المرصاد نت - محمد منصور
منذ بدء المرحل البرية في الحرب التي شنها التحالف العسكري السعودي على اليمن في تموز/ يوليو 2015 ظهرت عدة معضلات ميدانية أمام الوحدات العسكرية التابعة للتحالف خاصة الوحدات الميكانيكية منها. فالطبيعة الجغرافية لليمن بشكل عام وبشكل خاص في محافظات مثل صعدة فرضت على هذه القوات الاعتماد بشكل أكبر على قوات المشاة في تقدمها خاصة بعد تعرض الأليات المدرعة الخاصة بالتحالف لخسائر جسيمة نتيجة لعدة عوامل أفرزتها طبيعة المعارك والأسلوب القتالي لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبيه.
قوات الجيش اليمني ركزت في تكتيكها على الاستخدام الفعال والمكثف لقائمة من الصواريخ المضادة للدروع بمختلف أجيالها سواء كان المحمول منها على الكتف أو الذي يتم إطلاقه من منصات إطلاق، تشمل هذه القائمة الصواريخ الروسية الموجهة Malyutka وMetis وKornet وFagot والصواريخ المحمولة على الكتف من أنواع RBG29 وM47 Dragon وrpg7 وM72 LAW. يضاف إلى ما سبق المدفعية السوفيتية العديمة الارتدادB10 من عيار 82مللم، وعدة أنواع من المدفعية السوفيتية المضادة للدبابات منها المقطور مثل المدفع D-44 من عيار 85مللم أو المعدل بتركيبه على عربات دفع رباعي ليتحول إلى مدفع ذاتي الحركة مثل المدفع M-1942 من عيار 76مللم. هذه التشكيلة من الأسلحة ومعها كميات كبيرة من أنواع مختلفة من الألغام المضادة للدروع شكلت أدوات إستراتيجية وحدات الجيش اليمني واللجان الشعبية في مواجهة المجهود المدرع للتحالف.
على المستوى التكتيكي
وعلى المستوى التكتيكي كان لأخطاء الوحدات المدرعة التابعة للتحالف سواء أخطاء في التمركز أو التقدم أو حتى في الإخلاء، كان لها الدور الأساس في حجم الخسائر التي تعرضت لها الوحدات المدرعة التابعة للتحالف على مختلف أنواعها. فالتكتيك الذي نفذته وحدات الجيش اليمني كان تكتيكاً تقليدياً نفذت فيه كمائن باستخدام المنصات المضادة للدروع بجانب كمائن الألغام الأرضية التي تم استخدامها بكثافة في جبهة الساحل الغربي وساهمت بشكل واضح في إبطاء التحركات المدرعة للتحالف في هذه الجبهة.
النقطة الأساسية في هذا الصدد تتعلق بالقدرات الميدانية والخططية للوحدات اليمنية التابعة للتحالف، حيث تم تزويدها منذ عام 2015 بأعداد كبيرة من ناقلات الجند المدرعة والعربات المقاومة للألغام الأرضية، لكن مع حلول أواخر 2015 بدأت يظهر بشكل واضح تواضع الأداء الميداني لهذه الوحدات، وتعددت الأخطاء التي ارتكبتها هي والوحدات النظامية السعودية والإماراتية، فالتمركز الخاطئ في مناطق مكشوفة أو مرتفعة يجعل المدرعات في المرمى السهل للصواريخ المضادة للدروع وعلى رأسها صواريخ كورنيت، كما أن المشكلة الأكبر كانت ببساطة أنه نظراً لعدم توفر عربات للنجدة الميدانية والسحب ضمن الوحدات اليمنية الموالية للتحالف وكذا الخبرة المحدودة لعناصر هذه الوحدات، جعلت أطقم المدرعات يغادرون مدرعاتهم المقاومة للألغام فور تعرضها لأي إصابة حتى لو كانت طفيفة وغير مؤثرة وهذا وفر لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية الفرصة لزيادة حصيلتهم من المدرعات المدمرة التابعة للتحالف، والتي تم تدمير الجزء الأكبر منها عن طريق إحراقها بولاعات صغيرة بعد هرب أطقمها تاركة إياها.
العربات المقاومة
هذا الواقع تؤكده الإحصائيات المتوفرة حول الأعداد التقريبية الموثقة لمدرعات التحالف التي تم تدميرها خلال الفترة من منتصف عام 2015 وحتى منتصف الشهر الحالي في اليمن حيث أتت المدرعات المقاومة للألغام في مقدمة ما تم تدميره بعدد إجمالي تقريبي 618 مدرعة، على رأسها العربات الأميركية المقاومة للألغام Oshkosh MATV التي سجلت الرقم الأعلى للعربات المدمرة خلال كامل فترة الحرب في اليمن حيث وصل عدد ما تم تدميره منها إلى نحو 272 عربة تم تدمير أولها في شهر أيار/ مايو 2015 وأخرها بالساحل الغربي الشهر الحالي.
النوع الثاني من أنواع العربات المقاومة للألغام هو العربات الأميركية "Caiman" والتي تم تدمير نحو 76 عربة منها خلال المعارك أولها تم تدميرها بحضرموت في شهر آيار/مايو 2016 وأخرها تم تدميره في معارك الساحل الغربي خلال الشهر الحالي.
النوع الثالث من العربات المقاومة للألغام هو العربة الأميركية Maxxpro، التي تم تدمير نحو 49 عربة منها، أولها كان بتعز في أبريل 2016 وأخرها كان في معارك الكيلو 16 بالساحل الغربي هذا الشهر. كان للعربات الإماراتية الصنع NIMR بنسخها المختلفة نصيب أيضاً من إجمالي الخسائر فعلى الرغم من أداء هذه العربات المتميز مع الجيش المصري في سيناء إلا أنه ومنذ إدخال نسختها Ajban420 إلى الميدان اليمني في شباط/ فبراير 2016، تعرضت لخسائر جسيمة خاصة في المناطق الغربي لليمن، حيث وصل عدد العربات المدمرة من هذه النسخة والنسخ الأحدث مثل Ajban440A وAjban450 وJais إلى 50 عربة حتى منتصف الشهر الحالي.
في ما يتعلق بعربات القتال المدرعة فقد حازت العربات كندية الصنع LAV على النسبة الأكبر من العربات المدمرة خلال كامل فترة الحرب، حيث تم تدمير 167 عربة من كافة النسخ المتوفرة لدى الجيش السعودي وعلى رأسها النسخة LAV-25. المركز الثاني في نسبة عربات القتال المدرعة حازته عربات القتال الأميركية الصنع Bradley حيث تم تدمير 56 عربة منها في مناطق جيزان ونجران منذ شهر أيار/ مايو 2015 وحتى أواخر الشهر الماضي. المركز الثالث حازته المدرعات الجنوب أفريقية Ratel التابعة للجيش الأردني والتي تزودت بها بعض الوحدات اليمنية الموالية للتحالف حيث تم تدمير 12 عربة من النسخ Ratel 20 – 60 – 90.
الدبابات في المشهد الميداني
الدبابات لم تكن غائبة عن المشهد الميداني في اليمن، حيث تم تدمير ما مجموعه 236 دبابة حتى منتصف هذا الشهر، يأتي على رأسها 12 دبابة أميركية الصنع من نوع Abrams و36 دبابة أميركية الصنع أيضاً من نوع M60 بنسخها المختلفة. كذلك كان لناقلات الجند المدرعة نصيب من الخسائر طيلة فترة الحرب بإجمالي 110 ناقلة على رأسها الناقلة الأميركية الصنع M113 بنسخها المختلفة والتي تم تدمير 61 عربة منها من إجمالي ما تم تدميره من ناقلات مدرعة.
المزيد في هذا القسم:
- بالجوف.. ألوّية الغزاه والمرتزقه المدرّعه تحوّلت الى أكوام خُرده المرصاد نت - متابعات نعلم جيدا أن التصعيد بمحافظة الجوف هو التخفيف على الغزاه والمرتزقه بجبهات الساحل الغربي ولكن المفاجأه العسكريه اليمنيه كانت صادمه للعدو ب...
- تعز : إنفلات أمني وصراع بين الفصائل المسلحة وإنتشار علني لتنظيم القاعدة المرصاد نت - متابعات أصبح تنظيم القاعدة في مدينة تعز يمارس انشطته في أوساط المجتمع بشكل علني في ظل صمت الأطراع المتصارعه والسلطة المحلية التابعة لحكومة هادي. ...
- اليمن بين وباء الكوليرا والصمت والتواطؤ الدولي المرصاد نت - متابعات أكدت منظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد حالات الوفيات جراء وباء الكوليرا في اليمن منذ 27 أبريل/نسيان الماضي الى أكثر من 1800 شخص. وفي احد...
- تحركات غربية مكثفة بشأن اليمن.. وسفير أمريكا: توافق دولي لإنهاء الحرب المرصاد نت - متابعات يبدو أن ثمة سيناريو جديد تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا تنفيذه في اليمن وهو ما تشير إليه اللقاءات التي أجراها سفيرا البلدين لدى اليمن بك...
- اليمن ... لؤلؤة مخفية في أيدي أصحاب المكاسب المرصاد نت - متابعات في الأيام الأخيرة الماضية انتشرت في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً لأشجار سقطرية معروفة باسم "دم الأخوين" حيث كانت تُ...
- «تغريبة» عمّال اليمن: بنو سعود لا يحفظون أيّ «جميل»! المرصاد نت - فايز الأشول يتهدد الترحيل القسري مئات الآلاف من المغتربين اليمنيين في أعقاب حزمة القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطات السعودية ضد الوافدين والتي...
- موجهات ومعارك عنيفة في تعز والحد الجنوبي المرصاد نت - متابعات في نظرة عامة لسير المعارك في الجبهات العسكرية داخل الحدود وماوراء الحدود خلال الفترة من الربع الثالث من الشهر الماضي وحتى اليوم. يُلاح...
- بالوثائق : تجاوز واضح وفاضح لتوجيهات الرئيس ولاتفاقية السلم من قبل حكومة تصريف الاعمال ! عبر عدد من الاساتذة الجامعيين المتقدمين لامتحانات المفاضلة للملحقيات الثقافية في الخارج عن استيائهم واستنكارهم من التجاوزات الواضحة والفاضحة لما تم التوجيه به م...
- فشل تنفيذ «اتفاق الرياض»: عودة التجاذب بين «الحلفاء»! المرصاد نت - رشيد الحداد يعود التوتر إلى المحافظات الجنوبية مع فشل السعودية في تنفيذ «اتفاق الرياض» الموقّع في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بين حكومة هادي و«ال...
- شرعية هادي: من التهميش إلى الإذلال ..هكذا يعامل التحالف أتباعه ! المرصاد نت - حمال الأشوال أكدت الأحداث الأخيرة أن القوات الموالية للتحالف والممثلة بما تسمى الشرعية التي يقودها هادي وحكومته التابعة للسعودية والقوات والمعارض...