المرصاد نت - متابعات
خسر هادي المحافظ الأكثر حضوراً في الوسط الشعبي، باستقالة عبد العزيز المفلحي الذي لم يمضِ على تعيينه في رأس هرم السلطة المحلية أكثر من ستة أشهر
لتسقطت آخر أوراق هادي المؤثرة باعتبار المفلحي الشخصية التي كانت تخلق نوع من التوازن الملموس وتجلب الحظ والتأييد لهادي في الداخل الجنوبي وإن لم تنجح إدارة هادي في إقناع المفلحي بالعدول عن استقالته فسيفقد واحداً من أهم الرهانات ويتحول الأمر إلى فرصة سانحة لفصائل الحراك الجنوبي المسلحة للمضي قدماً في قرار التصعيد الثوري في وجه السلطة هناك ولن يتبقَ سوى حكومة ابن دغر التي أخفقت بتثبيت المفلحي كمحافظ يستطيع العمل بدنياميكية متماسكة وأنها بذلك “أي الحكومة” قد تجاوزت نفسها وقفزت على آخر الشخصيات التي يمكن أن تتجمل بها وبحسب مراقبون فقد أتت خطوة استقالة محافظ عدن ضربة موجعة لحكومة ابن دغر وضاعفت من حرجها الشديد ما يعني أن ثمن الاستقالة فادح بالنسبة لـحكومة هادي وبات ثمن العدول عن الاستقالة وتطويق أزمة الخلاف مرتبط بمدى استجابة الرئاسة والحكومة لصوت الشارع الجنوبي.
تداعيات الانتكاسة الجديدة للعاصمة المؤقتة
تتضخم الآن التحديات أمام هادي وحكومته التي تحيط نفسها بمعسكرات مواجهة محتدة وخصوم أكثر ضراوة وسخط شعبي تتسع دائرته وليس أمام هادي الكثير من الخيارات لتلافي مجريات الأزمة الناشبة في مدينة عدن التي يتخذها عاصمة مؤقتة وتدخل طوراً تصعيدي جديد إثر استقالة المحافظ واشتعال أزمة الاتصالات منذ أيام إذ تشير موجة التطورات المتلاحقة إلى تقويض الأوضاع مالم يتم تلبية الخطوات الإجرائية التي ينتظر إنجازها الملايين في جنوب اليمن وباتت محكومة بـ”عودة المحافظ عبد العزيز المفلحي بسلطة نافذة في منصبه واسترداد الأموال المسحوبة من رصيد ديوان عام المحافظة وإيقاف فساد مشاريع الاتصالات التي تكرس مطامع وحسابات غير مفهومة على حساب تردي شديد للخدمات الأساسية وانهيار ساحق للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية كما أن تلاشي حدة السخط ضد هادي وحكومته مرتبط بالوقوف بحزم لإنهاء المساعي الهادفة لمعاقبة الجنوب، من خلال تمكين المؤسسات والشركات الخدمية وإطلاق تجهيزاتها المحتجزة بصورة غامضة، والتي تتسبب بتردي الخدمات وإعاقة تنميتها في المدن والمحافظات الخاضعة لسيطرة هادي وحكومته المسنودة بقوات التحالف والتعامل مع تلك المحددات كمصفوفة مترابطة باعتبارها تمثل أولوية لامتصاص الغضب الشعبي في جنوب اليمن عموماً ومدينة عدن على وجه الخصوص واحتواء تداعياتها بأقل الأضرار كون الاستقالة التي أعلنها محافظ عدن مساء الخميس الماضي لازالت تتفاعل وتجر معها تداعيات تلقي بظلالها على تطورات أمنية وسياسية خطيرة لها علاقة بـ”معسكر كبير للفساد كتائبه مدربة وحصونه محمية بحراسة يقودها رئيس الحكومة الدكتور أحمد بن دغر” بحسب تعبير المفلحي في نص الاستقالة.
خلق أزمات اقتصادية وإدارية
تستحوذ الاتصالات على حيز كبير من الأخبار القادمة من الجنوب إذا يواصل معقل حكومة هادي خلق أزمات أمنية واقتصادية وإدارية بالجملة ومن تلك التقارير التي استحوذت علي حيز أثار حفيظة الكثير: احتجاز 74 محطة اتصالات تابعة لإحدى الشركات التي تقدم خدماتها في قطاع الاتصالات بطريقة لا علاقة لها سوى بالفوضى التي يتم تكريسها في الجنوب، إذ أن جهود مثل هذه الشركة واضحة وتقدم خدماتها بمهنية وجودة متوازنة في الشمال والجنوب اليمني وقد تم إيقاف هذه المحطات في المكلا وفي مدينة جدة بعد أن تم شحنها بهدف تحسين جودة خدماتها، وكما ذكرت التقارير المعتمدة أن الشركة قامت باستيرادها بهدف إجراء عمليات إحلال واسعة للمحطات القديمة التي أصبحت متهالكة، وتتضاعف أهمية الإفراج عن تلك المحطات المحتجزة في أنها قادمة لإصلاح الشبكة الخاصة بمحافظات المهرة وحضرموت وهي المحافظتان اللتان تقع تحت سيطرة حكومة الشرعية وبات الإفراج عن هذه الشحنات واحداً من أهم الاختبارات أمام حكومة ابن دغر كي لا ينقطع الخط الرفيع الذي يربط الحكومة بالمواطنين هناك وتسقط دون رجعة إذ أن هذا الفشل والإخفاق تتحمله الحكومة فيما المواطن في الجنوب لم يعد قادر على مزيد من الاحتمال.
الجنوب بين فساد الاتصالات والإطاحة بحكومة بن دغر
بحسب السيناريو المرسوم ربما سيكون “ابن دغر” هذه المرة كبش يتم التضحية به بعد أن تم الإطاحة بسلفة السيد خالد بحاح الذي رأس الحكومة مطلع الحرب سيصبح الدكتور ابن دغر هو الهدف القادم إن لم يتم التراجع عن مشاريع الاتصالات التي وصفها المحافظ المستقيل بأنها “تثير السخرية لأن الحديث عن الاتصالات دون كهرباء ضلال لا شك وأنه يخفي مطامع ومفاسد” وساق المفلحي مثالاً أجج من سخط الشارع المشتعل قال فيه إن رئيس الوزراء خصص مبلغ يفوق خمسة مليارات ريال يمني (13.4مليون دولار أمريكي) من حساب المحافظة لوزارة الاتصالات قائلاً إنه يريد أن يمنح اليمنيين خدمة انترنت تضاهي ما لدى العالم “ بصرف النظر عن التوجهات التي يتم الحديث عنها تحت الطاولة، غير أنه فيما يبدو أنه يتم توريط حكومة ابن دغر بارتكاب أخطاءً فادحة وتمضي وفق سياسات مثيرة للجدل على نحو متسارع وغالباً ما ستؤدي إلى اتساع دائرة التذمر والسخط الشعبي، وإضعاف موقف الحكومة الشرعية على الصعيد الداخلي والخارجي ما يزيد من تآكل الموقف الدولي تجاه حكومة هادي التي كان الرهان عليها محوري في تغيير مسار الأزمة وإدارة الحرب بشكل يسهل عملية الانتقال بالحالة السياسية والأمنية إلى النموذج المتماسك الذي ترافق الترويج له في مسيرة الحرب غير أنها أخذت تلعب بعنصر الوقت وبحسابات مضطربة للقدرة والقوة متجاهلة للتكوين البنيوي للدولة وبأنها تتحمل تبعات الحالة المختلة على اعتبار أنها لازالت تقدم نفسها بأنها المسؤولة عن مواطني الجمهورية اليمنية في الشمال والجنوب.
عبد الخالق النقيب - رأي اليوم
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- ارتقاء اول شهيدان من ثوار التصعيد أستشهد اليوم أثنين من أنصار الله في منطقة قراتيل بهمدان اثر اطلاق نار عليهما أثناء مرورهما على الطريق العام.. هذا وكان وزير الداخلية اللواء الترب قد زار مخيمات...
- الموانئ والموقع الإستراتيجي… أهم مطامع العدوان لإحتلال اليمن المرصاد نت - متابعات يمتلك اليمن موقعاً جغرافياً استراتيجياً.. يمنح هذا البلد التحكم والإشراف على التجارة العالمية شرقاً وغرباً الأمر الذي يجعل العالم ينظر إل...
- أبين:مقتل وجرح 13 مجنداً بالحزام الأمني بهجوم للقاعدة في مودية المرصاد نت - متابعات أفادت مصادر إعلامية عن مقتل وجرح 13 من مرتزقة مايسمى قوات الحزام الأمني في محافظة أبين فجر اليوم الإثنين 23-10-2017م ، بهجوم انتحاري مزدو...
- ضبط أسلحة وخلايا إجرامية نفذت اغتيالات وعمليات إجرامية في الحديدة المرصاد نت - الحديدة تمكنت الأجهزة الأمنية بالتعاون مع الجيش واللجان الشعبية في محافظة الحديدة اليوم الجمعة من ضبط عدد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة كانت بح...
- مصير الحدُيدة يعرقل مشاورات السويد: طريق مسدود في انتظار «تغيير» دولي ! المرصاد نت - متابعات وسط انقسام حاد في المواقف بين الأطراف اليمنية بشأن معظم الملفات على طاولة مشاورات السلام المنعقدة في السويد يبدو مصير مدينة الحديدة أحد ا...
- من مصادر محلية في مدينة رداع عما حدث من تهور قوات الامن والسلطات المحلية بتفجير منازل بحار... المرصاد-متابعات(القضيه ومافيها ان احد افراد( الهرمان) قتل ولد( الزيلعي) قبل عدة اشهر ظلم وعدوان وطلبو من الدوله تسليم القاتل ولاسلموه وماطلو في قضيته.. وماحصل ي...
- لقاء وطني وسياسي برئاسة الصماد يقر إزالة كل أسباب التوتر المرصاد نت - متابعات أقر لقاء وطني وسياسي موسع بصنعاء اليوم دعا اليه الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى وبحضور نائبه الدكتور قاسم لبوزة وعضوي المجلس ...
- أوكسفام.. تحالف العدوان السعودي لا يكترث بأرواح المدنيين في اليمن المرصاد نت - متابعات ناشدت منظّمة "أوكسفام" الانسانية الجمعة في بيان لها كلا من بريطانيا والولايات المتحدة وحكومات أخرى اوروبية تعليق مبيعات الأسلحة إلى النظا...
- التحالف السعودي يمنع وصول 5 سفن نفطية لميناء الحديدة! المرصاد نت - متابعات قالت شركة النفط اليمنية في صنعاء إن التحالف السعودي الإماراتي، يواصل احتجاز السفن النفطية ويمنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة. وقالت الش...
- أمريكا تلمح لحل سياسي وبريطانيا تحشد .. ماذا يطبخ لليمن؟ المرصاد نت - يحيى الشرفي من المسلم به أن آخر أوراق التحالف العسكرية سقطت تماماً في اليمن فالورقة الأقوى والتي كان التعويل على نجاحها بنسبة 100% كانت ورقة الرئ...