المرصاد نت - متابعات
سيطر الجيش العربي السوري وحلفاؤه اليوم الثلاثاء على مشروع الـ1070 شقة غربي مدينة حلب بعد معارك عنيفة مع المسلحين
وبدأ الجيش العربي السوري هجوما قويا على منطقة الـ1070 ليل الأحد بالتزامن مع تمهيد مدفعي وصاروخي على مواقع المسلحين المتشددين، عبر محورين. فنجح الجيش العري السوري مع ساعات الفجر الأولى في بسط سيطرته على تلتي الرخم والمؤتة جنوب المدينة والمشرفتين على المشروع وعلى المحور الثاني تقدمت القوات السورية في القسم الواقع تحت سيطرة المسلحين في الحي لتتمركز في عدد من كتل الأبنية.
الي ذلك توشك على الانطلاق بين يوم وآخر إلى الشمال الغربي من الرقة معركة مدينة الباب التي تعد آخر أكبر معاقل "داعش" في ريف حلب الشمالي-الشرقي.
قد توازي أهمية معركة الرقة، التي أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" ("قسد") انطلاق عمليات تحريرها من تنظيم "داعش" الإرهابي بدعم من التحالف الأميركي، أهمية شقيقتها في الجانب الآخر من الحدود؛ أي معركة الموصل في العراق. وذلك انطلاقا من أن كلا المدينتين شكلتا "عاصمتي" التنظيم الإرهابي "في العراق والشام" بحسب أدبيات التنظيم. كما أنهما تمثلان الثقل السكاني والجغرافي والمعنوي الأكبر للتنظيم في البلدين.
ولا تكتسب معركة الباب أهميتها من موقع المدينة الاستراتيجي فحسب، بل من تعدد القوى التي ترى في وضع يدها على المدينة مكسباً استراتيجياً لها، وعلى رأس هؤلاء الدولة السورية باعتبارها صاحبة الحق الحصري على أراضيها، والتي تنظر إلى تحرير الباب نصراً كبيراً يقربها من الحدود الإدارية للرقة التي سيكون عليها ملء الفراغ فيها عاجلاً أم آجلاً بعد أن تولت قوات "قسد" الكردية مهمة البدء في تحريرها.
ويضاف إلى ذلك أن دخول الجيش العربي السوري إلى الباب سيجعله على مقربة من الحدود السورية–التركية، التي باتت تشكل منغصاً كبيراً له في ظل الغزو التركي لمناطق الشمال السوري عبر ذراعها المسماة "قوات درع الفرات"، والتي سيطرت حتى الآن على مساحات واسعة في جرابلس ومحيطها.
أما الأتراك، فلا يخفون مطامعهم في الباب، ويخططون لعملية تسلُّمٍ من "داعش" مشابهة لما حصل في جرابلس ودابق وأماكن أخرى فالمدينة الاستراتيجية تجعل من مساحة الـ 5000 كيلومتر مربع، التي أعلن أكثر من مسؤول تركي وعلى رأسهم أردوغان، شبه ناجزة.
وقد زاد من احتمال قرب غزو الباب تركياً ما تسرب من أنباء عن لقاء عسكري تركي-أميركي أمس، يُرجَّح أن يكون عبارة عن صفقة بين الجانبين بخصوص تسهيل الوصول التركي إلى المدينة، مقابل موافقة تركية على إفساح الطرق أمام "قسد" المدعومة أمريكياً لتحرير الرقة.
ووفقاً لمراقبين، يبدو الأمر مثيراً للريبة نظراً للأطماع التركية في المدينة إلى حدٍ دفع صحيفة "حريت" المقربة من أردوغان بتسمية الباب "مفتاح مستقبل تركيا في سوريا". ويضاف إلى ذلك هدف أنقرة المعلن في الحؤول دون أي إمكان للتواصل الجغرافي بين مناطق سيطرة الأكراد في الشمال. فيما يعدُّ الأكراد من جهتهم مدينة الباب ذات أهمية كبرى للسبب نفسه. ولذلك يشكل الكرد القوة الثالثة التي تعد العدة لاجتياحها وهم قد أعلنوا عن نيتهم هذه مراراً.
مصادر عسكرية سورية أكدت أن الجيش العربي السوري وحلفاءه استكملوا الاستعدادات اللازمة في انتظار ساعة الصفر للانطلاق في معركة لن تكون سهلةً، لكنّ وضع القدم على طريق الباب بات ضرورة ملحة.
وإذا كانت بعض التحليلات قد ذهبت إلى أن الفصل الأخير من "ملحمة حلب" إنما تم الإيعاز به من أعداء الدولة السورية، لثنيها عن التوجه إلى مدينة الباب الاستراتيجية، فإن كل المؤشرات توحي بأن المعارك المفتوحة على أبواب حلب لم تنفع في ثني الجيش السوري عن خططه على هذا الصعيد.
ففي خضم المعارك الأعنف التي شهدتها حلب منذ أربع سنوات، لم يغفل الجيش العربي السوري وحلفاؤه ما يجري حول مدينة الباب، والتحضيرات التركية لغزو المدينة. ومن هنا فقد شهد الأسبوع الماضي تطوّراً مهماً، تمثَّل في نجاح الجيش في انتزاع مدرسة المشاة من قبضة التنظيم، إضافة إلى معمل إسمنت المسلمية وقرى فافين وتل شعير وكفر قارص وتل سوسين، وهي مناطق تقرب المسافة بين الجيش السوري ومدينة الباب.
