المرصاد نت - متابعات
تحوّلت الحرب التي أدخل بن سلمان بلاده فيها ضد اليمن من حرب كان يتوقع ألّا تستغرق سوى بضعة أشهر إلى مستنقع دموي علقت فيه السعودية وتكبّدت خسائر كبيرة على الصعيدين البشري والمعنوي. وتحوّلت المناطق الحدودية السعودية مع اليمن إلى مدن منكوبة بفعل الهجمات المتتالية للقوات اليمنية المشتركة. وعلى الرغم من الخسائر العسكرية الكبيرة التي يتكبّدها الجيش السعودي والحرس الوطني الذي استنزفت قدراته العسكرية وهو يخوض الحرب الحدودية الشرسة فإن نظام الحكم السعودي يحاول احتواء الغضب الشعبي المتزايد عبر تجاهل وجود الخسائر تارة ومحاولة تبريرها وتكذيبها تارة أخرى.
وفي سياق الغضب على بن سلمان ذكرت وكالة "رويترز" أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة ونخبة رجال الأعمال في السعودية عبروا عن إحباطهم منه في أعقاب أكبر هجوم على أرامكو الشهر الماضي. وقال دبلوماسي أجنبي رفيع المستوى وخمسة مصادر تربطها علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال للوكالة إن هذا الأمر أثار قلقاً وسط عدد من الفروع البارزة لعائلة بني سعود بشأن قدرة ولي العهد على الدفاع عن البلاد. وقال أحد المصادر "ثمة حالة استياء شديد من قيادة ولي العهد. كيف لم يتمكنوا من رصد الهجوم؟". وأضاف أن بعض الأشخاص في أوساط النخبة يقولون إنهم "لا يثقون" في ولي العهد الأمر الذي أكدته المصادر الأربعة الأخرى والدبلوماسي. وينظر بعض الأمراء إلى الأمير أحمد بن عبد العزيز البالغ من العمر 77 عاماً وهو الأخ الشقيق الوحيد للملك سلمان المتبقي على قيد الحياة كبديل ممكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والجهاز الأمني وبعض القوى الغربية على حد قول اثنين من المصادر الخمسة التي تربطها علاقات بالنخبة السعودية.
وأعلنت صنعاء في مؤتمر صحافي في 28 سبتمبر/أيلول الماضي "أنها أسرت المئات من الجنود السعوديين واليمنيين خلال هجوم واسع في محور نجران ووجود عدد كبير من القتلى وتدمير عدد من المركبات والمعدات". وحاولت السلطات السعودية تجاهل الإعلان اليمني واعتباره مجرد "كذبة" لكن تغطية وسائل الإعلام المتواصلة لدعاوى الهجوم دفعت السلطات السعودية إلى تنظيم مؤتمر صحافي أعلن فيه المتحدث باسم التحالف العسكري السعودي تركي المالكي أن كلام الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية مجرد "مسرحية" وزعم أن القوات اليمنية المشتركة تعرضت لخسائر كبيرة في الأيام الأخيرة ملقياً باللوم على وسائل الإعلام العالمية بتغطيتها المتواصلة لما سمّاه مزاعم بتعرض القوات السعودية للخسائر. وأكد أيضاً أن "التحالف ليس لديه ما يخفيه".
لكن مؤتمر المالكي الذي نفى فيه ما سمّاه الادعاءات اليمانية وتجاهل الإعلام السعودي نقل حقيقة ما يجري من حرب دموية في أرض المعركة لم يُلغ حقيقة وجود مئات الأسرى من الجنود السعوديين لدى صنعاء ولم يُلغ حقيقة وصول عشرات التوابيت أسبوعياً إلى عائلات القتلى من العسكريين في مناطقهم ومدنهم المتفرقة. ونشر الإعلام الحربي اليمني مقاطع فيديو لجنود سعوديين، ذكروا فيه أسماءهم الكاملة والألوية التي ينتمون إليها. وكان من الواضح انتقاء صنعاء للأسرى المنتمين إلى قبائل سعودية كبيرة وذلك لضرب المعنويات الشعبية في البلاد.
ويتصاعد الغليان داخل الشارع السعودي بفعل الحرب اليمنية والخسائر المتتالية التي تتعرض لها العائلات السعودية بفقدانها أبناءها في هذه الحرب الطاحنة. وقال المعارض السعودي عبد الله الغامدي إن "هناك غضباً كبيراً داخل الشارع السعودي بسبب محاولة نفي وجود خسائر كبيرة أو التقليل من حجمها في حال حدوثها وتصويرها على أنها مجرد حوادث عرضية وليست خسائر كبيرة تهدد بنية الجيش السعودي الضعيفة أصلاً". وأضاف الغامدي: "هلّل الكثير من السعوديين للحرب في بدايتها حتى أولئك الذين هم على خلاف مع الأسرة الحاكمة إذ كانوا يعتقدون بضرورة استئصال المليشيات والنفوذ الإيراني الذي يتنامى خلف ظهر البلاد أي اليمن. لكن لو سألت الجميع اليوم بمن فيهم الموالون لمحمد بن سلمان نفسه والمؤمنون به فإنهم سيقولون إنهم يتمنون انتهاء هذه الحرب المفزعة اليوم قبل الغد".
ولا يبدو أن بن سلمان ورجاله المحيطين به من مستشارين وأمنيين يأبهون لحقيقة الخسائر السعودية الكبيرة في الحرب إذ سبق لبن سلمان أن قال إن "الوقت في اليمن من صالحنا" متجاهلاً الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها قواته والمليارات التي يصرفها نظامه شهرياً عليها. ويرى الكثير من السعوديين أن ولي العهد السعودي أشعل الحرب في اليمن وزجّ جنوده في معركة كبيرة ومحرقة لا تنتهي من أجل أغراض الدعاية والتسويق لاسمه فور صعود والده إلى سدة الحكم في عام 2015م وقراره تعيين ابنه وزيراً للدفاع من دون أي خبرة عسكرية أو سياسية أصلاً. ويعتقد السعوديون أن بن سلمان أشعل الحرب الحدودية الطاحنة ثم نسي وجودها وتفرغ لمشاريعه الخاصة التي تهدف إلى خصخصة الدولة وتطبيق السياسات النيوليبرالية وصرف مئات الملايين على جلب الفرق الموسيقية والمسرحية ومهرجانات الترفيه على الرغم من رفع الدعم عن الكثير من السلع وخصم جزء لا يستهان به من رواتب الموظفين الحكومية بسبب الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها النظام السعودي.
وقال المعارض السعودي البارز رئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان يحيى عسيري إن القيادة السعودية منفصلة عن الواقع وتقوم بخيارات لا تعلم ماهيتها في الكثير من الأمور وأهمها الحرب ضد اليمن التي اتُّخِذ قرارها بطريقة ارتجالية وكأنها نزهة بالنسبة إلى بن سلمان حين كان وزيراً للدفاع في عام 2015م وأضاف عسيري الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له أن "بن سلمان لا يهتم لأبناء الوطن الذين يسقطون في هذه الحرب الدموية لأنه منفصل عن واقعه السعودي وجل اهتمامه هو القيام بحفلات الترفيه ودفع المبالغ الطائلة لها". وتساءل: "ماذا نسمي تصريحات رئيس هيئة الترفيه ومستشار بن سلمان وصديقه في الوقت نفسه، تركي آل الشيخ، بأن هناك ميزانية تبلغ مئات الملايين ستصرف على المطربين والمطربات والفعاليات الترفيهية في الوقت الذي يعاني فيه الجنود السعوديون البسطاء من وقف خدماتهم ومنع عائلاتهم من التصرف بأموالهم بحجة وجود قروض مصرفية عليهم، نتيجة قلة رواتبهم وتدنيها؟ إنه مؤشر حقيقي على عدم اهتمام بن سلمان بجيشه بل وبحربه على اليمن ما سيؤدي إلى إضعاف العقيدة القتالية، الضعيفة أصلاً".
المزيد في هذا القسم:
- مجلس أنصار الله يُدين العملية الإجرامية التي استهدفت طالبات مدرسة الخنساء برداع ويُدين تخا... المجلس السياسي لانصار اللهأدان المجلس السياسي لأنصار الله في بيان له مساء يوم أمس العمل الإجرامي الجبان الذي أقدمت عليه العناصر الاستخباراتية التكفيرية التي است...
- السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يستقبل وفداً من أبناء الجنوب .. استقبل السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وفداً من ابناء المحافظات الجنوبية الذي يزور محافظة صعدة حالياً ، وأكد السيد عبد الملك الحوثي زعيم حركة انصار الله ان حل ...
- شاهد بالصور .. على طريقة داعش في العراق وسوريا .. ما تسمى بالقاعدة تُعدم عقيداً في الأمن ا... قامت عناصر تكفيرية ارهابية تابعة لتنظيم ما يسمى بالقاعدة اليوم الخميس بإعدام العقيد محمد طاهر الشامي وابنية ومرافقية بعد أن حفرت لهم حفرة جماعية وأطلقت عليهم ال...
- ما بعد ضربة بقيق الكبرى وخطوات السعودية المراوغة نحو السلام "دراسة"! المرصاد نت - متابعات منذ عملية التاسع من رمضان - مايو2019م حين استهدفت المسيرات اليمنية أنابيب النفط في ينبع السعودية، كان من الواضح أن اليمن قد دخلت مرحلة مخ...
- جبهة المخا تشتعل: الإمارات ترسل تعزيزات عسكرية ومسلحين سلفيين المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر عسكرية موالية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن عن وصول تعزيزات عسكرية جديدة ومسلحين سلفيين مواليين للإمارات إلى من...
- تحطم طائرة عسكرية أمريكية قبالة ساحل اليمن وقوات سودانية تصل عدن المرصاد نت - متابعات أعلن الجيش الأمريكي اليوم السبت عن تحطم طائرة هليكوبتر من طراز بلاك هوك قبالة ساحل اليمن - يوم الجمعة - خلال تدريب وإن عملية البحث ج...
- انعقاد ندوة اليوم الأربعاء في جنيف عن الإعلام اليمني تحت القصف المرصاد نت - متابعات تنظم لجنة دعم الصحفيين اليوم الأربعاء 21 سبتمبر 2016ندوة بعنوان (الإعلام اليمني تحت القصف)، وذلك على هامش دورة مجلس حقوق الإنسان المنعقدة...
- أمريكا على خط الحرب: ترتيبات ما بعد هادي ! المرصاد نت - العربي في اليمن ثمة تحرك سياسي وعسكري أمريكي يجري على قدم وساق وبشكل مباشر هذه المرة وذلك على صعيد إعادة صياغة المشهد اليمني وفق رؤية أمريكية بحت...
- العدوان يواصل جرائمه ضد المدنيين.. أستشهاد وأصابة 14 مواطناَ بصعدة المرصاد نت - متابعات أستشهد وأصيب 14 مواطنا اليوم بينهم نساء وأطفال بغارتين لطيران العدوان السعودي على مديرية رازح الحدودية بمحافظة صعدة. وأوضح مصدر أمني أ...
- واشنطن تركز حربها ضد القاعدة على الأرض اليمنية! المرصاد نت - ميدل إيست اونلاين صعدت الولايات المتحدة الأميركية من جهودها للقضاء على قيادات ارهابية كبيرة في منطقة الشرق الاوسط والعالم حيث ركزت مؤخرا على استهد...