المرصاد نت - متابعات
اليمنيون بسوادهم الأعظم سواءً من خالف العدوان أم حتى أولئك الذين أيدوا العدوان كلهم يطمحون إلى بناء يمن قوي اتحادي ديمقراطي أدركوا جميعاً حجم الكارثة التي حلّت بهم
فالدولة الآمنة المستقرة هي الحاجة الماسة للجميع اليوم وإنّ ما خلّفه العدوان السعودي – الإماراتي زاد من الحالة السيئة للبلاد وأعادها عقوداً إلى الوراء بعكس ما كان يُروّج له ساسة دول التحالف.
"عزّ" بني سعود و"ذل" اليمن
أصبحت هذه المقولة هي الأبرز والأشهر للحاكم السعودي المؤسس والذي عمل جميع أبنائه من بعده على تكريس هذه المقولة عملياً من خلال افتعال الأزمات والحروب في اليمن، فمنذ أيام المؤسس وحتى وصول محمد بن سلمان كانت الحروب السعودية - وكما يرى الخبراء - حروباً بالوكالة سواءً عبر الحركات الوهابية التي فتكت باليمن أم عبر غيرها من الحركات والأحزاب والتي عملت جميعها على تفتيت اليمن وإنهاكه غير أنّ الأمير الشاب ابن سلمان وعلى عكس كل أسلافه أخذته العزة للتهور والحضور المباشر في معركة اليمن، إلا أنّه أخطأ الميدان فاليمن ليس رحلة سهلة للأمير الشاب.
اليمن عُرف دائماً بأنّ قوته في ضعفه؛ وهذا بالذات ما تريد أن تزرعه السعودية في نفوس اليمنيين "أنّ قوتهم في ضعفهم" هذا الضعف الذي عاشه اليمنيون خلال السنوات الثلاثين الماضية أوصل البلد إلى ما هي عليه اليوم وهو من جرّأ السعوديين على مهاجمة اليمن الذي كانوا ينظرون إليه كحديقة خلفية وظهر هذا الموضوع جليّاً مع وصول الصبي المتهوّر محمد بن سلمان الذي عزّز الوضع القائم لا بل زاد الطّين بلّة من خلال العدوان الذي شنّه على المدنيين الآمنين.
ادعاءات العدوان
الهروب إلى الأمام بات سياسةً "سعودية – إماراتيّة" خصوصاً بعد الفشل الذريع الذي صاحب حملتهما العسكرية لتبدأ الحكومتان بنسج قصص عن محاربة الإرهاب المنتشر في اليمن وكأنّ الرياض وأبو ظبي ليستا من صنع هذا الإرهاب وتُسيّرانه الآن ويؤكد اليمنيون أنّ تنظيم القاعدة الموجود في اليمن يتلقى الدعم الرئيسي من السعودية والإمارات كما تقوم الدولتان بتوجيه تحركاته للاستفادة منها في تفتيت اليمن.
وبالإضافة إلى ما سبق؛ ومنذ انطلاق العدوان على اليمن؛ تحدّث ساسة البلدين عن محاربةً الوجود الإيراني هناك غير أنّ الوقائع على الأرض وخصوصاً بعد إغلاق الموانئ البحرية والمجال الجوي اليمني تبيّن أنّ إيران لا ناقة لها ولا جمل في اليمن وأنّ ما يجمعها باليمنيين عبارة عن صداقة وشراكة وفي الوقت ذاته تابع الجيش اليمني واللجن الشعبية اليمنيّة قصف المواقع والمدن السعودية باستمرار دون توقف الأمر الذي يُثبت أنّ مسألة التخويف من إيران "إيران فوبيا" ليست إلا شمّاعة لاستمرار العدوان على اليمن.
الحلم.. يمنٌ مُفكك
يبدو أنّ أكثر ما يهمُّ الرياض وأبو ظبي هو إبقاء اليمن مُفتتاً ضعيفاً ولذلك سخّروا المال لقتل الشعب اليمني وإسقاط الشرعية وتدمير البلاد وذلك بهدف القضاء على مشروع البلاد الوحدوي من خلال دعم وتشجيع القوات الانفصالية في المناطق التي احتلتها قوات العدوان والميليشيات المتحالفة معها من أبناء اليمن ومع تزايد الحديث عن احتمالات لتقسيم اليمن من قبل بعض الأجنحة الموالية لدول العدوان والتي تعتقد بأن الانفصال من شأنه تقوية اليمن الجنوبي خصوصاً وهو الذي تُسيطر عليه الإمارات وهو الأمر الذي سيُمكّنها من بسط نفوذها على واحد من أكثر المضائق أهمية في العالم والذي تمرُّ عبره 12% من التجارة الدولية ألا وهو مضيق باب المندب خصوصاً مع وجود قواعد عسكرية لها على الجانب الآخر من المضيق في عدد من الدول الإفريقية.
