نيويورك تايمز: السعودية تذبح أطفال اليمن بتواطؤ أممي

المرصاد نت - متابعات

يشن التحالف الذي تقوده السعودية حملة قصف في اليمن اُعتبرت في مسودة تقرير للأمم المتحدة بأنها السبب الرئيس وراء القتلى والمصابين من الأطفال في اليمن التي مزقتها الحرب العدوانية.

وعملت السعودية سرا على تغيير هذا التقرير ورفع اسم التحالف من القائمة السوداء التي تقتل وتشوه الأطفال وفي العام الماضي نجحت السعودية في رفع اسم التحالف بعد ضغوط دبلوماسية. ولا ينبغي أن يُسمح بحدوث ذلك مرة أخرى.

هكذا خصصت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية افتتاحيتها يوم أمس الأول لتناول ما يتعرض له أطفال اليمن من قصف سعودي أدى لمقتل المئات منهم على مدى عامين ونصف هي عمر العدوان والحرب على اليمن.

وبداية تلفت الصحيفة إلى مشروع القرار بالأمم المتحدة والذي ينصح للمرة الثانية بوضع التحالف بقيادة السعودية في “القائمة السوداء” كمتهم رئيسي في قتل وجرح أطفال اليمن الذي وصفته بالبلد الذي مزقته الحرب.

وكشفت الصحيفة في افتتاحيتها أن “السعوديين يقومون بحملات سرية للضغط على الأمم المتحدة بهدف تغيير محتوى التقرير وعدم وضع التحالف في القائمة السوداء”.

وقالت الصحيفة أنه لا ينبغي السماح بنجاح مساعي السعودية مرة أخرى مشيرة إلى رضوخ الأمين العام للأمم المتحدة السابق للضغوط وقيامه بإزالة اسم التحالف من القائمة السوداء أو “قائمة العار” لقتلة الأطفال وأوضحت أن ” السعودية هددت بالامتناع عن تمويل المشاريع الانسانية وهو ما جعل بان كي مون الأمين العام آنذاك على مضض يشطب اسم التحالف من القائمة على الفور. إلا انه أثار الأمر للرأي العام العالمي”

ورأت الصحيفة أن العدوان والحرب على اليمن  ” خلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ذلك ان حوالي ثلاثة ملايين يمني باتوا مشردين داخليا.كما أن نسبة أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة الغذائية هو الأعلى في العالم؛ فقد دُمرت الخدمات الصحية؛ وأدى وباء الكوليرا إلى مصرع ما يقرب من ألفى شخص وإصابة أكثر من نصف مليون شخص خلال ثلاثة اشهر فقط. ناهيك عن أن الحصار الذي فرضه التحالف الذي تقوده السعودية منذ العام 2015 أدى إلى خفض المساعدات الإنسانية إلى الحد الأدنى”.

وأضافت أنه منذ بدء العدوان والحرب “قتل أكثر من 7600 شخص وجرح 24000 معظمهم نتيجة الغارات التي ينفذها التحالف فيما تصر السعودية على أن طائراتها تتجنب الأهداف المدنية بالرغم من تعرض المستشفيات والمدارس والمواقع المدنية الأخرى للقصف وكانت الامم المتحدة أعلنت الأربعاء ان 30 مدنيا على الأقل قتلوا في عمليات قصف حول صنعاء” وفقاً للصحيفة.

من جانب آخر رأت الصحيفة الأمريكية أن العدوان والحرب على اليمن “وصلت إلى طريق مسدود”  مضيفة أنه “لا يمكن ببساطة السماح للتحالف السعودي – وداعميهم الأمريكيين، بالاستمرار في قتل المدنيين وتدمير ما تبقى من اليمن”.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه من الضروري أن يتم التحديد بشكل علني المسؤول عن ذبح الأطفال والمدنيين في اليمن” مضيفة “نأمل أن يؤدي ذلك إلى جعل السعودية وداعميها الأمريكيين يشعرون بالخجل والسعي نحو  البحث عن نهاية إنسانية للجحيم الذي يعيشه اليمن”.

وما حدث كان من المفترض أن يضع السعودية تحت التدقيق. لكن وفقا لمسودة عام 2016 وضعها مسئولون أمميون متخصصون في رصد أوضاع الأطفال وسط الصراعات المسلحة جاء أن التحالف بقيادة السعودية كان مسئولًا عن أكثر من نصف الضحايا من الأطفال وعن 75 % من الهجمات ضد المدارس والمستشفيات في اليمن خلال العام الماضي.

الحرب في طريق مسدود ولا يمكن ببساطة السماح للتحالف بقيادة السعودية - وعناصر التمكين الأمريكية التي توفر المعدات العسكرية والتزود بالوقود الجوي والاستهداف - بمواصلة قتل المدنيين وتدمير ما تبقى من اليمن. وهذا هو السبب في أنه من الضروري أن نشجب علنا الذبح غير المبرر للأبرياء، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى تعرية وفضح المملكة السعودية وداعميها الأمريكيين للبحث عن نهاية إنسانية للجحيم الذي يكتوي به الشعب اليمني.

صحيفة نيويورك تايمز