ويمثل دور الحليف في الوقت الذي لا يمانع فيه توجيه طعنة قاتلة لحليفه. ولا يدافع عن حليف عندما يقتنع بأن الحليف أصبح عبئاً عليه، ...
- الأحزاب وأيديولوجيتها في اليمن ! المرصاد نت على الرغم من الضربة الموجعة التي أصابت الأحزاب السياسية في اليمن مع الحرب المستمرة التي دمرت كل شيء فإن مراجعة تأسيس الأحزاب السياسية أمر جوهري في ...