المرصاد نت - متابعات
أكد المشاركون في مؤتمر تعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن الذي عقد أمس في العاصمة البريطانية لندن أهمية التغطية الإعلامية وعكس معاناة المدنيين في اليمن وإيصالها إلى الإعلام الدولي والعالمي والغربي لنقل قصص المعاناة التي يعيشها الناس كل يوم.
ودعا المشاركون من ممثلي المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية وشخصيات حقوقية بريطانية ومن الدول الأوروبية ممثلين عن المنظمات المحلية العاملة في مجال الاستجابة الإنسانية، الإعلام تقديم صورة واضحة للكارثة الإنسانية في اليمن والتي تعد كارثة منسية وغير مرئيّة في الإعلام العربي والعالمي مما أدى إلى عدم رأي عام عالمي حول الوضع الإنساني في اليمن.
واستعرض المشاركون في المؤتمر الوضع غير الأمن و الظروف الصعبة التي تعمل فيها المنظمات العاملة في مجال تقديم العون والدعم والمساندة الإنسانية في اليمن.. حيث تحدث الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في اليمن جيمي ماكجولدريك والمدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية للتنمية والاستجابة الإنسانية الدكتور عادل صلاح عن المعوقات التي يعانيها العاملين في الإغاثة في اليمن وضرورة العمل في ظل عدم توافر الظروف المناسبة والأمان للعمل في مناطق النزاعات أو التي تتعرض للقصف.
وأشاروا إلى تعرض طواقم الإسعافات والمستشفيات ودور رعاية المكفوفيين وكالمدارس لهجمات من قوات تحالف العدوان التي تستخدم العنف المفرط الذي يفاقم الوضع الإنساني مع استمرار الحصار المضروب على اليمن منذ عامين.
وعلى هامش المؤتمر التقى الوفد المشارك من ممثلي منظمات المجتمع المدني العامل في مجال الإغاثة في اليمن بممثلين عن وزارة الخارجية البريطانية ومجلس العموم البريطاني للتعريف بالوضع الإنساني الناتج عن العدوان على اليمن والحصار الذي أدى الى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
الى ذلك حث رئيس منظمة سايف ذا تشلدرن (إنقاذ الطفولة) الحكومة البريطانية على زيادة الضغط على النظام السعودي لحماية الأطفال في اليمن الذين يعانون من الحرمان الشديد يجب على الحكومة البريطانية زيادة الجهود الدبلوماسية مع النظام السعودي في الدفاع عن الأطفال الذين يواجهون وضع مزري في اليمن حسب ما قال رئيس منظمة إنقاذ الطفولة.
وفي حديثه لدى عودته من اليمن حيث دفعت الحرب الأهلية والحصار البحري البلد إلى حافة المجاعة قال كيفن واتكينز إنه كان هناك “فشل ذريع في إرسال القوة الناعمة (لغة الإقناع) البريطانية للدفاع عن حقوق الطفل التي تنتهك بشكل يومي.
لقد أسفر العدوان علي اليمن عن مقتل 10 آلاف شخصا على الأقل وفقا للأمم المتحدة وظلت المنظمة تحث على التوصل إلى حل للصراع الذي تسبب في واحدة من اكبر الازمات الانسانية في العالم ورغم ذلك ظلت إلى حد كبير متجاهلة من قبل المجتمع الدولي.
وكان واتكنز الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة قد قال إنه عرج على المناطق التي فيها 40 بالمئة من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد أي ضعف النسبة المعترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية باعتبارها حالة طوارئ غذائية وقال إن الوقت قد حان “مضاعفة حجم” الجهود البريطانية مع السعوديين.
إن السعوديين يستخدمون أنظمة الطيران البريطانية إذ تم منحهم تراخيص بما قيمته 3 مليارات جنيه استرليني من المعدات العسكرية إن النظام السعودي حليف رئيسي لبريطانيا ورغم ذلك كان هناك فشل ذريع في إرسال القوة الناعمة (لغة الإقناع) البريطانية للدفاع عن حقوق الطفل التي تنتهك بشكل يومي.
“على الرغم من أن المملكة المتحدة قد ظلت تحرك بعض الدبلوماسية الهادئة التي أحثت فرقا إلا أن الوقت قد حان لزيادة حجم الدبلوماسية والتوضيح بأن البلدان التي تقصف المدارس بصورة عشوائية وتسد السبل أمام البشر وتحرم الأطفال من المواد الغذائية اللازمة للحياة والعلاجات – أن هذه الدول تعمل خارج القيم التي تصون السياسة الخارجية في المملكة المتحدة.”
واعترف بيان لوزارة الخارجية بالتأثير الكبير الذي أحدثه الصراع اليمني على الأطفال من حيث عدد الضحايا وتجنيد الأطفال والهجمات على المستشفيات والمدارس.
“من خلال مساعدات المملكة المتحدة لليمن في العام الماضي ساعدنا في علاج أكثر من 150 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد وأجرينا كشف طبي لـ140 ألف طفل لمعرفة وجود عدوى بأمراض الطفولة” حسبما ذكر البيان “كما أننا ساعدنا في دعم وإحالة الأطفال النازحين وتمكين 3500 طفل لاجئ وأطفال يمنيين من المجتمعات المضيفة لهم في سبيل العودة إلى الدراسة. ونحن نواصل حث جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ جميع الخطوات المعقولة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة وآمنة واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إيذاء المدنيين والبنية التحتية المدنية.”
وكان وزير التنمية الدولية السابق أندرو ميتشل انتقد الاسبوع الماضي المملكة المتحدة بسبب اتباع سياسة “مرتبكة وغير متناسقة” تجاه قوات تحالف العدوان التي تقوده السعودية ضد اليمن في ظل الأسلحة المباعة والمساعدات المقدمة في نفس الوقت.
وفي وقت سابق من هذا العام أدانت منظمات حقوق الإنسان قرار صدر عن الأمم المتحدة لإزالة النظام السعودي وتحالفه العسكري من القائمة السوداء للدول المتهمة بانتهاك حقوق الطفل بعد أن اتـُهمت الحملة السعودية ضد الحوثيين بالتسبب بما نسبته 60 بالمئة من وفيات الأطفال في اليمن.
قضى واتكينز أسبوع في زيارة المستشفيات في صنعاء وعمران وكذلك مرافق صحية تديرها الجمعية الخيرية في جميع أنحاء البلد. وقال إنه رأى مستشفيات ومدارس أوشكت على الفشل بعد أن دمرتها القنابل: “إنه لمن الصعب التعبير عن مدى سوء الوضع لقد وضعنا برامج في الشوارع لـ75 ألف طفل إننا نلاحظ مستويات سوء تغذية حاد بنسبة ما يقارب 40 بالمئة في بعض المناطق.”
مع العلم بأن تصنيف منظمة الصحة العالمية لحالة التغذية “الحرجة” هو 15 بالمئة ويعاني من سوء التغذية الحاد نحو 3.3 مليون طفل وامرأة حامل أو مرضعة في اليمن ويدخل ضمن ذلك 462 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد وفقا لأحدث تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
إن اليمن التي يبلغ عدد سكانها حوالي 24 مليون نسمة هي واحدة من بين أربع دول في قائمة “المناطق ذات أعلى مستويات القلق” فيما يخص المجاعة في عام 2017، وفقا لنظام الإنذار المبكر بالمجاعة هناك حاجة إلى تحسين وصول المساعدات الإنسانية ودعم التجارة للحد من خطر المجاعة في اليمن هذا ما خلصت إليه الوكالة التي يقع مقرها في الولايات المتحدة في يناير من هذا العام.
ولقد قال واتكينز إن محنة الأطفال في البلد تفاقمت بسبب “الحصار الإنساني المفروض بأمر الواقع” من قبل السعوديين “إن ما تراه هم أطفال يعانون من نقص البروتين وهو شكل حاد من أشكال سوء التغذية ببطون منتفخة ورؤوس مشوهة.
هؤلاء هم أطفال في حالة يائسة للغاية لقد زرت مستشفيات لديها وحدات عناية مركزة مخصصة للأطفال الصغار حيث الطاقة الكهربية تعاني من انقطاعات وحيث تعطلت الحاضنات وحيث لا يوجد الموظفون المدربون لأنهم لم يتلقوا المعاشات لمدة أربعة أشهر ولقد زاد من حدة هذا ما يعتبر حصار انساني مفروض على أرض الواقع من قبل السعوديين وهو ما يعد جريمة حرب غير مقصودة. ويتفاقم ذلك بسبب المستويات العالية من القصف،. كما يزداد الأمر تفاقما بسبب الانهيار الاقتصادي الذي هو أيضا نتيجة للعدوان.
وكان واتكنز أيضا قد زار مدرسة ثانوية للبنات في منطقة سكنية في صنعاء كانت قد دُمرت جزئيا من جراء القصف.
هذا البلد فيه واحدة من أكبر الفجوات بين الجنسين في التعليم على مستوى العالم وهذا العدوان يدمر البنية التحتية التعليمية في بلد يعاني من حاجة عميقة لتعليم الفتيات والشباب بشكل عام لقد ظل العدوان يدمر البلد الذي يعتبر أصلاً أكثر البلدان العربية فقرا ويقدر مسؤولو الامم المتحدة ان ما يقرب من 19 مليون نسمة في حاجة إلى مساعدات إنسانية وقد شردت الحرب أكثر من 3 ملايين نسمة.
