المرصاد نت - فراس الشوفي
تغيّرات مهمة ترافق التخبّط الأميركي بشأن نيّات «الانسحاب القريب» من سوريا تصبّ في مصلحة دمشق التي تستقبل مبادرات إيجابية من دول في الخندق الآخر ولكنها ترفض التجاوب معها حتى الآن .
لم تتّضح بعد حصيلة القمّة الثلاثية بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني إلّا أن كل المؤشّرات هنا في موسكو توحي بأن القمّة تعمق أكثر نواة تحالف شرقي يقرّب تركيا أكثر من إيران وروسيا ويبعدها عن الأميركيين في ظلّ التنافس «الأطلسي ــ الأطلسي» على أرض منبج السورية واستمرار التخبّط الأميركي بين وزارة الخارجية والبيت الأبيض ووزارة الدفاع حول المصالحة مع تركيا والانسحاب من سوريا.
غير أن المفاجأة هو ما سبق القمّة من تمنٍّ روسي على الرئيس بشّار الأسد، المشاركة في قمّة اسطنبول على ما أكّدت مصادر روسية رفيعة المستوى ليُتَوِّج التمنّي محاولات تركية متكرّرة خلال الأشهر الماضية التقرّب من دمشق وإعادة العلاقات مع الحكومة السورية والرئيس الأسد في الوقت الذي تحتل فيه تركيا أراضي سورية.
ويقول المصدر إن «الرئيس بشار الأسد اعتذر من روسيا عن عدم المشاركة في القمّة لأسباب عديدة». في الشكل والمضمون لا يمكن للأسد أن يزور اسطنبول ولو أن الروس أكدوا للرئيس ترحيب أردوغان هذه الخطوة. ووضع الأسد دعم تركيا للمجموعات الإرهابية في الشمال السوري واستمرارها في التوغّل داخل الأراضي السورية واحتلالها المنطقة من جرابلس حتى عفرين في عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» أسباباً مانعة للتواصل مع الأتراك قبل زيارة اسطنبول وقبل تراجع تركيا عن خرق السيادة السورية واحتلالها جزءاً من الأرض. في المقابل رفض أكثر من مصدر سوري التعليق على الأمر بالنفي أو بالتأكيد فيما أشار أحد المصادر إلى أن «سوريا غير مستعدّة للمصالحة مع أي دولة من دول العدوان طالما أنها تعتدي ولا تزال تعتدي على سيادتها».
أنقرة: لن نسلّم عفرين إلى دمشق رغم طلب إيران ذلك
ومع أن أردوغان أعلن قبل أسابيع أن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي هدف مهم بالنسبة إلى تركيا إلّا أن روسيا باتت تعتبر تركيا أقرب إلى المشروع الروسي في سوريا منها إلى المشروع الأميركي وأن المصالحة بين دمشق وأنقرة تمتّن تشكيل تحالف شرقي كامل مع تركيا وإيران، من البحر المتوسّط إلى أقاصي شرق آسيا. وتأتي الخطوة الروسية ــ التركية تجاه دمشق في الوقت الذي يظهر فيه السعوديون أخصام تركيا تغييراً لافتاً حيال الموقف من الحكومة السورية والرئيس الأسد لا سيّما بعد كلام الأمير محمد بن سلمان قبل أيام عن بقاء الرئيس السوري في الحكم (السبب الرئيسي موازين القوى في الميدان) وما كشفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن لقاء سوري سعودي حصل قبل فترة.
هذه الأجواء انعكست إيجاباً على ملف التفاوض الخاص بمدينة دوما التي شهدت إجلاء مئات من المدنيين والمسلحين نحو الشمال السوري خلال الأيام القليلة الماضية. ورغم التوقف المؤقت، أمس (الخميس) لخروج الحافلات مليئة من دوما فإن عملية إجلاء الرافضين لتسوية وضعهم لاحقاً مع الحكومة السورية مستمرّة بالتوازي مع أحاديث لدى بعض الأوساط المعارضة عن عودة طرح من «جيش الإسلام» لانخراط مسلّحيه في تشكيلات محلية تشارك في حفظ الأمن بعد التسوية. واعتبرت تلك الأوساط أن التصفيات التي طاولت اثنين من مؤسّسي «جيش الإسلام» تأتي في هذا السياق على اعتبار أنهما كانا من أبرز رافضي المصالحة مع الحكومة.
وبدت لافتة أمس إشارة المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن إلى أن بلاده لا تنوي تسليم منطقة عفرين إلى الجيش السوري رغم وجود طلب إيراني بهذا الشأن خلال القمة الثلاثية في أنقرة موضحاً أن الرئيس أردوغان أوضح للجانب الإيراني نية بلاده «العمل على أمن واستقرار منطقة عفرين من خلال الجيش السوري الحر والشعب السوري». وقال قالن إن عملية «غصن الزيتون» سوف تستمر «حتى يتم إخلاء المنطقة المحيطة بعفرين بما في ذلك تل رفعت من العناصر الإرهابية» مضيفاً أن «روسيا قالت إنه لم يتبقّ تقريباً أيّ من عناصر الوحدات الكردية الإرهابيين في تل رفعت، وسوف نتأكد من ذلك عبر مصادرنا الخاصة».
من جهة أخرى يتواصل الجدل الذي أثارته تعهدات الرئيس الأميركي بانسحاب قريب لقوات بلاده من سوريا مع تأكيد مسؤولي وزارة الدفاع أن «المهمة لم تنته بعد في سوريا» وأن «ترامب لم يحدد لنا جدولاً زمنياً للانسحاب». وتأتي هذه التصريحات بعدما نقلت عدة وسائل إعلام أميركية الجو المتوتر الذي ساد اجتماع مجلس الأمن القومي الأخير بسبب التحذيرات التي وجّهها مستشارون بشأن خطة الانسحاب السريع غير أن ما خرج أمس من عدة مسؤولين يشير إلى أن الجدول الزمني المفترض لأي انسحاب يبدأ بعد نحو ستة أشهر وهي المهلة التي وافق عليها الرئيس بعد الاجتماع.
المزيد في هذا القسم:
- طهران : صواريخ «الحرس الثوري» تَعبُر الحدود... بالصوت والصورة المرصاد نت - متابعات اختارت إيران توقيتاً لافتاً لتنفيذ ضربتها الصاروخية على مواقع «الحزب الديمقراطي الكردستاني» الإيراني تتقاطع عنده جملة خلفيات....
- بعد حذف تغريدته عن حق المسلمين بمعاقبة فرنسا.. مهاتير محمد يرد على منتقديه ويتهمهم بالازدو... المرصاد-متابعات أعرب رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد عن "اشمئزازه" من إساءة فهم تصريحاته التي اعتبر فيها أن للمسلمين الحق في معاقبة الفرنسيين،...
- السيد نصر الله: أميركا تعمل على تعميق مأزق لبنان الاقتصادي! المرصاد نت - متابعات أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنّ المباحثات ما زالت جارية في لبنان "لنخرج بأفضل حلّ لبلادنا" متحدثاً عن أنّ الحكومة الأم...
- فلسطين بالأرقام .. منذ النكبة إلى الآن! المرصاد نت - متابعات أعلن جهاز الإحصاء الفلسطيني أن عدد الفلسطينيين تضاعف ما يقرب من ۹ مرات منذ عام ۱۹٤۸.وأضاف الجهاز في بيان له في الذكرى ٦۸ للنكبة: "قد...
- السعودية تعاود هجومها على لبنان: المصارف تبيّض أموالاً لحزب الله! المرصاد نت - متابعات يعاود مجلس الوزراء يوم الثلاثاء عقد جلساته بعد التوصل إلى صيغة لـ«النأي بالنفس» المناخ الإيجابي يُخيم على الساحة السياسية على...
- واشنطن خارج «حقوق الإنسان»... من أجل تل أبيب المرصاد نت - متابعات كُرمى عيون إسرائيل مرة أخرى تتخذ الولايات المتحدة قراراً على الصعيد الدولي. لم يكفِ الأخيرة كما يبدو التحريض على مؤسسات الأمم المتحدة وبخ...
- ليبيا : صراع النفوذ يُفجّر اشتباكات طرابلس من جديد ! المرصاد نت - متابعات شهدت العاصمة الليبية أمس اشتباكات بين ميليشيات محلية وميليشيا «اللواء السابع» القادمة من مدينة ترهونة أدت إلى مقتل 3 أشخاص، و...
- تظاهرات في مختلف المدن الفرنسية ضد قانون العمل المرصاد نت - متابعات عشرات الآلاف ملأوا شوارع أبرز المدن الفرنسية أمس احتجاجاً على التعديلات التي يريد الرئيس إيمانويل ماكرون إدخالها على قانون العمل في أول ا...
- برلين تُشيد جدارا عازلا للإنسانية في ميونيخ المرصاد نت - متابعات في بلد اشتهر ببناء جدران الفصل بين الانسان وأخيه الانسان لدواع إما عنصرية أو دينية ليس غريباً أن نرى الحكومة الألمانية تقرّر بناء جدار "ع...
- معتقلات البحرين ... مقابر الأحياء المرصاد نت - متابعات من بين مجمل مظاهر القمع في البحرين تبرز قضية المعتقلين في سجون السلطة كمظهر يتجاوز في فجاجته كل ما عداه. 4000 معتقل بينهم 12 امرأة يقب...