المرصاد نت - متابعات
يضرب تحالف العدوان على اليمن عرض الحائط بكل الجهود الأممية المبذولة لإنهاء الحرب. رغم تحديد موعد لإطلاق مشاورات السلام مجدداً ويواصل العدوان هجماته الدموية التي حصدت أمس أرواح عشرات الأطفال في صعدة. مذبحة مُروِّعة تؤكد سلطات صنعاء أنها لن تمرّ من دون ردّ يوازي حجم فظاعتها وهو ما سيفتح على السعودية أبواب مزيد من الفشل والاستنزاف..
يضرب تحالف العدوان على اليمن خبط عشواء. لا يدري من أيّ باب يمكنه الولوج إلى انتصار. محاولات التقدم المتواصلة على جبهة الساحل الغربي لا تسفر عن شيء يُذكر. والسعي المستمرّ إلى «قطع رأس الأفعى» في صعدة بات أشبه ما يكون بعرض هزلي.
أما صنعاء فقد انتهى أمر الرهان على إمكان إسقاطها منذ زمن. ما العمل إذاً؟ توقف السعودية عبور شحناتها النفطية عبر باب المندب مُستدعِيةً العالم إلى تدخل فوري وعاجل لحماية الملاحة الدولية فتكاد لا تلقى مجيباً. ترفع صوتها بالمطالبة بتعميق الشراكة الأميركية - الغربية في الجريمة تحت ستار ضرورة «تحرير» الحديدة لوقف تهريب السلاح فلا يفيدها «الحلفاء» بأكثر مما أفادوها به إلى الآن على فداحته.
واقعٌ لا تجد الرياض طريقة للتعامل معه سوى بمزيد من الأخطاء والمجازر التي ستستدعي «حتماً» رداً يمنياً يوازي حجم المأساة مع ما سيعنيه ذلك من إغراق إضافي للمملكة الطائشة - التي يقودها محمد بن سلمان - في وحول صعبة لم تعد تعرف طريقاً للخروج منها بماء الوجه.
يوم أمس كانت محافظة صعدة التي نالت كفايتها من آثار العدوان منذ اندلاعه في آذار/ مارس 2015 على موعد مُتجدد مع المذبحة. أكثر من مئة شهيد وجريح معظمهم أطفال كانوا في طريقهم إلى مقرّ دورة صيفية في مدينة ضحيان سقطوا بغارات لطيران تحالف العدوان على سوق ضحيان. آخر حصيلة حتى مساء أمس أشارت إلى 50 شهيداً ما يزيد على نصفهم من الأطفال الذين لا يفوق عمر أكبرهم 13 سنة و77 جريحاً.
لم تنكر السعودية مسؤوليتها عن الغارات التي وقعت لحظة توقف السائق لابتياع ما يروي به عطشه لكنها تجرّأت على وصف الضحايا بأنهم «هدف عسكري مشروع». منطق مقلوب ليس مستغرباً على تحالف العدوان الذي كان الناطق السابق باسمه أحمد عسيري برّر استهداف المدارس بأن «ميليشيات الحوثي» تستخدمها لتجنيد الأطفال. وها هو خَلَف عسيري تركي المالكي يدافع عن مذبحة ضحيان بالقول إن «الميليشيات الحوثية تتخذ الأطفال أدوات وغطاءً لأعمالها الإرهابية» وإن من كانوا على متن الحافلة التي استهدفها القصف هم من «المخططين والمشغلين لإطلاق الصواريخ» على السعودية.
ومن أجل إضفاء صدقية على تلك الادعاءات، عمدت القنوات الإعلامية السعودية إلى الترويج لأسماء «قادة ميدانيين» زعمت أنهم قُتلوا في الغارات وهم «المسؤول عن التجنيد والمتهم بتدريب صغار السن وإرسالهم لجبهات القتال علي صالح فايع وأحد أبرز المدربين على الأسلحة والرماية محمد عبد الله ستين ومدرب القناصة أبو العز المراني».
لكن مصادر مطلعة في صنعاء نفت أن يكون أي من قيادات أنصار الله العسكرية أو المدنية قد قُتل أو جُرح بفعل هجوم صعدة موضحة أن من سقطوا من الراشدين هم إما من أصحاب المحال التجارية والباعة في سوق ضحيان وإما من المعلمين والكوادر التربوية الذي كانوا برفقة الأطفال واصفةً ادعاءات «التحالف» في هذا الإطار بأنها جزء من «عمليات التضليل» التي اعتادتها السعودية والإمارات والتي كانت آخر تجلياتها (قبل مذبحة ضحيان) الادعاء بمسؤولية القوات اليمنية عن مجزرة مستشفى الثورة وسوق السمك في الحديدة أواخر الأسبوع الماضي. تضليل لم يدفع هذه المرة «ثلث البشرية» الذي قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إنه وقف مع بلاده ضد كندا أو ما يزيد أو ينقص إلى التغطية على الجريمة السعودية الجديدة.
