المرصاد نت - متابعات
تعيش بلدتي الفوعة وكفرية المحاصرتين من قبل إرهابيي جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات المسلحة في ريف ادلب الشمالي أوضاعاً إنسانية مأساوية وسط غياب دور وتجاهل المجتمع الدولي لما يحصل في هاتين البلدتين
في حين توجه وسائل الإعلام الغربية والعربية حملاتها اللاذعة لدمشق نحو الغوطة الشرقية ليتم إخراج المسلحين والمدنيين منها وإنقاذ أكبر عدد منهم.
الظروف التي يقاسيها سكان الفوعة وكفريا تتفاقم يوماً بعد يوم فهاتان البلدتان الواقعتان في الريف الشمالي من إدلب لا تزالان بعيدتين عن جغرافيا المناطق المحررة وما يزيد من عناء أهلها حصارها من الجهات الأربعة حيث لا منفذ لدخول الإمدادات والمساعدات ولا سبيل لإخلاء الشهداء والعائلات والجرحى والمساعدات الغذائية والطبية الضرورية لم تدخل المنطقة منذ مدة طويلة.
تؤكد مصادر إعلامية قابعة تحت الحصار في البلدتين منذ عدّة أعوام سقوط عدد من القذائف الصاروخية (جرة غاز) خلال الأيام السابقة على الفوعة وكفريا مصدرها مسلحو "جبهة النصرة" في ناحية بنّش المجاورة كما سقطت يوم السبت الماضي قذائف عشوائية على المدارس في البلدتين لإيقاع أكبر خسائر ممكنة حتى لو كانت في صفوف الأطفال.
المجموعات الإرهابية صعّدت من هجماتها وضرباتها على البلدتين تزامناً مع تقدم الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية لتحريرها من الإرهاب ما دفع المسلحين لشن هجمات انتقامية طالت المدنيين في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من ناحيتي بنّش وبروما المجاورتين.
على جانب آخر صرّح ممثل قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا "أليكسندر إيفانوف" بشأن موعد تحرير البلدتين المحاصرتين: لا نرجح فرضيات البدء بمعركة فك الحصار عن مدن كفريا والفوعة بمدينة إدلب السورية في الوقت الراهن نظراً لتنامي الصراعات الدموية بين الجماعات المتطرفة هناك. وتابع: نسعى في المرحلة المقبلة إلى القضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابي جنوبي البلاد.

ويعيش أهالي البلدتين أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية وعدم توفر المحروقات لتشغيل مضخات المياه ما دفعهم إلى استخدام طرق غير صحية لشرب المياه.
وخلال العام الماضي لقي أكثر من 100 شخص من أهالي كفريا والفوعة مصرعهم وجرح عشرات آخرون معظمهم من الأطفال والنساء، في تفجير استهدف تجمع حافلات أهالي البلدتين في منطقة الراشدين غرب حلب في منتصف أبريل الماضي، لدى إجلائهم إلى حلب بموجب الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بين الحكومة السورية والمجموعات المسلحة.
فرضت التنظيمات الإرهابية حصاراً مطبقاً على الفوعة وكفريا بمن فيها من آلاف المدنيين في نهاية مارس عام 2015 بعد أن أحكمت قبضتها على مدينة إدلب.

يشار إلى أن المسلحين منعوا إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الفوعة وكفريا والتي غابت عن البلدتين لمدة طويلة، ما أدى إلى حرمان الأهالي من المواد الغذائية والتموينية الرئيسية من "طحين و زيت وحبوب ومحروقات وغيرها"، كما ناشد الأهالي المجتمع الدولي للضغط على المجموعات المسلحة للسماح بإدخال المستلزمات الطبية و الأدوية الرئيسية التي يعاني السكان من جراء عدم توفر أبسطها، وخصوصاً فيما يتعلق بالأمراض المزمنة من سكري وضغط الدم التي يحتاج فيها المرضى إلى علاج دائم أو مرضى السرطان وغسيل الكلى الذين يحتاجون لعلاجات دورية تخصصية إلا أن المجتمع الدولي ظلّ صامتاً بشأن هذه المأساة.
جدير بالذكر أنه في 14 أبريل 2017 تم إجلاء 75 حافلة و20 سيارة إسعاف حوالي 5000 شخص من الفوعة وكفريا إلى حلب طبقاً لاتفاق بين الجماعات المسلحة والجيش السوري، وفي اليوم التالي، تم تفجير قافلة من الحافلات التي تحمل المدنيين الذين تم إجلاؤهم من غرب حلب منطقة حي الراشدين ما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 شخص وجرح العشرات من نساء و أطفال لا يزال مصير البعض منهم مجهولاً ويخشى ذووهم بأن يكونوا تعرضوا للاختطاف من قبل الجماعات الإرهابية التي كانت ترافقهم والتي كان من المفترض أن تراعي الاتفاق وتوصلهم إلى مدينة حلب آمنين.
السؤال الذي نودّ طرحه في نهاية هذا التقرير هو "لماذا تتصدّر أنباء ضحايا معركة الغوطة الشرقية التي وقعت بين الجيش العربي السوري والمسلحين الصفحات الأولى لوسائل الإعلام العالمية والعربية.. ولاسيما عندما يسقط أحد المدنيين من المعارضة ضحية المعارك المستعرة هناك في حين أن أخبار وصور الضحايا المدنيين وحتى الأطفال من أبناء الفوعة وكفريا تكاد تخلو من أي صحيفة عربية وغربية؟
المزيد في هذا القسم:
- «يوم الأسير الفلسطيني»: 17 نيسان تاريخاً للانتصار ! المرصاد نت - متابعات يأتي «يوم الأسير الفلسطيني» في السنوات الأخيرة متزامناً مع تصعيد في السجون أو إضراب جماعي عن الطعام. فمنذ 2014 و«مصلحة ...
- تركيا: انفجار في منطقة تقسيم بإسطنبول.. ومسؤول يؤكد سقوط قتلى وجرحى المرصاد-متابعات ارتفعت حصيلة ضحايا الانفجار الذي هز شارع الاستقلال في منطقة تقسيم بمدينة إسطنبول التركية، مساء الأحد، إلى 6 قتلى و53 جريحًا، حسبما قال محافظة إ...
- كان بوسع مبادرة سياسية الحيلولة دون حدوث أزمة الحرم المرصاد نت - متابعات بعد أن هدأت عاصفة جبل الهيكل (الحرم القدسي) الأخيرة، بكلفتها الباهظة لجهة حياة البشر والجراح والأضرار طويلة المدى التي لحقت بالثقة المتبا...
- ليبيا : حفتر يزيد اندفاعه نحو طرابلس... بتحفيز أميركي! المرصاد نت - متابعات أعلنت القوات الليبية بقيادة خليفة حفتر تحرّك كتائب عسكرية للمشاركة في عملية "طوفان الكرامة" غرب البلاد. وأوضحت أن "مجموعة من المقاتلين تش...
- تيلرسون يصل قطر خالي الوفاض بخصوص الأزمة الخليجية المرصاد نت - متابعات وصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الدوحة قادماً من الرياض لبحث الأزمة الخليجية حيث التقى الملك تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر. ...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد السوري! المرصاد نت - متابعات يستمرّ السباق وراء الكواليس لإعادة صوغ معادلة الشمال والشرق السوري وفق أُسس جديدة. وخلافاً لما توحي به الصورة، ثمة حراك متسارع دارت عجلته...
- صحيفة إمريكية: هكذا تصنع السعودية الإرهاب وتصدّره للعالم المرصاد نت - متابعات نشرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية تقريراً نقلت فيه عن خبراء مكافحة الإرهاب تأكيدهم أنه يوجد في وسط المملكة السعودية مراكز “إعادة تأ...
- قائد الثورة الإسلامية : لا حرب ولا مفاوضات مع الولايات المتحدة المرصاد نت - متابعات أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي اليوم رفض عرض الرئيس الأميركي إجراء محادثات مباشرة قاطعاً الطريق أمام...
- رحلة السنوات الخمس: «ثورة» الأسير تنتهي بحكم الإعدام المرصاد نت - الأخبار صدر الحكم بإعدام أحمد الأسير حكمٌ لن يُنفّذ لكن دلالاته كثيرة. ردود الفعل تنبئ بالكثير حيال شيخٍ أذكى نار الفتنة في لبنان خُذِل الرجل الذ...
- حرب شائعات بين أطراف الصراع وحرب بالوكالة في سماء ليبيا ! المرصاد نت - متابعات توازياً مع الحرب الميدانيّة يخوض طرفا الصراع الليبيّ نزاعاً إعلاميّاً لتعبئة الرأي العام المحليّ والدوليّ. فعلى المستوى العربيّ يعدّ المح...