المرصاد نت - لقمان عبدالله
لا ينفصل التصعيد الحالي الذي تنفذه السعودية تجاه «محور المقاومة» بشأن العدوان والحرب على اليمن عن إصرار نظام بني سعود على استمرار حربه بحجة منع ظهور «حزب الله» على حدوده الجنوبية وفق قول بن سلمان أواخر الشهر الماضي.
الصاروخ البالستي الذي أصاب مطار الملك خالد بن عبد العزيز في الرياض يعني ارتقاء نوعياً واستراتيجياً للجيش و«اللجان الشعبية» اليمنية ويؤكد أن ما استشرفه ابن سلمان بتخوفه من تحول «أنصار الله» إلى «نموذج حزب الله» فات أوانه. ولئن باتت صواريخ الحزب منذ عدوان 2006 على لبنان تقيد إسرائيل وتردعها من عدوان جديد عليه فإن المفاعيل السياسية والمعنوية وحتى الدلالات العسكرية لصاروخ الرياض وما أعقبه من رد فعل سعودي هستيري كشفت حقيقة المأزق السياسي العميق والبالغ التعقيد للقيادة السعودية وذلك في مقابل دخول اليمن من باب منظومته الصاروخية (كشف منذ يومين عن خط إنتاج بحري جديد اسمه «المندب») في معادلة الردع مقابل الطيران الحربي السعودي.
ولعل الدلالة العسكرية الأبرز لصاروخ الرياض بلوغه مسافة نحو ألف كلم متر وانفجاره في مطار الملك خالد وهي المرة الأولى التي يعترف فيها نظام الأسرة الحاكمة بتعرض عاصمته لضربة يمنية. وسواء انفجر الصاروخ بفعل اعتراض الباتريوت له في المطار كما تدعي الرياض أو بهدفه كما أكد شهود عيان فإن الهدف من إطلاقه قد تحقق.
والدلالة الأخرى هي أن تراكم القدرة وتطورها عند «حزب الله» جعلاه في ميزان الردع قبالة العدو الإسرائيلي. أما في حالة «أنصار الله»، فإنها بدأت تتجلى وهي في طور بناء القدرة التدميرية والاستمرار ويرجح كثيراً أنها على بعد خطوة من أن تصبح في ميزان الردع (دقة ومدى) ليشمل الأهداف الحيوية المهمة في السعودية. هذا ما أشارت إليه تصريحات القيادة اليمنية ومواقفها. ولسوف يؤمن لها في المستقبل وضع معادلة الصواريخ اليمنية مقابل سلاح الطيران السعودي، فضلاً عن أن القوات اليمنية البرية تتفوق بالأصل على الجيش السعودي في العمليات العسكرية الدائرة على الحدود بين البلدين.
تجدر الإشارة إلى أن استهداف الرياض من الجيش و«اللجان الشعبية» يكشف عن إرادة صلبة وشجاعة وحكمة القيادة اليمنية وكذلك عن حنكتها العسكرية والسياسية في اختيار توقيت مأزوم في الداخل السعودي وهي ليلة «العفاريت المرعبة» كما سماها الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست في إشارة إلى اعتقال 11 أميراً وعشرات الوزراء.
كما يؤكد القرار اليمني بإطلاق الصاروخ أن المسار المستقبلي في الشهور والسنوات المقبلة سيأخذ صوراً جديدة في الحرب يكون فيها العمق السعودي هدفاً مشروعاً قبالة الغارات الجوية على اليمن وأن ولي العهد الذي شن الحرب بهدف استئصال «أنصار الله» إذا بصواريخ هذه الحركة تقض مضجعه بعد آكثر من عامين ونصف عام من بداية العدوان والحرب وهو يوشك الجلوس على كرسي العرش.
ردود الفعل السياسية والإعلامية السعودية الشرسة والعنيفة على «محور المقاومة» ولا سيما إيران و«حزب الله» جراء إطلاق الصاروخ ما هي إلّا محاولة للهرب إلى الأمام وذلك للتعمية عن الصراخ الحقيقي من ألم الهزيمة الشديد الوقع أمام صمود الشعب اليمني.
فنظام آل سعود الذي كان له اليد الطولى في إفقار اليمن بسبب سوء إدارة قيادته المرتهنة للجنة السعودية الخاصة بالملف اليمني إذا به يخرج من الوصاية بوجهها القبيح والمذل ليقف بشموخ ويصنع معادلة بقائه وعزته ويحجز له مكاناً متيناً وراسخاً في عالم لا يحترم إلا الأقوياء.
وقد وزعت السعودية رد فعلها على أكثر من اتجاه بغية إصابة أكثر من هدف:
أولاً: أراد السعوديون ومن يدور في فلكهم التوظيف السياسي بحده الأقصى وبوضع أنفسهم في موقع المعتدى عليهم، لإعطاء التبرير والمشروعية لعدوانهم على اليمن.
ثانياًَ: جزء من الحملة السياسية والإعلامية والتحريضية على محور المقاومة جراء فشلهم المدوي والذريع في كل من سوريا والعراق ولبنان وما لحق بهم من انهيار مشروع حليفهم مسعود البرزاني بالاستقلال عن بغداد.
ثالثاً: حرمان الجيش و«اللجان الشعبية» النجاح وتحقيق الإنجازات بادعاء أن من أوصل الصواريخ وأطلقها هم خبراء من إيران والحزب.
رابعاً: التوظيف السياسي لعملية إطلاق الصاروخ لتبرير التصعيد تجاه لبنان مع العلم بأن الحملة السعودية على «حزب الله» ليست وليدة اليوم بل هي منذ سنوات طويلة ولم تتوقف منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 واستمرت بوتيرة متصاعدة منذ بداية الحرب على سوريا.
الاتهام السعودي لحركة «أنصار الله» اليمنية بوصفها «حزب الله» اللبناني يشرّف الحركة التي من دون شك درست تجربته وأخذت منها ما يفيدها كما يشرّف الحزب الذي يفتخر دائماً بوقوفه إلى جانب الشعوب المستضعفة والأحرار في العالم.
المزيد في هذا القسم:
- طائرات أباتشي سعودية تقصف مناطق مأهولة بالسكان في المهرة! المرصاد نت - متابعات أطلقت طائرات الأباتشي التابعة للقوات السعودية المتواجدة في محافظة المهرة اليوم السبت قذائف باتجاه مناطق مأهولة بالسكان وأكدت مصادر ...
- فشل مخطط العدوان في الساحل الغربي لليمن المرصاد نت - متابعات فشلت دول العدوان ومرتزقتها في بسط سيطرتها على مدينة المخا الواقعة على الساحل الغربي واختارت القفز خطوة إضافية إلى الأمام عبر تحويل ميناء ...
- أمريكا تعرقل مشروع قرار في مجلس الامن بوقف اطلاق النار في اليمن المرصاد نت - متابعات دانت صنعاء الموقف الأميركي لإجهاض أول محاولة شبه حقيقة في مجلس الأمن لإحلال السلام في اليمن من قبل واشنطن مشيره إلى أنه عار على المجتمع ا...
- بعد مرور عام من العدوان: السفير الأمريكي يعقد لقاءات مع عملاء ومرتزقة واشنطن والرياض متابعات : ينشط السفير الأمريكي ماثيو تولير في عقد لقاءات مع مرتزقة وعملاء واشنطن والرياض ممن خانوا وطنهممن أجل تمرير أجندات واشنطن والرياض بعد مرور عام ...
- بعد تواجد القوات السعودية : قوات أمريكية وبريطانية في مطار الغيضة بالمهرة ! المرصاد نت - متابعات تعد القوات الجوية هي الجهة العسكرية التي يناط بها الإشراف على المطارات العسكرية والمدنية في اليمن بما في ذلك مطار الغيضة الذي تعد القوات ا...
- العدوان السعودي على اليمن أسبابه ونهايته المرصاد نت - متابعات هذا الشعب المعذب يعيش في دولة من أفقر دول العالم وبجواره أغنى الدول التي تتربع على بحور النفط والغاز وكأنه لاينقص اليمنيين سوى أن يشن علي...
- لوّح قيادي في الحراك الجنوبي، برفض الدستور اليمني، بعد أن أعلن مصدر في اللجنة الانتهاء من ... وحذرت جماعة أنصار الله، في بيان صادر عن مجلسها السياسي - في وقت سابق - من الالتفاف على شكل الدولة وفرض خيار 6 أقاليم في الدستور الجديد، معتبرةً ذلك عملية انقلاب...
- طائرة امريكية بدون طيار تشن عشر غارات على قيفة رداع في البيضاء المرصاد نت - متابعات استهدفت طائرة أمريكية بدون طيار معسكرين لتدريب عناصر تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في وسط اليمن لأول مرة منذ بدء العمليات الا...
- مجزرة بشعه يرتكبها طيران العدوان في مديرية موزع بتعز المرصاد نت - متابعات استشهد وأصيب 23 مواطنا اليوم الأربعاء 21 شعبان 1438هـ في مجزرة جديدة لطيران العدوان الأمريكي السعودي في مديرية موزع بمحافظة تعز. وأكد ...
- كيف يشدّد استهداف "أرامكو" الخناق على الرياض وواشنطن؟ المرصاد نت - متابعات كشف استهداف منشآت "أرامكو" في عمق الأراضي السعودية تجاوز الجيش واللجان الشعبية في اليمن رسائل التحذير لدفع السعودية إلى وقف العدوان على ا...