تناقض العدوان بين الحل السياسي والفشل العسكري

المرصاد نت - متابعات

لا تبدو التطورات الميدانية والسياسية في اليمن تتجه لصالح العدوان السعودي الأمريكي بعد عام من العدوان..alasirai Ismail.2061.4.24


تتحدث الصحف الغربية بمختلف توجهاتها معتمدة في ذلك على الوقائع الميدانية وتصريحات مسؤولين ومحللين عسكريين تابعو العدون منذ أول غارة له. فلا الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها السعودية على رأس القائمة تحققت، ولا الحرب توقفت عند أدنى مستويات الرغبة الأمريكية والسعودية المشتركة في إعادة الهيمنة، في وقت قد لا يستمر الصمت الدولي وتغاضي الأمم المتحدة طويلاً.
المكونات الوطنية التي تحدثت عن جهوزيتها للسلام والتفاوض الجدي وذهبت لمحادثات مباشرة لمرتين اخترقت القرار الدولي 2216 الذي كان يمثل غطاء مطاطي للتهرب من المسار السياسي.
فالقبول بالتعاطي معه خطوة للتوجه نحو الحلول السياسية، لكن ذلك عرى العدوان السعودي الأمريكي وكشف هشاشة الدور الأممي في تحقيق السلام في اليمن.
ومن جنيف إلى بييل ذهب الفريق الوطني يحمل رؤية واحدة لم تتغير وهي إيقاف العدوان وإحلال السلام وفك الحصار والبدء في استئناف العملية السياسية التي كانت ترعاها الأمم المتحدة عبر مبعوثها السابق جمال بن عمر.
فيما أبدى فريق الرياض عجزاً كاملا عن وضع رؤية للحل متشبثاً بمطالب ثانوية وتفاصيل جانبية لا ترقى إلى الجهود المأمولة في الحل السياسي ففاقد الشيء لا يعطيه.
مفاوضات الكويت الجارية أكدت أن لا جدية في الذهاب إلى حقن الدماء وإيقاف الحصار فما تم التوافق عليه في العاشر من أبريل الجاري لا يزال خارج التنفيذ، واستمرار الغارات والتصعيد في الجبهات الداخلية يميط اللثام عن نوايا مبيتة لا علاقة لها بالسلام والتهدئة.
هذه المعطيات تشير إلى انسداد الأفق أمام العدوان المتناقض بين الرغبة في الحل السياسي ومحاولة تحقيق مالم تحققه الحرب وبين الفشل في إنجاز أي تقدم ميداني.

ومع استمرار الخروقات للهدنة المعلنة في اليمن تزداد التحديات امام مفاوضات السلام المنعقدة في الكويت تحت رعاية اممية.
وقد اختتمت جلسات اليوم الرابع من المفاوضات دون انجازات تذكر بعد ما تمسك وفد صنعاء الوطني بقضية تثبيت وقف اطلاق النار الذي يتطلع اليه الشعب اليمني برمته، مقابل رفض وفد الرياض اقتراحاً قَدَّمَهُ المبعوثُ الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد يقضي بإصدارِ بيانٍ يدعمُ وقفَ اطلاقِ النار.

وكان ولد الشيخ اعلن في نهاية ثلاث جولات من المفاوضات عن الاتفاق بشأن تكليف عضوين يمثلان وفدي التفاوض لمتابعة عمل لجنة التنسيق والتهدئة من أجل ضمان تنفيذ وقف الأعمال القتالية في اليمن.

ويتضمن جدول أعمال المفاوضات التي تستضيفها الكويت نقاشا حول عدة ملفات ابرزها تثبيت وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين، وفتح الممرات والمنافذ، وفك الحصار عن المدن المحاصرة تمهيدا لبحث الاتفاق السياسي بين الاطراف اليمنية دون ان يكون هناك ترتيب لبحث هذه النقاط.

وفي ظل خرق لوقف اطلاق النار يواصله طيران تحالف العدوانِ ومرتزقته لليومِ الرابعَ عَشَرَ على التوالي، اَعلنَ الناطقُ باسمِ حركةِ أنصارِ الله محمد عبد السلام اِمكانيةَ فشلِ مفاوضات الكويت في حالِ استَمرتْ الغاراتُ الجوية السعودية على اليمن.

ودعما لهذه الرؤية يؤكد محللون ان استمرار الغارات والقصف بالتزامن مع المفاوضات يعزز الاتهام الموجه لوفد الرياض بمتابعة اجندة تسعى لتحويل المفاوضات الى أداة من أدوات الحرب بدلا من النظر اليها كوسيلة لاحلال السلام وتسوية الازمة في اليمن عبر وضع ترتيبات تطمئن جميع الأطراف وتشكيل حكومة توافقية يرتضيها الجميع.

المزيد في هذا القسم: