المرصاد نت - متابعات
نساء وأطفال سقطوا خلال العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد معاقل تنظيم القاعدة في اليمن.
أدى القرار الخاطئ لأول عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية في ظل عهد الرئيس دونالد ترامب – الذي أصدر مرسوما قضى بشن قوات الكوماندوز غارة جوية استهدفت معقل لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وسط اليمن- أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين بينهم أطفال بالإضافة إلى سقوط أحد أفراد الجيش الأمريكي.
كان الهدف الأساسي الذي سعت الولايات المتحدة الأميركية إلى تحقيقه من شن هذه العملية يكمن في جمع معلومات استخباراتية بما في ذلك مصادرة كافة أجهزة الكمبيوترات والالكترونيات التي كانت بحوزة مقاتلي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي ترى فيه الولايات المتحدة الأمريكية الفرع الأكثر خطورة من بين الشبكات المتطرفة.
إذ أشارت مجموعة الأزمات الدولية في تقريرها الصادر في 2 فبراير الجاري إلى أن تنظيم القاعدة اخذ يتوسع في اليمن، كما أشارت أيضا إلى أن هذه العملية أدت إلى سقوط العديد من المدنيين من ضمنهم ما لا يقل عن عشرة نساء وأطفال سقطوا خلال الهجوم، فضلا عن عددا من رجال القبائل المحليين.
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن العملية أسفرت عن سقوط 14 قتيلا من بينهم نساء مقاتلات في صفوف القاعدة كُن يطلقن النار على القوات الأمريكية بالإضافة إلى سقوط جندي أمريكي واحد.
بينما أشار مسؤولون في التنظيم إلى أن العملية خلفت وراءها ما يقارب من 30 قتيلاً بينهم نساء وأطفال في حين أشار مسؤول يمني إلى سقوط ما يقارب من 41 شخص يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، من بينهم قادة في التنظيم و8 نساء ونفس العدد من الأطفال.
ومن جانبها أشارت المنظمة المستقلة- مجموعة الأزمات الدولية- المعنية بتحليل النزاعات والصراعات التي تجوب العالم إلى أن هذه الخطوة لا تبشر بالخير فيما يخص الجهود الحثيثة والرامية لمكافحة هذا التنظيم الذي يتمتع بذكاء وفعالية كبيرة، وذلك لان التنظيم سيستغل ورقة سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين حيث وهو يعتبر نفسه المدافع عن الإسلام والمسلمين ضد الغرب.
تصعيد وتكثيف الجهود الرامية إلى مكافحة التطرف الإسلامي:
جاء إصدار قرار شن هذه الغارة بعد مرور أسبوع واحد على تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية إذ كانت هذه العملية العسكرية هي الأولى من نوعها حيث أمر الرئيس الأمريكي الجديد بتنفيذها كونه اخذ على نفسه عهداً بتصعيد الكفاح ضد التطرف الإسلامي. وقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية –البنتاجون- إلى أنها عملت على قدم وساق منذ فترة طويلة على التخطيط والتجهيز لهذه العملية التي حظيت بمباركة من البيت الأبيض أثناء فترة الرئيس السابق باراك اوباما.
ومن جانبه أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيس إلى أن إدارة الرئيس ترامب باركت شن هذه الغارة ولكن التحضير لها بدأ منذ وقت طويل مضيفا إلى أن أسبابا عملياتية هي التي اقتضت تنفيذها في هذا التوقيت بالذات وليس قبل أسبوعين عندما كان باراك أوباما لا يزال في السلطة، وبالنسبة للجيش الأمريكي فقد نوه الرئيس ترامب بشكل واضح انه لا يحبذ رؤية الإخفاقات في طاقمه.
كما أشار المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض شون مايكل سبايسر إلى أن العملية لا يمكن وصفها بأنها قد تكللت بالنجاح 100% وذلك بسبب وفاة احد أفراد الجيش الأمريكي الذي أوكلت له هذه المهمة، إلا أنهم تمكنوا من جمع كم هائل من المعلومات حول التنظيم.
ضحايا مدنيين وعسكريين:
أشارت القيادة المركزية في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إلى أن هذه العملية حصدت أرواح 14 شخص من مقاتلي تنظيم القاعدة، أما التفسيرات والتصريحات التي تقدمت بها القيادة المركزية فيما يخص عدد الضحايا المدنيين فقد أشارات إلى أن القوات الخاصة وجدت نفسها في وضع صعب جراء ردة الفعل السريعة التي أبداها مقاتلي القاعدة أثناء تنفيذ العملية، فقد وجد الجنود الأمريكيون أنفسهم في خضم غارة خاطفة حيث تمت محاصرتهم من جميع الجهات من على أسطح المنازل والمباني المجاورة.
وبحسب قيادة الجيش الأمريكي فان الوضع العام لهذه العملية كان صعبا ومعقداً للغاية، إذ احتوت هذه العملية على أنواع عديدة من الأسلحة المستخدمة: شملت أسلحة خفيفة وقنابل يدوية ناهيك عن الدعم الجوي بالطائرات الأمريكية “الهليكوبتر”.
أما ما يخص سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين من نساء وأطفال فقد كانوا بمثابة قرابين قدمت مقابل إنقاذ الجنود الذين كانوا لا يزالون على الأرض.
فهؤلاء الجنود كانوا في مواجهة شرسة أمام عدو عنيد يضم في صفوفه عدد من النساء وبالتالي فقد تم محاصرة القوات الخاصة الأمريكية من جميع الجهات.
أما الكولونيل جون توماس المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية فقد استنكر النهج الذي ينتهجه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يكمن في التقليد الراسخ والمروع في قدرته على إخفاء النساء والأطفال في مناطق عملياته ومخيماته، حيث يظهر هذا النهج الذي يسير عليه التنظيم استمرار مدى تجاهله لأرواح الأبرياء.
نتج عن هذه العملية بحسب الجانب الأمريكي مقتل جندي واحد، كما جرح ثلاثة جنود أمريكيين أثناء الهجوم بالإضافة إلى جرح ثلاثة آخرين في حادث تحطم الطائرة المروحية من طراز ڤي-22 أوسبري بالقرب من ساحة المعركة، حيث اضطرت المروحية لهبوط اضطراري أثناء العملية وبالتالي كان لا بد من تدميرها لمنع وقوعها في أيدي تنظيم القاعدة.
فقدت القوات الأمريكية الخاصة في هذه العملية المجند وليام “ريان” اوينز والذي يبلغ من العمر 36 عاماً، احد خبراء العمليات العسكرية الأمريكية ضد شبكات المتطرفة. ومن جانبه زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ابنته ايفانكا قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير الواقعة شرق الولايات المتحدة الأمريكية بطائرة هليكوبتر من البيت الأبيض من أجل استقبال جثمان الجندي الذي لقي مصرعه في هذه العملية، حيث تمت مراسم التأبين بسرية تامة وذلك بناء على طلب أسرته.
لماذا يزدهر تنظيم القاعدة في اليمن؟
يشرح احد التقارير الصادرة عن مجموعة الأزمات الدولية والمعنية بتحليل الصراعات في جميع أنحاء العالم والمعنون: ” تنظيم القاعدة في اليمن: قاعدة متنامية” كيف استفاد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومنافسه تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بتنظيم داعش من الفوضى والحرب التي استعسرت في اليمن منذ العام 2014.
وعلى الرغم من الانتكاسات التي عان منها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلا انه تمكن من استغلال العديد من الأحداث التي تدور في فلك الأزمة اليمنية: فقد استطاع التنظيم الازدهار على أعتاب انهيار الدولة، تنامي الطائفية الدينية، التحالفات المتغايرة، الثغرات الأمنية وتنامي الحرب الاقتصادية.
كما أشار هذا التقرير انه على عكس هذا الاتجاه يجب أن نضع حدا للصراع الأصلي وذلك من خلال تحسين أسلوب الإدارة والحكم في المناطق المعرضة للخطر واستخدام أساليب ووسائل عسكرية بحكمة بالتنسيق مع السلطات المحلية.
و بهذا الخصوص أشار مركز الأبحاث – مجموعة الأزمات الدولية – الذي اتخذ من مدينة بروكسل مقراً له أن هذا سيعمل على تقويض هذه الجهود إذا اتخذت بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول المعنية بمكافحة تنظيم القاعدة والفرع الوليد من تنظيم الدولة الإسلامية إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلي وتتسبب في ارتفاع الضحايا في صفوف المدنيين.
كما أدى العدوان والصراع في المواجهات التي جمعت القوات الموالية لحكومة الرياض والمدعومة من قبل قوات تحالف العدوان السني المنضوي تحت راية المملكة السعودية منذ مارس من العام 2015 ضد اللشعب اليمني حيث استطاعت القوات اليمنية المشتركة من السيطرة على مناطق واسعة بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ووفقا لما أوردته مجموعة الأزمات الدولية فان جميع الأطراف المتحاربة في اليمن بشقيها المحلي والأجنبي قد ساهم في صعود التيارات الجهادية الراديكالية مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، بالرغم من تأكيداتهم أنهم أعداء لهذه التنظيمات.
كما أن الغارات الجوية التي يشنها تحالف العدوان على اليمن جعلت من الجيش وللجان الشعبية هدف نصب أعينها، في حين رأت التيارات الجهادية من هذا الوضع القائم في اليمن بمثابة هبة لترسيخ تواجدها، إذ استطاع التنظيم من تأسيس وترسيخ تحالف ضمني مع القبائل السنية في بعض المناطق بالإضافة إلى الحصول على الأسلحة من نفس الجهات التي تعمل على إرساء السلام في اليمن.
ليس خفياً على احد أن وجود تنظيم القاعدة في اليمن مر عليه أكثر من عقدين من الزمان إلا انه عانى من الانتكاسات العسكرية في ابريل من العام المنصرم حين فقد السيطرة على مدينة المكلا الساحلية جنوب شرق البلد، بيد أن هذه النجاحات التي يمكن أن نصفها بالهشة من الوارد جدا أن تُمحى وتذهب أدراج الرياح في ظل غياب الحكم المحلي الرشيد.
عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى شن هجمات ضد معاقل تنظيم القاعدة مستخدمه الطائرات بدون طيار ولكن هذا النجاح التكتيكي الذي من خلالها سعت واشنطن إلى القضاء على الفاعلين الأيديولوجيين من تنظيم القاعدة لم تحد من إيقاف النمو السريع لتنظيم.
كما أن هذه الغارات التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام الطائرات بدون طيار لم تكن مجدية بل أنها أججت الرأي العام في اليمن ضد حكومة الرياض والأمريكيين حيث رأوا فيها استهانة بأرواح المدنيين الأبرياء.
فيرجيني جغولو- صحيفة “لو نوفيل أوبسرفاتور” الفرنسية - ترجمة : أسماء بجاش
المزيد في هذا القسم:
- المفلحي يفشل في استعادة مبنى المحافظة والتوتر يسود عدن المرصاد نت - متابعات قالت مصادر خاصة إن محافظ عدن الجديد عبدالعزيز المفلحي لم يتمكن من استعادة مبنى المحافظة وسكنه من قوات تابعة للمحافظ المقال عيدروس الزبيدي...
- الوجع المكبوت.. جرائم النظام السعودي ضد أفراد ومنتسبي جيشه المرصاد نت - يحيى الشامي تلهثُ المملكة السعودية باحثةً عن انتصارات ولو وهمية وفي سبيل ذلك يهلك العشرات من جنودها وعناصر مرتزقتها يومياً في معارك الحد الشمالي ...
- قراءة في فظائعُ دول العدوان.. وتصريحات السفير البريطاني مايكل آرون! المرصاد نت - متابعات الغايةُ هي إعادة الشرعية إلى صنعاء وهذا لا زال هدفُ التحالف ولم يتغير وسبب الحرب في اليمن هو احتلال صنعاء وَدور التحالف بقرارات الأمم الم...
- وصول أسلحة ومعدات عسكرية سعودية جديدة إلى سقطرى المرصاد-متابعات رست سفينة شحن سعودية اليوم الثلاثاء، في ميناء جزيرة سقطرى المحتلة. وقالت مصادر محلية “إن السفينة السعودية التي وصلت إلى الميناء لم تأخذ ...
- صحيفة صهيونية: سلاح الجو "الإسرائيلي" يُشارك في "عاصفة الحزم" السعوصهيونية بــ16 طائرة اف1... قالت صحيفة "يلي" الإسرائيلية إن سلاح الجو الصهيوني يشارك قوات "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية في ضرب اليمن بسرب طائرات مقاتلة من قبل قوات الاحتلال...
- القوات اليمنية تصد زحفا للمرتزقة باتجاه منطقة المدفون بنهم المرصاد نت - متابعات صدت القوات اليمنية المشتركة اليوم زحفا كبيرا لمرتزقة العدوان السعودي بإتجاه منطقة المدفون ووادي ملح بنهم غربي مأرب. وأكد مصدر عسكري مق...
- فبراير... ذكرى ثورة مستمرة وجدل يتجدد! المرصاد نت - متابعات حلت الذكرى التاسعة ثورة فبراير 2011م التي اندلعت في إطار الربيع العربي الذي بدأ من تونس وكانت لأجل المطالبة بكثير من الإصلاحات وإسقاط الأ...
- باخرة صافر.. قنبلة موقوتة توشك على الانفجار في البحر الأحمر! المرصاد نت - متابعات بحمولة تتجاوز المليون برميل من النفط الخام، تقف باخرة صافر في ميناء رأس عيسى في البحر الأحمر وعلى بعد حوالي خمسة أميال من السواحل اليمنية...
- محمدعبدالسلام : تصعيد العدو اليوم في الجوف و مأرب و شبوة استهتار واضح بمشاورات الكويت المرصاد نت - متابعات نشر الناطق الرسمي لأنصار الله ورئيس الوفد الوطني في مشاورات الكويت محمد عبدالسلام على صفحته في تويتر اليوم الثلاثاء معلقاً على التصعيد...
- هـذا اليـمــن.. حصـن حفـظ العـرض والأرض.. والغيـرة يمانيـة المرصاد نت - متابعات نحن أسياد البلد وأوتاده ألسن رجال النخوه والغيره أهل اليمن تزأر.فهم الذين لا يعرفون في حفظ الوطن و العرض هوادة ولا في صيانة الكرامة موارب...