المرصاد نت - متابعات
مأساتهم وصمة عار في جبين العالم الأخرس 3 سنوات من الصمود تجسد نموذجا أسطوريا في اليمن فقط
أطفال في عمر الزهور يعيشون على هامش الحياة في وطن يرزح تحت العدوان والحصار في انتظار قدوم المستقبل لعله يأتي زاهراً بعد أن تجرعوا المعاناة والحرمان، شهدوا هول الدمار وأنين الفراق وفاجعة الموت.
صغار يتضورون جوعاً يتكورون على أجسادهم النحيلة من قسوة البرد والفقر والعدوان والحصاريبحثون عن بقايا ممتلكات لم تحترق يفتشون في الشوارع عن مخلفات كوقود لتحضير الأرز ورغيف خبز وينتظرون في طوابير الغاز والمياه تحت شمس الظهيرة وفي ذروة ليالي الشتاء الباردة كسباً للمال .. وهناك من يقتات من النفايات وفقاً لواقع فقر مدقع وتوثيق حي بالصوت والصورة بثته وكالة رويترز في يناير ليشاهده بشر يفتقرون للإنسانية.
وحتى المنظمات الحقوقية والإغاثية الدولية تبيع ضميرها وتنسف أهداف وجودها بحفنة مال سعودي مدنس في ما تشرع الدول قوانين ومواثيق لصون ” الحقوق والحريات” ظاهرياً لكنها تقتل الإنسان وتنتهك حقه في الحياة إن تعارضت مع سياساتها الخبيثة.ولكن ماذا بعد أن يموت الأطفال جوعاً في وطن غني بالثروات انهكه الحصار ودمار العدوان المتواصل منذ 3 سنوات!
70 % انعدام الغذاء
فاقم العدوان والحصار المفروض على اليمن الوضع الإنساني إلى مستويات خطيرة بعد تدهور النشاط الاقتصادي، وارتفاع الأسعار بما يفوق القدرة الشرائية للمواطنين، وانهيار قيمة العملة الوطنية، وتعثر الرواتب حد التوقف وتجاوز نسبة البطالة 60 %، وتجاوز نسبة انعدام الأمن الغذائي 70 %.
كان اليمن ما قبل الحصار الخانق يستورد نحو 90 % من الغذاء في حين تفبرك قنوات تأييد العدوان تقارير عن رفع الحصار وتقديم مساعدات إنسانية فيما لا أحد يقدم شيئاً وإن رفعوا لافتات الإنقاذ الزائفة.
أفقر دول العالم
ويصنف اليمن ضمن أفقر ست دول من أصل 118 دولة في العالم وفقاً لتقرير الجوع العالمي 2016م الصادر عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية وجاء ترتيب اليمن في المركز 160 من بين 188 دولة، وفقاً لتقرير التنمية البشرية 2015م.
وكانت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني قد وعدت أواخر ديسمبر الماضي بتخصيص مبلغ 2.96 مليار دولار في 2018م لإنقاذ حياة الفقراء في اليمن الذين يعانون للبقاء على قيد الحياة وتنفيذ برامج إنسانية في أماكن تجمعات النازحين والأحياء الفقيرة التي تشكو من قصف طيران العدوان المباشر وتعاني من المجاعات، وتفشي أمراضٍ مزمنة، وأوبئة قاتلة وحرمان مهلك.
أسوأ أزمة إنسانية
المنسق المقيم للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة جيمي ماكغولدريك كان قد أكد أن اليمن تشهد أسوأ أزمة إنسانية يفتعلها بشر وقال :إن المساعدات الإنسانية ليست الحل لكنها شريان الحياة المتبقي موضحاً في بيان أن جيلا كاملا ينشأ في ظل المعاناة والحرمان حيث أن مليونين ومائتي ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد والخطير، فيما بلغ معدل سوء التغذية المزمن (التقزم) 47 %؛ وهو ما يؤثر على نمو الطفل وقدراته العقلية ويدفعه لًحافة الموت لضعف مناعته حسب تحذيرات الأطباء.
22مليوناً بحاجة لمساعدات
وتشير وثيقة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن نحو 22 مليوناً و200 ألف نسمة من أصل 27 مليوناً بحاجة مساعدات إنسانية طارئة من بين هؤلاء يعاني ثمانية ملايين و400 ألف مواطن من انعدام الأمن الغذائي الحاد إذ يواجهون مخاطر متزايدة بالإنزلاق إلى هاوية المجاعات بفعل عدوان يرتكب آلاف المجازر دون أن يحرك ما يحدث من توحش إنسانية 7.6 مليار إنسان.
تواطؤ دولي
وحتى المنظمات التي لطالما تشدقت بحقوق الإنسان وتلقت دعماً كبيراً من المانحين الدوليين تبخرت وكأنها لم تكن فيما تحاول الأمم المتحدة أحياناً تلميع صورة السعودية أمام التاريخ والمستقبل – بعد ارتكابها مجازر شنيعة راح ضحيتها الآلاف بصواريخ الدمار الشامل في تجمعات مجالس عزاء وأسواق شعبية وأحياء سكنية منهم 6 آلاف طفل رغم دعوة مجلس الأمن لإجراء تحقيق للتأكد مما تسميه “ادعاءات” ارتكاب السعودية جرائم حرب وكأن مجلس الأمن غافل عن كل ما يجري ولا يعرف شيئاً عن بيع أمريكا وبريطانيا أسلحة محرمة دولياً للسعودية، وترفض دول مجلس الأمن وفقا لمراقبين إجراء التحقيق باعتبار الكيان السعودي حليفاً أساسياً لليهود حيث أنه مسيطر على مناجم الذهب وحقول النفط وداعم الإرهاب ومشارك في تدمير الشرق الأوسط واحتلال ونهب ثروات الوطن العربي.
إعاقة الاغاثة
تظل الحقائق واضحة كضوء الشمس في وضح النهار رغم ترسانة التزييف والإرهاب ومن لم يحرك ساكناً في المجازر لن يحرك منظماته الإغاثية باستثناء دور محدود لمنظمات دولية لم تبع إنسانيتها وضميرها كلياً لكنها تتفاجأ أن هناك من يعرقل وينهب مساعداتها الإنسانية وسط تبادل اتهامات التخوين بين الطرفين وحصار عدو لا يلتزم بالمواثيق ولا يعترف بحقوق الإنسان واحتياج هائل يفوق أضعاف ما بحوزة المنظمات من مساعدات غذائية ودوائية كما أن منظمات الأمم المتحدة تقر بأن المستشفيات في اليمن تكاد تكون خالية إلا من المرضى والجرحى وجثث الموتى بعد أن بلغ العجز في الإمكانيات مستويات خطيرة حد إغلاق أغلبها بعد خروجها عن الخدمة كلياً وبعد تعرضها للقصف المباشر أو تضرر أغلبها جراء الغارات وتبعات حصار دول العدوان وحربها الاقتصادية.
ورغم شحة المساعدات الإغاثية الغذائية والدوائية والإيوائية إلا أنها المنقذ لمن يحتضرون في زمن غابت فيه العدالة الدولية، ومات ضمير الإنسانية وبات القانون الدولي والمواثيق الأممية مجرد شعارات زائفة تتداولها المنظمات الدولية ليواصل آل سعود ومعهم المجرمون واللصوص ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية بحق اليمنيين داخل الوطن وخارجه .. لكنها لن تسقط بالتقادم، وستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية وسيبقى أطفال اليمن الانموذج الأسطوري والفريد للصمود في هذا العالم “الميت”.
تقرير : سارة الصعفاني
المزيد في هذا القسم:
- عشرات الإصابات بحمى الضنك بمديرية الوادي في مأرب ! المرصاد نت أفادت مصادر طبية في محافظة مأرب بإصابة عشرات المواطنين بمرض حمى الضنك في مديرية الوادي خلال الشهر الماضي حيث إن إجمالي عدد حالات الإصابة بحمى الضنك...
- وباء الكوليرا يهاجم مدينة صنعاء المرصاد نت - خاص بدأ الناس تتناقل اخبار عن بداية تفشي الكوليرا في مدينة صنعاء ولقد كنت احد هولاء الناس من الذين سمعوا هذه الاخبار في الشارع والحارات وبداية تف...
- اليونيسيف: 50 مليون طفل مهجر حول العالم المرصاد نت - متابعات كشف تقرير جديد لمنظمة اليونيسيف ( منظمة الأمم المتحدة للطفولة) أن نحو 50 مليون طفل "اقتلعوا من ديارهم" 28 مليونا منهم نزحوا بسبب نزاعات ل...
- المجلس الأممي لحقوق الإنسان في جنيف يناقش جرائم السلطة اليمنية بحق مواطنيها في الجنوب شارك المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان في جلسة عقدها المجلس الأممي لحقوق الإنسان بمدينة جنيف السويسرية مساء الامس . الجلسة كرست للوقوف أمام أوضاع حقوق الإنسان ...
- الصحة العالمية: الحرب والحصار سبب انعدام الأمن الغذائي في اليمن! المرصاد نت - متابعات قالت منظمة الصحة العالمية، أمس الأحد، إن العوامل الرئيسية وراء انعدام الأمن الغذائي في اليمن، الصراع المستمر والأزمة الاقتصادية الناجمة ع...
- أكثر من 3 مليار دولار خسائر قطاع النفط في اليمن بسبب العدوان متابعات : بلغت خسائر قطاع النفط والمعادن باليمن أكثر من 3 مليار دولار جراء استهداف العدوان المباشر لهذا القطاعومنشآته المختلفة طوال العام الماضي. جاء ذ...
- قطع المرتبات: سلاحٌ أخفق في تحقيق مهامه ! المرصاد نت لم يكن قطعُ مرتبات موظفي الدولة خطأً ارتكبه دُعاةُ الشرعية عن جهل أَوْ عجلة، بل جريمة متعمدة بسبق تخطيط، وهدفٌ استراتيجيٌّ حاول طابور هادي تحقيقَه ...
- نقابة الصحفيين تقيم وقفة احتجاجية وتبدي تخوفها من استهداف الصحفيين نتيجة للصراع القائم .. اقامت نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين السبت وقفة احتجاجية نظمتها في مقر النقابة بالعاصمة صنعاء وذلك بحضور العشرات من الصحفيين والاعلاميين الذين عبروا عن تنديدهم لج...
- الصحة العالمية: إرتفاع وفيات الكوليرا في اليمن إلى 1784 حالة المرصاد نت - متابعات أعلنت منظمة الصحة العالمية الأحد ارتفاع حالات الوفيات جراء الإصابة بالكوليرا في اليمن إلى 1784حالة منذ أبريل /نيسان الماضي. وقالت المن...
- ارتفاع ضحايا الكوليرا باليمن منذ مطلع 2019م! المرصاد نت ارتفعت وفيات وباء الكوليرا في اليمن إلى 291 حالة منذ بداية العام الجاري 2019 وسجلت غالبيتها في شهر مارس الماضي بعدد 195 حالة. وبحسب احصائية ...