المرصاد نت - ناصر عوض لزرق
القضية الجنوبية قضية عادلة لا تقبل أن يتم تمثيلها من قبل مجلس لا يتعدى عمره الـ 3 سنوات ويرى نفسه الآمر الناهي والمفوض الرسمي لهذه القضية التي تحمل على ظهرها آمال وطموحات الملايين من الجنوبيين الذين أشعلت ثوراتهم السلمية المحافل الدولية. يظن ثوار ما بعد 2015م أن المجلس الانتقالي هو الوحيد الذي يمثل القضية الجنوبية، وما سواه ليسوا سوى عملاء وخونة يخدمون أعداء القضية، متناسين كل تلك القيادات والنشطاء والشعب الذي ظل لسنوات يكافح في سبيل نجاح مطالبهم في استعادة دولتهم .
أوصلت العنجهيات التي مارستها قيادات المجلس الانتقالي واعضائهم إلى باب صار الكل فيه عدوهم سواء بقصد أو بغيره، بعد أن خونت وسبت وهاجمت كل من هو ليس معهم أو يملك مكون أو فصيل جنوبي آخر.
الثورة الجنوبية
بدأت الثورة الجنوبية بالانطلاق في العام 1994م وانطلقت ثورتها على الساحة في العام 2007م لتستمر إلى يومنا هذا، واستطاعت قيادات ومسؤولين جنوبيين سابقين في إدارة دفة القيادة من خلال التعاون والسير نحو هدف واحد وموحد لا يهدف إلى تخوين الأخر ولا خلق صراع جنوبي جنوبي في سبيل استعادة الدولة الجنوبية. استمرت الثورة الجنوبية وبسلميتها تصارع القمع والتنكيل والقهر والاستبداد، وصمدت ووقفت أمام جميع التحديات بواحدية القرار والعمل، واستمرت بذلك حتى بداية العام 2015م المرحلة التي شهدت فيها اليمن ككل بشمالها وجنوبها إلى عدوان وحرب شمل كل الوطن.
توحدت القوى الجنوبية وعمل الكل من منطلق ديني وسياسي واستطاعت القوى الجنوبية وبالتعاون مع السلفيين والمواطنين من جميع أحزابهم وتوجهاتهم من السيطرة على المحافظات الجنوبية وبمساعدة التحالف العسكري السعودي. حملت مرحلة ما بعد الحرب على اليمن انخراط القيادات الجنوبية في صفوف حكومة هادي ونالت تلك القيادات مناصب رفيعة من وزراء ومحافظين ووكلاء وغيرها من المناصب واستطاعوا بذلك أن يكونوا المتحكمين في أروقة الشرعية.
استطاع هادي من تمكين القيادات الجنوبية من مفاصل الدولة وصاروا هم المتحكمين فيها، غير أن صراع المصالح الخارجية كانت لها أبعاد وواقع أخر، أضفا بعض المتغيرات التي قادت إلى عزل قيادات جنوبية من مناصبها في الشرعية وتعيينها في مناصب أخرى.
قادت الإمارات القيادات التي أقيلت من الشرعية وشكلت منهم مجلساً أطلقت عليه (المجلس الانتقالي الجنوبي)، برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي (محافظ عدن المقال)، وتعيين الشيخ هاني بن بريك نائباً له (وزير شؤون الدولة المقال)، وقيادة الأستاذ أحمد حامد لملس (محافظ شبوة المقال)، واللواء أحمد بن بريك (محافظ حضرموت المقال)، والأستاذ فضل الجعدي (محافظ الضالع المقال)، والدكتور ناصر الخبجي (محافظ لحج المقال)، وعدد آخر من القيادات والأعضاء.
اتخذت هذه القيادات من القضية الجنوبية مساراً للضغط على هادي وحكومتة للاستجابة لمصالح الإمارات وقادت إلى مواجهات مسلحة وإسقاط المحافظات الجنوبية إلى مستنقع الفوضى وتشكيل قوات مسلحة غير رسمية لا تخضع للدولة. هاجمت قيادات الانتقالي كل ما هو جنوبي لا تتفق مصالحه مع المجلس وخونته وقادته إلى الخروج إلى خارج الوطن، وحاربت المكونات والفصائل الجنوبية الأخرى واتهمتها بالعمالة وخيانة الجنوب وقضيته، مؤكدة أن لا ممثل رسمي للجنوب وقضيته سوى المجلس الانتقالي وجعلته حكراً عليها فقط.
دعمت الإمارات الانتقالي بشقيه السياسي والعسكري وساندتهم في الانقلاب على حكومة هادي مرتين وقدمت لهم الدعم المالي والعسكري، ومدتهم بالسلاح وتمكنت من طرد الحكومة من العاصمة المؤقتة عدن في يناير 2018م وفي أغسطس 2019م.
ربط المجلس الانتقالي مصيره بمصير دولة الإمارات وجعل تمثيله للقضية الجنوبية تمثيل ينتهي بما يؤل إليه مصير الإمارات في حربها في اليمن وقدمت نفسها كأداة تنفذ مصالح الغير ولا تملك هدف لها تناضل من أجله غير تقديم ما يمليه عليها الممول لها. تخبط الانتقالي ظهر جلياً بعد الأحداث الأخيرة (أغسطس) وخسارتها للمحافظات التي كانت تحت سيطرتها وإبقاء عدن المحافظة الوحيدة التي تسيطر عليها، وجعلها تذهب للحوار مع الحكومة الشرعية في جدة وإصرارها على التوقيع على اتفاقية الرياض.
سحبت الإمارات معداتها وقواتها من عدن واليمن جلها، وترك المجلس الانتقالي وحيداً يصارع حكومة هادي والسعودية والذي بدأت الأمور تخرج عن سيطرتها بعد تولي المملكة لملف المحافظات المحررة واليمن ككل. وافقت قيادات الانتقالي أن تعود إلى مكانها في صفوف حكومة هادي كما بدأت به بعد حرب 2015م ووقعت ووافقت على الحصول على حقائب وزارية في الشرعية وقدمت الكثير من التنازلات، غير أن كل هذا لم يكن شفيعاً لها أمام المملكة العربية السعودية.
دخل المجلس الانتقالي في مهاترات مع قيادة العسكرية السعودية وهتف مناصرون له الهتافات المسيئة للملكة واتهمتها بتمويل الإرهاب، وهددت بنقض اتفاقية الرياض والحشد العسكري، ناهيك عن التمرد على قراراتها ورفض الانصياع لها.
ربط الانتقالي مصيره بالإمارات فصار اليوم قريباً من النهاية الوشيكة، بعد أن تركت الإمارات اليمن ورحبها وسحبت قواتها ومعداتها، وبقي الانتقالي يصارع وحيداً. تنتهي صلاحية المجلس الانتقالي الجنوبي بانتهاء المصالح الإماراتية في اليمن أو بفشلها في تنفيذ أي من المصالح التي جاءت إلى اليمن من أجلها.
المزيد في هذا القسم:
- الامنية العليا تدعو الاطراف في عدن الالتزام بالهدوء والعودة إلى الحوار لإنهاء الازمة الراه... دعت اللجنة الامنية العليا، جميع الاطراف في محافظة عدن، إلى الالتزام بالهدوء والعودة إلى طاولة الحوار والبحث عن مخارج وحلول للازمة الراهنة وما ترتب عليها من مو...
- أطباء المستشفى الاستشاري يطالبون في وقفة احتجاجية بالافراج عن مدير المستشفى نظم أطباء وموظفو المستشفى الاستشاري اليمني والمئات من أبناء شرعب وقفة احتجاجية أمس الاثنين أمام منزل الرئيس هادي للتضامن مع الدكتور رفيق الشرعبي...
- ولد الشيخ يزور مسقط للقاء الوفد الوطني المرصاد نت - متابعات قالت مصادر مطلعة إن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيصل الخميس 29 سبتمبر/أيلول 2016 إلى العاصمة العُمانية مسقط في ...
- بعد الـ "مندب۱" والزوارق الملتهبة: رسائل عميقة في أغوار البحر المسجور! المرصاد نت - متابعات يوم بعد يوم تتوالى مفاجآت اليمنيين في معركة المصير مع أذناب وعتاولة طغاة العالم رغم العدوان والحصار في عامهما الرابع، ومع كل خسارة وفشل ل...
- ليلة هز انفجار مدوٍ "أيقونة الحزم" المرصاد نت - إبراهيم الوادعي الساعات الأولى صباح الـ 26 من مارس 2015م الرجلان الثاني والثالث في النظام السعودي يدلفان الى قاعدة الملك سلمان بالعاصمة السعودية ا...
- بعيون السعوديين .. أسود الوطن كشفوا عورة جيش المملكة المرصاد نت - متابعات .إعتراف من القمّة من قمة السلّم الملكي وتحديداً من ولي ولي العهد محمد بن سلمان المسؤول عن الجيش السعودي والذي قالها وهو مكسور ومأزوم وبدو...
- مجزرة جديدة يرتكبها العدوان في الدريهمي أشبه بمجزرة طلاب ضحيان المرصاد نت - متابعات استشهد وأصيب أكثر من 37 مواطناً اليوم الثلاثاء إثر غارات هستيرية لطيران العدوان الأمريكي السعودي على مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة. وأ...
- غارات عبثية للعدوان السعودي... وقواته تراوح مكانها في نهم المرصاد نت - الأخبار في الوقت الذي يواصل فيه طيران تحالف العدوان السعودي عملياته الجوية المكثفة فوق صنعاء وضواحيها مستهدفا مواقع قُصفت مئات المرات منذ بدء الح...
- صورة الجيش السعودي تتهاوى ومعها ذرائع الحرب المرصاد نت - يحيي الشامي شهد يوم أمس أكبر وأوسع هجمات تتعرض لها المواقع والمعسكرات السعودية منذ أشهر على يد القوات اليمنية وحصل ذلك بصورة متزامنة وفي خلال ساع...
- صورة يمنية.. مزيج من طفل استحال أباً، وأب استحال طفلاً المرصاد نت - متابعات حياةُ اليمني وليس شخصهُ فحسب أو موته دراميّة في أساسها. إنها صراعٌ ملحَمي للكائِن البشري في هذا العالم صراعٌ مع الخارج وصراعٌ مع الداخل و...