لكن؛ وعلى الرغم من كل محاولات العلمنة التي يسعى إليها ابن سلمان في مملكة الرمال الجديدة، إلا أن هذه النظرة بالطبع بعيدةٌ كلَّ البعد عن اليمن الذي يريده الأمير الصغير يمناً ممزقاً وغارقاً في العنف والإرهاب أي اليمن الضعيف الذليل ويبدو جليّاً أنّ سياسة ابن سلمان مُطابقة لمطالبته بالانتخابات والديموقراطية في الدول العربية والسعوديون لا يعلمون معنى هذه الكلمة.
خلاصة القول إن العدوان السعودي الإماراتي على اليمن يُعدُّ مخاضاً عسيراً لولادة نظام سعودي جديد ولكن بذات العقلية الدكتاتورية القبلية التي حكمته سابقاً إلا أن هذا المولود اليوم يحاول الاختباء خلف قناع العلمانية والانفتاح لأن العقلية السابقة التي شكّلت - برأي ابن سلمان - هامشاً أكبر في اضطهاد السعوديين قبل غيرهم من شعوب المنطقة - وبرأي ابن سلمان أيضاً - إنّ سلوك المولود الجديد مُرحب به من قِبل الغرب الذي سيكون "ابن سلمان" لسان حاله حينها مع إدراكه الكامل للانتهاكات التي يقوم الغرب بها عملاً بمقولة "أن ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه".
المزيد في هذا القسم:
- «الغزل» السعودي ــ الإماراتي: تنويم الخلافات حتى إشعار آخر المرصاد نت - لقمان عبدالله تواصل السعودية والإمارات مساعيهما للملمة ذيول أحداث عدن الأخيرة وإعادة ترتيب صفوف حلفائهما بمواجهة الجيش واللجان الشعبية مساعٍ يتهد...
- الصماط : اللجان الشعبية ستعمل جنباً إلى جنب مع قوات الجيش والأمن حتى يتم تشكيل حكومة كفاءا... قال مستشار رئيس الجمهورية الأستاذ صالح الصماط أن مؤسستي الامن والجيش وقفت وقفة شجاعة مع ثورة الشعب و أن ما حصل من اعتداءات على الثوار تتحمل مسؤليتها قوى النفوذ ...
- منظمات دولية تحذر من تحول فرنسا إلى "شريك" في حرب اليمن! المرصاد نت - متابعات وجهت 19 منظمة غير حكومية دولية رسالة تحذر النواب الفرنسيين من خطر أن تصبح فرنسا شريكة في الحرب على اليمن في حال واصلت مبيعاتها من الأسلحة...
- رمال الساحل الغربي تبتلع جحافل الغزاة ومرتزقتهم المرصاد نت - متابعات أفول بكل ما تعينه الكلمة.. واقع يلخّص حال عملية "النصر الذهبي" في الحُديدة حيث لم تفلح ضربات التحالف السعودي - الإماراتي خلال الأسابيع ال...
- المدنيون في اليمن يدفعون ثمن العدوان والحصار المرصاد نت - متابعات قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الاثنين إن موظفي الإغاثة في “سباق مع الزمن” لمنع مجاع...
- ما بعد ضربة بقيق الكبرى وخطوات السعودية المراوغة نحو السلام "دراسة"! المرصاد نت - متابعات منذ عملية التاسع من رمضان - مايو2019م حين استهدفت المسيرات اليمنية أنابيب النفط في ينبع السعودية، كان من الواضح أن اليمن قد دخلت مرحلة مخ...
- رئاسية مأرب تواصل محاولات التهدئة عبر لقاءات مكثفة بالمحافظة ,, وتعنت قيادات تابعة للاصلاح... قال مصدر خاص للمرصاد ان اللجنة الرئاسية المكلفة بمعالجة الاوضاع بحافظة مأرب مستمرة في جهودها للوصول الى اتفاق يوقف الاحتقان حيث اجرت اللجنة 6 لقاءات جمعتها ال...
- أبرز التطورات السياسية والعسكرية في المشهد اليمني ! المرصاد نت - متابعات انطلقت أمس رسمياً اجتماعات «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» المعنية بتنفيذ اتفاق الحديدة في ظلّ تشديد أممي على ضرورة الاستفادة من ...
- أستمرار جرائم العدوان في الحديدة وسط أزمة إنسانية حادة ! المرصاد نت - متابعات مازال تحالف العدوان السعودي يواصل جرائمه الوحشية بحق اليمن وتحديدا الحديدة ذلك الميناء الحيوي الاستراتيجي الذي يقوم العدوان بمحاولات فاشل...
- معارك عنيفة وغارات مسعورة لطيران العدوان السعودي على تعز المرصاد نت - متابعات استشهد عدد من المواطنين جراء غارات مكثفة لطيران العدوان السعودي على منازل في الجهة الغربية لمدينة تعز تزامنت مع معارك عنيفة دارت الأربعاء...