الغارديان: الغرب متواطئ في مأساة اليمن

المرصاد نت - متابعات

تناولت افتتاحية صحيفة الغارديان معاناة المدنيين اليمنيين ووصفتها بالصادمة وذكرت صحيفة "الغارديان" إن معاناة المدنيين باليمن لا تعد أسوأ أزمة إنسانية في العالم وحسب بل هي جريمة فهناك نصف سكان البلد البالغ عددهم 22 مليون نسمة على جرف المجاعة ونحوSana men2018.11.13 1.8 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الغرب الذي ما زال يزود السعودية بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية متواطئ في هذه المأساة.

وتضيف أن الأوان ربما يكون قد فات بالفعل حيث تتوقع الأمم المتحدة أن يصبح ما يجري في اليمن أسوأ مجاعة على مدار قرن كامل فلقد كانت هناك تحذيرات من المجاعة قبل أربع سنوات أي قبل اندلاع العدوان والحرب وأصبح اليمن يستورد أغلب متطلبات الطعام وتدهورت أوضاعه بشكل لا يمكن تصوره.

يبلغ عدد القتلى المسجلين رسمياً باليمن نحو 10 آلاف قتيل في حين يقدر البعض العدد الحقيقي بأكثر من خمسة أضعاف هذا الرقم في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي من أن التقارير الخاصة بالكوليرا تشير إلى تسجيل قرابة ألف حالة أسبوعياً.

لقد أصبحت البلاد في حالة فوضى تقول "الغارديان" لم يعد هناك كيان له مغزى في ظل الصراع الذي تقوده قوات التحالف السعودي-الإماراتي لاحتلال اليمن .

وتابعت الصحفية: "هذه العوامل وغيرها أدت إلى أن تصبح عملية الوصول إلى السلام أصعب من أي وقت مضى وبات العنف اليوم على أشده خاصة عقب الدعوة التي وجهها وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس لأطراف الصراع من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات خلال مدة شهر حيث أطلقت السعودية والإمارات هجوماً واسعاً من أجل السيطرة على ميناء الحديدة ما دفع بمبعوث الأمين العام لتأجيل محادثات السلام حتى نهاية العام الجاري".

وأشارت الصحيفة إلى أن  قوات التحالف تحاصر الميناء الذي كان يستقبل 80% من الواردات كما أنها تنفذ الضربات الجوية الضخمة التي أودت مؤخراً بحياة 40 طفلاً كانوا في حافلة مدرسية.

وترى الصحيفة أنه رغم المأساة الجارية في اليمن إلا أنها كانت ذات تأثير ضئيل غير أن مقتل الصحفي جمال خاشقجي دفع واشنطن لإصدار قرار بوقف إطلاق النار في وقت تقترب بريطانيا من إصدار موقف مماثل بعد أن أنهت معارضتها في مجلس الأمن الدولي لطرح قرار يهدف لوضع مزيد من الضعوط على السعودية  لإنهاء القتال والسماح بتقديم المساعدات وإلى أن تتوقف بريطانيا عن بيع الأسلحة للرياض فإنها ستظل متواطئة بالجريمة وفق الصحيفة.

الأمم المتحدة: النظام السعودي يمنع وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني و14 مليون يمني مهدد

الي ذلك أكدت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه أن النظام السعودي يواصل منع تدفق المساعدات الإنسانية للشعب اليمني لافتة الى ان حالة انعدام الأمن الغذائي الكارثية تتفاقم في البلاد وتهدد حياة نحو 14 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن.

 ودعت باشليه إلى الوقف الفوري للتصعيد العسكري في اليمن وحثّت تحالف العدوان السعودي على إزالة القيود فوراً والسماح بدخول آمن وعاجل ودون عوائق للإمدادات الإنسانية والسلع الأخرى التي لا غنى عنها لليمن.

وقالت باشليه في بيان لها إنه "وفقاً للمعلومات التي تلقاها مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فإنه وقعت ما لايقل عن 110 غارات جوية على كل من الحديدة وصعدة وصنعاء في الفترة المحصورة بين 31 تشرين الأول/ أكتوبر و 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري إلا أن هذه الغارات ارتفعت نسبتها بعد هذا التاريخ وتحلق الطائرات الحربية التابعة لتحالف العدوان على علو منخفض فوق مدينة الحديدة منذ صباح الخميس حيث تقوم القوات اليمنية بالتصدي لتلك الطائرات المغيرة من خلال إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات".

وأضافت باشليه استمرار الاشتباكات العنيفة في الشوارع واستخدام قذائف الهاون تأكد للمكتب مقتل ما لايقل عن 23 مدنياً في مدينة الحديدة منذ 24 تشرين الأول/ أكتوبر لكن الخسائر الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير. وقد نزح داخلياً ما مجموعه 445000 شخص من مدينة الحديدة منذ أوائل شهر حزيران/ يونيو الماضي. وأعلنت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة مؤخرا أنها سجلت أكثر من 17 ألف حالة لمقتل وإصابة المدنيين في اليمن منذ تدخل تحالف العدوان السعودي في اليمن.

وذكرت المفوضية أن 6592 مدنيا قتلوا وأصيب 10470 آخرون في اليمن حسب تقديرات المنظمة العالمية خلال فترة ما بين 26 مارس 2015 و9 أغسطس 2018 وأشارت إلى أن التحالف السعودي يتحمل المسؤولية عن معظم هذه الحالات (10471 من أصل 17062 حالة).  

ويشن النظام السعودي والاماراتي وتحالفهم المأجور منذ 26 أذار 2015 حربا متواصلة على الشعب اليمني أدى بحسب إحصائيات الأمم المتحدة إلى تدمير هائل في جميع المرافق الخدمية والبنى التحتية في البلاد بالإضافة إلى استهداف المقاتلات السعودية المدنيين اليمنيين في المدارس والمستشفيات في البلاد وهو ما دفع بعض المنظمات الحقوقية الدولية إلى اتهام الرياض بارتكاب جرائم حرب..

المزيد في هذا القسم: