المرصاد نت - متابعات
قالت مجموعة “صوفان” الاستشارية الأمريكية المختصة بشؤون الاستخبارات والأمن ان الحالة الإنسانية الصعبة في اليمن تتدهور بسرعة حيث ينتشر وباء الكوليرا في جميع أنحاء البلاد.
ويضفي انتشار الوباء ضغوطاً شديدة على النظام الصحي الذي يقترب بالفعل من الانهيار بعد عامين من العدوان والحرب. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن هناك 61,000 حالة إصابة بالكوليرا المبلغ عنها في البلد منذ ديسمبر 2016 بما في ذلك أكثر من 360 حالة وفاة ويبدو أن معدل الإصابة يتزايد باطراد حيث إن أكثر من نصف جميع الحالات المشتبه فيها وقعت في الشهر الماضي، واقترحت منظمة الصحة العالمية إمكانية حدوث ما يصل إلى 300.000 حالة في الأشهر الستة المقبلة.
تجدر الاشارة الى ان العدوان والحرب المستمرة منذ عامين في البلاد أدت الى مصرع اكثر من 10 آلاف مدني يمنى واثارت ازمة جوع في جميع انحاء البلاد.
ويأتي الانهيار الإنساني المستمر في الوقت الذي يستعد فيه التحالف لهجوم على ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه انصار الله وحلفاؤهم وهو أحد أهم مداخل اليمن للمساعدات الإنسانية. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن أي هجوم يؤدي إلى إغلاق الميناء، من شأنه أن يدفع البلاد إلى حافة المجاعة.
واضاف انه في 20 مايو وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليمن بأنها “أكبر أزمة إنسانية في العالم”. وفي هذا السياق قد يكون حقن وباء الكوليرا – وخاصة إذا ما تزامن مع اعتداء على الحديدة – فسيكون العامل الذي يدفع اليمن بشكل قاطع إلى فئة “دولة فاشلة”.
يتفاقم الانهيار الإنساني في اليمن بسبب الانقسام السياسي المتزايد داخل التحالف الذي يقاتل من أجل إعادة عبد ربه منصور هادي.
واقال هادي محافظ محافظة عدن عيدروس الزبيدي إلى جانب وزير حكومي آخر هاني بن بريك ويرتبط كلا المسئولين بالحركة الانفصالية الجنوبية فى اليمن التي كانت احد الشركاء السياسيين والعسكريين الرئيسيين للتحالف الموالي لهادي جنوب البلاد.
وأدت اقالة المسؤولين إلى عودة المشاعر الانفصالية بين اليمنيين الجنوبيين. وبدعم من تجمعات ضخمة مؤيدة للانفصال في عدن، أنشأ الزبيدي وبن بريك “المجلس الانتقالي الجنوبي” وهدفه المعلن هو الحكم وتمثيل محافظات جنوب اليمن.
ويكشف تشكيل المجلس – جنباً إلى جنب مع إدانة هادي الفورية لهذه الخطوة – عن انقسامات سياسية عميقة في قاعدة دعم هادي مما يوجه ضربة إلى أولئك الذين يسعون إلى الحفاظ على دولة يمنية موحدة من خلال إعادة تثبيت نظام هادي بالقوة.
ويثير الخلاف داخل الفصائل الرئيسية في التحالف الموالي لهادي أسئلة جادة حول الاستراتيجية الأمريكية والسعودية لتحقيق الاستقرار في اليمن من خلال هزيمة انصار الله وحلفائهم وإعادة نظام هادي إلى السلطة في صنعاء.
حتى لو تراجع انصار الله وحلفاؤهم عسكرياً – وهو اقتراح مشكوك فيه نظراً إلى مسار الصراع الحالي – ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن نظام هادي سيحقق المزيد من النجاح في توحيد البلاد. ونظراً لانعدام هادي لرأس المال السياسي على الأرض، فمن المشكوك فيه أن أي جهد عسكري لا يخدم استراتيجية سياسية شاملة يمكن أن يحقق قابلية البقاء على المدى الطويل للدولة اليمنية.
وفي الوقت الراهن لا تحاول الولايات المتحدة ولا التحالف الذي تقوده السعودية جدياً معالجة الجذور السياسية الكامنة وراء الصراع في اليمن أو ما ينتج عنها من كارثة إنسانية بدلاً من ذلك لا تزال سياسة إدارة ترامب تجاه اليمن تركز بشكل حصري تقريباً على عمليات مكافحة الإرهاب والدعم العسكري للحملة التي تقودها السعودية.
إن صفقة الأسلحة الأميركية السعودية التي بلغت قيمتها 110 مليارات دولار والتي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس ترامب الأولى في الخارج هي إعادة تأكيد واضح لهذه الاستراتيجية.
وقد استخدمت هذه الأسلحة ذات التكنولوجيا الفائقة في أيدي الطيارين السعوديين المدربين تدريباً سيئاً لتأثير مدمر ضد المدنيين اليمنيين، ومع ذلك لم يعد هناك زيادة هامشية في شرعية نظام هادي وسط اليمنيين. كما أنها لم تقنع أياً من الجانبين بالبحث عن الحل الوحيد المحتمل مع فرصة حقيقية للنجاح – أي تسوية تفاوضية تقوم على تسوية سياسية.
وإلى أن تتم مراجعة حسابات المتحاربين اليمنيين وداعميهم الدوليين ستظل القاعدة وما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) المستفيدين الرئيسيين من العنف المستمر في الواقع فإن كلا المجموعتين – اللتين تجيدان فن استغلال فراغات السلطة – تستعد لمواصلة جني فوائد الفوضى والمأساة في اليمن.
المزيد في هذا القسم:
- سقطرى : مظاهرة ترفض تقسيم الجنوب خرج المئات من انصار الحراك الجنوبي بمحافظة سقطرى صباح اليوم السبت في مظاهرة سلمية اعربوا فيها عن رفض ابناء سقطرى لتقسيم الجنوب ورفعوا شعارات تطالب باستقلال ال...
- هل سيكون 2020م عام إعتراف التحالف بالهزيمة في اليمن! المرصاد نت - متابعات منذ بداية العام 2020 م أخذت الحرب في اليمن منحنى أخر، وتسارعت الاحداث على نحو غير متوقع فبعد أن كانت قوى التحالف تحاول إقتحام صنعاء في بد...
- تفكيك القبضة العسكرية لـ«الإصلاح» في مأرب.. واشتداد المعارك في الجوف! المرصاد نت - متابعات لم تتوقف المواجهات بين قوات الجيش واللجان الشعبية مسنودةً بأبناء قبائل مأرب والجوف والقوات الموالية لحكومة هادي المسنودة جوّاً من قِبَل ط...
- موقع أمريكي : طموحات سعودية قديمة خبيثة في اليمن! المرصاد نت - مواقع انتقلت السعودية إلى تنفيذ الخطة البديلة أو “الخطة ب” من وراء تدخلها العسكري وعدوانها على اليمن والذي أخفق في تحقيق الأ...
- عٌمان : مشاورات تمهيدية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية المرصاد نت - خاص تعود الحركة شيئاً فشيئاً إلى المسار السياسي المعطّل منذ أشهر مما قد يفتح الباب على العودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات حيث أكدت مصادر خاصة إن ط...
- الجنوب في ظل الأحتلال : أزمة كهرباء ومعتقلات وسجون سرية تدار بإدارة إماراتية المرصاد نت - متابعات تواجه حكومة هادي غضباً شعبياً واسعاً تحول إلى أعمال شغب وفوضى وقطع للطرقات في عدد من مديريات المحافظة بسبب تداعيات انقطاع التيار الكهربائ...
- السعودية تلغي معاهدة جدة 2000م.. والطرف الآخر يفجر الوضع داخلياً بالرواتب المرصاد نت - متابعات معاهدة أو إتفاقية جدة لعام 2000م بين المملكة السعودية والجمهورية اليمنية رسمت الحدود بين البلدين وحسن الجوار وبموجبها تنازل اليمن التاريخ...
- الوفد الوطني المفاوض في الكويت : لم نأت لنسلم سلاحنا ومصيرنا لأعدائنا وحاضرون للسلام الح... المرصاد نت - الكويت ثمن الناطق الرسمي لأنصار الله ورئيس الوفد الوطني إلى الكويت دور دولة الكويت في تسهيلات واستضافة المشاورات اليمنية مضيفا بالقول: &...
- مجلس أنصار الله السياسي ينفي مشاركتة في مؤتمر بروكسل ويؤكد أن لا علاقة لهم بمخرجاتة .(البي... أكد المجلس السياسي لأنصار الله أن لا صحة لما تناولتة بعض وسائل الإعلام ومنها وكالة الأنباء اليمنية سبأ بخصوص مشاركتهم في ما سمي بمؤتمر بروكسل وأن لا علاقة لهم ب...
- أربع سنوات حرب.. كيف أنقلب التحالف على السلطة اليمنية الشرعية؟ المرصاد نت - عبد السلام قائد بعد أربع سنوات من تدخل التحالف السعودي الإماراتي في الحرب واندلاع عملية "عاصفة الحزم" العسكرية في 26 مارس 2015م ودخول الحرب عامها ...