إن الحصار البحري والغارات الجوية (التي أصابت أهداف مدنية بما في ذلك المستشفيات) جزء من حملة لطرد المتمردين من العاصمة وكانت هناك دعوات واسعة لإجراء تحقيق مستقل في الصراع، بما في ذلك من كبار أعضاء البرلمان البريطاني.
ومع ذلك في نوفمبر تشرين الثاني رفضت الحكومة البريطانية توصية تقدمت بها لجنتان مختارتان لوقف مبيعات الأسلحة إلى النظام السعودي وتوصلت إلى أنه ليس هناك خطر واضح بوجود انتهاكات خطيرة من قبل السعودية للقانون الإنساني الدولي في اليمن، على الرغم من أنها اعترفت بأن أفراد الدفاع في المملكة المتحدة يفتقرون إلى المعلومات ولا يمكنهم “تكون فهم كامل” للقوات التي تقودها السعودية لهذه القوانين ويعتقد أن أكثر من ثلث غارات القصف من قبل القوات التي تقودها السعودية أصابت مواقع مدنية وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان إنه يتم ارتكاب انتهاكات من قبل المتمردين الحوثيين.
كارين ماكفي - صحيفة الغارديان البريطانية - ترجمة: خالد النظاري
المزيد في هذا القسم:
- تفاصيل الخلاف السعودي – الإماراتي في اليمن.. المرصاد نت - متابعات من الواضح للقارئ العادي أنَّ العلاقات بين النظام السعودي والنظام الإماراتي تعتمدُ تحالفًا قويًّا باعتبارهما الدولتين الأكبر بين دول...
- إنفلات أمني وإغتيالات ونشاط أمريكي لإنشاء شبكة جواسيس في عدن المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر استخباراتية عن نشاط محموم تقوم به البحرية الامريكية لتجنيد عملاء جدد لها من النساء والرجال في المناطق الجنوبية ووفقاً للمصادر ...
- القوات السعودية تتولى السيطرة على محافظة عدن ! المرصاد نت - متابعات قالت أربعة مصادر مطلعة إن القوات السعودية تولت السيطرة على مدينة عدن في جنوب البلاد في إطار جهود لإنهاء نزاع على السلطة بين حكومة هادي ال...
- تعز ونهم معارك دموّيه وتكتيكات قاتله ..أنها الحرب العادله تطبق قوانينها على الارض بلاسقف المرصاد نت - متابعات بــ تعز و نهم معارك دموّيه وتكتيكات قاتله .... ابطالها ملوك الحرب يصطادون مرتزقة الغزاه بدهاء وينقضُّون عليهم بوحشيه.... أنها الحرب العاد...
- واشنطن تعلن إخفاق حلفائها في اليمن تمهيداً لتسلّم المبادرة المرصاد نت - لقمان عبدالله تجاهل وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أثناء حديثه إلى الصحافيين على متن طائرة أقلته إلى السعودية من حيث يبدأ جولة إقليمية في المنطقة ...
- اغتيال قيادي بارز في عدن وإنفلات امني بالمحافظة المرصاد نت - متابعات اغتال مسلحون ظهر اليوم الجمعة قيادي بارز فيما يسمى المقاومة الشعبية في مديرية خور مكسر بمدينة عدن جنوب اليمن. ونُقل عن مصدر محلي في عد...
- هجوم على أحد المصارف بتعز ومصرع العشرات من مرتزقة العدوان في باب المندب المرصاد نت - تعز أصيب شخص في هجوم نفذه مسلحان قبيل مغرب الثلاثاء 31 مايو/ أيار 206على مصرف الكريمي في مدينة تعز وأفاد مصدر أمني أن مسلحين اقتحما مصر...
- استمرار طيران العدوان السعودي ومرتزقته في خرق وقف إطلاق النار المرصاد نت - متابعات استمر طيران العدوان السعودي ومرتزقته في خرق وقف إطلاق النار في عدد من محافظات الجمهورية خلال الـ 24 ساعة الماضية . وذكر مصدر عسكري أن ...
- االسيد عبد الملك بدر الدين يلتقي وفداً من أبناء الجنوب ويؤكد على أهمية حل القضية الجنوبية ... التقى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الوفد الجنوبي الزائر لمحافظة صعدة ، والذي ضم عددا من أبناء المحافظات الجنوبيه ؛ في زيارة تهدف للاطلاع على ماخلفته الحروب ...
- 1000 يوم من الفشل المركب في اليمن المرصاد نت - إبراهيم الوادعي لم يكن في توقع المندفعين في العدوان على اليمن ليلة ال 26 من مارس 2015م أنهم سيقبعون في غرف إدارة الحرب لنحو ألف يوم، وأن تصل نارها...