في المقابل، واصلت قوات "درع الفرات" المدعومة تركياً اقترابها من الباب حيث سيطرت في الآونة الأخيرة على عدد من القرى القريبة منها، مثل دوير الهوى وعبلة (شمال غرب الباب)، وتل علي (شمال شرق الباب).
وسط هذه التطورات، يبدو أن الجيش السوري وحلفاءه قد حسموا أمرهم بشكل قطعي في تدشين عمليّات نحو المعقل الداعشي الأخير في حلب عبر محاور عدة، على ألّا تؤثّر العمليات المرتقبة على مسار معارك الأحياء في حلب، والتي تحظى بأولوية قصوى.
وكانت المعلومات قد أشارت إلى أن الجيش السوري قد قام بالفعل باستقدام فصيل "صقور الصحراء" من ريف اللاذقية الشمالي إلى عاصمة الشمال ليكون جزءاً أساسياً من العمليات. وتفيد المعطيات المتوافرة بأنه يتم في وقت متزامن العمل على تدشين العمليات نحو الباب، إضافة إلى عمليات في محيط مطار حلب الدولي، من دون إغفال جبهات الجنوب الغربي أو عمليات الأحياء الشرقية.
وتلحظ الخطط العسكرية السورية في هذا الإطار أنّ أي تقدّم لقوات الغزو التركي أو مجموعاتها الرديفة المنخرطة في "درع الفرات" نحو خطوط التماس مع الجيش السوري سيحوّلها إلى هدف أساس من أهداف الجيش، في تكرار لما حدث في قرية تل المضيق التي شهدت تدخلاً للطائرات السورية، بسبب اقتراب مجموعات "الدرع" من خطوط التماس مع مواقع الجيش السوري في حردتنين.
وفي إشارة أخرى إلى جدية السوريين في مواجهة الأطماع التركية، أكد مسؤول سوري، في مؤتمر إعلامي في دمشق منذ أيام، أن "الأتراك محتلون لأراض سورية، وليسوا مدعوين" (من قبل الحكومة)؛ مضيفاً: "نحن الآن نحارب "داعش"، و"جبهة النصرة"، في معركة لن تدوم إلى الأبد. لن نقبل بوجود الأتراك. عليهم الانسحاب، إما عبر المسعى الديبلوماسي، أو عبر المسعى العسكري".
علي حسون - روسيا اليوم
المزيد في هذا القسم:
- المعادلة الذهبية هي درع لبنان الحصين أمام الصهاينة والتكفيريين المرصاد نت - شفقنا تنظيم “داعش” الذي حاول القاء الخوف والرعب في قلوب الناس من خلال توثيق ممارساته الوحشية بحق الابرياء بالصوت والصورة وهي ممارسات ...
- كيف تحارب هذه الدول " الارهاب " وبعضها يوفر له الدعم المادي والعسكري؟ انها القمة الاسلام... متابعات : ربما لا نبالغ اذا قلنا ان قمة منظمة التعاون الاسلامي التي بدأت اعمالها اليوم الخميس في اسطنبول هي الاسوأ منذ تأسيسها كرد فعل على حرق المسجد الاقص...
- أمريكا والرئيس الأسد... سقوط الأوراق بالتقادم المرصاد نت - متابعات قد يكون تصريح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم أمس فيما يتعلق بالساحة السورية ليس بالجديد على إدارة اعتادت اللعب على تغير موازين ا...
- منظمات المجتمع المدني: أدوار مشبوهة في الوطن العربي المرصاد نت - متابعات تخترق المنظمات "غير الحكومية" أو ما يطلق عليها اصطلاحاً "منظمات المجتمع المدني" مجتمعاتنا العربية والشرق أوسطية بكل سلاسة وانسيابية وكأنه...
- قمة مرتقبة بواشنطن تجمع قطر ودول الحصار لحل الأزمة المرصاد نت - متابعات إذا لم يكن ثمة حل للأزمة الخليجية فالقطيعة بين «الأشقاء» مجرد واقع جديد. تلك هي فحوى تصريح أدلى به أول من أمس وزير الدولة للش...
- اللجنة الدستورية: خلاف في اليوم الأول لاجتماعات «المصغّرة»! المرصاد نت - متابعات انتهى اليوم الأول من اجتماعات «المجموعة المصغّرة» في اللجنة الدستورية السورية بانسحاب الوفد الحكومي من دون اللقاء بين أعضاء الوفود الثلاث...
- «جيب الغوطة» الجنوبي: تصعيد عسكري... وإجلاء الآلاف المدنيين المرصاد نت - متابعات خرج آلاف المدنيين أمس من جيب الغوطة الجنوبي بعد تصعيد عسكري واسع على جبهة حمورية وترافق ذلك مع دخول قافلة مساعدات جديدة إلى مدينة دوما. ...
- أزمة سد النهضة: القاهرة تستبعد السودان المرصاد نت - متابعات تزداد أزمة «سد النهضة» تعقيداً، فيما يبحث النظام المصري عن تعزيز تحالف أفريقي لمواجهة إثيوبيا والسودان في خطوة تأتي بعد تيقّن...
- الجنوب السوري: فشل المفاوضات وعودة العمل العسكري المرصاد نت - متابعات بعد أن توقّفت الضربات الجوية التي استهدفت المسلحين في القرى والبلدات الجنوبية بشكل شبه كامل منذ ليل السبت الفائت حتى غروب اليوم عادت وتير...
- عُمان ... الدبلوماسية الناعمة بين عهدين! المرصاد نت - متابعات "كأنّ السلطان قابوس لم يرحل". هكذا وصف دبلوماسي عمانيّ مستقبل عمان السياسي في الداخل والخارج في مرحلة ما بعد رحيل السلطان قابوس بن سعيد. ...