المرصاد نت - أحمد الحسني
شهدت عدة مديريات في مدينة عدن أمس مواجهات بين الأهالي والميليشيات التابعة للإمارات في تفجّر لغضب متراكم منذ أشهر على عمليات القتل الممنهجة التي ترتكبها تلك الميليشيات والتي لم تستثنِ المخفين قسراً. في هذا الوقت تحاول حكومة هادي استثمار الغضب في تعزيز أوراقها وهو ما لا يبدو في متناولها إلى الآن.
تجدّدت في مدينة عدن (جنوب) خلال الأيام القليلة الماضية التظاهرات المندّدة بممارسات «التحالف» والميليشيات التابعة له. هذه المرة كان إقدام «قوات مكافحة الإرهاب»، الموالية لأبو ظبي على قتل المواطن رأفت دنبع، بعدما قدّم شهادته ضدّ جنود تلك القوات في قضية اغتصاب طفل في مديرية المعلا، السبب المباشر في تفجّر الاحتجاجات. اللافت أن فعل الاحتجاج اتخذ، بدءاً منذ يوم أمس طابعاً أكثر حدة، تمثل في اندلاع مواجهات بين المتظاهرين وقوات «الحزام الأمني» و«مكافحة الإرهاب» في مديريات خور مكسر ودار سعد والمعلا والتواهي أدّت إلى سقوط جرحى من الجانبين وتدمير عدد من العربات العسكرية التابعة للإمارات.
ويشكل مقتل دمبع حلقة جديدة من سلسلة عمليات تصفية أميط اللثام عن بعض منها في كانون الثاني/ يناير الماضي حيث تبيّن مقتل عدد من المخفين قسراً ومن بينهم ياسر الكلدي وزكريا قاسم. منذ ذلك الحين ينظّم الأهالي وقفات شبه أسبوعية في عدن تطالب بمحاكمة القادة الأمنيين التابعين للإمارات وتسليم جثث الضحايا. وفي موازاة تلك الوقفات بدأت تتشكل «رابطة الأسرى والمعتقلين» و«المبادرة الجنوبية لقوى المجتمع والحراك الجنوبي لشؤون القتلى والمخفيين والمعتقلين» الأمر الذي نقل السخط الشعبي العفوي ضدّ سياسات «التحالف» إلى دائرة العمل المنظّم والشامل، بمشاركة منظمات المجتمع المدني وقوى الحراك السياسي.
وعلى الرغم من أن حكومة هادي شكّلت لجنة للتحقيق في مقتل الشاهد في قضية الاغتصاب وأن هذه اللجنة توصّلت إلى تفاهمات مع القوات المدعومة من الإمارات لتسليم القتلة، إلا أن ذلك لم ينهِ الاحتجاجات بل إن المتظاهرين رفعوا سقف مطالبهم إلى إقالة قائد «جهاز مكافحة الإرهاب» يسران المقطري، الذي تورطت قواته في عمليات تصفية بحقّ المخفين.
وهي مطالب يرفعها أيضاً نزلاء السجن الأكثر شهرة في عدن والذي تديره الإمارات سجن بئر أحمد تضامناً مع المحتجين إذ ينفذ هؤلاء عصياناً واسعاً ويحاولون إحداث فوضى في محاولة للضغط على القوات الإماراتية. ووفقاً لمصادر فإن القائد الإماراتي في عدن، سعيد المهيري (أبو خليفة) «أرسل قوة إلى السجن لقمع المعتقلين وفور وصولها قامت بتعذيبهم قبل أن تنقلهم إلى الزنازين وتمنع عنهم الطعام والشراب».
من جهته يقول عضو «رابطة الأسرى والمعتقلين» عبد الجليل أحمد إن التحركات الشعبية المتجددة «انتفاضة لن تتوقف حتى خروج التحالف ومحاكمة قادة الميليشيات الذين سفكوا دماء الأبرياء من المعتقلين والمخفين قسراً» معتبراً أن «اندلاع المواجهات يأتي ضمن الحق في الدفاع عن النفس» داعياً المكونات السياسية والقادة الوطنيين والناشطين والصحافيين والحقوقيين إلى «الوقوف والتعاطف مع الضحايا ضد ممارسات الإمارات والميليشيات التابعة لها».
في المقابل تحاول ماتسمي ب«الشرعية» استغلال المطالب الشعبية من أجل الدفع نحو حلّ المليشيات التابعة لأبو ظبي وتسليم المؤسسات الأمنية والعسكرية لوزارتَي الدفاع والداخلية في حكومة هادي في الوقت نفسه الذي تعمل فيه على تشكيل ائتلاف سياسي جديد في جنوب اليمن لمجابهة «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعوم من أبو ظبي والذي يتهمه الأطراف الجنوبيون بالاستئثار بتمثيل قضيتهم. ووفقاً لما عرّف به الائتلاف الجديد نفسه (يضمّ عدداً من القيادات السياسية والقبلية والدينية الجنوبية)، فهو «يؤمن بالشراكة الوطنية ويرفض الإقصاء والتهميش».
وكان من المفترض أن ينعقد أمس المؤتمر الأول للائتلاف في العاصمة المصرية القاهرة، «استجابة للمتغيرات التي أفضت إلى قضايا تعصف بالوطن وتهدد أمنه واستقراره». لكن المنظمين فشلوا في ذلك وأعلنوا تأجيل المؤتمر إلى أجل غير مسمّى بسبب «ظروف خارجة عن إرادتهم» وهو ما يُعتقد أنه رفض السلطات المصرية استضافتهم. رفض لا يُستبعد أن يكون قد جاء بناءً على طلب من أبو ظبي خصوصاً أن نائب «الانتقالي»، هاني بن بريك المقرّب من دوائر القرار في الإمارات اعتبر أن «الائتلاف مخطط إخواني» تشرف عليه شخصيات قيادية في حزب «الإصلاح» وفي مكتب الرئاسة مضيفاً أن «أجهزة الأمن المصرية لن تكون بعيدة» متحدثاً عن «تعاون تام مع الأمن المصري».
المزيد في هذا القسم:
- تحركات إماراتية مشبوهه تشهدها جزيرة سقطرى! المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر محلية عن وصول فريق خبراء أجانب في مجال الاستكشافات النفطية والمعدنية أمس السبت 11 مايو 2019 م إلى محافظة أرخبيل سقطرى وأن الفر...
- "واشنطن بوست": حلفاء ترامب ينقلبون ضد بعضهم في اليمن! المرصاد نت - متابعات سلطت صحيفة "واشنطن بوست" في مقال تحليلي نشرته على صفحاتها اليوم الثلاثاء الضوء على التطورات الأخيرة في محافظة عدن حيث وضع حلفاء الإمارات ...
- من يقتل ويخطف شيوخ وخطباء وأئمة مساجد عدن ؟ المرصاد نت - متابعات تشير الإحصائيات إلى تنفيذ21 عملية اغتيال في مدينة عدن قتل فيها 18 شيخاً وخطيباً وداع ونجا منهم اثنان وسُجّلت حالة اختطاف واحدة من مطلع ال...
- عاصفة تغريدات أنطلقت مساء اليوم لفضح ولد الشيخ ودعوات لأحرار العالم للمشاركة الفاعلة المرصاد نت - متابعات أنطلقت مساء اليوم الثلاثاء الساعة الثامنة مساءً 19 ابريل 2016م حملة تغريدات عبر شبكة التواصل الاجتماعي ( تويتر ) لفضح الدور السلبي الذ...
- جرائم داعش في الجنوب ومشروع الاحتلال المرصاد نت - إسماعيل المحاقري تسعى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل تدريجي وعن طريق جرائم القتل والتفجيرات التي تتبناها داعش والقاعدة كما يحدث في حضرموت ...
- الاعلام الحربي اليمني .. تميّز وابداع يخلّده التاريخ الملحمي المرصاد نت - خاص سلاح الاعلام الحربي اليمني متعدد وله اسنة شامخة باسلة حادّة معروفة وغير معروفة لعامة الناس تعمل بالليل والنهار “الكاميرا” هي سلاح...
- تنبيه هام ... موقع المرصاد نت يحذر بعض الجهات من محاولة تهكيره وتعطيله! المرصاد نت - خاص تنبيه هام....تحاول بعض الجهات المعروفة لدينا حق المعرفة تعطيل وتهكير موقع المرصاد حيث قد تم ذلك عدة مرات وقُمنا بإصلاحه. إن من هي مهمته وسجيته...
- اللجان الشعبية تعلن العثور على وثائق وتسجيلات خطيرة سيتم الكشف عنها لاحقاً عبر قناة المسير... كشفت قناة المسيرة الفضائية عن عثور اللجان الشعبية على وثائق وتسجيلات خطيرة تثبت تورط الرئيس هادي وبعض القوى السياسية بقوى أجنبية من أجل تقسيم البلد . وقالت الق...
- حرب التحالف .. الميليشيات والمرتزقة الأجانب مدعومين من القوة الغربية! المرصاد نت - متابعات في أي نقطة تصبح الحرب الإقليمية حربًا عالمية تجذب القوات العسكرية لدول متعددة من عدة قارات؟ في اليمن تم الوصول إلى هذه النقطة منذ فترة طو...
- لماذا فشل ولد الشيخ بمهمته في اليمن ؟ المرصاد نت - متابعات فشل المبعوث الاممي لدى اليمن “اسماعيل ولد الشيخ” في مهمته لاحلال السلام في اليمن لكن هذا الفشل جاء بعد الضغوطات الدولية على ا...