المرصاد نت - لقمان عبدالله
في ظل التصعيد الميداني واستمرار تعقّد مسار الحل السياسي في اليمن يكثر الحديث عن أن ساعة الحسم في الموصل غرب العراق قد اقتربت وأن «التحالف الدولي» يعدّ العدة ويتجهز مع حلفائه لبدء معركة الرقة في الشمال السوري.
وفي هذا الإطار تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة الخريطة الجغرافية والسياسية في تلك المنطقة بما يؤمن لها الحضور المباشر والسيطرة على الحدود (السورية ــ العراقية) لما بعد الانتهاء من تنظيم «داعش» في محاولة لحرمان دول الممانعة التواصل الجغرافي، وفك الارتباط في ما بينها.
يأتي ذلك بالتزامن مع تجهيز قوى العدوان (السعودي والإماراتي) لعملية كبيرة هدفها السيطرة على ميناء الحديدة في الساحل الغربي لليمن ومنع استفادة صنعاء من أهم مورد اقتصادي يوفر مقومات الصمود من الغذاء والدواء لملايين الناس. وفي موازاة ذلك كثرت التسريبات والأخبار والتقارير الغربية في المدة الأخيرة عن الخشية من أن يصير اليمن «ملاذاً مثالياً» للمتطرفين المنتمين إلى «داعش» والفارين من سوريا والعراق.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد شرعت في إجراء عمليات وغارات واسعة النطاق في اليمن بذريعة محاربة تنظيم «القاعدة». وقبل أسبوعين حطّت أربع طائرات نقل عسكرية أميركية في مطار عدن رجّحت التقارير أنها أفرغت حمولتها في إطار تعزيز الوجود الاميركي على السواحل اليمنية. ويوم أمس اعترفت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون بوجود قوات محدودة على الأراضي اليمنية في إطار الحرب ضد «القاعدة في شبه الجزيرة العربية».
كذلك كان المتحدث الرسمي باسم البنتاغون جيف ديفيس قد ذكر أن حكومة بلاده لا تزال «قلقة بشأن "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية وغيره من التنظيمات المتطرفة العنيفة العاملة في اليمن... على هذا النحو ومن أجل الدفاع عن مصالحنا ولا سيما ضد القاعدة يمكن لأعداد محدودة من القوات الأميركية أن توجد في بعض الأحيان داخل اليمن».
يذكر أن القوات العسكرية الأميركية في المنطقة قد قسمت قواتها (تشكيلات خاصة وفنية واستخبارية) إلى ثلاث مناطق جغرافية هي: شرق اليمن الذي يشمل محافظات حضر موت وشبوة والمهرة، وغرب اليمن ويشمل محافظات عدن ولحج وأبين والضالع، ومحافظات الوسط وتشمل البيضاء ومأرب.
مصادر مطلعة شككت في أن النية هي محاربة الإرهاب ولا سيما أن «القاعدة» في اليمن يتمتع بشبكة علاقات اجتماعية وقبلية وحتى سياسية إذ لا يجد الباحث صعوبة في اكتشاف العلاقة العضوية بين «القاعدة» وحزب «الإصلاح» الإخواني مع الاشارة إلى أن القادة والمنظّرين في كلا الطرفين تلقّوا علومهم الفكرية في مدارس الطرفين من دون فرق. كذلك لا يخفى على أحد أنه في جوانب عدة تتقاطع مصلحة «الإصلاح» مع «القاعدة» حتى التماهي بل إن بعض المحليين ينظرون إلى الأخير على أنه «الجناح العسكري للإصلاح».
وتشير المصادر إلى أنه لو أن لدى واشنطن جدية في حربها على «قاعدة اليمن» لكانت ضغطت على حليفتها الأقرب السعودية التي ترعى «الإصلاح» وتوفر ملاذاً آمناً في أراضيها لقادته، للضغط عليه لفك الارتباط بـ«القاعدة». كذلك تؤكد المعلومات أن زعماء القبائل الذين اجتمع بهم وليّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، في الرياض الأسبوع الماضي هم من القبائل القريبة من حزب «الإصلاح». وخلافاً لما نشر عن حفاوة الاستقبال والترحيب بالوفد فإن المعلومات تفيد بأن ابن سلمان وجّه لوماً شديداً إلى شيوخ القبائل متّهماً إياهم بالخذلان والجبن والفرار من المعركة رغم التقديمات الوفيرة من بلاده.
إضافة إلى ما ذكر من شكوك فإن الجيش الذي شكله هادي قد استوعب في تشكيلاته العسكرية ألوية بأكملها يحمل أفرادها الفكر السلفي الجهادي وقد شكلت العملية الانغماسية التي تبنّاها «القاعدة» في محافظة لحج منذ أسبوعين والتي أدت إلى مقتل 11 عنصراً من «القاعدة» كانوا بأجمعهم ضمن التشكيلات العسكرية الرسمية التي قاتلت في المخا ضد الجيش واللجان الشعبية فضيحة كبيرة سرعان ما عملت الأجهزة الرسمية على التستّر عليها وإخفاء معالمها.
في السياق يحاول «القاعدة» التكيّف مع التحولات السياسية والميدانية الجارية بما يؤمن له البقاء والاحتفاظ بقوته وبكادره وبالنسيج الاجتماعي والقبلي الذي يشكل الدعامة الرئيسية لوجوده، ويحسب التنظيم بنسبة يعتد بها الرؤية الدولية إليه وكيفية مقاربة الغرب له كما يحرص على تقيّد نشاطه ضمن سقف لا يستفزّ واشنطن وبما يؤهله لإعادة إنتاج نفسه وفق تطور الأوضاع.
من جانب آخر تدرك القوى الوطنية اليمنية في الجنوب والشمال أن الولايات المتحدة تحاول السيطرة على السواحل اليمنية لما تتمتع به من قيمة حيوية في الإقليم وقاعدة استراتيجية للسيطرة على البحار العميقة وما ادّعاء الحرب على «القاعدة» وزيادة وتيرتها إلا ذريعة للوجود على الأرض.
المزيد في هذا القسم:
- المرصاد ينشر تفاصيل وقوع جريمة استهداف الوزير بحسب الشهود العيان.. نفس آلية اغتيال الشهد شرف الدين تتكرر من حيث واقع ارتكاب الجريمة بحسب ذكر شهود تواجدوا في مسرح الجريمة الشهود العيان حكوا للمرصاد تفاصيل وقوع جريمة استهداف ال...
- الجرائم السعودية في اليمن من منظار القانون الدولي! المرصاد نت - متابعات 4 سنوات تشارِفُ على الانتهاء من عمر العدوان الذي تشُنُّه السعوديّةُ على اليمن ولا يزالُ نظامُها الذي بدأت تنخَرُه الأزماتُ متعطشاً ل...
- مقتل 25 إرهابياً من "داعش" بقصف جوي شمال العراق اعلن مصدر طبي عراقي وشهود عيان مقتل 25 إرهابياً اليوم الاثنين في ثلاث ضربات جوية استهدفت مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش" في محافظة نينوى شمال العراق. واكد مصدر ...
- العدوان السعودي الامريكي يستمر في تدمير البنيه التحتيه لبلدنا الحبيب اليمن استمراراً في تدمير البنية التحتية لبلدنا الحبيب اليمن ، غارات العدوان السعودي الصهيوأمريكي يستهدف مصنع الحديد الواقع في طريق الرجاع قبل دقائق بـعدن بغارة جوية ،...
- إجتماع للرباعية وتغطية أممية على جرائم العدوان السعودي في اليمن المرصاد نت - متابعات استضافت العاصمة البريطانية لندن أمس الاثنين اجتماع اللجنة الرباعية الدولية بالإضافة لسلطنة عمان وبحضور المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل و...
- ميليشيات الإمارات تقطع الطرقات في عدن المرصاد-متابعات تظاهر جنود ما تسمى النخبة الشبوانية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الخميس، في مدينة عدن المحتلة للمطالبة بص...
- إصابة 5 مدنيين بقصف مدفعي للتحالف السعودي جنوب الحُدَيْدَة! المرصاد نت - متابعات أكد مصدر أمني أن قوى العدوان خرقت اتفاق التهدئة واستهدفت منطقة الفازة بالتحيتا بقذيفة هاون أدت إلى إصابة خمسة مواطنين إصابة أحدهم خط...
- تشييع اثنين من شهداء مذبحة اب والمُشيعون يطالبون بالكشف عمن يقف وراء العملية . في موكب جنائزي مهيب شيع العشرات من أبناء إب القديمه جثامين اثنين من شهداء العملية الانتحارية وهم الشاب حمزة الغرباني (17) مؤذن الجامع الكبير. والشاب نبيل العزي&...
- طيران تحالف العدوان السعودي يشن سلسلة غارات على العاصمة صنعاء! المرصاد نت - متابعات شن طيران تحالف العدوان السعودي فجر اليوم السبت سلسلة غارات استهدفت العاصمة صنعاء ومحيطها وأوضحت مصادر أن طيران العدوان استهدف حديقة 21 سب...
- شهيدان و3 جرحى في غارات همجية للعدوان على الحديدة وصعدة المرصاد نت - متابعات وأصل طيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي صباح اليوم الاثنين 19 فبراير شن غارته الهمجية على عدد من مناطق محافظة صعدة . حيث أوضح مصادر ...