المرصاد نت - محمد حسين الدباء
دشنت المرحلة الثانية من الحوار (الجنوبي- الجنوبي) أمس في العاصمة المؤقتة عدن الذي أطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي بحضور عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والسيد مروان علي مدير مكتب المبعوث الأممي وممثلين عن المنظمات الدولية وجمع كبير من ممثلي الأحزاب والمكونات السياسية والناشطين السياسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني.
افتتح جلسة الحوار اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية رئيس لجنة الحوار بكلمة أشار فيها إلى أن "الوطن الجنوبي يمر بمرحلة صعبة وتداعيات خطيرة ومتسارعة ومشهد سياسي مُعقد يفرض علينا فتح باب الحوار مع كل الأطياف والمكونات المجتمعية بمختلف توجهاتها داخل الجنوب وخارجه، لترجيح كفة ميزان العقل في توحيد الخطاب السياسي تحت قيادة سياسية واحدة تقود شعب الجنوب نحو تحقيق هدف استعادة الدولة الجنوبية".
ودعا اللواء بن بريك الجميع للعمل معا لتحقيق هدف استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة وترك الخلافات والاختلافات والصغائر والالتفات نحو القضية الكبرى. وأردف بن بريك "أن من يريد دولة الأقاليم الاتحادية عليه الذهاب إلى الشرعية اليمنية وتحت راية مشروع الإخوان".. مضيفا "من يريد باب اليمن فليذهب إلى الحوثي تحت راية المشروع الإيراني ومن يريد استقلال الجنوب فمكانه هنا في عدن تحت راية المشروع العربي".. مختتما "أن الجنوب فلن يركع لأحد، ونقسم أنه لن يحتل مرة أخرى".
ومن جانبه ألقى رئيس المجلس عيدروس الزبيدي كلمة أكد خلالها "أن المجلس الانتقالي الجنوبي منفتح على الجميع، ويمد يديه للجميع ولن يضيق بأي طرح وسيرحب بأي رأي طالما كان في مضمونه وغايته ما يخدم تطلعات شعبنا ويحقق أهدافه في الحرية والاستقلال والعيش بسلام وأمان".
وأضاف الزبيدي "عندما أطلقنا دعوتنا للحوار الجنوبي في مطلع مايو من العام المنصرم 2018م، كنا على يقين تام بأن حرصكم على الجنوب وقضيته العادلة سيدفعكم إلى المشاركة الفاعلة في هذا الحوار، وكنا واثقين من أن مشاركتكم الفاعلة ستنقلنا جميعاً إلى ظروف سياسية أفضل، وستنقل قضيتنا الوطنية إلى مرحلة متقدمة، واليوم نحن واثقون أن هذه العملية ستكون إنجازاً وطنياً سيحفظه التاريخ لنا جميعاً، فنحن اليوم إنما نحافظ على تضحيات الجنوبيون ونصون مكتسباتهم وإنجازاتهم ونضمن لهذا الوطن وهذا الشعب الصابر مستقبلاً آمناً، وليكن ذلك ما يجمعنا".
وأوضح الزبيدي "لقد قطعنا في المرحلة الأولى شوطاً كبيراً التقينا فيه بمختلف الشرائح والمكونات الوطنية السياسية والاجتماعية، الجميع يحملون مشروع الدولة الجنوبية كاملة السيادة، واستعادة الحقوق السياسية غير المنقوصة، واستمعنا في هذه المرحلة إلى آراء ووجهات نظر كثيرة، ذهبنا بأنفسنا إلى من لا يستطيع المجيء إلينا كما وعدنا، واستقبلنا الآخرين، حتى أصبحنا جميعاً في مربع واحد متقاربين أكثر من أي فترة سابقة، فلنحافظ على هذا التقارب من خلال المشاركة بفاعلية وإيجابية في المرحلة الثانية من الحوار والتي ندشنها في هذا اليوم المُبارك، لنؤكد أن الجميع على الساحة الجنوبية مؤمنون بأهمية الحوار البنّاء والهادف الذي يحقق التقارب والتآخي والتلاحم الوطني الذي نسعى إليه ويحتاجه الشعب والوطن الجنوبي".
ولفت الزبيدي إلى أن "أهمية بدء المرحلة الثانية من الحوار الجنوبي الذي يطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي للوصول من خلاله مع كل القوى الجنوبية الحرة وكل المناضلين إلى لحمة وطنية جنوبية قادرة على مواجهة التحديات، أنها تأتي مع تعاظم تلك التحديات، وتزايد حجم المؤامرات التي تستهدف الوجود الجنوبي، وهويته وقضيته وجغرافيته، وفي ظل تصعيد ميليشيات الحوثي على مختلف الجبهات مع الجنوب، في موازاة حالة من التآمر الذي تقود تفاصيله القوى الزيدية السياسية بشقيها الحوثي والإخواني في مشهد لا يخفى على احد حيث تقوم من خلاله جماعة الإخوان تحت مظلة الشرعية بإيقاف جبهاتهم العسكرية المزعومة مع الحوثيين ومن ثم تسليم المعسكرات والمناطق المحاذية للجنوب إلى جماعة الحوثي".
وأكد الزبيدي على "هذه التفاهمات التي تشكل تهديداً حقيقياً للجنوب وتهديداً للمشروع العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، ينبغي أن يكون دافعا وحافزا للجميع من أجل تعزيز الجبهة الداخلية وتعزيز وحدة الصف الجنوبي،بما يسرّع عملية الوصول إلى الهدف السامي والمشروع، والغاية النبيلة المنشودة والمتمثلة في استعادة الدولة الجنوبية الحرّة".
وأردف "أن الواجب المُلقى على عاتقنا أن نكون في مستوى التضحيات التي يسطرها أبطالنا وبدعم دعم سخي من الأشقاء في التحالف العربي، وان نقدم بدورنا التنازلات في سبيل الوصول إلى موقفاً جنوبياً موحداً يحقق حلم شعبنا ويستعيد لهذا الوطن مجده وهويته".
وأضاف الزبيدي "نقف بكل إمكانياتنا مع دول التحالف بقيادة السعودية ودولة الإمارات وهذا بالنسبة لنا موقفاً ثابتاً ينطلق من حرصنا على أمن المنطقة وعروبتها وهويتها ومستقبلها السياسي، وهذا لا يتعارض أبداً مع مشروعنا الوطني في الجنوب، مشروعنا الذي يعكس تطلعات شعبنا وطموحه المشروع".
وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك: "إن الإخونجة ومن سخروه لخدمتهم وحدهم الذين يرون دعوة الانتقالي للحوار دعوة غير جادة"وأضاف بن بريك "لأنهم يعلمون أن الانتقالي لا يقبل الحوار مع تنظيم مصنف لديه إرهابي ولدى السعودية والإمارات ومصر".
وعلق عضو هيئة الرئاسة بالمجلس الانتقالي الجنوبي د. ناصر الخبجي قائلا: "الحوار هو قيمة حضارية وإنسانية ووسيلة سلمية لحل الصراعات بدون عنف أو سلاح".. مضيفا أن "تدشين الحوار الجنوبي من أجل الجنوب وهو تجسيد وتعميق لروح التصالح والتسامح الجنوبي التي تمثيل الركن الرئيسي لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي".
وأكد الخبجي "فلنمضي نحو مستقبل خال من أحقاد الماضي ونعمل على تأسيس شراكة وطنية حقيقية ونكون شركاء في بناء مستقبل الجنوب".. متابعا "الجنوب لكل أبنائه بدون شك، قد نتباين ونختلف حول وسائل وآليات الوصول إلى الهدف لكن لا يجب أن نختلف على الهدف المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة".
واختتم الخبجي "إننا نمر في لحظة تاريخية قد لا تتكرر على المدى القريب والمتوسط، ويجب علينا أن نتوافق على أن نخوض المعركة السياسة الخارجية مع بعض ونركز على الهدف ونتجاوز التفاصيل".
كما أكد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد عمر بن فريد أن الانتقالي يحرص على وحدة الصف الجنوبي نحو الهدف المنشود. وتابع بن فريد "ندرك أن هناك من يريد أن يشتت أصواتنا لغرض تهميش قضيتنا في العملية السياسية ليوجهها كما يرغب وهو أسلوب بليد لن يحقق استقرار في المنطقة".
وأكد الأكاديمي والمحلل السياسي الجنوبي د. حسين لقور بن عيدان "إن الخطاب الجنوبي يحتاج لإعادة صياغة واضحة".. مضيفا " أن تحديد رؤية لا تقبل التشكيك عن مستقبل الجنوب أهم بكثير من ترديد العبارات الغامضة التي تربك المناضلين".
وأردف لقور "نحن اليوم أمام مفترق طريق لا تقبل فيه الكلمات والمصطلحات العائمة وأولها مسألة الهوية الجنوبية فسياسة مسك العصا من الوسط لم تعد مجدية".
ومن جانبه قال الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للحراك الثوري محمد الحضرمي: "إن المجلس تلقى دعوة هاتفية لحضور تدشين الحوار الجنوبي تحت رعاية المجلس الانتقالي".. مشيرا إلى أن "الثوري لم يتلقَ تفاصيل الحوار وأسسه في مرحلته الثانية".
وأكد الحضرمي أن "المجلس الأعلى مع الحوار الجنوبي في الداخل على أسس متوافق عليها مسبقاً ولن يحضر الزفة كالأطرش".. مبينا أن "الحراك الثوري سيكون أول الحاضرين على الطاولة المستديرة للحوار الجنوبي بعد التفاهمات بشأن أسسه ومبادئه وضوابطه وجدوله الزمني".. محذراً من "الاستمرار في الاستقواء ومحاولة الاستحواذ والإقصاء".
وكما استغرب رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الجنوبي الأول (مؤتمر القاهرة) عبد المجيد وحدين قائلا: "إن إعلان الانتقالي، وتحديد موعد لإطلاق المرحلة الثانية من الحوار الجنوبي يعد (مفاجأة)".
وأضاف وحدين في تصريح صحفي "مصدر المفاجأة أننا على مدى ما يقرب من الشهر، كنا نسعى لاستكمال الحوار الذي بدأناه في يناير الماضي، ومحاولة التوافق على خطاب موحد قبل اللقاء الجنوبي الذي كان من المتوقع انعقاده في الأردن أواخر أبريل الماضي، وقد تواصلنا شخصياً مع رئيس الجمعية الوطنية وأبدى ترحيباً بالفكرة مع وعد بالتواصل، ثم امتنع عن التواصل بعدها وتجاهل الدعوات للقاء، لنفاجأ فيما بعد بهذه الدعوة".
وأردف وحدين "هناك تفسير واحد لهذا التصرف وهو أن الإخوة، للأسف، لا يريدون حواراً جاداً من موقع التوافق والشراكة؛ وإنما يسعون إلى حوار من موقع الوصاية. وهذا يمكن تسميته أي شيء آخر إلا الحوار. هم يريدون لعب دور أصحاب العرس والآخرون مجرد مدعوين، وهذا ما لا نقبله".
واختتم وحدين "ندعو لإنجاح اللقاء الجنوبي المرتقب في الأردن برعاية المبعوث الأممي باعتباره الإطار المناسب في الوقت الحالي للحوار الجنوبي، ولكي يجمع الجنوبيون على كلمة سواء".
أما القيادي في الحراك الجنوبي علي باثواب فقال: "إن الحوار السياسي الذي أطلقه المجلس الانتقالي هو عبارة عن ندوة احتفالية حاور فيها نفسه".. مؤكدا أن "المجلس الانتقالي أطلق ندوة احتفالية ويسميها بالحوار مع المكونات الجنوبية للحراك الجنوبي والحضور هيئات المجلس ليحاوروا أنفسهم في ظل غياب تام المكونات الجنوبية والتي لم تتلق دعوة وترتيبات للحوار، لكن الإيجابي في انطلاق الحوار هو الاعتراف من قبل المجلس أنه بني آليا بالخطأ وفي الوقت الخطأ وفي الحسابات الإقليمية الخطأ".
وأضاف باثواب "نعم للتصحيح ما لم فسنظل في حلقة مفرغة وتفرض علينا الحلول الجاهزة".
قال سياسيون جنوبيون: "إن الحوار السياسي الذي أطلقه المجلس الانتقالي هو عبارة عن عملية سياسية ساخرة ومضحكة".. واصفين إياها بأنها ضحك على الذقون".
وأكد سياسيون من مكونات سياسية مختلفة أن "العملية التي أطلقت ربما تكون الأغرب في تاريخ العملية السياسية في اليمن".. موضحين أن الانتقالي ذهب لخوض غمار حوار سياسي مع أطرافه السياسية ضمن المجلس ذاته".
وأشار السياسيون إلى أنه "لا يعقل أن يتم الحديث عن حوار سياسي بينما غابت كل المكونات السياسية الجنوبية عن هذا الحوار".
المزيد في هذا القسم:
- الإفراج عن 38 صياد يمني كانوا محتجزين في إرتيريا! المرصاد نت - متابعات قال مصدر مسؤول بوزارة الثروة السمكية، إنه تم الإفراج عن 38 صياد يمني كانوا محتجزين لدى السلطات الإرتيرية. وأوضح المصدر لوكالة الأنباء ال...
- صحيفة “ذي ناشيونال إنتريست” الأمريكية : حُكم على السعودية أن تفشل في اليمن”. مؤلف التاريخ الدولينشرت صحيفة “ذي ناشيونال إنتريست” الأمريكية، مقالاً للباحث والدكتور، أشير أوركابي، بعنوان “حُكم على السعودية أن تفشل في اليمن”. وقال أشير أور...
- السعودية والإمارات تستوليان على الجنوب .. اتفاق الرياض ينتزع صلاحيات هادي وحكومته! المرصاد نت - رشيد الحداد وسط خلافات سياسية حادّة وترحيل معظم الملفات الساخنة كالسجون السرية الإماراتية وضمانات التنفيذ وقّعت حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجن...
- كيف تمكن حميد الأحمر من تأسيس شركات حديثة في اليمن لتهريب أمواله الى الخارج؟ المرصاد نت - الفجر الجديد كشفت مصادر مطلعة الطريقة التي تمكن من خلالها الشيخ حميد بن عبد الله حسين الأحمر لضمان بقاء إستثماراته التجارية داخل اليمن وتحويل أرب...
- تحت عنوان الارهاب: القوات الإماراتية تواصل التنكيل بأعضاء الاصلاح في حضرموت المرصاد نت - متابعات تسعى الامارات عبر قواتها في محافظة حضرموت إلى تكريس وتعميق قبضتها العسكرية على المحافظة من خلال مواصلة التضييق والاعتقالات لكوادر وأعضاء ...
- دك تجمعات المرتزقة وتطهير عدد من المواقع في ميدي وتعز .. وزلزال2 يبعثر المرتزقة في نهم المرصاد نت - متابعات نجحت قوات الجيش واللجان الشعبية الأربعاء بنصب كمين محكم لمرتزقة العدوان في ميدي بمحافظة حجة أسفر عن قتل وجرح العشرات منهم بالإضافة إلى تد...
- أين الأمم المتحدة .. من مجازر تحالف العدوان في اليمن؟ المرصاد نت - متابعات عندما تأسست منظمة الأمم المتحدة وما تفرّع عنها من مؤسسات أمنية وإنسانية واقتصادية وما إلى ذلك كانت الفكرة الأساس من ذلك هي حماية المجتمع ...
- الامنية العليا تتخذ قرارات أزاء المستجدات الراهنة وقفت اللجنة الأمنية العليا في اجتماعها اليوم بصنعاء امام عدد من القضايا والمستجدات والتطورات الامنية الراهنة التي تمر بها البلاد ، واتخذت ازاءها عدد من ...
- تنامي الوعي الجنوبي بخطورة دور الرياض وأبو ظبي في اليمن المرصاد نت - لقمان عبدالله أفرز الإخفاق الإماراتي ــ السعودي في إدارة المحافظات الجنوبية في الشهور الماضية فهماً مختلفاً عمّا كان عليه في السابق واستطاعت القيا...
- حرب بيولوجية باليمن والمجتمع الدولي يفضل السكوت المرصاد نت - متابعات منذ 28 شهرا تقصف السعودية وحلفاؤها اليمن وجعلته حقلا لتجربة الأسلحة الغربية إلا أن ذلك لم يكن كافيا لكسر إرادة اليمنيين فأخذت الحرب الطاب...