المصير المشبوه لاتفاق السويد بشأن الحديدة!

المرصاد نت - متابعات

رغم مرور ثمانين يوماً من الاتفاق الذي عقدته القوي الوطنية مع حكومة الفأر هادي لكن مازال مصير هذا الإتفاق يكتنفه الغموض ويرى أكثر المراقبين أن الرابح من مفاوضات Hant2019.3.3ستوكهولم هي القوي الوطنية اليمنية لكن لم يكن مستبعداً عدم التوصل إلى نتيجة من هذا الاتفاق خلال الفترة الزمنية المحددة. لذلك فإن هذا الإخفاق قد زاد من التكهنات بأن كلا من حكومة هادي والنظام السعودي والإماراتي وخلال الـ80 يوماً الماضية ومن خلال لجوءهم المتكرر لنقض الهدنة يسعون ومن جانب لاكتساب الوقت وذلك من أجل إعادة التقاط أنفاسهم ومن جهة أخرى حاولوا خلال هذه الفترة من ترميم صورتهم التواقة للحرب أمام الرأي العام العالمي.

- شهدت مدينة عدن اليوم الأحد زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول دولي رفيع إذ وصل وزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت إلى المدينة في إطار جولته التي يسعى خلالها لإنقاذ اتفاق السويد المبرم بين الأطراف اليمنية بشأن مدينة الحديدة غربي البلاد. 

وتعد زيارة هنت الأولى من نوعها لوزير خارجية دولة أجنبية لمدينة عدن منذ تصاعد  العدوان والحرب على اليمن قبل أربع سنوات وجاءت في إطار الجهود البريطانية الرامية للدفع بجهود السلام إلى الأمام.

وبدأ الوزير البريطاني جولته بشأن اليمن من العاصمة العُمانية مسقط التي التقى فيها رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام وانتقل إلى العاصمة السعودية الرياض للاجتماع بهادي والمسؤولين السعوديين.

وتتولى بريطانيا واجهة الجهود الدولية الداعمة لمساعي مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث (بريطاني الجنسية) وقدمت لندن مسودات القرارات والبيانات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن في الأسابيع الأخيرة.

وتهدف الزيارة وفقا لمصادر يمنية إلى إنقاذ اتفاق استوكهولم الذي يواجه منعطفاً خطراً بعد تعثر تنفيذ خطة رئيس فريق المراقبين الدوليين في الحديدة الجنرال مايكل لوليسغارد. وقال الوزير البريطاني " جيرمي هنت " الذي ظهر بزي مدرع في ميناء عدن " إن هذه قد تكون آخر فرص إنهاء الحرب في اليمن فيما لم يسم " هنت " الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق ستوكهولم بين وفد حكومة هادي والوفد الوطني والذي تم في السويد نهاية العام الماضي.

اليمنيين ردوا بسخرية علي ظهور هنت بزي مدرع حيث قالوا "وزير خارجية بريطانيا يظهر لابساً السترة الواقية  كي يهين التحالف العسكري السعودي والقائمين على ٲمن عدن ومنهم الإمارات  هي رسالة واضحة على الرغم من كون المبعوث الٲممي لا يلبسها في صنعاء " !.

كما ردت الناشطة " سمر اليافعي " لو كانت هناك مساءله منذ بداية ألازمة فان اليمنيين يجدون المجتمع الدولي مسؤولاً عن هذا الفشل  ... وأضاف من جانبه المذيع " محمد البيضاني " بريطانيا تسعى بقوة لصناعة حلّ هشّ في اليمن والذي من خلاله يمنح المليشيات المسلحة المتطرفة التي تمولها قوي العدوان فرصة التمدد على حساب الدولة والاستقرار وتطلعات اليمنيين في السلام.

وحسب تصريحات الوزير البريطاني الذي قال " إن عملية السلام في مدينة الحديدة قد تموت خلال أسابيع إذا لم تُبذل جهود صادقة من الجانبين. رد الصحفي " مأرب الورد " هي ولدت ميتة ويجب نعيها رسميا بدلا من القول إنها تحتضر. اللي يحصلها يقرأ عليها الفاتحة.

وغادر هنت عصر اليوم مدينة عدن بعد لقاء مع وزير خارجية هادي خالد اليماني ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري كما قام بزيارة إلى ميناء عدن وألقى هناك كلمة قصيرة حذر من انهيار عملية السلام وعودة الحرب الشاملة في اليمن.

اللجنة الثورية العليا من جانبها قالت إن تصريحات "جيرمي" ليست اعتباطيةً فهي إنما تكشفُ عن سياسةِ بريطانيا وأمريكا وتحالفِهما في اليمن وتؤكد النيةَ المبيتة لتكرارِ معركةِ الحديدة. حيث إنه يتهمُ الشعبَ اليمنيَ الرافضَ للعدوان بمزاعم غيرِ حقيقية ليهيئَ الرأيَ العالميَ من جديدٍ للمعركة وليسوقَ لفشلِ اتفاق ستوكهولم وللتنصلِ من المأزقِ الإنساني الذي وصلَ إلى المجاعة متجاهلاً بإصرارٍ مفضوحٍ ما أعلنه قائدُ الثورةِ عن الانسحابِ من طرفٍ واحد والذي عرّى دولَ العدوانِ وتحالفَهم.

إنَّ سياسةَ الكيلِ بمكيالين في الإعلامِ والسياسةِ صفةٌ ملازمةٌ لهذا التحالفِ الذي دَمّر أفغانستانَ والعراقَ وليبيا وسوريا واليمنَ بمبرراتٍ واهيةٍ لا تُخولُه مطلقا إبادةَ شعبٍ وإصابَته بالمجاعةِ وتقتيلَ أطفالهِ ونسائِه ورجالِه واستهدافَ الأعيانِ المدنيةِ بالضرباتِ المزدوجة، وانتهاكَ القانونِ الإنساني والدولي. إنَّ التحالفَ ارتكبَ هذه الجرائمَ لسببين هما إنعاشُ مصانعِ السلاحِ ببريطانيا وأمريكا وتغييرُ خارطةِ المنطقةِ تنفيذاً لأجندةِ الكيانِ الغاصبِ وهَوَسِ إعادةِ التقسيمِ من جديد.

اللجنة الثورية أكدت على ما يلي:

1ـ دعوة دولَ العدوانِ إلى تنفيذِ اتفاقِ ستوكهولم ومبادلةِ خطوةِ السلامِ الحقيقيةِ التي أعلنها قائدُ الثورةِ ـ المتمثلةِ بالانسحابِ من طرفٍ واحدٍ ـ بخطوةٍ مماثلةٍ لِتُثِبَتَ جِديتَها في السلام.

2ـ تحميل دولَ العدوانِ الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائِها باليمن المسؤوليةَ عن أي نتائجَ تترتبُ على رفضِها تنفيذ اتفاقِ ستوكهولم وعرقلةِ جهودِ المبعوثِ الدولي الذي لم تمنحْه أيَ تجاوبٍ يُفضي إلى نجاحِه.

3ـ تحميل دولَ العدوانِ الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائِها باليمن المسؤوليةَ عن استمرارِ العدوانِ والحصار على اليمن وسوءِ الأوضاعِ الإنسانيةِ التي أدت إلى المجاعة.

كما أكدت أنَّ الحلَّ هو سلميٌ سياسي وأنَّ استمرارَ العدوانِ والحصار وقطعِ المرتباتِ والحظرِ الجوي ومَنعِ السفنِ من الوصولِ إلى الحديدة ـ كما أشار إلى ذلك "لوكوك" في إحاطتِه الأخيرة ـ لا يخدمُ السلامَ في اليمن ولن يجنيَ أيَ ثمرةٍ مهما تتطاولَ في إجرامِه وإنما يؤكدُ الاستمرارُ سياسةً معتمدةً للعدوانِ على اليمن من الرُباعيةِ الأمريكيةِ البريطانيةِ السعوديةِ الإماراتيةِ كمشروعٍ ونهجٍ لا يحتكمُ للقانونِ ولا للنداءاتِ الإنسانيةِ والحقوقية.

- في ظل الظروف التي من المقرر وفقها أن يزاح الستار وبعد الانتخابات الإسرائيلية عن مشروع "صفقة ترامب" المزعوم.. وفيما باتت أميركا بأمس الحاجة إلى تقليل جبهات صراعاتها.. فليس من المستبعد أن تواصل أنظمة السعودية والإمارات بعرقلاتها حتى موعد "الصفقة" لكي تواصل بعد ذلك الحديث عن الهجوم على الحديدة.

- الزيارة الغير معلنة لوزير الخارجية البريطاني إلى عدن وقبلها إلى عمان والسعودية إلى جانب لقاءه برئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام إنما أتت بهدف جس النبض للوضع الميداني والسياسي باليمن حيث سوف تكشف الأيام القادمة عن نتائج هذه التقييم من خلال الأداء السعودي والإماراتي بشأن الحديدة.

- عضو المكتب السياسي لانصار الله الأستاذ حزام الأسد قال أن إتفاق السويد المطروح منذ أشهر لايزال قيد التنفيذ... وأكد الأسد أن المطلوب في هذه الفترة أن تتحرك الأمم المتحدة في سياق تنفيذ إتفاق السويد بالضغط على الولايات المتحدة وبريطانيا بأعتبارها صاحبة القرار الفعلي في تنفيذ الإتفاق.

وأضاف أن الملاحظ منذ التوصل للإتفاق أن الولايات المتحدة وبريطانيا ليس لديهما الرغبة لتنفيذ الإتفاق كما أن النظام السعودي والإماراتي ليس لديهما الرغبة الكافية لتنفيذ الإتفاق لكن تنفيذ المرحلة الأولي من الاتفاق وصولا إلى الإتفاق الشامل مازال مطروحاً كما أن كثافة خروقات دول العدوان وصلت إلى مرحلة التصعيد ما يؤكد أن هناك نوايا مبيتة لإفشال هذا الإتفاق.

- فيما أخفقت السعودية والإمارات مرتين على الأقل باحتلال الحديدة قبل مفاوضات السويد لكنهما رحبتا بإعلان وقف إطلاق النار علهما يخرجان بشكل مشرف من مستنقع اليمن كل ذلك وإن يبشر بمنظور مشرق لصالح اليمن لكن الدعم الأميركي الأخير والجديد في تزويد بن سلمان بالمعدات النووية إلى جانب الدعم الدبلوماسي البريطاني الكامل للسعودية والإمارات إنما يبقى سماء الوضع في اليمن ملبداً بالغيوم.

 

المزيد في هذا القسم: