هل يؤدي التقارب والحوار بين النظام السعودي والحوثيين لإنهاء العدوان والحرب على اليمن؟

المرصاد نت - متابعات

قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن النظام السعودي يبدو حريصاً على الإستفادة من التقدم الدبلوماسي الذي أحرزه الشهر الماضي مع الحوثيين رغم أن التحالف لم يقدم إطاراً زمنياً لأيِYem KSA2019.11.29 من التطورات. وأشارت الصحيفة في تقرير لها تطرق للحوارات الجارية بين الحوثيين والنظام السعودي، وإعلان الرياض إطلاق سراح 200 أسير يمني والسماح بعودة بعض الرحلات الجوية من صنعاء مشيرة إلى أن خطوات يُنظر إليها كدليل على أن الجهود المبذولة لإنهاء العدوان والحرب المستمرة منذ خمس سنوات تكتسب زخماً.

كما إنه لايزال هناك الكثير من عدم الثقة من جميع الأطراف ولكن على عكس الجولات السابقة من المحادثات هناك حافز حقيقي للسعودية لإلقاء ثقلها وراء المفاوضات هذه المرة. وأوضحت الصحيفة أن الحرب أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث قتل أكثر من 100000 شخص و80% من السكان يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة فيما يواجه تحالف العدوان السعودي انتقادات متزايدة بشأن دورها في الحرب المتعثرة وأصبحت الرياض معزولة بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة.

في يوم واحد خطوتان مهمتان قام بهما التحالف العسكري السعودي في اليمن ففي خطوة تصب في مجرى التقارب مع الحوثيين الذي بات بشكل معلن خلال الأسابيع الماضية أعلن التحالف أمس الخميس الإفراج عن 200 اسير يمني وفتح مطار صنعاء لعلاج المرضى. وفي جنوب اليمن حركت الإمارات مليشياتها المسلحة نحو محافظة أبين في تصعيد عسكري هو الأكبر منذ توقيع إتفاق الرياض بين حكومة هادي والمجلس الإنتقالي الإنفصالي المدعوم إماراتيا.

وسبق الخطوتان حملة إعلامية شرسة شنها مغردون سعوديون ضد حكومة هادي وقيام الإمارات بإمداد مليشياتها في محافظة شبوة بأسلحة نوعية لبدء عمليات ضد القوات الحكومية وزعزعة الأمن في المحافظة، بحسب بيان للسلطات الأمنية.

 وتزامن التصعيد الإعلامي مع تصعيد عسكري آخر استهدف قيادات من الصف الأول لقوات حكومة هادي عبر عمليات استهداف مركزة بصواريخ في محافظة مأرب. ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه الهدنة الغير معلنة بين الحوثيين والنظام السعودي والتي تجلت بشكل واضح في إيقاف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على الرياض منذ هجمات شركة أرامكو. وهو الأمر الذي أثار التساؤلات هل قرر التحالف التخلص من مماتسمي بالشرعية وهل بدء مسلسل استهداف وتفكيك جيش حكومة هادي؟

 بعد أن حققت الإمارات هدفها في حصول أدواتها ممثلاً بالمجلس الإنتقالي على الإعتراف الدولي من خلال إتفاق الرياض أعطت إشارة البدء لمليشياتها بالتحرك لتنفيذ مخططها كمرحلة ثانية في مسعى منها لتمكين الإنتقالي من بسط سيطرته على ما تبقى من المحافظات الجنوبية في اليمن وكان البدء من محافظتي أبين وشبوة والتي أرسلت تعزيزاتها العسكرية إليها الثلاثاء الماضي.

 بالنظر إلى الأحداث السابقة فإن الهدف الأساسي للإمارات هو الإجهاز النهائي على آخر ما تبقى من وجود لماتسمي بالشرعية فهل تشترك الرياض في ذات الهدف؟ وفي سياق موقف السعودية فثمة احتمالين اثنين فانسجام المواقف وسياق إتفاق الرياض يؤكد تبادل الرياض وأبو ظبي الأدوار لتحقيق الهدف الواحد والمشترك فعقب وصول أبو ظبي إلى طريق مسدود وتمكنها من استكمال مخططها جاء وقت الرياض لإكمال المهمة وما يجري حتى اللحظة مؤشرات واضحة.

 فيما الاحتمال الثاني يذهب إلى الاعتقاد بأن أبو ظبي تسعى لإظهار الرياض في صورة العاجزة عن الفعل وحل المشكلات وعبث الأولى في المحافظات الجنوبية وتعطيلها لتنفيذ إتفاق الرياض عبر تحريك أدواتها يأتي في هذا السياق. وأياً يكن فإن خطوات إضعاف حكومة هادي وتقويض سلطاتها في المحافظات الجنوبية ماضٌ على قدم وساق في وقت يجري فيه التقارب مع  الحوثيين بخطوات متسارعة. .... فإلى أي مصير مجهول تقود السعودية والإمارات اليمن؟

قوي التحالف السعودي الإماراتي تعاملتا منذ اليوم الأول على أن سلطة هادي ليست الخيار الأول لهما. ووجود خطة سرية هدفها أولا إنهاء أي أثر للربيع العربي في اليمن وتقويض النظام الانتقالي وافراغه من مضمونه والعمل على تفكيك اليمن إلى دويلات وتعميق التباينات بين المكونات اليمنية على أساس جهوي وطائفي. حيث أن تصريحات الشهري ليست في معزل عن هذا المخطط الذي يهدف لإعادة تفكيك المجتمع اليمني إلى مصادرة الأولية المذهبية والطائفية والمناطقية. كما أن النظام السعودي ماضي في ترتيب مستقبل اليمن على أساس إعادة تفكيكه.

 الرياض تتعامل مع جماعة الحوثي ليس لأنها تحتاج لأن تكون الجماعة جزء من المكون السياسي المهيمن لليمن وإنما ستتعاطى معهما من حيث كونها طرف سياسي محمل بأثقال طائفية يمكن توظيفها في تعميق هذا الانقسام الذي تعتقد أن وجودها على الساحة اليمنية ضمانا لأمنها واستقرارها وعلى ذلك  فإن النظام السعودي ماضي عبر إتفاق الرياض في تمكين الدعوات المناطقية في المحافظات الجنوبية لكي تؤتي أكلها في نهاية المطاف وتفرض واقع الانفصال.

 وعن التقارب "السعودي - الحوثي" فإن الرياض تلتفت إلى الحوثيين استجابة لتوجه في المجتمع الدولي يسعى إلى إنهاء الحرب في اليمن واعتبارهم طرف سياسي والاعتراف لهم حتى بالمكاسب السياسية والعسكرية التي حازوا عليها في الفترة الماضية.

وفي سياق متصل قالت منظمة الصحة العالمية إنها تعمل على تسيير رحلات إنسانية علاجية للحالات التي لايمكن علاجها داخل اليمن. وأعلن مكتب المنظمة الأممية في اليمن عبر “تويتر” عن قرب تسيير رحلات علاجية للحالات الحرجة التي لايمكن علاجها داخل البلاد. وأضافت المنظمة أنها تكرس جهودها لدعم احتياجات المرضى في المقام الأول ومن أجل خدمة الشعب اليمني.

وكان التحالف العسكري السعودي أعلن مؤخراً تسيير رحلات جوية من مطار صنعاء الدولي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لنقل المرضى من صنعاء بعد نحو ثلاث سنوات من إغلاقه الأمر الذي تسبب في وفاة أكثر من 43 ألف حالة من الحالات المرضية التي تحتاج السفر إلى الخارج للعلاج حسبما أعلنت حكومة صنعاء مؤخراً.

المزيد في هذا القسم: