التعقيد سمة المسار السياسي باليمن في نهاية 2019م!

المرصاد نت - متابعات

واجه المسار السياسي اليمني عام 2019 العديد من التعقيدات والتحديات على رأسها تعنت تحالف العدوان السعودي في تنفيذ اتفاقيات السويد الأمر الذي أعاق أي تقدم في العملية السياسية Grafathas2019.12.31المفترضة رغم تقديم المبادرات من صنعاء لتسهيل جهود السلام وأهمها مبادرة وقف الهجمات الصاروخية على السعودية.

مخيب للآمال بدا العام 2019 في اليمن على الصعيد السياسي رغم ما شهد من تحولات وحراك في هذا الجانب.. حراك كان مبتدأه المساعي نحو تنفيذ اتفاقيات السويد، من خلال تعيين بعثة مراقبة أممية في الحديدة وعقد عدة اجتماعات لم تثمر بعد أي نتائج على الأرض، باستثناء ما قدمت من خطوات أحادية الجانب لطرف صنعاء قوبلت بتعنت من الطرف الآخر مما تسبب في تعثر كل الاتفاقيات الأخرى ولم تفلح تحركات وجولات المبعوث الأممي مارتن غريفيث في إحداث أي تقدم للعملية السياسية المفترضة.

مع انسداد الأفق السياسي تزايدت الأزمات الإنسانية وتصاعدت وتيرة العمليات العسكرية من قبل تحالف العدوان وهو ما اضطر صنعاء أن تتحول من حالة الدفاع إلى الهجوم بتنفيذ عدة ضربات نوعية وصاروخية على مواقع حيوية سعودية أبرزها استهداف منشأة أرامكو في 13 من سبتمبر ليحدث هذا التطور تداعيات عديدة منها إعلان صنعاء لمبادرة سلام بوقف الهجمات الصاروخية مقابل أن تلتزم الرياض بالمثل، لتلي هذه الخطوة حوارات غير معلنة بين صنعاء والرياض رافقها غموض في نتائجها سوى ما لوحظ من تخفيض جزئي للعمل العسكري.

وإلى جانب تقديم المبادرات من قبل صنعاء سعياً لإنجاح عملية السلام كثف وفدها المفاوض من لقاءاته بمسؤولي وسفراء عدد من الدول المؤثرة، في وقت شهدت صفوف تحالف العدوان حالة من التشظي والتفكك ترجمتها الصراعات بين فصائله في جنوب البلاد وسيطرة القوات المدعومة إماراتياً على محافظة عدن في أغسطس لتسارع السعودية لرعاية ما أسمي بإتفاق الرياض بهدف إنه اء الصراع القائم.. إتفاق لم يغير بعد شيئاً على الأرض وبدى هشاً منذ لحظاته الأولى.

وتدور رحى الحرب على اليمن بالبحر أيضاً لكن مع وجود قدر أقل من المساءلة ففي البحر يلقى المدنيون أيضاً حتفهم وبأعداد كبيرة حيث يُحرم الصيادون اليمنيون من البحث عن رزقهم؛ بل أصبحوا هدفاً عسكرياً راح ضحيته عشرات بين قتيل وجريح في بلدٍ أنهكته حرب طاحنة ومجاعة طرحت نحو 20 مليون شخص تحت خط الفقر.

وعلى شواطئ الحديدة التي يعتاش منها آلاف الصيادين اليمنيين يتجسد ذلك الاستهداف بأوضح صوره حيث يتعرضون لنيران رشاشات الزوارق الحربية التي تضيّق عليهم في عرض البحر تارة وتتلف مراكبهم وتصادر معداتهم تارة أخرى وغالباً ما يسقط ضحايا كما يتعرضون للاعتقال التعسفي ويخضعون للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية والمهينة.

أواخر ديسمبر الجاري تعرَّض 17 صياداً يمنياً لتعذيب شديد وضرب مبرح من قِبل مليشيا يمنية تمولها الإمارات في جزيرتي "حنيش" و"زقر" غربي اليمن. وذكرت مصادر إن الصيادين تعرضوا لأشد أنواع التعذيب على يد جنود يتبعون الإمارات، بعد احتجازهم ثلاثة أيام والتي يوجد فيها قوات تتبع طارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وفي 27 ديسمبر 2019 أيضاً كشفت وزارة الثروة السمكية في صنعاء أن الإمارات تستخدم سفينة كسجن عائم في البحر؛ لاحتجاز الصيادين. وأوضحت أن السفينة الإماراتية التي تحمل اسم "أبوظبي" وعلى متنها جنود إرتريون وسودانيون تلاحق الصيادين وتقتادهم مع سفنهم إلى إرتريا، حيث تمتلك الإمارات قاعدة عسكرية.

عام آخر يودعه اليمن تحت وطأة ما فرض عليه من عدوان وحصار ولا جديد في ملفه السياسي نتيجة تعثر كل التحركات والجهود التي بذلت من أجل التوصل لعملية سلام شاملة يأمل اليمنيون أن تكون هي الحدث الأبرز في العام الجديد.

المزيد في هذا القسم: