خبير غربي: واشنطن وباريس ورطتا السعودية في حرب اليمن الخاسرة

المرصاد نت - متابعات

أكدت صحيفة رأي اليوم أن واشنطن ورّطت السعودية في الحرب على اليمن مشيرة إلى أن الرياض لم تدرك أن الغرب وخاصة أمريكا لن تتركها تنتصر بل ستزيد من توريطها بهدف Yemen un20918.7.27دفعها إلى مد الجسور مع "إسرائيل".

ونقلت الصحيفة عن خبير غربي في تاريخ السياسة الغربية تجاه العالم العربي فضل عدم الكشف عن هويته قوله :"لقد ضحكت باريس وواشنطن على الرياض أوهمتها بتحقيق انتصار سريع وها هي الآن تغرق برفقة الإمارات في المستنقع اليمني".

وتجاوزت الحرب السنة الثالثة ولم تحقق الرياض بدعم من دول غربية وعلى رأسها أمريكا انتصاراً بيناً على اليمنيين بل تورطت في جرائم حرب ضد الإنسانية بقتل الشيوخ والأطفال والنساء وتدمير البنيات التحتية المدنية من مدارس ومستشفيات وجرّ هذا على السعودية والإمارات وباقي أعضاء التحالف انتقادات دولية وتنديد من الأمم المتحدة.

ولم يحقق تحالف العدوان الانتصار رغم الدعم العسكري الغربي الكبير ورغم استعمال التحالف أسلحة متطورة. والنتيجة المسجلة حتى الآن هي الفشل في تحقيق تقدم بري وفشل ذريع في وقف الصواريخ الباليستية التي تنهال على السعودية بشكل منتظم أسبوعياً.

ويضيف الخبير موضحاً “لا يمكن للغرب وبالخصوص واشنطن السماح للسعودية بتحقيق انتصار في اليمن الانتصار سيعني أن تكسب السعودية حينئذ ثقة في النفس ستجعل منها مرجعاً إقليميا لقرارات العالم العربي في ظل انكماش القاهرة وعزلة سوريا وتغيير بغداد وجهتها الاستراتيجية .

ويؤكد الخبير “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يكن ذكياً يجهل تاريخ الدسائس والمؤامرات الغربية في العالم العربي لو كان قد استحضر مقولة ثعلب السياسة الأمريكية هينري كيسنجر منذ أربع سنوات بقوله لا يمكن للدول العربية الخليجية التمتع بالأموال التي جمعتها بفضل بيع البترول للغرب لما قبل بتوجيهات صناع القرار وراء الستار في لندن وباريس وواشنطن ولما تورط في هذه الحرب لقد كان ضحية فخ نفسي ببحثه عن تحقيق زعامة ما".

ومن باب المقارنة يقول “لقد أوهمت واشنطن الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإمكانية التدخل في الكويت دون تعرضه لرد فعل من المجتمع الدولي وسقط في الفخ وكان تكسير العراق بحربين متتاليتين وها هي السعودية تكسر نفسها في حرب اليمن بخدعة غربية ستنكشف أوراقها مستقبلاً كما انكشفت الكثير من الدسائس".

ومن باب الاستشهاد العسكري لتأكيد هذا الطرح الأقمار الاصطناعية الأمريكية والبريطانية قادرة على رصد أماكن صواريخ القوات اليمنية التي تضرب السعودية لكنها لا تقصف هذه المواقع ولا تزود السعودية بالإحداثيات وهذا دليل كافٍ على نية مبيّتة لإذلال السعودية.

وبعد ثلاث سنوات تنهال الصواريخ على السعودية وتنخرط الرياض في مخططات البيت الأبيض ومنها ما يتعلق بمستقبل فلسطين وتتودد لـ"إسرائيل" من أجل صداقة لمواجهة إيران وها هي السعودية التي كانت في قلب المواجهة مع "إسرائيل" ولو سياسياً ودينياً تنتج الآن خطابات الانبطاح نحو ساسة "إسرائيل" كما تعاني من أزمة مالية بعدما كان لديها فائض كبير نعم لقد تحققت إرادة كيسنجر وأتباعه وها هي السعودية بدل توظيف المال في التنمية توظّفه في حرب خاسرة.

أسباب فشل تحالف العدوان السعودي على اليمن

 ذكرت صحيفة "هآاراتس" الصهيونية وفي معرض تعليقها على هزائم تحالف العدوان الذي ترأسته السعودية خلال الحرب ضد اليمن أن الجيشين السعودي والإماراتي "نموذج للجيوش الأكثر عدّة وتمويلاً بين جيوش العالم" كما يشير التقرير الصادر عن "مؤسسة استوكهولم لأبحاث السلام الدولي" إلى أن الميزانية العسكرية السعودية خلال العام 2017 فاقت ميزانية روسيا التي تعدّ ثالث أكبر ميزانية عسكرية بقيمة 69.4 دولاراً.

وأشار مركز الأبحاث السويدي في تقريره للعام 2015 و2016 إلى أن السعودية هي ثاني أكثر البلدان استيراداً للسلاح مضيفاً إن هذا الكم شهد نمواً بنسبة 200 بالمئة خلال الأعوام الستة الماضية وعلى الرغم من هذه الميزانية الطائلة وصفقات السلاح الكبيرة إلا أنّ العجز العسكري السعودي بات واضحاً حيث تفتقر القوات السعودية إلى الخبرة وقلة الكوادر البشرية والتبعية إلى القوات الأمريكية وتداعياتها.

يقول كبير الباحثين لدى مركز دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب "الدكتور يوئيل كزانسکی" إن السعوديين لم يشاركوا منذ العام 1991 في أي حرب وذلك بالمقارنة مع البمنيين وتجاربهم في مجال حرب المدن حيث شهدت الأسابيع الأخيرة فشل "التحالف العسكري" في محاولته لاحتلال ميناء الحديدة.

ورغم ادعاء التحالف المذكور بأنه يسعى من خلال السيطرة على الحديدة لقطع قنوات الدعم على القوي في صنعاء وإرغامهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لكنه لم يحقق تقدّماً ملحوظاً حتى مع الألغام البرية والبحرية التي وضعت لحماية هذا الميناء من جانب آخر أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه تداعيات العملية العسكرية الجديدة مؤكدة أنها ستفاقم المجاعة التي أصابت 8.4 ملايين مواطن في اليمن.

يرى كزانسکی أن الإمارات تحمل المسؤولية الأساسية في حرب اليمن وليس السعودية موضحاً أن الأخيرة تنفّذ عمليات القصف الجوي فيما توفر الإمارات الدعم البري عبر استخدام عدد كبير من المرتزقة السودانيين لافتاً إلى إشادة وزير الدفاع وقائد البحرية الأمريكيين بدور القوات الإماراتية في هذا المضمار.

الإمارات وعلى غرار السعودية تستخدم مواردها المالية الكبيرة لتحصل على أحدث أنواع السلاح، وبحسب مركز أبحاث استوكهلم تقف الإمارات إلى جانب الدول الـ15 الأكثر إنفاقاً في مجال شراء السلاح.

من جانب آخر هناك التجارب القتالية التي اكتسبها الإماراتيون خلافاً للسعوديين في دول مثل أفغانستان والصومال والبوسنة كما خضعت القوات الإماراتية آنذاك لقيادة الجنرال السابق في الجيش الاسترالي "مايك هيندمارش" الذي يتولّى قيادة الحرس الأميري الإماراتي المشارك في حرب اليمن. وفي معرض الإشارة إلى "الإنجازات العسكرية الإماراتية" يؤكد كزانسکی أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تمتلك قاعدة عسكرية خارج أراضيها.

لكن رغم ذلك تجدر الإشارة إلى أن الإمارات تواجه احتجاجات بسبب ضلوعها في حرب اليمن وفي السياق جاءت المعلومات التي أفصح عنها أحد الشيوخ في هذا البلد قبل أن يهرب إلى قطر الأسبوع الماضي تخوّفاً من بطش السلطات إثر معارضته على مشاركة الإمارات في الحرب كما اتهم المسؤولين في بلاده بإخفاء الحقائق حول العدد الحقيقي للقتلى الإماراتيين في هذه الحرب.

لقد وفّر الملك السعودي لابنه الأمير محمد بن سلمان الظروف لتعزيز قدراته وصولاً إلى سدة الحكم كما أبعد كبار القادة العسكريين لكن سرعان ما خاطر هذا الأمير السعودي بسمعته عبر الخوض في حرب اليمن.

يقول كزانسکی في هذا الخصوص إن بن سلمان قلق جداً بشأن أضرار الحرب الأمر الذي يكشف أسباب عدم الإفصاح عن تقارير رسمية حول هذه الحرب طوال السنوات الأربع الماضية الأمر الذي يؤكد عدم كفاءة القوات السعودية في هذه الحرب ويعكس حقيقة الوضع العام في هذا البلد.

لقد وقّعت أمريكا خلال العام 1945 اتفاقية نفطية مع الملك عبد العزيز آل سعود تنصّ على تجهيز وتدريب القوات السعودية بواسطة القادة الأمريكيين الأمر الذي يجسّد مدى تبعية السعودية واتكالها على أمريكا في تجهيز قواتها العسكرية.

في السياق يعتقد الباحث الاجتماعي الهولندي "غرت هوفستد" أن هناك دولاً مثل السعودية والإمارات التي تحتل أعلى المراكز الاقتصادية لكنها عاجزة عن تسوية قضاياها أو الإبداع في قراراتها.

وعودة إلى الباحث الإسرائيلي كزانسكي فقد يرى الأخير أن الكيان الصهيوني الذي يتفاخر بقدراته العسكرية والنمو الاقتصادي ورغم كل تجاربه القتالية لكنه يواجه تحديات ومشكلات مماثلة للسعودية والإمارات في اليمن ويعجز عن تحقيق الانتصارات في حرب المدن ضد أصحاب الأرض.

وبناء على ما تقدّم يمكن إرجاع أسباب فشل تحالف العدوان السعودي في اليمن إلى سببين رئيسيين الأول يعود إلى الجاهزية القصوى التي يتمتع بها اليمنيون في دحر القوات الأجنبية والسبب الآخر هو أن القوات السعودية تعاني من انعدام الكفاءة وضعف الأداء وذلك رغم كل جهود الإماراتيين الرامية إلى تحقيق الانتصارات في هذه الحرب.

المزيد في هذا القسم: