نيويورك تايمز: واشنطن توقف بيع الأسلحة إلى السعودية وسط مخاوف من حرب اليمن

المرصاد نت - متابعات 

عمقت إدارة أوباما الشرخ مع حلفائها في الخليج على مدى الصراع المستمر والدائر في اليمن وذلك بمنع نقل ذخائر دقيقة إلى السعودية بسبب مخاوف حول الخسائر المدنية التي ksa usa2016.12.15تنسب لمسؤولين في الادارة بسبب التوجيه الرديء.


رغم مرور أكثر من عام ونصف عام على الحرب على اليمن لم يصدر إلا يوم أمس، القرار الأميركي بتقييد الولايات المتحدة الدعم العسكري للحملة التي تقودها السعودية وتحالف العدوان وذلك تحت مبرر «المخاوف بشأن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين».

وشمل القرار الذي يتوقع أن تتبعه أزمة سياسية كبيرة كما حدث في قانون «جاستا»، تعليق مبيعات أسلحة مزمعة للرياض، فيما قال مسؤولون أميركيون إنهم سيعدّلون عمليات التدريب المستقبلية لسلاح الجو السعوديّ كي تركز على تحسين عمليات الاستهداف السعودية التي تمثل «مصدر قلق مستمرا لواشنطن».
وكان آخر استهداف كبير لتحالف العدوان قد أدى إلى مئات الضحايا هو استهداف القاعة الكبرى في العاصمة صنعاء في تشرين الأول الماضي، فيما نسبت السعودية عبر لجنة تحقيق للتحالف، إن «الخطأ في قصف» يرجع إلى معلومة مغلوطة قدمتها مصادر ميدانية في القوات اليمنية الموالية لها، معترفة بأن «مركز توجيه العمليات في اليمن أجاز الغارة دون إذن قيادة التحالف».
ووفق وكالة «رويترز»، التي نقلت الخبر عن أولئك المسؤولين، فإن «القرار يعكس الإحباط الشديد داخل إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن ممارسات السعودية في الحرب المستمرة منذ 20 شهرا في اليمن التي قتل فيها أكثر من عشرة آلاف شخص واندلعت أزمة إنسانية تشمل نقصا مزمنا في الطعام في البلد».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله: «لقد أوضحنا أن التعاون الأمني الأميركي ليس شيكاً على بياض» مضيفاً: «نتيجة لذلك، قرّرنا عدم المضي قدماً في بعض المبيعات العسكرية للخارج... من صناديق ذخيرة وهذا يعكس قلقنا الشديد المستمر في ظل أخطاء في الاستهداف ومتابعة الحملة الجوية عموماً في اليمن». كما نقلت الوكالة عن مصادر أميركية أخرى أن «الشحنة كانت من الذخائر الدقيقة التوجيه وتصنعها شركة رايثيون».
وسيؤدي هذا القرار إلى مزيد من التوتر في العلاقات المضطربة بين الحليفين، فيما أوضح المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس، أنه «اعتبارا من اليوم (أمس) تستمر مساعدتنا. لكنها كانت محدودة للغاية، وتتضمن التزود بالوقود ومشورة محدودة حول كيفية توجيه الضربات»، فيما رفض المتحدث باسم قوات تحالف العدوان أحمد عسيري، الرد على التصريحات التي نقلتها الوكالات، قائلاً: «لا نعلق على تصريحات مجهولة».
في سياق آخر قالت وكالة تابعة لوزارة الدفاع الأميريكية (البنتاغون) أمس إن الخارجية الأميركية وافقت على مبيعات عسكرية محتملة للكويت بقيمة 1.7 مليار دولار من أجل تحديث 218 دبابة طراز (إم1 إيه2) ومعدات وخدمات وعمليات تدريب مرتبطة بها.

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية يوم الثلاثاء أن البيت الأبيض قد اتخذ القرار لمنع بيع حوالي 16،000 من الذخائر الموجهة مع تحديثاتها التي تساعد في تحويل ما يسمى بالقنابل الغبية الى قنابل الذكية والتي يمكن أن تصل بشكل أكثر دقة الى الهدف من قبل شركة رايثيون تلك المعدات إذا ما كان قد تم حيازتها خلال فترة العقد المقترح تقدر قيمتها بحوالي 350 مليون دولار.

لكن مسؤولين في الادارة الأمريكية قالو ان تطوير القنابل لن يساعد في تحسين التوجيه إذا لم يختر التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أهدافه بشكل صحيح وهو مصدر قلق متواصل منذ بداية حملة القصف وهذا العام منعت الولايات المتحدة بيع الذخائر العنقودية إلى السعودية بسبب مخاوف مماثلة.

قرار الإدارة يعد انتكاسة لشركة رايثيون والمسؤولين الذين يقولون بأنهم حاولوا بشدة دفع الإدارة على الموافقة على الصفقة وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية أن الرئيس التنفيذي لشركة ريثيون، توماس كينيدي ضغط شخصيا على توني بلينكن نائب وزير الخارجية كما وصل الأمر أيضاً الى وزير الخارجية جون كيري وسوزان رايس مستشارة الأمن القومي ولم يتضح ما إذا كان كينيدي على اتصال مع السيد كيري أو السيدة رايس.

وقال جوش ارنست السكرتير الصحفي في البيت الابيض يوم الثلاثاء ان ادارة أوباما أعربت ولفترة طويلة عن بعض المخاوف الكبيرة جدا إزاء ارتفاع معدل الإصابات في صفوف المدنيين جراء العدوان على اليمن كما أشار مسؤولون في الإدارة الأميركية الى القصف الذي وقع في أكتوبر على مجلس عزاء في اليمن والذي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص وجرح مئات آخرين.

وقد اعترف تحالف العدوان العسكري الذي تقوده السعودية والذي تشارك في الحرب اليمنية أن واحدة من طائراته نفذت الهجوم وقد القى بدوره اللوم على معلومات استخبارية خاطئة وكانت تلك الحادثة قد دفعت الإدارة الى استعراض انخراط الولايات المتحدة في الصراع.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الامريكية ان حتى يتم تصحيح ما أسماه ب”العيوب” في نظام التوجيه والاستهداف الذي تتبعه السعودية ضد اليمنيين فإن الولايات المتحدة ستمتنع عن بيع الأسلحة.

وقف صفقة البيع الذي كان لابد منه أدى لمزيد من التدهور في العلاقة الهشة أصلا بين الولايات المتحدة والسعودية والتي تفاقمت في عهد إدارة أوباما.

كما ينتاب العرب السنة القلق تجاه تزايد قوى إيران ذات الغالبية الشيعية وكانوا قد اعترضوا بشدة على الاتفاق النووي الإيران الذي وقعته الولايات المتحدة وخمس دول أخرى.

وقد أعرب بعض الحلفاء العرب المعتدلين أملهم في أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد يتبني لهجة أكثر تصالحية تجاه السعودية ولكن خبراء السياسة الخارجية يحذرون من أن لا أحد في هذه المرحلة لديه فكرة راسخة عن كيفية إدارة السيد ترامب -الذي جعل محاربة الجماعات الاسلامية المتشددة والمتطرفة محور لحملته الانتخابية - للسياسة الخارجية في المنطقة.

 

ترجمة: أحمد عبدالرحمن

المزيد في هذا القسم: