المرصاد نت - لقمان عبدالله
لعل السبب الأبرز في عودة التجاذبات بين طرفي الحكم في صنعاء - «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام»-
هو قرار رئيس «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد والذي قضى بتغيير رئيس مجلس القضاء الأعلى وتعيين رئيس آخر للمجلس هو أحمد بن يحيى المتوكل الذي أدى اليمين الدستورية أمام الصماد الاسبوع الماضي.
تؤكد مصادر مطلعة أن قرار تعيين المتوكل جاء بعد اكتشاف إرادة خفية وراء تعطيل القضاء عن ممارسة دوره الرقابي وإلغاء وظيفته في المحاسبة وأن وجود تلك الإرادة المعطلة ليس مقتصراً على الشمال، بل في الجنوب كذلك، لأن الجهات المعطلة تتقاطع مع دول تحالف العدوان بإبقاء الوضع متدهوراً حتى لا يتسنى للجنوبيين المطالبة بحقوقهم الوطنية. أما في الشمال فتؤكد المصادر الخشية من فتح ملفات الفساد الكارثية على البلد في الحقبة السابقة وقضايا ارتكبت من النظام السابق برموزه كافة الحالية أو السابقة في صنعاء أو الرياض تمس السيادة الوطنية والتنازل عن أراضي الدولة لجهات معادية بالإضافة إلى التورط في الحروب الداخلية لمصلحة جهات خارجية لأن هذه الملفات في حال ثبوتها تمثل «خيانة عظمى للوطن».
«أنصار الله» التي تخوض الدفاع عن البلد رأت نفسها مضطرة إلى تفعيل دور القضاء بعدما اتهمها العديد من قيادات «المؤتمر الشعبي العام» بهدر المال العام والمفارقة أن الحركة تتّهم بأنها تصرف بعض الموارد خدمة لجبهات القتال والمجهود الحربي وفي تعزيز الجبهة الداخلية. وبدلاً من أن تنخرط القيادات المؤتمرية في المشاركة في الميدان العسكري، سواء بالحضور المباشر أو بإيجاد الوسائل لتعزيز الإيرادات التي هي بالأصل شحيحة، سارعت إلى كيل التهم وانساقت مع الموجة المضللة التي تطال «أنصار الله».
وقد جاءت الخلافات أو كما سمّاها الرئيس السابق علي عبد الله صالح الاختلالات بعدما صار المشهد السياسي والعسكري اليمني على حاله من المراوحة وانسداد الأفق وجمود المسار السياسي والتفاوضي. وإذ لا يبدو أن أياً من الدول المؤثرة في قرار العدوان على اليمن وعلى رأسها السعودية بدعم من الولايات المتحدة الأميركية في وارد القبول بأي تسوية تخرج عن الأهداف التي رسمتها منذ اليوم الأول للعدوان وذلك لأسباب استراتيجية وإن كان بعض المتابعين يربطون استمرار الحرب بعقدة استعلاء الأسرة السعودية الحاكمة تجاه اليمنيين، إلا أن الجانب الشخصي والنفسي والمعنوي لا يمكن إغفاله وتأثيره في استمرار العدوان.
تكرار الفشل في الخيار العسكري وغياب جدوى المسار السياسي المرتبط بالأصل بالتطورات الميدانية والنية في التوجه لاستمرار الحرب بأي شكل لتحقيق أهدافها، دفعت «التحالف» بقيادة السعودية إلى البحث عن خيارات غير تلك التي جرّبت منذ بداية العدوان. وكاد التحالف ينجح في فتح ثغرة في جدار الجبهة الداخلية فأسرع إلى تغذية الخلافات بين المكوّنين المشكلين لحكومة «الإنقاذ» في صنعاء، والنفخ في الأبواق الإعلامية للتجييش وحشد الناشطين للصراع وإثارة الفتنة. ولم يكن بريئاً التسريب عبر وسائل إعلام متنوعة عن مبادرة إماراتية تحافظ على إرث صالح في مستقبل اليمن. وفي حقيقة الأمر، إن ما سمّي مبادرة إنما هو أفكار غير مكتملة أو مبوبة ولم تصل إلى التبنّي الرسمي حتى من مطلقيها. وظهر الموقف السعودي متناغماً لأول مرة منذ 2014 مع الرئيس السابق وقد لمّح بعض الكتّاب السعوديين إلى إمكان أن تصفح الرياض عن صالح إذا استمر في إحداث الصدع مع شركائه في الجبهة الداخلية. وظهر الإعلام السعودي في تغطية التشنج في صنعاء أقرب إلى تبنّي موقف «المؤتمر العام».
كل من «أنصار الله» وحزب «المؤتمر» يلعب على حافة الهاوية ويتجاذب شدّ الحبال بينهما لكنهما يحرصان حتى الآن على تجنّب الوقوع في الهاوية لعلمهما بالضرر على تماسك الجبهة الداخلية. ولئن كانت التقديرات تشير إلى أن «المؤتمر» لم يعد يملك القدرة العسكرية في مواجهة «أنصار الله» لكن التقديرات تشير أيضاً إلى أن الانفراد السياسي في حكم صنعاء من أنصار الله سيكون محرجاً وسيعرّضها أكثر للضغوط السياسية على المستويين الداخلي في ظل تفاقم الوضع الاقتصادي والخارجي لخروج مكوّن أساسي من السلطة.
المزيد في هذا القسم:
- اشتداد الحصار النفطي: تحذيرات من توقّف الخدمات الحيويّة! المرصاد نت - رشيد الحداد فيما لم تتّضح جدّية الإعلان السعودي عن القبول بالهدنة يعيش اليمن أزمة خانقة جراء تشديد الحصار البحري، إذ يهدّد غياب المشتقات النفطية ...
- عودة التحركات لإحياء المحادثات وهدنة محتملة قريباً المرصاد نت - علي جاحز شهد سلطنة عُمان لقاءات مكثفة بين مبعوث الأمم المتحدة والوفد الوطني لمناقشة اقتراح حل سياسي يشمل قضية الرئاسة والحكومة وإمكان التوصل إلى ...
- عبد السلام : السعودية لا تعرف اخلاق حرب ولا إنسانية ولا قيما اسلامية المرصاد نت - متابعات قال رئيس الوفد الوطني الاستاذ محمد عبدالسلام ان قوات تحالف العدوان السعودي يقتلون الأبرياء والمدنيين الشيوخ والنساء الأطفال القرى والتجمع...
- اللجان الشعبية في سعوان تُعطب سيارة تابعة للسفارة الأمريكية (صورة) أفاد مصدر محلي يسكن في منقطة شيراتون أن اللجان الشعبية تمكنت من إعطاب سيارة تابعة للسفارة الأمريكية تحت جسر الشيراتون القريب من السفارة الأمريكية بعد إعتدائها ع...
- توشكا يعود من جديد بعد عام من العدوان ويدك تجمعاً بحزم الجوف متابعات : أطلقت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية مساء اليوم الثلاثاء صاروخاً بالستياً من نوع توشكاعلى تجمع للغزاة والمرتزقة في مجمع الحزم بمحافظة ...
- مجلس الأمن يعقد جلسة مغلقة ويستمع لإحاطة غريفيث الأخيرة عن الحديدة ! المرصاد نت - متابعات عبر المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عن بالغ قلقه إزاء تصاعد القتال بين طرفي الصراع في محافظة الحديدة . وطالب غريفيث في تغريدات له ع...
- العودة المستحيلة إلى ماقبل الوحدة .... 5 سيناريوهات لمستقبل اليمن ! المرصاد نت - متابعات فرضت مجمل التطورات التي شهدتها مدينة عدن خلال الأيام الماضية عقب الانقلاب الذي نفذه المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً واقعاً مخت...
- مشروع توطين أم ايواء وتجميع المهاجرين الأفارقة "2-2" ! المرصاد نت - متابعات وانا اقرأ بتأن مقال للاستاذ حاشد حاولت البحث عن مصادر اخرى للخبر علني اجد مايجيب على اسئلتي لكني اعترف بانني اختتمت المحاولة باحتشاد هائل...
- ناطق أنصار الله : تدخل الدول العشر أعاد النقاش الى نقطة الصفر قال الناطق الرسمي لأنصار الله ان ظهور التدخل المباشر على مسار النقاش من قبل سفراء الدول العشر اعاد النقاش الى نقطة الصفر . حيث اوضح عن وجود تدخل مباشر اثناء انع...
- ثــــورة 14 أكتوبـــر فرصة لإحياء الضمائر اليمنية لمقارعة احتلال اليوم وطرد الغزاة! المرصاد نت - متابعات طالما كان اليمن عرضة للغزو والاحتلال منذ فجر التاريخ نظراً لموقعة الاستراتيجي المهيمن وقد تعاقب على المحاولة في احتلال اليمن كبرى إمبراطو...