المرصاد نت - متابعات
أصدرت قطر أمس لائحتها المنفردة الأولى لـ«الكيانات والأفراد الإرهابية» مُتضمِّنةً أسماء أشخاص وكيانات كانت دول المقاطعة قد صنّفتهم ضمن «قائمتها السوداء».
خطوة تُقرَأ في ما بين طيّاتها رسائل إلى إدارة دونالد ترامب التي ضَعُف «الصوت القطري» داخلها مع إزاحة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون من المشهد
في وقت يتكثّف فيه الترويج داخل الولايات المتحدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بوصفه رائد «مكافحة الإرهاب» في المنطقة تزامناً مع مواصلته زيارته واشنطن تسجّل قطر خطوة منفردة هي الأولى من نوعها في المضمار نفسه سعياً على ما يبدو في تحقيق هدفين: أولهما مراكمة نقاط إضافية لصالحها لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب خصوصاً في ظل تكشّف المزيد من المعلومات عن تورط السعودية والإمارات في التحريض على إقالة ريكس تيلرسون الذي كان يُعدّ «صوت القطريين» داخل الإدارة، وثانيهما إيصال رسالة إلى الأخيرة بأن الدوحة مستعدة لحلحلة العقد المستحكمة بينها وبين جيرانها الذين يظهر واضحاً، من خلال فعاليات زيارة ابن سلمان أنهم يريدون طمس القضية واستبعادها من المناقشات فيما تحرص قطر على إبقائها حية وتزخيمها في هذا الوقت بالذات.
وأعلنت «اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب» في وزارة الداخلية القطرية أمس قائمة جديدة للإرهاب هي الأولى المنفردة منذ إصدار أمير البلاد تميم بن حمد مرسوماً بتعديل بعض أحكام «قانون مكافحة الإرهاب» تم بموجبه «استحداث نظام القائمتين الوطنيتين للأفراد والكيانات الإرهابية» في تموز/ يوليو 2017. وتعود سمة الانفراد هذه إلى كون القائمة السابقة، التي أصدرتها الدوحة في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي جاءت ضمن إجراء جماعي اتخذته الدول الأعضاء في «مركز مكافحة تمويل الإرهاب» الذي يضمّ إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي كافة الولايات المتحدة ودولاً أخرى.
ولعلّ أبرز ما يُلاحَظ في القائمة الجديدة التي تشتمل 28 كياناً وشخصية أنها تتضمن أسماءً سبق أن أدرجتها الدول الأربع المقاطِعة لقطر في «قائمة سوداء» مشتركة أصدرتها في تموز الفائت قائلة إنها تضم الشخصيات والكيانات التي تؤويها الدوحة أو تدعمها.
وإذ خلت لائحة الأمس من الأسماء «الإخوانية» البارزة التي أضافتها عواصم المقاطعة إلى «قائمتها السوداء» في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 («الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» ورئيسه يوسف القرضاوي) ضمّت «جمعية الإحسان الخيرية» اليمنية التي تفيد معلومات بأنها كانت تتلقى دعماً قطرياً وسبق أن حظيت بتضامن المنابر الموالية للدوحة لدى إدراجها ومعها مؤسستا «الرحمة» و«البلاغ» على قائمة الدول الأربع على خلفية ما قالت تلك المنابر إنه تعاونها مع جمعيتي «عيد» و«قطر» الخيريتين القطريتين.
تراجعٌ يشي بأن الدوحة لا تمانِع تقديم تنازلات وفق القاعدة التي كان أرساها تيلرسون وكبير مستشاريه آر سي هاموند - إهمال المطالب الـ13 والعمل على بعض النقاط كلاً على حدة - مع احتفاظها بهامش يتيح لها القول إنها لم تتنازل عن الثوابت الرئيسة في سياستها الخارجية.
ضمتّ القائمة القطرية 20 شخصاً و8 كيانات
هذه الرسالة التي تتطلّع قطر إلى إيصالها من وراء قائمتها الجديدة ترافقها رسالة أخرى متركزة على مضي الدوحة في إثبات «علوّ كعبها» في «مكافحة الإرهاب» قبالة خصمَيها الرئيسين، السعودية والإمارات اللذين يجتهدان في إلصاق تهمة «دعم التطرف» بها وإثبات «نظافة أيديهما». ذلك هو ما أعاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش التشديد عليه أمس لدى تعليقه على الخطوة القطرية حيث رأى أن «إصدار وزارة الداخلية القطرية قائمة... تضمنت 10 أشخاص ممن تم إدراجهم سابقاً في القوائم الثلاث التي أصدرتها دول المقاطعة تؤكد الأدلة الموجهة ضد قطر» وتثبت أن «دعمها للتطرف والإرهاب جوهر أزمتها». والجدير ذكره هنا أن القائمة القطرية الأخيرة اشتملت 20 شخصاً (12 قطرياً وسعوديان و4 مصريين وأردنيان) من أبرزهم القطري عبد الرحمن النعيمي المصنّف سابقاً من قِبَل وزارة الخزانة الأميركية ضمن «لائحة الإرهاب» إضافة إلى 8 كيانات أهمها «تنظيم داعش - ولاية سيناء».
ويأتي إعلان قطر «قائمتها السوداء» في وقت تتكشف فيه المزيد من المعلومات عن تورط السعودية والإمارات في تحريض ترامب على الإطاحة بوزير خارجيته الذي كان يُنظر إليه على أنه أبرز المتعاطفين مع الدوحة داخل الإدارة الأميركية والداعين إلى كبح جماح التصعيد ضدها إذ نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس مقابلات ووثائق تظهر الجهود التي بذلها المستشار السياسي لولي عهد أبو ظبي جورج نادر في التأثير على أحد أكبر جامعي التبرعات لحملة ترامب إليوت برودي بهدف حمله على لعب دور تحريضي لدى رئيسه ضد قطر وإيران.
ووفقاً لمذكرة أرسلها برودي إلى نادر فإن الأول «ألحّ شخصياً على ترامب لطرد تيلرسون الذي ترى كل من الرياض وأبو ظبي أنه غير جدي بما يكفي للتصدي لقطر وإيران».
وبحسب رسالة أخرى مؤرّخة في 25 آذار/ مارس 2017، فقد زوّد برودي نادر ببرنامج يتضمّن مقترحات لحملة علاقات عامة تستهدف التحريض على قطر وتنظيم «الإخوان المسلمين». كذلك تكشف الوثائق أن نادر الذي ذكر موقع «ديلي ميل» أنه غادر الولايات المتحدة عائداً إلى الإمارات أغرى برودي بعقود لصالح شركته الأمنية الخاصة «سيرينوس» قبالة إسدائه خدمات لكل من الرياض وأبو ظبي.
المزيد في هذا القسم:
- استراتيجية واشنطن ضد طهران: مطالب «تعجيزية» لانتزاع تنازلات المرصاد نت - متابعات أعلن مايك بومبيو أمس الاستراتيجية الجديدة ضد إيران داعياً الأخيرة إلى الامتثال لسلسلة شروط ليس أكبرها وقف برنامجها النووي ومهدداً إياها ب...
- السودان : جدلٌ حول ترشيحات الحرية والتغيير والحكومة تبصر النور اليوم! المرصاد نت - مي علي أمضى السودان الرسمي الأيام الماضية، منذ قسم «مجلس السيادة» يمينه الدستورية، في حالة اجتماعات ماراثونية، كان آخرها اجتماع تواصل لثلاثة أيام...
- العراق : الفرز اليدوي ينطلق اليوم ولا حكومة جديدة في الأفق المرصاد نت - متابعات يبدو أن ولادة الحكومة العراقية الجديدة مؤجلة إلى وقت غير مسمى في ظل القلق المسيطر على التحالفات المعلَنة أخيراً وعدم اتسامها بطابع حاسم ع...
- غارات أمريكية تستهدف مواقع الحشد الشعبي العراقي ! المرصاد نت - متابعات استهدفت غارات جوية أميركية نقاطاً تابعة لقوات «الحشد الشعبي» في محيط بلدة القائم قرب الحدود العراقية ــ السورية. وتبنّت وزارة الدفاع الأم...
- أمير من البلاط الملكي السعودي... ضيفاً في إسرائيل المرصاد نت - متابعات أمير سعودي من البلاط الملكي زار تل أبيب سرّاً خلال الأيام القليلة الماضية والتقى كبار المسؤولين الإسرائيليين. الخبر كما ورد في الإذاعة...
- بوتفليقة إلى ولاية خامسة: «استعراض شعبي» يسبق إعلان الترشيح ! المرصاد نت - محمد العيد أصبح شبه مؤكد في الجزائر أن ترشّح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة هو مسألة أيام معدودة فقط وذلك بعد تعيين وزير أول سابق ...
- كاتب سعودي يستنكر تصدير الإمارات منتجات غير صالحة لبلاده المرصاد-متابعات أثار الكاتب السعودي “سعود الفوزان” ضجة واسعة حول ما رآها مفارقة بتصدير الإمارات منتجات غير صالحة للاستخدام إلى السعودية، تزامنا مع إطلا...
- الخلافات داخل مجلس التعاون تلقي بظلالها على العلاقات البحرينية - القطرية المرصاد نت - متابعات منذ تأسيسه عام 1981 شهد مجلس التعاون خلافات عديدة بين أعضائه وصلت في بعض الأحيان إلى حد الاقتتال أو التلويح باستخدام القوة العسكرية لحل ه...
- السودان : ملف «السيادي» يُنهي المفاوضات و«قوى التغيير» إلى العصيان المدني المرصاد نت - فاطمة المبارك تعثرت الجولة الثالثة من المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف «قوى الحرية والتغيير» لتنتهي عند ثلاثة اتفاقات في شأن هي...
- فى العيد ال 43 لنصر أكتوبر ' تشرين ' .. استدعاء للأبطال الحقيقين من أجل استعادة اللحظه المرصاد نت - متابعات بدون مقدمات .. ينساب الكلام بعيداً عن تضخيم الذات لكن من أجل الحق والحقيقة وتقرير واقع البطوله الحقيقيه وتخليص حرب أكتوبر من الأدعاءات ور...