واشنطن وباريس: «وخزة ضمير» أم انتهت «صلاحية» الحرب؟

المرصاد نت - متابعات

أربع سنوات إلا ربع والسعودية ومِن خلفها «تحالف» اثني عشري ضم دولاً عربية وغير عربية تقود حرباً ضارية على اليمن من دون تحقيق نصر سياسي أو عسكري بل على العكس تصاعدت Parisss2018.11.1وتيرة الضربات الصاروخية التي تُطلقها صنعاء على معسكرات في الأراضي السعودية فيما أعلنت قوات «الإنقاذ» أكثر من مرّة استهداف مطار دبي الدولي عبر طائرات مُسيّرة ابتكرتها مؤخراً خلال هذه الحرب. يأتي كل هذا متزامناً مع أسوأ كارثة إنسانية واقتصادية عرفها اليمن بحسب توصيف منظمات دولية، سبّبتها الحرب.

مع كل الإسراف في القتل الذي مارسه «التحالف» في اليمن؛ بقيت دول عظمى على رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا تدعمه بشتى المجالات وليس عسكرياً فحسب. أما اليوم فقد بدأت تتعالى دعوات أمريكية فرنسية مباشرة وغير مسبوقة لوضع حدٍ لهذه الحرب. هذه الدعوات تأتي إثر «الخضّة» الكبيرة التي أحدثتها واقعة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول وما رافقها من «انقلاب» في مواقف دول عديدة كانت حتى الأمس القريب توفّر غطاءً سميكاً للسعودية والإمارات في تحالفهما العسكري في اليمن.

قبل يومين دعا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس جميع أطراف الأزمة في اليمن إلى الدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب قائلاً «علينا أن نفعل شيئاً لوقف الحرب في اليمن خلال 30 يوماً». وتحدث عن صيغة حل من وجهة النظر الأمريكية تتمثل بـ«حدود منزوعة السلاح ونزع السلاح ومَنح مليشيا الحوثي حكماً ذاتياً». ليأتي رد الحركة على لسان عضو مكتبها السياسي عبدالملك العجري، عبر سلسلة تغريدات على صفحته في «تويتر» تطرّق فيها إلى تفاصيل التسوية التي يجري إعدادها بإشراف أمريكي لإنهاء الحرب قائلاً: «حديث ماتيس وزير الدفاع الأمريكي عن إمكانية حصول من أسماهم الحوثيين على منطقة حكم ذاتي كما لو أن أنصار الله يمثّلون قومية عرقية أو أن اليمن بلد إثني متعدد العرقيات أو أن الصراع في اليمن اجتماعي وليس سياسي» لافتاً إلى أن «اليمن بلد واحد متجانس ثقافياً وأنصار الله مكون وطني والصراع سياسي».

وأضاف العجري أن «أنصارالله تيار وطني يتواجد في معظم مناطق اليمن في صعدة وحجة وذمار وتعز البيضاء وإب والحديدة والمحويت وغيرها» معتبراً «حديث ماتيس عن مناطق حكم ذاتي يكشف عن نواياهم التفتيتية وهي مرفوضة من كل القوى الوطنية ولا تمثّل رؤية أنصار الله ولا غيرهم من القوى السياسية».

مراقبون، رأوا أن دعوات ماتيس لم تلبِّ رغبات وطموح «أنصار الله» كما أنها لم تُرضِ خصومهم فالأولى ترى أن اليمن كله «أنصار الله» والخصوم يرون أن «الحوثيين» لا يستحقون هذه «الهِبة» الأمريكية مشيرين إلى أن اليمن غير قابل للتشريح متسائلين إذا تم منح «أنصار الله» حكماً ذاتياً فماذا سيتم منح «الحراك الجنوبي» و«الحضارم» والمطالبين بإقليم خاص يضم «المهرة وسقطرى» وغيرها! فيما يرى آخرون أن رؤية ماتيس تكشف النية حول تقسيم اليمن بحيث يتم منح «أنصار الله» حكماً ذاتياً في المناطق الخاضعة لسيطرتهم خاصة «إقليم آزال» فيما يتم منح ماتسمي ب«الشرعية» وبقية القوى الموالية لـتحالف العدوان باقي الخريطة وهو ما يعزز فكرة الأقاليم الستّة التي طُرحت في «مؤتمر الحوار الوطني» ولكن بنفَس مناطقي وطائفي.

باريس على خطى واشنطن

تبعت تصريحات ماتيس، تصريحات أخرى لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو ووزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي؛ حيث قال بومبيو في بيان مساء أمس إن «الغارات التي ينفذها التحالف في المناطق المأهولة باليمن يجب أن تتوقف» مضيفاً «حان الآن وقت وقف أعمال العنف بما فيها الصواريخ والغارات التي تنفذها طائرات بدون طيار من مناطق يسيطر عليها الحوثيون ضد السعودية والإمارات».

دعوة بومبيو بحسب خبراء، تؤكد فرضية «إنقاذ السعودية أكثر مما هي وخزة ضمير». بدورها أعلنت بارلي، أن بلادها «تمارس ضغوطاً بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى حل سياسي في اليمن لأنه لا فائدة من الحل العسكري». وقالت الوزيرة الفرنسية إن «حرب اليمن لا مخرج لها»، مضيفةً «حان الوقت لكي تكف حرب اليمن».

الدعوات المفاجئة لإيقاف حرب اليمن من قِبل كُبرى الدول الداعمة لهذه الحرب في الأساس والتحرك الدولي لوضع حدٍّ للأزمة السورية الذي كان آخر هذا التحرك قمّة إسطنبول الرباعية كذلك تداعيات مقتل خاشقجي وما أثارته هذه القضية من تعاطف وفضول عالمي فضلاً عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المفاجئة أيضاً إلى سلطنة عُمان؛ كل ذلك وغيره بحسب متابعين ما هو إلا «تهيئة لشرق أوسط جديد تعبر من خلاله صفقة القرن على أنقاض الحروب وما لذلك كله أن يتم والسعودية بين الرجاء واليأس في حرب اليمن».

عمار الأشول - العربي

المزيد في هذا القسم: