المرصاد نت - متابعات
تبدو ملامح التهدئة المفروضة من «التحالف» بين «المجلس الانتقالي» من جهة وحكومة هادي من جهة أخرى واضحة بعد وصول رئيس حكومةهادي معين عبدالملك إلى عدن مع ما رافقه من صمت «المجلس الانتقالي» برغم تصريحات «المجلس» السابقة في بيان 3 أكتوبر والتي أعلن فيها «فك ارتباطه بماتسمي بالشرعية».
معين عبدالملك وفي أول لقاء تلفزيوني له قبل أيام أفصح عن أن المدن الجنوبية ستشهد تهدئة وأن أولوية عمل حكومته سيكون للإصلاح الاقتصادي بعيداً عن أمور السياسية والحرب التي ستشرف عليها الرئاسة ممثلة بهادي ونائبه علي محسن الأحمر.
وعدّ مراقبون زيارة السفير السعودي إلى عدن قبل وصول الحكومة بيوم وتدشين وصول أول المنحة السعودية (بقيمة 60 مليون دولار) لتزويد محطات كهرباء مدينة عدن والمناطق المجاورة لها بالمشتقات النفطية بمثابة تهيئة الطريق أمام حكومة عبدالملك وبدعم سعودي وهي أيضاً رسالة لـ«المجلس الانتقالي» وبعض مكونات «الحراك الجنوبي» التي طالبت خلال الشهر الماضي بإسقاط الحكومة.
بحسب محللين فإن «المجلس الانتقالي» يمر بأصعب مراحله منذ تأسيسه ولم يستطع إدارة الأزمة وإقناع جمهوره بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى تراجعه عن بيان 3 أكتوبر الأمر الذي أفقده حضوره الشعبي الذي بدأ في التراجع خلال الأشهر الماضية، كما أن عدم قدرته الاحتفاظ بخطاب سياسي موحد تجاه التطورات أمر أظهره لدى أنصاره كياناً لا يملك الكفاءة السياسية والتنظيمية لإداراة مكون سياسي فضلاً عن إدارة الجنوب.
ومن التناقض ما جاء في حديث نائب رئيس «المجلس الانتقالي» هاني بن بريك لقناة «فرانس 24» أول أمس الإثنين عن أن «المجلس مع الشرعية ولا يمكن أن يعلن فك ارتباطه عنها» وهو تناقض مع خطاب رئيس «المجلس» عيدروس الزبيدي الذي أعلن في أكتوبر «فك ارتباطه وبشكل نهائي عن الشرعية». ومن وجوه التناقض أيضاً ما جاء على لسان عضو هيئة رئاسة «المجلس الانتقالي» لطفي شطارة من أن «إذا أقحمت الحكومة نفسها بالسياسة ورفعت من مستوى تصريحاتها المستفزة لإرادة شعب الجنوب، عندها ستواجه الشارع الذي واجه بن دغر وستنتهي بنفس المصير» في مخالفة واضحة لما قاله رئيس «الجمعية الوطنية» أحمد بن بريك بأن «المجلس ملتزم بالتهدئة بسبب فيتو التحالف».
ولم يقتصر الإزدواج في خطاب «المجلس» على ما يتعلق بخصومته مع حكومة هادي إذ أنه وحتى مع مكونات «الحراك الجنوبي» تبنى خطاباً مزدوجاً في ما يتعلق بالحوار مع تلك المكونات؛ وبرغم أنه كان قد تبنى خطاباً مسبقاً شدد فيه على أنه الممثل الوحيد للجنوب وأن المكونات لا وجود لها على الساحة إلا أنه عاد مجدداً ليدعو إلى الحوار الأمر الذي قابلته «حركة تاج الجنوب العربي» بالرفض وحذّرت في بيان من أن «دعوة الانتقالي جاءت لذر الرماد على العيون» أضف إلى ذلك «مجلس الحراك الأعلى» الذي رفض أيضاً الحوار مع «الانتقالي» معتبراً الأخير جزءً من منظومة الأحزب اليمنية.
ويرى مراقبون أن «الانتقالي» قطع الأمل عند جمهوره الذي كان يتطلع إلى تشكيل حكومة جنوبية تدير مدن الجنوب بحسب ما جاء في بيان أكتوبر لكن المفاجئة جاءت أن هادي وبالاتفاق مع الرياض عيّن شخصية شمالية على رأس الحكومة وبعد وصول الحكومة إلى عدن لم يستطع «الانتقالي» تقديم مبرر لجمهوره لتعاطيه السلبي مع تلك التطورات وهو مؤشر لأفول نجم «الانتقالي» لصالح القوى «الحراكية» الأخرى.
في خضم التطورات المتسارعة في ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية وانكفاء «المجلس الانتقالي» وما قد يتمخض عن تلك التطورات من إنجارات ملموسة (وهو ما شهده ملف الكهرباء وما سيشهده الملف الاقتصادي) يطرح مراقبون تساؤلات عن مصير التظاهرات الشعبية المناهضة لـ«التحالف» والتي تطالبه بالرحيل. يقول قيادي في «الحراك الجنوبي» لـ«العربي»، إن «تلك التهدئة والتطورات ستقوي الطرف الثالت المتمثل في مكونات الحراك الجنوبي والقوى الوطنية لملء الفراغ وبالتالي مقارعة التحالف في ما يتعلق بالسيادة والاستقلال» مضيفاً أن «القضية لا تتعلق بالخدمات والكهرباء بقدر ما تتعلق بالتواجد الأجنبي في الجنوب». ولفت إلى أن «تلك التطورات هي اتفاق بين الرياض وأبوظبي حيث أسقطت الأولى بن دغر مقابل تهدئة الأخيرة للمجلس الانتقالي».
وبحسب مصادر مقربة من حكومة هادي فإن «التحالف ضرب كلاً من بن دغر والميسري بمعين عبدالملك» لافتاً إلى أن «بن دغر تزعم موقف ضد سيطرة الإمارات على سقطرى فيما ناهض الميسري وبشكل علني سياسات أبوظبي في الجنوب وطالب بعلاقة شراكة وليست علاقة احتلال واسم الأخير كان مطروحاً لرئاسة الحكومة خلفاً لبن دغر».
وجاء تعيين «التحالف» لمعين عبدالملك بمثابة نزع مخالب ماتسمي ب«الشرعية» وتحويلها إلى أداة ترتبط بالسفير السعودي لتشغيل الخدمات في المدن التي تحت سيطرة قوي التحالف. وبرأي محللين فإن «التحالف السعودي» لجم «الشرعية» و«الانتقالي» وشرع في المرحلة الجديدة بعرّابها معين عبدالملك وهي مرحلة يتوقع أن تكون فيها القوى الوطنية و«الحراكية» المطالِبة بالاستقلال والسيادة في مواجهة «التحالف».
أحمد الحسني - العربي
المزيد في هذا القسم:
- سلاح الجو المسير يشن عدة غارات على مطار أبو ظبي الدولي والإمارات تعترف المرصاد نت - متابعات شن سلاح الجو المسير اليوم عدة غارات على مطار أبو ظبي الدولي وأوضح مصدر بسلاح الجو المسير أن طائرة صماد 3 المسيرة شنت عدة غارات على مطار أ...
- انصار الله يؤكدون الانسحاب والبخيتي يكذب الرسالة المزعومة الى هادي ويتحدى رئاسة الحوار نشر... متابعات أكد مكون أنصار الله " الحوثيين " انسحاب ممثليه بمؤتمر الحوار وجلسته الختامية المنعقدة أمس، كما جدد نفيه الموافقة وومثليه على الوث...
- النظام السعودي يجري محادثات مع الحوثيين منذ 2016م! المرصاد نت - متابعات أعلن مسؤول سعودي عن «قناة مفتوحة» بين الرياض وحركة «الحوثيين» منذ سنة 2016 لإنهاء الحرب السعودية على اليمن. وقال المسؤول السعودي لصحافيي...
- البيان السابع لمجلس الانقاذ اليمني يطالب بفتح مطارصنعاء وميناء الحديدة المرصاد - متابعات ياجماهير شبعنا اليمني الصابر ..ياشرفاء واحرار اليمن في كل محافظاته الجنوبية والشمالية والشرقية والغربية إننا في مجلس الإنقاذ اليمن...
- هيومن رايتس ووتش: الإمارات متورطة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان باليمن المرصاد نت - متابعات أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان في العالم أن الامارات متورطة بانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في اليمن. ...
- أبوالعباس يلّوح بالانسحاب من معارك تعز لإدراجه بقائمة الإرهاب المرصاد نت - متابعات اصدر القيادي السلفي الموالي للامارات عادل عبده فارع الذبحاني “أبو العباس” بياناً بشأن إدراجه في قائمة الارهاب من قبل الولايات...
- إطلاق صاروخ باليستي على تجمع للمرتزقة بالجوف المرصاد نت - سبأ أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية صاروخ باليستي على تجمعا لمرتزقة العدوان السعودي الأمريكي بمحافظة الجوف. وقال مصدر عسكري أن القو...
- بن دغر يعود إلى مأرب بدل عدن واشتباكات بين مسلحين والشرطة في التواهي المرصاد نت - متابعات وصل عصر أمس الثلاثاء 15 نوفمبر رئيس حكومة هادي أحمد بن دغر و عدد من أعضاء حكومته إلى مدينة مأرب شمال شرق البلاد. وسبق أن غادر ابن دغر ...
- الجوف : معارك عنيفة بعد وصول إمدادات ورسوم يفرضها عملاء العدو على شحنات الوقود والغذاء المرصاد نت - الجوف اندلعت معارك عنيفة في الجوف بعد وصول تعزيزات عسكرية لعملاء السعودية وفق ما أفاد مصدر عسكري اليوم الأربعاء مضيفاً أن انتشاراً واسعاً شهدت...
- عدن والسلاح المتفلِّت: اغتيالٌ للمدنية وتوجه نحو المجهول! المرصاد نت - العربي أضحت مدينة عدن في صدارة المدن اليمنية التي تعاني من ظاهرة حمل السلاح وتبعاته على أمنها وسكينتها ومظاهر مدنيتها المدنية التي ظلت تنفرد بها ...