المرصاد نت - متابعات
وصلت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي اليوم الثلاثاء إلى السعودية في زيارة تستغرق يومين آملة في جذب استثمارات إلى بلادها التي تبحث عن شراكات اقتصادية جديدة استعدادا لمرحلة ما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
اللافت أن تريزا وصلت الى مطار الملك خالد الدولي دون تغطية رأسها مخالفة بذلك البروتوكول المعتمد في السعودية وظهرت رئيسة الوزراء البريطانية مرتديةً سروالاً أسود وسترة زرقاء تغطي يديها، احتراماً لقواعد اللباس الصارمة للنساء في السعودية.
على اثر ذلك أشاد بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بموقف ماي المخالف لبروتوكول اللباس في السعودية علماً أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر ارتدت رداءً طويلا وقبعة غطت معظم شعرها في زيارة رسمية قامت بها إلى السعودية الجدير بالذكر أن تريزا بدأت أمس الإثنين جولتها في الشرق الأوسط تستمر لثلاثة أيام قادتها بداية إلى الأردن ومنها الى السعودية.
وتقوم رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" هذه الأيام بجولة إلى المنطقة تشمل الأردن والسعودية في إطار مساعيها لتعزيز العلاقات مع هذين البلدين والدول الأخرى الحليفة لبلادها خصوصاً في مجلس التعاون في شتى المجالات لاسيّما في المجالين الأمني والاقتصادي.
وتعد هذه الجولة الأولى لـ "ماي" على المستوى الخارجي منذ إعلان بريطانيا رسمياً البدء بإجراءات مغادرة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي كما تعد زيارتها إلى الأردن الأولى لهذا البلد منذ توليها منصبها في تموز/يوليو 2016. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قد التقت العاهل السعودي "سلمان بن عبد العزيز" على هامش قمة مجلس التعاون والتي شاركت فيها ماي في ديسمبر/كانون الأول 2016 بالعاصمة البحرينية "المنامة" كما أنها زارت السعودية في 2014 عندما كانت وزيرة الداخلية وزارت الأردن بصفتها تلك في 2012.
وجاء في بيان أصدره مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية أن ماي ستعلن خلال جولتها الحالية في المنطقة بأن مكافحة الإرهاب وتطوير قدرات جديدة لضرب معاقل الإرهاب ستكون ضمن محاور هذه الجولة وكانت ماي قد تعهدت أمام قمة مجلس التعاون في ديسمبر الماضي بما أسمته "الـتصدي لخطر إيران" وشددت على أهمية التوصل إلى شراكة مع دول المجلس في المجالين العسكري والأمني، ودعت إلى بناء خطة عمل استراتيجية في هذين المجالين.
ويرى المراقبون بأن جولة ماي الحالية في المنطقة تهدف إلى تحقيق أهداف أخرى غير المعلنة من بينها:
- تبحث بريطانيا عن أسواق دائمة لدعم اقتصادها المهدد بالتراجع بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي وتعتبر السعودية أكبر شريك تجاري لها في الشرق الأوسط إذ وصلت قيمة الصادرات من السلع البريطانية إلى هذا البلد في عام 2015 إلى 4.67 مليار جنيه إسترليني (أو ما يعادل 5.84 مليار دولار)، بينما بلغت الصادرات من الخدمات 1.9 مليار جنيه (أو ما يعادل 2.38 مليار دولار)."
- عقدت بريطانيا صفقات ضخمة لبيع الأسلحة إلى السعودية خلال الأعوام القليلة الماضية. وتضمنت هذه الصفقات التي قدرت بمليارات الدولارات مختلف أنواع الطائرات والمروحيات المتطورة والحديثة ومن بينها طائرات مقاتلة. وتأتي زيارة ماي إلى الرياض في هذا الوقت بالذات لعقد المزيد من هذه الصفقات. ويؤكد الكثير من المراقبين بأن السعودية تمكنت من شراء صمت العديد من الدول الغربية ومن بينها بريطانيا عبر صفقات التسلح مقابل سكوتها عن الجرائم التي يرتكبها آل سعود في المنطقة لاسيّما ضد الشعب اليمني منذ أكثر من عامين.
- يتوقع أن تعلن ماي خلال زيارتها إلى الأردن الموافقة على تقديم دعم عسكري ولوجستي لهذا البلد ومن بينها دعم سلاح الجو الملكي.
- تأتي زيارة ماي إلى الرياض لتأكيد مكانة السعودية ودورها كحليف استراتيجي لبريطانيا في عموم المنطقة.
- من المتوقع أن تشير ماي خلال زيارتها إلى الأردن والسعودية إلى الهجوم الإرهابي الذي وقع قرب مبنى البرلمان البريطاني في 22 مارس الماضي وأودى بحياة العديد من الأشخاص والذي يعكس بوضوح أن الإرهاب بات يقض مضاجع القادة الغربيين ومن بينهم البريطانيون.
- تسعى بريطانيا من خلال تعزيز علاقاتها مع الدول الحليفة لها في المنطقة إلى تكثيف تواجدها العسكري لمواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران، رغم الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران في تموز/يوليو 2015 مع مجموعة (5+1) التي تضم بالإضافة إلى بريطانيا كل من أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا.
- يعتقد بعض المراقبين بأن بريطانيا بصدد إنشاء المزيد من القواعد العسكرية في عدد من دول المنطقة لاسيّما في مجلس التعاون بحجة محاربة الجماعات الإرهابية ومن بينها "داعش". وكانت بريطانيا قد بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2015 ببناء قاعدة بحرية في "ميناء سلمان" قرب العاصمة البحرينية، وهي أول قاعدة دائمة لها تبنيها في الشرق الأوسط منذ أربعة عقود. ويمكن القول في هذا الخصوص بأن التواجد العسكري البريطاني في المنطقة نابع في الحقيقة من السياسات العامة التي تنتهجها لندن والمتماشية مع سياسات واشنطن في عموم المنطقة.
- تهدف جولة ماي الحالية في المنطقة إلى إيصال رسالة إلى الرأي العام مفادها بأن بريطانيا قادرة على التعويض عن خسائرها الاقتصادية بخروجها من الاتحاد الأوروبي وذلك بعد رفض العديد من القادة الأوروبيين مناقشة أي اتفاق تجاري جديد مع لندن قبل إنجاز ملف الانفصال.
خلاصة القول أن رئيسة الوزراء البريطانية تحلم باسترجاع تاريخ بلادها الاستعماري في المنطقة من خلال اللعب على الملفات المتأزمة حيث لا شيء ممنوع في سبيل تحقيق هذا الهدف من أجل تأمين مصالحها ولو تطلب الأمر أن تشارك أو تتغاضى على أقل تقدير بإبادة شعب بأكمله كالشعب اليمني من أجل إرضاء نزوات آل سعود أو أي حاكم موالي لها في المنطقة. ويشكل الشرق الأوسط الذي كانت الكثير من دوله مستعمرات بريطانية طيلة عقود من الزمن أفضل الخيارات بالنسبة لتيريزا ماي وحلفائها الغربيين وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذين يريدون التصيد في الماء العكر على الساحة الإقليمية من خلال تأجیج الخلافات العربیة - الایرانیة وتأمين التبعية السياسية والأمنية لحلفائهم المستعدين لفعل أي شيء لضمان بقائهم في السلطة مدة أطول من الزمن.
المزيد في هذا القسم:
- «السلام» السعودي في 2018: من «مبادرة عبدالله» إلى شروط ترامب المرصاد نت - متابعات على وقع اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل» ورميه على طاولة «السلام» قفزت السعودية من مشروع التطبيع الذي...
- الكرملين: يتعين على أوكرانيا فهم شروط روسيا المرصاد-متابعات قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف إنه يتوجب على أوكرانيا فهم الشروط الروسية لإنهاء الأزمة. وأضاف بيسكوف في تصريحات لقناة روسيا 1: "الآن...
- ما الذي تُريده أبو ظبي من كل هذا العبث والتدخل في الدول العربية؟ المرصاد نت - متابعات ما الذي تُريده أبو ظبي من كل هذا العبث؟ سؤال بدأ يتردد كثيراً في الآونة الأخيرة خصوصاً مع توسع رقعة المغامرات الإماراتية وانتشارها من الج...
- مرافعة «ترامبية» عن بن سلمان: بقاؤه يحفظ أمن إسرائيل ! المرصاد نت - متابعات بعيداً من حديث الصفقات والوظائف وأسعار النفط قدّم جيمس ماتيس ومايك بومبيو ما بدا أنها مرافعة عن محمد بن سلمان استندت إلى معيارَين رئيسَين...
- عن الثورة بعنوان الجزائر والسودان.. ومحاولات أهل النفط شرائهما! المرصاد نت - متابعات لم تيأس السعودية ومعها الإمارات من “قدرتهما” على “شراء” الثورة الشعبية العظيمة في السودان. على العكس تماماً، أظهر شعب السودان ـ عبر مراب...
- خبر وتعليق .. رفع علم المثلية على سفارة واشنطن بموسكو! المرصاد نت - متابعات سخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السفارة الأمريكية في موسكو بسبب رفع علم قوس قزح للاحتفاء بحقوق المثليين، ملمحا إلى أنه يعكس التوجه ال...
- مئويّة ناصر والذكرى الأولى لوصول السيسي إلى الحكم: سطو على الذاكرة المرصاد نت - متابعات يشاء القدر أن تُصادف مئوية جمال عبد الناصر مع الذكرى الأولى لوصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم أو قُل لوصوله إلى الحكم رسمياً بعد انتخابه ف...
- بوتين: لن يبقى أحد على قيد الحياة إذا ما اندلعت حرب بين روسيا وأمريكا المرصاد نت - متابعات قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا ما اندلعت حرب بين روسيا والولايات المتحدة فلن يبقى أحد على قيد الحياة. وتابع بوتين في حوار مع الم...
- بن سلمان يوضب العرش .. إقالات وتوقيف أمراء بالجملة! المرصاد نت - متابعات لم تمضِ ساعات على الأمر الملكي القاضي بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حتى تناقلت مواقع سعودية أنبا...
- فوضى العراق : واشنطن تبتسم للفتنة! المرصاد نت - متابعات تشهد المدن العراقية منذ يومين تظاهرات شبابية محقة في مطالبها تفتقد قيادة واضحة تديرها. افتقادٌ يفتح الباب أمام التساؤل عن المحرّك الفعلي ...