إذ أجمعت المنظمات الدولية الإنسانية وفي مقدمها «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» و«منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) و«منظمة الصحة العالمية» و«المجلس النرويجي للاجئين» و«أنقذوا الأطفال» و«أطباء بلا حدود» على إدانة المجزرة «الغريبة والمخزية والمعبّرة عن استخفاف صارخ بقواعد الحرب»، وتحميل «التحالف» المسؤولية عنها، والدعوة إلى تحقيق «كامل وفوري ومستقل» فيها. حتى الولايات المتحدة الشريك الغربي الأول للسعودية في عدوانها على اليمن لم تستطع إيجاد مسرب يمكن من خلاله الدفاع عن الرياض وحقها في «محاولة القضاء على بعض اللاعبين السيئين» كما كانت تقول قبيل ساعات من جريمة صعدة، فدعت على لسان الناطقة باسم وزارة خارجيتها هيذر نويرت، «التحالف» وحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، إلى التحقيق في الهجوم.
دعوة لا تهزّ الاعتقاد الراسخ لدى القيادات اليمنية بأن «أميركا وبريطانيا تتحمّلان مسؤولية هذه الجريمة وسابقاتها من الجرائم التي تُرتكب بسلاحهما» وفق ما أكد رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي الذي اعتبر مذبحة ضحيان دليلاً على أن «قيادة تحالف العدوان ترفض السلام» جازماً أن «جرائم العدوان لن تزيد الشعب اليمني إلا تماسكاً وصموداً».
وهو ما شدّد عليه أيضاً الناطق باسم أنصار الله محمد عبد السلام، بعد وصفه تبريرات «التحالف» لمجزرة صعدة بأنها «قمة السخف والسقوط... وقبح يُضاف فوق الجريمة». على أن أكثر ما بدا لافتاً من بين ردود صنعاء على الجريمة والتي سُجّل ضمنها أيضاً بيان المكتب السياسي لـأنصار الله الذي توعّد «التحالف» بـ«ردّ قاس» إصدار وزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ هي الأخرى بياناً دانت فيه المجزرة مؤكدة أن «وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة لن تترك مثل هذه الأعمال الجبانة والمدانة تمرّ من دون عقاب مضاعف في الزمان والمكان اللذين تراهما مناسبين» ما يعني أن الرد العسكري على هجوم صعدة «آتٍ حتماً» وفق ما تقرأ مصادر في صنعاء في بيان «الدفاع».
المزيد في هذا القسم:
- اهالي وقرى سنحان وقاع القيضي ..يهدون بنقل خبطات مأرب الى القيضي. ناشد اهالي منطقة قاع القيضي وقرى سنحان المجاورة حكومة الوفاق وعلى رأٍسها وزارة الكهرباء بايقاف التعسفات اللاقانونية واللا اخلاقية الصادرة من موظفي الكهرباء العا...
- تعز..... بالمنظور العسكري والاستراتيجي المرصاد نت - متابعات تعز الجغرافيا العسكريه .. هي الجبهه العسكريه الجنوبيه للجيش واللجان الشعبيه وهي أكبر الجبهات من حيث الامتداد الجغرافي بدءً من كرش مروراً ...
- العلاقة بين القبيلة والدولة في ندوة بمنتدى مجال المرصاد-متابعات نظم منتدى مجال السياسي الاجتماعي الاستشاري اليوم بصنعاء، ندوة حول العلاقة بين القبيلة والدولة، بمشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين. ...
- قصف سوق شعبي وتدمير محطة وقود بمحافظة صعدة المرصاد نت - متابعات استشهد وجرح خمسة مواطنين اليوم اﻷربعاء إثر استهداف طيران العدوان السعودي لسوق شعبي في مديرية حيدان بمحافظة صعدة . وأوضح المصدر أن طيرا...
- النعماني:من هرولو إلي الرياض واعلنواستعدادهم التطبيع مع الكيان الصهيوني لايمثلون أبناءالجن... المرصاد-متابعات حذر الناطق الرسمي باسم قوى الحراك الثوري الجنوبي الدكتور محمد النعماني،من تداعيات تطبيع الإحتلال الإماراتي مع الكيان الصهيوني،وهرولة عدد من الج...
- الدم الجنوبي بالساحل الغربي: وقود لمعركة الغير! المرصاد نت - صلاح السقلدي «التحالف» السعودي الإمارتي- الذى يشن عدواناً و يخوض حرباً صعبة باليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام - يعمل منذ أشهر على مسارين ...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات تمكنت الدفاعات الجوية للجيش واللجان الشعبية اليوم الاثنين من إسقاط طائرة تجسس معادية بجبهة الساحل الغربي وأوضح مصدر عسكري أن الدفاعات الج...
- أين الأمم المتحدة .. من مجازر تحالف العدوان في اليمن؟ المرصاد نت - متابعات عندما تأسست منظمة الأمم المتحدة وما تفرّع عنها من مؤسسات أمنية وإنسانية واقتصادية وما إلى ذلك كانت الفكرة الأساس من ذلك هي حماية المجتمع ...
- انفجار عبوتين ناسفتين في عدن ومقتل عنصرين من القاعدة وأسر خمسة فى البيضاء المرصاد نت - محافظات أصيب شخصان بانفجار عبوة ناسفة اليوم الثلاثاء في مديرية خور مكسر بمدينة عدن جنوب البلاد.وقالت مصادر إعلام موالية للعدوان، إن عبوة ناسف...
- إحياء خيار التفاوض وصعوبة سعودية في الاستمرار بالمواجهة المرصاد نت - لقمان عبدالله يشهد الملف اليمني مساعي متعددة للدفع باتجاه عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات عوامل عدة تدخل في هذه المساعي في وقتٍ يحاول فيه الط...