المرصاد نت - لقمان عبدالله
بعد فترة هدوء نسبي عادت أجواء التوتر والشحن بين حكومة هادي و«المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي لأبو ظبي. توتر تجلّى في مظاهر عديدة على رأسها قيام «الانتقالي» بحشد قواه العسكرية في العديد من النقاط الحساسة عند مداخل مدينة عدن عقب تواتر معلومات عن استقدام تعزيزات عسكرية من مأرب إلى المدينة تابعة للجنرال علي محسن الأحمر.
يُضاف إلى ذلك إدلاء رئيس «الانتقالي» عيدروس الزبيدي العائد حديثاً من أبو ظبي بتصريح قال فيه إن «صبره على حكومة أحمد عبيد بن دغر شارف على الانتهاء» واصفاً هذه الحكومة بـ«المعادية» ومعتبراً أنه «لن تكون هناك حلول إلا بعد إقالتها والانتهاء منها». تصريحات الزبيدي معطوفةً على التحشيد العسكري تعيد إلى الأذهان ما شهدته عدن أوائل العام الجاري وتنبئ باحتمال اندلاع جولة جديدة من المعارك شبيهة بما حصل بين الطرفين أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الفائت.
وتأتي هذه التطورات الجديدة بعد وصول الحملة العسكرية التي أطلقها «التحالف» في محافظة الحديدة إلى طريق مسدود ما يحمل البعض على الاعتقاد بأن تصعيد «الانتقالي» ضد «الشرعية» إنما هو بإيعاز من الإمارات لصرف الأنظار عن المأزق العسكري والسياسي الذي أوقعت نفسها فيه عقب إعلان عزمها على «تحرير الحديدة». وهو مأزق كان إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، تحت شعار إفساح المجال أمام المندوب الأممي مارتن غريفيث لانتزاع الحديدة بالطرق السلمية محاولة للتغطية عليه فضلاً عن كونه تعبيراً عن سعي أبو ظبي والرياض إلى إيجاد فرصة للتفكير في الخطوة التالية إثر فشل الخطة الأصلية علماً بأن سلطات صنعاء لا ترى في الإعلان الإماراتي أكثر من «مزحة سمجة»، مُصرّةً على أن ما بعد معركة الحديدة ليس كما قبلها خصوصاً أن قواتها استطاعت هزم القوات الموالية لـ«التحالف»، وبالتالي فلا معنى لمطالبتها بالاستسلام وهي الواقفة موقف القوي.
قبل أيام ضجّت وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي بأخبار استقدام ثلاثة ألوية تابعة للجنرال العجوز على محسن الأحمر من مأرب إلى عدن وهو ما اعتبره النشطاء الموالون لـ«الانتقالي» استفزازاً للمجلس. وإذا كان من الطبيعي أن يقرأوا فيه كذلك بالنظر إلى شراكة الأحمر في ما لَحِق بأبناء جنوب اليمن من تهميش وإقصاء إبان عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلا أن ما لا يبدو مفهوماً بالنسبة إلى المراقبين هو رفض وجود الأحمر وقواته وفي الوقت نفسه ارتضاء وجود نجل شقيق الرئيس السابق طارق محمد صالح في المناطق الجنوبية واتخاذه إياها مقراً لقواعده العسكرية وملاذاً آمناً لقواته ومنطلقاً للهجوم على الجبهات.
ومن هنا يُقرأ في موقف «الانتقالي» الجديد ترجمة للصراع «الإخواني» ــ الإماراتي تماماً مثلما كان موقفه من قوات طارق صالح مندرجاً في السياق نفسه. بمعنى آخر لا تعير دولة الإمارات أي اهتمام للملتحقين بها سواء في القضايا السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية بل إن السطوة الإماراتية على هؤلاء تصل حدّ إرغامهم على تكييف حساسياتهم التاريخية والسياسية بما يلائم مصالح أبو ظبي.
ولا عجب في ذلك فالصلف والغرور الإماراتيان لا يتركان للقوى المحلية حتى مجال الاحتفاظ بماء الوجه ولو شكلاً، كما حصل مع إعلان الإمارات وقف إطلاق نار مؤقت في الحديدة من دون علم سلطة هادي علماً بأن عودة الأخير إلى عدن جاءت في سياق تسوية تقضي بتأييد هادي (بصفته الرئيس المعترف به دولياً) الهجوم على الحديدة بهدف كسب التأييد الدولي، مقابل السماح له بالاستقرار في ما يسمى «العاصمة المؤقتة».
لكن وبعد انتفاء الحاجة اليه، يبدو أن الإمارات أعادت إطلاق جوقتها (الغائبة منذ شهور) ضده للتهجّم على «الشرعية» والعمل على إسقاط حكومة بن دغر بعدما تمكنت من تطويع قياديي جنوب اليمن الموالين لها والتحكم في صداقاتهم وعداواتهم وفق أجندتها المبنية على العداء المتجذّر لـ«الإخوان المسلمين» وكذلك وفق رغبتها في السيطرة على مرافق البلاد الحيوية وعلى القوى المحلية التي زرعت بينها الأحقاد فيما زجّت بالشباب في أتون معاركها.
المزيد في هذا القسم:
- السعودية تساند هادي ضد هجوم «الانتقالي»: حرب النفوذ تتجدّد في عدن ! المرصاد نت - أحمد الحسني تسارعت الأحداث جنوب اليمن بين «المجلس الانتقالي» المدعوم من الإمارات من جهة وحكومة هادي من جهة أخرى، فدخلت مساء أمس فصلاً جديداً من ا...
- مجلس الأمن يقر بالإجماع التمديد ستة أشهر إضافية لعمل البعثة الأممية في الحديدة ! المرصاد نت - متابعات أقر مجلس الأمن الدولي اليوم الأثنين بالإجماع التمديد ستة أشهر إضافية لعمل البعثة الأممية لمراقبة تنفيذ اتفاق الحديدة الموقع عليه في العاص...
- سلاح العدوان ... قصفٌ يُفضي إلى مجاعة المرصاد نت - متابعات في الحادية عشرة والنصف مساءً، على بعد 10 أميال بحرية من الساحل الغربي اليمني المُطِل على البحر الأحمر كانت الساعات الأربع التي استغرقت 7 ...
- البيان التاسع لمجلس الإنقاذ اليمني أيها الشعب اليمني الباسل أيها الشعب اليمني الُحر المقاومأيها الشعب اليمني البطل العنيد أيه...
- من مصادر محلية في مدينة رداع عما حدث من تهور قوات الامن والسلطات المحلية بتفجير منازل بحار... المرصاد-متابعات(القضيه ومافيها ان احد افراد( الهرمان) قتل ولد( الزيلعي) قبل عدة اشهر ظلم وعدوان وطلبو من الدوله تسليم القاتل ولاسلموه وماطلو في قضيته.. وماحصل ي...
- دعوات مُبهَمة إلى التحقيق: من ينصف أطفال صعدة؟ المرصاد نت - متابعات تسارعت أمس الدعوات الدولية إلى التحقيق في مجزرة ضحيان التي أودت بحياة 51 طفلاً. دعوات لا تبدو ترجمتها على الأرض قابلة للتحقق في ظل وقوف م...
- مأساة اليمنيين .. انتشار الوباء وتقاعس حكومي وحصار شامل وصمت دولي المرصاد نت - متابعات دعا منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك الاثنين جميع الاطراف للعودة إلى مفاوضات السلام لوضع حد للحرب مطالباً في ...
- طيران العدوان وبوارجه تستهدف عدة محافظات خلال الساعات الماضية المرصاد نت - متابعات استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي الغاشم وبوارجه عدداً من محافظات الجمهورية خلال الساعات الماضية . وذكر مصدر عسكري لوكالة الأنباء ...
- قوة عسكرية تقتحم مقر حزب الاصلاح بالمكلا وتعتقل قيادات المرصاد نت - متابعات داهمت قوة عسكرية مساء اليوم الإثنين مقر المكتب التنفيذي لحزب التجمع اليمني للإصلاح في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن واعت...
- هادي يرضخ للإمارات ويسحب قواته من محيط مطار عدن ويرسل نجله الى ابوظبي المرصاد نت - متابعات تحتدم المواجهات بين الجماعات المسلحة في عدن للسيطرة على مطار عدن وسط اتهامات للإمارات بدعم فصائل مناوئة لما تسمى الشرعية وزعزعة الأمن والا...