هادي يرقّي قيادات سلفية وحزب الإصلاح مسؤول عن تسليح "القاعدة" في اليمن

المرصاد نت - متابعات

تزامناً مع افتتاح أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين في الأردن يواصل العدوان السعودي على اليمن ارتكاب المجازر وآخرها أمس في محافظة صعدة حيث ذهب ضحيتها ثمانية أطفال وامرأتانalqaidah2017.3.30


في الوقت الذي كان فيه هادي يبتسم أمام عدسات الكاميرات في منطقة البحر الميت غرب العاصمة الأردنية تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لضحايا من الأطفال والنساء قتلوا في غارة جوية شنتها طائرات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن واستهدف العدوان منزل مواطن في منطقة وينين في مديرية باقم في محافظة صعدة شمالي البلاد ما أدى إلى مقتل ثمانية أطفال وامرأتين كلتاهما حامل وجرح أربعة آخرين، بينهم طفل.

جاء ذلك في وقت أكّدت فيه المواقع الإخبارية الداعمة للعدوان "وصول قوات مؤلفة من أبناء صعدة إلى باقم للمشاركة في العمليات العسكرية في المحافظة" مشيرة إلى أن هذه القوات "تلقّت تدريباً عالياً على أيدي خبراء من التحالف في معسكرات في جازان".
وبينما كان هادي يهاجم إيران التي قال إنها "الراعي الرسمي للإرهاب في المنطقة العربية بشقيه القاعدة وحزب الله (اللبناني) والحوثيين" أكّدت مصادر موثوقة أنّ هادي أصدر قراراً بمنح كل من زعيم المسلحين السلفيين في محافظة تعز عادل عبده فارع "أبو العباس" ورئيس عمليات اللواء 17 مشاة عبده حمود الصغير رتبة عقيد. ووفق المصادر فإن "أبو العباس لم يسبق له أن التحق بالجيش" مشيرةً إلى أنه "بعد تخرجه من الثانوية التحق بمركز (دار الحديث) في دمّاج الذي كان يديره مقبل بن هادي الوادعي".

وأوضحت المصادر التي تحدثت إلى مواقع إعلامية أن "عبده حمود الصغير الذي يشغل حالياً رئيس عمليات اللواء 17 مشاة كان معلّماً قام بالتدريس في عدد من المدارس بتعز حتى عام 2011، ثم انتدب للعمل في فرع حزب الإصلاح بالمحافظة" لافتةً إلى أنه "في مطلع عام 2015 قاد مجاميع مسلحة للقتال ضد أنصار الله ويطلق على هذه المجاميع اليوم (اللواء 17 مشاة)".
وأشارت إلى أن "هادي سبق أن منح رتبة عميد لكل من مهران القباطي وبسام المحضار وعبد القادر شويط وعبد الله هديش وجميعهم سلفيون لهم ارتباطات بتنظيم القاعدة".
رغم توسّع نفوذ "القاعدة" في اليمن فإنّ هادي الذي التقطته عدسات الكاميرا نائماً خلال إلقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط  كلمته حيث دعا في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية "أنصار الله" إلى "تسليم السلاح والانسحاب من المدن التي احتلوها".Hdai2017.3.31
في غضون ذلك يستمر  طيران" تحالف العدوان " بقصف المحافظات اليمنية. ونقلت "سبأ" عن مصدر عسكري تأكيده أن طائرات العدوان شنت غارات جوية على مديرية كتاف ومديرية الظاهر واستهدفت بالقصف الصاروخي والمدفعي مديرية منبه. وأضاف المصدر أن العدوان قصف أيضاً مديرية ذوباب ومديرية موزع في محافظة تعز ومدينة ووادي حرض في محافظة حجة.
في سياق آخر قُتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص يُشتبه في أنهم أعضاء في تنظيم "القاعدة" في هجوم شنته طائرة بلا طيار يعتقد أنها أميركية في محافظة أبين جنوباً وأوضح سكان محليون في المحافظة التي ينشط فيها التنظيم، وفرعه في اليمن الذي يُسمى "أنصار الشريعة"، أن "الهجوم وقع في قرية أمقوز في مديرية مودية عند منتصف الليل" مضيفين أن "المركبة التي استُهدفت احترقت تماماً". وأشاروا إلى أن "جثث الأشخاص الأربعة الذين كانوا داخل المركبة تفحمت تماماً". وأفاد السكان بأنه "سُمع دوي هجمات صاروخية على موقع يُشتبه في أنه تابع للقاعدة في منطقة وادي النسيل أيضاً"، مستدركين بأنه "لم يُعرف عدد الضحايا".

وبعد مرور أيام قليلة على الذكرى الثانية للعدوان الوحشي على اليمن رُفع النقاب عن أسرار وخفايا تتعلق بممولي وداعمي تنظيم"القاعدة" الإرهابي في جنوب البلاد. أحدث التقارير الإعلامية كشفت النقاب عن تورط حزب "الإصلاح" الإخواني بتأمين العتاد الحربي من سلاح وغيره لتنظيم "القاعدة" بشكل مباشر فيما حملت هذه التقارير السعودية وهادي دعم "القاعدة" بشكل غير مباشر.

ومن اللافت أن محاربة هذا التنظيم منذ عشرين عام وحتى الآن من قبل أقوى دول العالم ولاسيما أمريكا لم يحقق شيء سوى تمدد هذا التنظيم ونشر الفوضى وهذا ما يحدث الآن في الجنوب اليمني حيث غرقت البلاد في الفوضى وتمدد"القاعدة" حتى تحالف العدوان بقيادة السعودية خذل أنصاره الحالمين بإعادة الاستقرار في الجنوب ولم يجلب لهم سوى المزيد من القتل والدمار متعمداً إبقاء الأمور كما هي ليبسط سيطرته هناك ويقضي على أحلام الجنوبيين.

التسليح

صحيح أن الشعب اليمني كان يمتلك كميات كبيرة من الأسلحة قبل العدوان السعودي عليه إلا أن هذه الأسلحة فردية ولم تستخدم ضد أي مواطن يمني أو غير يمني وقد كشفت تقارير استخبارية عن امتلاك الشعب اليمني ما يقارب 50 مليون قطعة سلاح فردي قبل العام 2010.

ولكن التسليح أخذ منحى أخر بعد أن شن "تحالف العدوان" غاراته على الشعب اليمني حيث دخلت كميات هائلة من الأسلحة الفردية والثقيلة من السعودية وتركيا وقطر وأمريكا وفرنسا وبريطانيا، وهذا ما عقد الأمور بشكل أكبر وأغرق البلاد في حمام من الدم بعد أن دعم التحالف جهات معينة حاربت "أنصار الله" لتنتهز "القاعدة" فرصتها وتوسع من سيطرتها على الأرض وخاصة في الجنوب، وتحديداً في حضرموت.

وهنا يأتي السؤال التالي من هو المسؤول والمستفيد الأول من دعم "القاعدة" بالسلاح وكيف تصل شحنات الأسلحة إلى هذا التنظيم مع العلم أن السلطات التابعة لهادي تمتلك نقاط تفتيش على طول الطريق الذي تعبر منه شحنات الأسلحة لتصل إلى "القاعدة".

للإجابة عن هذه الأسئلة كان لابد من عملية بحث عن آلية إيصال الأسلحة للتنظيم، لنصل إلى طرف الخيط ونوثق معلومات عبر مصادر مطلعة تحدثت عن استلام عناصر تنظيم القاعدة ثلاث شحنات أسلحة في تاريخ 20 فبراير الماضي قادمة من مأرب لتمر عبر حواجز ونقاط تفتيش تقع تحت سيطرةمليشيات هادي لتصل إلى محافظة أبين وعند البحث عن مصدر هذه الأسلحة كشفت المصادر أن الشحنات انطلقت من أماكن يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني في مأرب وقيل أنها مرسلة للمرتزقة في تعز.

ولكن كيف يتم إرسال هذه الشحنات الثلاثة دون أي مرافقة أمنية رغم أنها كانت ستمر بمناطق سيطرة القاعدة فمن المؤكد أنها ستسيطر عليها وهذا ما حدث بالفعل في مفرق أمعين بمنطقة لودر التابعة لمحافظة أبين إحدى معاقل التنظيم حيث استولى على الشاحنات بما فيها من أسلحة وذخائر.

وهنا كشف أحد المصادر أن هذه العملية كان مخطط لها من قبل حزب الإصلاح لإحداث مواجهة مع القوات الجنوبية التابعة للحراك الجنوبي المواليه للإمارات بهدف نشر الفوضى في محافظات الجنوب تحت غطاء إرسال أسلحة للمرتزقة في تعز.

استخدام الأسلحة

لم تكد عناصر تنظيم "القاعدة" تنقل شحنات الأسلحة إلى مخازنها حتى بدأت باستخدام هذه الأسلحة منفذة هجوم إرهابي بسيارة مفخّخة استهدفت معسكراً لقوات الحزام الأمني بمدينة جعار إحدى أكبر مدن محافظة أبين خلّف أكثر من 10 جنود ومدنيين بين قتيل وجريح ليأتي هذا الهجوم بعد يومين فقط من تسلمها لشحنة الأسلحة.

السعودية وأمريكا

لم تجلب السعودية معها للشعب اليمني سوى القتل والدمار وتجويع الأطفال حيث يموت طفل كل عشر دقائق كما هجر هذا العدوان 3 ملايين يمني من مناطقهم ووضعهم في حالة معيشية مزرية فأغلب اليمنيين الآن تحت حط الفقر ومع دخول القوات الأمريكية تعقدت الأمور أكثر وأصبحت أكثر خطورة فالسياسة الأمريكية لا تتغير بتغير الرؤساء وليس خفيا على أحد كيف تستخدم واشنطن " القاعدة" شماعة لتنفيذ مشاريعها وعملياتها العسكرية تحت مسمى مكافحة الإرهاب.

والذي يثير الاستغراب ويظهر حجم التناقض بالسياسة الأمريكية هو أنه كيف يمكن لواشنطن أن تعطي الضوء الأخضر لدعم تنظيم "القاعدة" وفي نفس الوقت تقوم بعمليات إنزال وغارات على مناطق في أبين وشبوة ضد "القاعدة"  أما السؤال الذي تبقى الإجابة عليه برسم الأمريكيين إلى أين وصل الإرهاب في العالم الحالي بعد إعلان أمريكا البدء بمحاربته منذ أكثر من عشرين عاما؟!.

 

الي ذلك قال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جو فوتل إنّ «(الحوثيين) وعلى غرار مضيق هرمز نشروا صواريخ للدفاع عن الساحل ومنظومة رادارات فضلاً عن ألغام وقوارب متفجرات جُلبَت من مضيق هرمز». وتابع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي أن هذه القدرات «تهدد التجارة والسفن وعملياتنا العسكرية في المنطقة».
وقال فوتل: «إنني قلق للغاية بشأن ظهور نقطة اختناق بحري جديدة في المنطقة» في إشارة إلى التوتر القائم مع إيران في مضيق هرمز بين الخليج والمحيط الهندي مشيراً إلى أكثر من «300» حادث سنوياً بين القوات الإيرانية وسفن عسكرية أميركية تعبر مضيق هرمز «10 إلى 15 في المئة» منها «غير مهني» أو «خطير». وختم قائلاً إنَّ «إيران تهدف إلى أن تصبح القوة المهيمنة» في الشرق الأوسط.

المزيد في هذا القسم: