المرصاد نت - لقمان عبدالله
تبدّلت الأدوار بين الجانبين السعودي والإماراتي في الحرب على اليمن وكذلك في إدارة المفاوضات السياسية مع صنعاء. تتصدّر أبو ظبي راهناً العمليات العسكرية في الساحل الغربي وهي الطرف المتشدّد والمتشكّك والمعرقل للمسار السياسي. الدور الإماراتي السلبي يعبّر عنه الإعلام والمسؤولون في أبو ظبي يومياً وبأوجه مختلفة كما لا يغيب التهجّم والتصويب على اتفاق السويد وتطبيقاته ومندرجاته عن القوى المحلية التي تدور في الفلك الإماراتي.
لكن الانكفاء السعودي ليس مجرد انحناءة أو خفض للرأس إذ إن أغلب المؤشرات توحي بأن الأخيرة في حالة إعياء لن تتعافى منها في المستقبل القريب وأن عودتها الى رشدها في ما يتعلّق بالملف اليمني أمر متعذّر وليس متاحاً في الوقت الحاضر على الأقل. في موازاة ذلك تحاول أبو ظبي تعويض التراجع السعودي بالتصدّي للملف اليمني، وتجهد من أجل إبعاد الأمم المتحدة عن هذا البلد وتسعى إلى منع دخولها إلى الجزئيات أو النفاذ إلى كل ملفّاته معتبرة أن تفاهم السويد شرّع الحضور الأممي وحوّل الهدنة الهشّة بين الطرفين إلى تدخّل مستدام الأمر الذي يخالف سياسة «التحالف» القائمة على الحصرية الخليجية في التعامل مع ملفّ اليمن.
على أن تبدّل المواقع بين الجانبين السعودي والإماراتي ليس مرتبطاً بالمناورات السياسية أو بتوزيع الأدوار بقدر ما هو انعكاس للانكفاء السعودي في الإطار العام و«التعب» الذي أصاب المملكة نتيجة الفشل المستمر والذي مثّلت مفاوضات السويد سبيلاً للخروج منه وإن ببطء. تراجع وإرباك ناجمان عن التورط في مختلف الملفات الداخلية والخارجية ومنها حرب اليمن تستغلّهما أبو ظبي بأسلوب قبيح وانتهازي يجلّي استماتة في الظهور بمظهر الصدارة والتفوق والاقتدار بشكل مستفز للجانب السعودي. وهذا ما عبّر عنه مغردون مقرّبون من مركز القرار الإماراتي بالقول إن «أبو ظبي باتت مركز الثقل العربي» في إشارة بالغة الدلالة تكشف عن نيّات مبيّتة ضد السعودية التي كانت حتى الأمس القريب «الشقيقة الكبرى».
ومهما حاول الجانبان السعودي والإماراتي إخفاء خلافاتهما في شأن اليمن فهما لا يستطيعان ذلك سواءً في ما يتصل بمطامعهما في ثروات هذا البلد أو في نظرتهما إلى عملية بناء التحالفات داخله. من ذلك مثلاً أن الإمارات لا تزال تعتبر «إخوان اليمن» تهديداً بارزاً لها وتتصرّف على هذا الأساس فيما تعدّهم السعودية أصدقاء وتحتضن قياداتهم وتمثّل أجنحة في ذراعهم العسكرية ورقة بيدها.
تسعى كلّ من الرياض وأبو ظبي إلى إظهار تفاهمهما وهما بالفعل مجتمعتان على مصالح مشتركة عديدة إلا أن الصراع السياسي بينهما لم يهدأ أبداً ولو أتيح لأدواتهما التفلّت من القيود المرسومة لوصل الأمر فوراً إلى معارك الإلغاء والإقصاء بين الأجنحة والميليشيات العسكرية علماً بأن حالة التوتر هذه لا تكاد تهدأ.
ففي الأيام القليلة الماضية وصلت الأمور بنائب رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» هاني بن بريك إلى القول من أبو ظبي إن «من يريد استمرار تقوية حزب الإصلاح اليمني فهو خائن للأمة العربية والإسلامية. تكفي أربع سنوات من الغدر واستنزاف التحالف» ليأتي الردّ في اليوم التالي من سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر باستقبال قيادة «الإصلاح». كذلك تصاعد التوتر أخيراً في محافظة شبوة بين الطرفين المحسوبَين على السعودية والإمارات على خلفية السيطرة على آبار النفط.
ومذّاك تدور مناوشات بأشكال مختلفة أبرزها حرق متبادل لقاطرات النفط في منطقة العقلة. وقد تدخّلت قوات «النخبة الشبوانية» المحسوبة على الإمارات في تلك المناوشات، وسيطرت على مديرية العرم لقطع الطريق على قوات الجنرال علي محسن الأحمر تحت ذريعة محاربة «القاعدة» فيما استقدمت قوات الأحمر تعزيزات إضافية إلى منطقة الاشتباك. لقد نجحت الإمارات في انخراطها إلى جانب السعودية في الحرب في احتلال جنوب اليمن ومن ثم التحكّم في البلد ومفاصله الرئيسية كما نجحت في ترفيع مجموعة من القادة الميدانيين المغمورين إلى قمّة الهرم في الجنوب بعدما أسهموا معها في تنفيذ مخططاتها بعيداً عن قضيتهم السياسية.
في المقابل تجاهلت الرياض رغبة أبو ظبي الجامحة في قضم المحافظات الجنوبية، واعتبارها فريستها الكسيحة كثمن طبيعي لمغامرتها العسكرية خارج الحدود على خلاف تاريخها وأصل السياسة العامة للدولة. ويظهر أن منشأ التجاهل السعودي ينطلق من اعتقادها بأن الإمارات وكيلة مؤقّتة تقوم بدور الأصيل (السعودي)، الذي يرفض تاريخياً أي منافسة له في ملفّ اليمن. وإذا كان لا بدّ من جائزة ترضية لأبو ظبي كثمن لأتعابها ومشاركتها في الحرب فهي إعادة تفعيل العقد القديم بين الجانبين اليمني والإماراتي بخصوص الاستثمار في ميناء عدن والمقصود هنا ضمانات سعودية بأن لا يشكّل ميناء عدن بديلاً مستقبلياً يضعف ميناء جبل علي الإماراتي.
المزيد في هذا القسم:
- استشهاد وإصابة 11 مواطناً بقصف قوى العدوان في الحديدة وصعدة! المرصاد نت - متابعات استشهد ستة مواطنين وأصيب خمسة آخرون معظمهم أطفال بقصف قوى العدوان في محافظتي الحديدة وصعدة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأكد مصدر عسكري لوكا...
- الناطق الرسمي للمكتب الإعلامي للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي : بسم الله الرحمن الرحيم في صورة تثبت مدى الوحشية والإجرام وفي جريمة مضاعفة تتنافى مع التعاليم الإسلامية والمبادئ الإنسانية والقيم والأخلاق قامت عناصر مجرمة ...
- المعاقون في اليمن ... مأساة إنسانية ورسالة إلى أحرار العالم! المرصاد نت - خاص لم تتوقف جرائم العدوان الغاشم على اليمن يوماً واحداً ولم تستثنِ صواريخ وطائرات وقنابل هذا التحالف الإجرامي منطقة ما أو فئة أو شريحة اجتماعية ب...
- هادي يرفع سقف مطالبه .. ولندن تدافع عن السعودية بعدوانها على اليمن المرصاد نت - متابعات يواصل الفار هادي إطلاق مواقف سياسية بسقوف عالية منذ عشرة أيام في وقت نقل فيه مصدر مقرب من حكومته أن هادي أعلن أنه لن يسلم الحكم في البلاد...
- ما وراء تخزين التحالف لإلاف الاطنان من مادة نترات الامونيوم في ميناء عدن ؟ المرصاد-متابعات لم يكتفي التحالف بتحويل البحار والسواحل اليمنية الى مكبات للنفايات الكيمائية السامة لبعض الدول بل وصل به الامر الى تحويل ميناء عدن الى ...
- القوات الجوية : صفقة الطائرات صفقة عقدت بين اليمن وروسيا عام 2009 نفى قائد القوات الجوية والدفاع الجوي اللواء الركن طيار/ راشد ناصر الجند ما تناولته بعض الصحف العربية والقنوات الفضائية الخارجية عن نقل ثلاث طائرات ساخواي من م...
- تعاون عسكري بين الرياض ولندن منذ بدء العدوان العسكري على اليمن المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن تدريب السلاح الجوي الملكي (التابع للقوات المسلحة البريطانية) «بالسر» القوات ا...
- بيع الصمــت الدولي .. بغواية المال السياسي !! المرصاد نت - سبأ أغـوى المال السعودي المنظمات الدولية, فغضت الطـرف عن جرائم العدوان السعودي -الأمريكي في اليمن وأراق صمتهـا ماء وجه الضمير العالمي الذي تجاهل ا...
- مصادر: الأمم المتحدة تتبنى المبادرة الامريكية لحل الازمة اليمنية ' تفاصل الخطة' المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر دبلوماسية وإعلامية عن جانب من خطة الحل التي حملها المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ الذي وصل صنعاء امس الاحد. وبحس...
- فضيحة تطيح بقائد الشرطة الإسرائيلية في الضفة قالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري، ، إن المفتش العام للشرطة، يوحنان دانينو، وقع مؤخرا على طلب قائد الشرطة في الضفة الغربية، كوبي كوهين، بالتقاعد...